الشرطة البريطانية تحقق مع نساء يرتدين صور الطائرات الشراعية في مسيرة لندن
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
كشفت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية النقاب عن أن الشرطة في المملكة المتحدة تسعى للعثور على امرأتين شوهدتا ترتديان صور طائرات شراعية في المسيرة التضامنية مع الفلسطينيين في مواجهة الحرب الإسرائيلية أمس السبت في لندن.
وشارك نحو ربع مليون متظاهر أمس السبت في مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة بينما يقصف الجيش الإسرائيلي المنطقة.
وتمت مشاركة صور ولقطات لشخصين يحضران الحدث على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن ظهر أنهما كانا مثبتتين على أكتافهم صور لطائرات شراعية.
واستخدمت حماس الطائرات الشراعية خلال هجومها على إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل حوالي 1300 إسرائيلي.
وقد أصدر ضباط شرطة العاصمة الذين يحققون في جريمة تتعلق بالنظام العام الآن صورة للمرأتين على أمل التعرف عليهما.
وقد نظمت مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في مانشستر وليفربول وإدنبرة يوم السبت واليوم الأحد في مدينة بيرمنغهام.
ووفق "الأندبندنت" فقد تم إلقاء القبض على سبعة خلال مظاهرة لندن، أربعة منهم في انتهاك لقانون العدالة الجنائية والنظام العام، واثنان بسبب جرائم النظام العام وواحد بسبب الأضرار الجنائية.
وقالت شرطة العاصمة البريطانية إنه في المساء، كانت هناك جيوب صغيرة من الفوضى في ميدان الطرف الأغر، حيث عولج تسعة ضباط من إصابات طفيفة. يقوم الضباط الآن بمراجعة اللقطات والمواد الأخرى من الاحتجاج وعواقبه بحثًا عن أي جرائم جنائية أخرى.
وقال بيان صادر عن مترو الأنفاق: "إن الضباط الذين يحققون في جريمة تتعلق بالنظام العام يرغبون في التعرف على امرأتين حضرتا الاحتجاجات أمس؛ في الوقت الحاضر لدينا فقط صورة "من الأمام" للمرأة ذات الرداء الأحمر.
ووفق الصحيفة فإنه منذ نهاية الأسبوع الماضي، كان هناك ارتفاع في الحوادث المعادية للسامية والإسلاموفوبيا التي تم الإبلاغ عنها إلى شرطة العاصمة. وزادت القوة من وجودها في الشوارع للتعامل مع التوترات الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وحماس.
قبل الاحتجاجات يوم السبت، قال نائب مساعد المفوض لورانس تايلور: "إن دورنا كخدمة مستقلة ومحايدة هو تحقيق التوازن بين الحق في الاحتجاج القانوني مع التعطيل المحتمل لسكان لندن".
وأضاف: "ليس من حق الناس التحريض على العنف أو الكراهية. والقانون واضح في أن دعم المنظمات المحظورة أمر غير قانوني".
وتابع: "سيتم اعتقال أي شخص يرفع علمًا يدعم حماس أو أي منظمة إرهابية محظورة أخرى... لن نتسامح مع الاحتفال بالإرهاب أو الموت، ولن نتسامح مع أي شخص يحرض على العنف".
ولليوم التاسع، يواصل الجيش الإسرائيلي، استهداف قطاع غزة، بغارات جوية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين، وسط محاولة إسرائيلية لتفريغ المنطقة الشمالية من غزة من سكانها.
وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وأسفرت عملية حركة "حماس" عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 3526 وأسر ما يزيد عن مئة آخرين، وفقا لمصادر رسمية إسرائيلية.
وتشهد العديد من من العواصم الغربية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مظاهرات شعبية عارمة مطالبة بوقف الحرب، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي بدأت السلطات الغربية في فرضها على المتضامنين مع فلسطين.
Police appeal to find women at pro-Palestine march who wore paraglider pictures after Hamas massacre | The Independent
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطينيين مظاهرات بريطانيا مظاهرات فلسطين متابعات سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
في رمضان .. نساء غزة بين أنقاض الحرب ومعركة البقاء
على مقربة من فرن الطين البدائي الصنع، تجلس أم محمود ذات الثلاثة والخمسين عامًا، تشعل بعض الأخشاب المتناثرة على ركام المنازل المدمرة، وتعد طعامًا للصائمين، ويتداخل بجوارها أصوات الأطفال الذين يلعبون كرة القدم في مكان لا يصلح لهذا الأمر إطلاقًا.
وتحاول هذه المرأة بكل ما أوتيت من قوة أن تعد وجبة إفطار بسيطة لعائلتها المكونة من عشرة أفراد، وبجوارها كيس من الأرز وما تبقى من بعض الخضروات التي تلقتها من المساعدات الغذائية الشهرية.
وتقول أم محمود بصوت محشرج بينما تتصاعد رائحة خبز محترق من فرن الطين المجاور لها: "رمضان شهر الخير والبركة، لكن ما باليد حيلة، الأوضاع صعبة للغاية، كنا في الماضي نقول: سيأتي رمضان ويأتي الخير معه، لكن للأسف، توقفت المساعدات وأُغلق المعبر منذ بداية رمضان، وهذا هو رمضان الثاني ونحن في حالة حرب، بيوتنا تدمرت، وحالنا تغير، وزوجي استشهد في الشهر الأول للحرب، ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش دور الأب والأم معًا، والأعباء ثقيلة، والأوضاع تتدهور من سيء إلى أسوأ".
تناولت أم محمود ورقة لتمسح بها دموعها وهي تدس أعواد الخشب تحت طعامها قبيل موعد الإفطار بقليل، ثم أضافت قائلة: "نحن لسنا بحاجة إلى الكثير، فقط بعض الغذاء والدعم لنتمكن من إطعام أطفالنا ومواجهة متطلبات شهر رمضان بكرامة".
وتشكل المرأة الفلسطينية نصف المجتمع وعموده الفقري، حيث بلغت نسبتها 49% من إجمالي عدد السكان في فلسطين مع نهاية العام 2024 حسب مركز الإحصاء الفلسطيني، بما يعادل 2.71 مليون أنثى، توزعن بواقع 1.65 مليون في الضفة الغربية و1.06 مليون في قطاع غزة، وتؤدي المرأة الفلسطينية دورًا حيويًا في مختلف مجالات الحياة؛ فهي شريكة أساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أنها ركيزة مهمة في تعزيز الصمود الوطني ومواجهة التحديات التي يفرضها الواقع الفلسطيني.
الحياة أصبحت لا تطاق في ظل إغلاق المعابر وارتفاع أسعار السلع
على مقربة منها، تصطف مجموعة من نساء الحي المدمر أمام فرن الطين في انتظار دورهن لخبز الأرغفة مقابل بضع شواكل تحصل عليها الشابة أم يزن ذات الـ33 عامًا، وتجلس أمام الفرن تضع رغيفًا تلو الآخر بينما تدس لها أختها الحطب وبعض قصاصات الكرتون بين الفينة والأخرى، وتمسك أم يزن سيخًا من الحديد المقوى تحرك به الأرغفة للحصول على لونها الذهبي، بينما تنطلق رائحة لذيذة للخبز الطازج، وتقول أم يزن: "لتخفيف من أعباء مصاريف شهر رمضان المبارك، قمت بإنشاء هذا الفرن، أقوم بإشعاله منذ الصباح الباكر، ونساء الحي يحفظن أدوارهن، تأتي كل واحدة منهن للخبز وأحصل بالمقابل على مبلغ مقابل عدد الأرغفة التي أخبزها، لا يوجد مخبز قريب من المنطقة، الآن سعر الدقيق ارتفع بشكل كبير بسبب إغلاق المعابر، والناس في حيرة من أمرهم ما بين دفع النقود لشراء المستلزمات الضرورية أو ترميم بعض الأشياء داخل البيوت، صعوبة الحياة أصبحت لا تطاق".
كانت تتحدث بينما تؤكد النساء المستمعات قولها إن الأوضاع المعيشية أصبحت صعبة للغاية ولا يمكن تحملها.
هؤلاء النسوة لسن الوحيدات اللواتي يواجهن هذه الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من 65% من السكان تحت خط الفقر، وتتحمل النساء العبء الأكبر في إدارة شؤون الأسرة خلال شهر رمضان.
ومع شح المساعدات الغذائية وارتفاع أسعار المواد الأساسية، أصبحت مهمة إعداد مائدة الإفطار والسحور، تشكل تحديًا يوميًا يتطلب إبداعًا وصبرًا لا حدود لهما.
وبين الجوع والمسؤولية، تتعاظم التحديات أمام النساء، ويتجلى ذلك في حالة أم يزن التي قالت: "كل يوم في رمضان هو عبارة عن معركة، متطلبات كثيرة وما باليد حيلة"، ثم أشارت وهي تفرك يديها المتشققتين من العمل الشاق أمام الفرن وحرارته المرتفعة إلى الخيمة التي أقامتها فوق أنقاض مسكنها المهدم بعد رحلة نزوح ما بين دير البلح ورفح ومواصي خانيونس استمرت أكثر من 15 شهرًا، وقالت: "أحاول أن أوفر وجبة واحدة على الأقل تحتوي على بعض البروتين كل أسبوع لتغذية أطفالي الصغار والصائمين، لكن في كثير من الأحيان، نعتمد على بعض الخضروات والبقوليات فقط بسبب غلاء الأسعار".
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتأمين غذائهم اليومي، ومع تقلص هذه المساعدات بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية، أصبحت النساء الفقيرات في مواجهة مباشرة مع خطر الجوع وسوء التغذية.
كما أظهرت تقارير المركز الإحصاء الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس أن 13,901 امرأة فلسطينية تواجه واقعًا مأساويًا بعد فقدان أزواجهن نتيجة حرب الإبادة الجماعية، ليصبحن المعيلات الوحيدات لأسر حرمت من عائلها الأساسي، حيث تتحمل هؤلاء النساء أعباءً ثقيلة لتأمين لقمة العيش ورعاية الأبناء، في ظل ظروف اقتصادية خانقة تفاقمت بفعل الحصار والدمار.
وإضافة إلى صعوبة الحفاظ على استقرار الأسر، فإنهن يواجهن تحديات مضاعفة في إعالة عائلات فقدت سندها، وتربية أطفال بين أنقاض المنازل، في ظل شحّ الموارد الذي يفاقمه الحصار.
وأوضح "الإحصاء"، في بيان استعرض أوضاع المرأة الفلسطينية عشية يوم المرأة العالمي أنه على مدار 471 يومًا من العدوان على قطاع غزة وحتى يومنا هذا، ما زالت المرأة الفلسطينية تواجه تحديات جسيمة للتعافي واستعادة الحياة الطبيعية.
المرأة الفلسطينية بين جحيم العدوان وتحديات إعالة الأسرة.
وحسب ما ورد عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن النساء والأطفال شكلوا ما نسبته 69% من إجمالي الجرحى البالغ عددهم 111,759 جريحًا، كما أن 70% من المفقودين في قطاع غزة نتيجة العدوان هم من النساء والأطفال، حيث بلغ عددهم 14,222 مفقودًا.
ونظرًا لحجم التحديات الجسيمة التي تواجهها النساء في قطاع غزة، تبقى هناك حاجة ماسة إلى تدخلات إنسانية عاجلة، من خلال دعم المنظمات الإغاثية وزيادة الوعي بحقوق النساء، من أجل التخفيف من معاناتهن وإعادة الأمل إلى حياتهن.