أحمد سالم يكتب: فطنة مصر.. وميزان الغرب الأعوج
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
لا أسخف مما نُطالعه في هذا التوقيت عبر منصات الإعلام الغربي، ولا تناقضًا مفضوحًا وسياسات أكثر اعوجاجًا والتواءً مما نراه من أمريكا وأوروبا تجاه ما يدور الآن في غزة.
الحقيقة تبدو واضحة للجميع، والموقف يتحدث عن نفسه دون مقدمات أو شروح، لكن العين العوراء لا ترى إلى من جانب واحد فقط، ولو جاوز هذا الجانب الحقيقة إلى التضليل والكذب.
عجيبٌ ميزان الغرب المختل، وألسنتهم التي لا تصدِّقها عقولهم، وضمائرهم التي ماتت قبل أن تولد، وأصواتهم التي استعذبت الكذب، وعيونهم التي عميَت عمدًا، والأسوأ من ذلك التبجُّح علنًا بتهجير الفلسطينيين، وكأن الأرض تركة أسلافهم وميراث من خلفوهم.
لقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية، ومن بعدها العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، ليكشف لشعوب الشرق الأوسط الحقيقة الناصعة لشرور هذا العالم، والمصلحة التي تحكم الجميع على حساب الدم وجثث الأبرياء وقتل الأطفال، فالإنسانية عند هؤلاء لا تُرى إلا من طرف واحد، والضمير لا يتحرك إلا لخدمة المصلحة، والقتيل ضحية إن كان من جانبهم فقط.
الثورة والفوران الذي صاحب الهجوم الروسي على أوكرانيا، ومظاهره في أوروبا وحتى ملاعب الكرة، ظنناها جميعًا ثورة من أجل الإنسانية، لكن فلاديمير بوتين وحده كان يدرك أنها أصوات عوجاء لا تردعها إلا القنابل، فلم يُعر لها اهتمامًا ولم يتوقف عند صياحهم الأرعن وهياجهم السخيف حتى كفّوا عن ذلك.
وعادت الأيام لتثبت ذلك، عندما رأينا الرئيس الأوكراني، هذا الممثل الكوميدي الذي فشل في ملأ شاشات السينما تمامًا كفشله في إدارة أوكرانيا، خرج ليتضامن مع المحتل ضد صاحب الأرض في موقف تاريخي سيسجله كتاب التناقضات وحكاوي الفُكاهات في أرشيف الكوميديا السوداء والنُكت البلهاء.
هذه الظروف ساعدت أمريكا وإسرائيل، وبالكاد جاءت على طبطاب الساسة ومقاس المخطط المنشود لهم من أزمنة مديدة، فكان الضغطُ متعمدًا والتضييق مبررًا والقصف شديدًا من أجل سد كل المنافذ، ثم النداءات الموحدة والمتفق عليها لتهجير الأشقاء الفلسطينيين جنوبًا، ثم حشد أكبر عدد من الغزاويين على مقربة من الحدود مع مصر مع قطع وصول المساعدات الإنسانية لإحداث كارثة إنسانية تستدعي فتح الحدود وإدخال أهل فلسطين من غزة إلى سيناء.
وكم هي سياسة غبية لإسرائيل التي تعلم جيدًا أن على الطرف الآخر مصر، وأن مصر تدرس الموقف منذ اللحظة الأولى ومصر لن تدع غزة وأرض فلسطين فارغة لتدنسها أقدام الاحتلال تحت أي وسيلة، ومصر لم ولن تستجب لمثل هذا المخطط الذي يمنح إسرائيل غزة على طبق من ذهب، ويمنحها أيضا ذريعة التدخل في أراضينا تحت ذرائع شتى وحجج مُعد لها مسبقًا مع أمريكا.
مصر وقفت موقفًا للتاريخ، داعمًا للقضية الفلسطينية ومتمسكًا بحق الفلسطينيين في أرضهم، وأرغمت الجميع على بقاء غزة تحت السيادة الفلسطينية، ودعمت الغزاويين للتمسك بأرضهم وعدم الجلاء عنها، ولعلهم فطنوا للخطة وتعلموا من دروس التاريخ.
مصرُ أيضًا خاضت اللعبة بذكاء المستقرئ وفطنة العالم، وبالبلدي وسياسة "سيب وأنا سيب" فحشدت سلاسلًا من المساعدات الإنسانية عند معبر رفح من الجانب المصري، ورفضت عبور أي رعايا أجانب إلى أراضيها إلا بعد دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لإغاثة المتضررين وإنقاذ حياة الآلاف من الأسر والأطفال.
ويعلم القاصي والداني، أن مصر ستنجح في مخططها لوقف العدوان على غزة، كما حدث من قبل عندما دخلت شاحنات الإغاثة وأطقم الإسعافات الطبية المصرية، فكفت إسرائيل أيادي البطش وتراجعت منسحبة خشية أن يطال أي مصري أذى أو ضرر.
القضية الفلسطينية في عين وقلب وضمير كل مصري، وكل عربي، والفلسطينيون سينتصرون في النهاية، هذا وعدُ الله، ولن يُخلف الله وعده.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد سالم القضية الفلسطينية غزة
إقرأ أيضاً:
الخوف.. الشعور الذي جلب التأتأة والمعاناة لأحمد
كما يعرّف استشاري الطب النفسي "الفوبيا" بأنها خوف شديد جدا يؤثر على الإنسان وعلى حياته وجسمه، ويمنعه من ممارسة أنشطته المعتادة، فمثلا الذي يخاف من طبيب الأسنان يصبح يخاف من كل شخص يرتدي الثوب الأبيض.
أما "التروما" فهي -حسب الاستشاري نفسه- حادثة قاسية جدا وفوق العادة، وتؤثر في الشخص بطريقة فظيعة، ومن أعراضها أن الشخص يعيش الحدث مرتين أو 3 مرات أو حتى بعد شهر أو سنوات، ومن حيث لا يدري يشعر فجأة بأن ضربات قلبه تزداد ويديه ترتجفان ويتعرق.
ويقول الدكتور خالد عطاس -مقدم برنامج "أنت"- إن الطريق الأسلم لتعاطي الشخص مع مخاوفه ومع كل شيء هو الحوار الدائم بين مركز العاطفة ومركز العقل في الدماغ.
واستعرض برنامج "أنت" تجربة أحمد مهنا، مؤسس نادي محاربي التأتأة، الذي يقول إن كلبين هاجماه عندما كان طفلا، مما جعل حياته تنقلب إلى تعاسة، بعد أن أصبح يتأتأ في الكلام بشكل كبير جدا، ويتعرض للتنمر في المدرسة.
ويؤكد أحمد أن حالة التأتأة لازمته حتى مرحلة الجامعة، ويروي أن أحد الأساتذة لم يحترم وضعه وسأله أمام جميع الطلاب: "أين تقريرك الطبي؟".
وبقي أحمد 3 سنوات وهو أبكم، ورفض الجميع توظيفه بعد تخرجه، ويقول إنه قرر بعدها أن يوقف مأساة التأتأة في حياته، وكانت البداية أنه اقتنع بأن الخوف يمنع خروج الأحرف من لسانه، فبدأ في استخدام بعض الطرق للعلاج.
ومن الطرق التي استخدمها أحمد أنه لم يعد يخجل من تأتأته، وبدأ يخبر بنفسه الآخرين وبكل ثقة بأنه يتأتئ، وكان يكلم في اليوم 300 شخص. وكانت النتيجة أن أحمد -حسب ما يروي بنفسه- شعر أن كرة سوداء كبيرة نزلت من مخه إلى صدره وخرجت عبر رجليه.
26/11/2024