لجريدة عمان:
2025-05-01@23:23:42 GMT

هي الصوت مهما تلوّنت الأصداء

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

أجيال من الشباب العربي ولدت وكبرت وتفرقت بها السبل فلم تعرف لمفهوم القضية معنى سوى فلسطين، ولم تحمل هذه المفردة «القضية» ارتباطا بسياق إلا استحضرنا فلسطين، كما لم يكن للمقاومة ارتباط دلالي في ذاكرة الشباب العربي إلا وجاء متصلا بالدفاع عنها في استنكار ورفض للتسليم بنسيانها أو تناسيها، ولا لمفردة العدوان ارتباط إلا بإسرائيل احتلالا غاشما وتهجيرا قسريا لأهل الأرض من سكانها الأوائل، رغم مرور الوطن العربي بالكثير من القضايا الفارقة والمؤثرة على الصعيدين السياسي والاجتماعي إلا أن فلسطين تبقى صوت الوحدة العربي والإسلامي مهما تلونت الأصوات وتشعبت السبل.

رغم كل جهود إسرائيل العالمية للتطبيع وتوجيه الشعوب العربية لنسيان القضية بشغلهم بقضايا مصطنعة وحروب عبثية، وأعداء وهميين تماما كمراوح «دون كيشوت» الهوائية التي ظنها عمالقة مهاجمين، وتمر العقود فتتضاعف جهود إسرائيل في التركيز على انتزاع فلسطين بكاملها وتهجير أهلها بكل ما قد تحمل تلك الجهود من تجييش إعلامي مدعوم مكثّف لكافة الوسائل التقليدية وغير التقليدية، وعلاقات دولية ثنائية أو جماعية؛ إقليمية أو دولية، معلنة أو مستترة، وتوظيف صريح لطاقات القوى الناعمة ثقافيا كاللغة والرياضة وغيرها من جسور ثقافية دولية معلومة، وتحالفات أمنية عسكرية وأخرى اقتصادية معلنة أو مستترة كذلك.

وتمر السنوات وتتوالى العقود لتتبدل مستويات وعي الشعوب بقضية فلسطين وحق شعبها في وطنه، ومن عجب أننا نجد أن تعاطفا دوليا نشأ وتنامى بشكل جلي في أماكن مختلفة من العالم الغربي الذي كان مع إسرائيل برمته، وما ذلك التعاطف إلا تأسيس من قبل المعنيين بالقضية سواء من أهلها أو من القرّاء والباحثين الذين وصلوا انفعالهم الآني بفضول معرفي قادهم للبحث والتقصي بلوغا لمفاد من واقع القصة الحقيقية تاريخيا وإنسانيا، وواقعا منطقيا لا يقبل الشك أو الإنكار، ومن عجب أنه حين تكبر القضية غربيا فيتزايد مناصروها، ويكثر مؤيدوها تصغر أصداؤها في العالم العربي الإسلامي بين أجوف متسلق على مصداقيتها وتعاطف الناس معها ليصل إلى منافع شخصية، أو جاهل استجاب لآلة الترويج الإسرائيلية بأدوات عربية فمُسِخَ متحولا -لا إلى صامت أو ميت- بل إلى بوق مردد أكاذيب العامة في إسرائيل من أنها قضية فردية وليست جماعية، قضية شعب واحد لا أمة كاملة، والحق أقول: لم يَعْدُ هذا قصة «الثور الأبيض» الذي أُكِلَ حقيقة يوم تصفيقه لتصفية باقي أصحابه.

وتأتي لحظة مواجهة مدويّة صادمة لتختبر عقودا من التعاطف الشعبي الغربي، والاتحاد الشعبي العربي لتسقط قامات وترتفع هامات، وما تلك إلا لحظة إعلان المواجهة بين حماس وإسرائيل في إحدى تصادمات الواقع العربي (لا أقول الفلسطيني وحسب) يوم السبت الماضي مع الحرب التي أعلنتها إسرائيل في قطاع غزة ردا على هجوم حماس الذي أسمته «طوفان الأقصى» حاملا معه طوفانا حقيقيا من كل شيء، بين تكهنات عربية أو غربية، وتحليلات غربية وأخرى شرقية، عربية أو عبرية، مهاجمة أو متعاطفة أو مشككة في الهجوم وإمكانياته في تجاوز قدرات إسرائيل العسكرية والأمنية الاستخباراتية بأن ما هو إلا طعم تقدمه إسرائيل للعالم تبريرا لما تحاوله وتريده من تجريف للأرض تماما وتهجير أهالي غزة في ما تريد له أن يكون مشهدا لردة فعل لفعل سابق، متناسية ذاكرةً حقيقيةً لأمة بأكملها، ثم لشعب فلسطين بأن الحكاية لم تبدأ من هنا، وإنما بدأت منذ ما يزيد عن ربع قرن من المآسي المتوالية في محاولات مستمرة لخلق كيان حقيقي لمتغيرات زائلة لا محالة.

ومع التكهن بالمؤامرة وتحليل تشكلات الحرب من قبل أحلافها في كل مكان تتزايد الأطروحات وتتبدل درجات الوعي، وتتغير التعاقدات لما قد يظهر أو يتراءى أو يتماهى، أو حتى يخفى من تقنع الساسة بألف وجه، وتلبس الإقطاعيين بألف زي سعيا لمنالهم الشخصي ومصالح دولهم أو مؤسساتهم المرسومة.

سواء كانت مواجهة السبت كمينا مصنوعا أم مقاومة حقيقية، فإن اليقين في أن القضية قضية حقيقة أمر لا جدال فيه ولا مراء، ولم يبق حينها لأي متلوّن إلا الخباء حتى يعبر الرعاء فـ(لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)، أما الجهر بالجهل أو التجاهل من عربي في مثل هذا التوقيت ما هو إلا عداء معلن، واستلاب مستهجن لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال؛ إذ يمكننا مناقشة أساليب الدعم إنسانيا واجتماعيا وثقافيا أو حتى عسكريا إن أمكن مع الاستفادة من دروس العقود الماضية في ضرورة الحذر من إغناء الأفراد على حساب قضية إنسانية جماعية، ويمكننا اقتراح وسائل للتحليل أو طرق للتعبير، كما يمكننا الاختلاف أو الاتفاق مع الحاصل من واقع الحرب الحالية، أما المأمول فلا يمكن أن يكون أقل من نصرة كاملة لقضية عادلة مهما تقادمت أو تبدلت أشكال وألوان وأصداء معتنقيها أو أسلحة مناهضيها.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة والآثار يواصل لقاءاته المهنية في معرض سوق السفر العربي بدبي ويبحث تعزيز التعاون مع شركات طيران دولية

عقد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، سلسلة من اللقاءات المهنية مع عدد من رؤساء مجالس الإدارة والمسئولين التنفيذيين لعدد من شركات الطيران العربية والدولية، بالإضافة إلى لقاءات مع مستثمرين وشركات عاملة في مجال إدارة وتشغيل الفنادق وذلك في إطار مشاركته بمعرض سوق السفر العربي (ATM 2025) المُقام حاليًا في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وشملت لقاءات قيادات شركات الطيران العربية والدولية، كل من المهندس بدر المير رئيس الخطوط الجوية القطرية، وستيفن جرينواي الرئيس التنفيذي لشركة فلاي أديل، وكاميل كايا المدير التجاري لشركة AJet للطيران.

وخلال هذه اللقاءات، تم بحث تعزير آفاق التعاون المشترك لدعم وزيادة حركة السياحة الوافدة إلى المقصد المصري من مختلف الأسواق العالمية، إلى جانب مناقشة الرؤى والخطط التشغيلية المستقبلية لهذه الشركات لمواكبة الطلب المتنامي على الوجهات السياحية في مصر.

كما تم استعراض فرص الاستفادة من برنامج تحفيز الطيران الجديد الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار لدعم وتشجيع تشغيل رحلات الطيران العارض من الأسواق المستهدفة، بما يسهم في رفع معدلات الإشغال وزيادة التنافسية السياحية لمصر على الساحة الدولية.

وخلال هذه اللقاءات أكد وزير السياحة والآثار حرص الوزارة على تعزيز التعاون مع شركاء النقل الجوي بما يسهم في تسهيل الوصول إلى المقصد المصري وتوسيع نطاق الأسواق المصدرة للسياحة، مشيرًا إلى أن برنامج تحفيز الطيران يعد أداة استراتيجية لتحقيق هذا الهدف ودعم جهود الترويج السياحي المتكامل.

ومن جانبهم، أعرب مسئولو شركات الطيران عن اهتمامهم بتوسيع شبكة رحلاتهم إلى عدد من المدن السياحية المصرية، من بينها شرم الشيخ، الغردقة، العلمين، والأقصر، إلى جانب استعدادهم لتنفيذ حملات ترويجية مشتركة مع الوزارة.

كما استعرضوا ما يقومون بتنفيذه من سياسات للربط الجوي الفعال مع العديد من المدن السياحية المصرية، مؤكدين على أن المقصد المصري يعد وجهة سياحية ذات جاذبية استثنائية لعملائهم، ويتطلعون إلى توسيع أعمالهم نحو المدن السياحية المصرية بما يتماشى مع خططهم التنموية.

وفي السياق ذاته، عقد الوزير اجتماعًا مع ممثلي شركة صحبة لإدارة الفنادق (Sohba Hospitality Management)، حيث تم خلال اللقاء استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في مجال إقامة وتطوير المنشآت الفندقية.

وأكد الوزير خلال اللقاء على أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي، لا سيما في مجال الفنادق، لما له من دور محوري في زيادة الطاقة الاستيعابية للأعداد السياحية في ضوء الطلب المتنامي على المقصد السياحي المصري. كما أشار إلى التسهيلات الحكومية والمبادرات التمويلية التي تم اعتمادها مؤخرًا لتيسير عمليات إنشاء وتطوير الغرف الفندقية في مصر.

وأوضح الوزير أنه يجري حاليًا الإعداد لإطلاق بنك للفرص الاستثمارية السياحية، يتضمن خريطة موحدة للمشروعات المتاحة للترويج لها محليًا ودوليًا، بما يتيح للمستثمرين التعرف على الفرص الواعدة بمختلف مناطق الجمهورية. كما استعرض المخطط الاستراتيجي الجاري تنفيذه لتطوير المنطقة الممتدة من مطار سفنكس الدولي حتى منطقة سقارة، والتي تشمل منطقة أهرامات الجيزة والمنطقة حول المتحف المصري الكبير، والمقرر افتتاحه رسميًا يوم 3 يوليو المقبل، بما يعزز من جاذبية المنطقة للاستثمار السياحي والخدمي، مع الالتزام التام بالمعايير التنسيقية والحضارية الموضوعة من قِبل منظمة اليونسكو.

وتطرق اللقاء أيضًا إلى نمط الإقامة المستحدث المعروف بـوحدات شقق الإجازات (Holiday Homes)، حيث أشار الوزير إلى صدور الضوابط المنظمة لترخيص هذا النمط الفندقي الجديد بما يضمن جودة وسلامة الخدمة المقدمة.

كما ناقش الجانبان فرص التوسع الفندقي في عدد من المناطق ذات الأولوية السياحية مثل مدينة الغردقة، ومنطقة الساحل الشمالي، ومدينة مرسى علم، والتي تمثل جميعها وجهات واعدة تتوافر بها فرص حقيقية لإنشاء منشآت فندقية جديدة تواكب الطلب السياحي المتزايد.

وقد شارك في حضور هذه اللقاءات المهندس أحمد يوسف مساعد وزير السياحة والآثار لشئون الإدارات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وأحمد نبيل معاون الوزير للمتابعة والطيران.
 

IMG-20250430-WA0044 IMG-20250430-WA0042 IMG-20250430-WA0039 IMG-20250430-WA0036

مقالات مشابهة

  • العفو الدولية تؤكد ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية ضد غزة
  • قضية دولية تضع أمل كلوني على رادار العقوبات الأميركية
  • وزير السياحة والآثار يواصل لقاءاته المهنية في معرض سوق السفر العربي بدبي ويبحث تعزيز التعاون مع شركات طيران دولية
  • منظمة العفو الدولية: “إسرائيل” ترتكب إبادة جماعية على الهواء مباشرة
  • العفو الدولية: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية على الهواء مباشرة
  • العفو الدولية: “إسرائيل” ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة
  • العفو الدولية: “إسرائيل” ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة على مرأى العالم
  • منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة
  • العفو الدولية: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة على مرأى العالم
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب