أبدت قطر استعدادها للوساطة بين واشنطن وحماس

مع تصاعد القتال والحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ تركيز جهود الوساطة منصبا على دفع الجانبين إلى البدء في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل محتمل للأسرى والمخطوفين.

ويقول مراقبون إن الجولة الأولى من المحادثات ترمي إلى الوقوف حيال واقعية إبرام تبادل للأسرى والمخطوفين تشهد الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين  والأجانب الذين تحتجزهم حماس  في  قطاع غزة  مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وأبدت مصر - أولى الدول العربية التي وقعت على اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979 وتتقاسم الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة – استعدادها للتوسط بين طرفي الأزمة.

ولم يتوقف الأمر على  مصر  بل دخلت تركيا على خط الوساطة في ضوء تحسن علاقاتها مع  إسرائيل  وعلاقاتها الوثيقة مع  حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

بيد أن مراقبين يرون أن عودة  قطر  التي توسطت في السابق بين حماس وإسرائيل في عدة جولات كان أخرها عام 2014، إلى طاولة المفاوضات يضيف زخما جديدا إلى جهود التهدئة.

يأتي ذلك رغم أن قطر قد جمدت علاقاتها مع إسرائيل عام 2009 ومازالت الممول الرئيسي للحركة الإسلاموية المسلحة. وحمّلت قطر إسرائيل مسؤولية هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل حوالي 1300 شخص.

لكن مع تجدد الصراع من هجوم حماس، قال مصدر مطلع لرويترز إن وسطاء قطريين أجروا اتصالات عاجلة مع قيادات في حركة حماس لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين تحتجزهم الحركة في غزة مقابل إطلاق سراح 36 امرأة وطفلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية لرويترز انخراطها في  محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين  تشمل تبادلا محتملا للأسرى. وأضاف المصدر المطلع على سير المحادثات أن المفاوضات التي تجريها قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة "تمضي بشكل إيجابي".

وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية لرويترز دون الخوض في تفاصيل "نحن على اتصال مستمر مع كل الأطراف في الوقت الراهن. أولوياتنا هي وقف إراقة الدماء والإفراج عن الأسرى والتأكد من احتواء الصراع قبل أن يتوسع في المنطقة".

وقال مسؤول إسرائيلي لرويتزر إنه "لا توجد مفاوضات جارية". وقال المصدر المطلع على المحادثات التي تقودها قطر بين حماس وإسرائيل لرويترز "لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأمور اللوجستية أو آلية للإفراج".

وردا على سؤال عن تنسيق الولايات المتحدة مع قطر بشأن تبادل محتمل للأسرى، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى مكالمة هاتفية جرت السبت بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري اتفقا فيها على "بقاء التنسيق بشكل وثيق".

من جانبها، أشارت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن، إلى أن قطر تعد وسيطا حيويا بين إسرائيل وحماس.

بثت قناة الجزيرة كلمة رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الذي اشاد فيها بالهجوم الإرهابي للحركة على إسرائيل

وفي مقال نشره موقع تشاتام هاوس، أضافت إنه ينبغي لدول الشرق الأوسط أن تأخذ زمام المبادرة في جهود وقف التصعيد.

وفي حوار مع DW، أوضحت فاكيل أن قطر "لديها علاقات براغماتية منذ وقت طويل حيث استخدمت حوافز مالية لإدارة وتهدئة جولات مختلفة من التوترات والعمليات العسكرية بين إسرائيل وحماس. قطر تعد وسيطا بالسليقة لتأمين حياة الرهائن وإيجاد نقاط لبدء خطوات خفض التصعيد وحماية الأشخاص على الأرض مع تفاقم المشكلة الإنسانية."

علاقات قطر مع كافة الأطراف السياسية

بدوره يرى غيدو شتاينبرغ، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ومقره في برلين، أن دور الوساطة القطرية في الصراع الحالي يعد ممكنا ومناسبا بالنظر إلى علاقات الدوحة القوية مع كافة الأطراف المتصارعة.

يشار إلى أن قطر تحتضن أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي عمدت فيه إلى تحسين علاقاتها مع العدو اللدود لواشنطن، إيران، التي تعد أحد الداعمين الرئيسيين لحركة حماس.

وقبل هجوم حماس، ساعدت الوساطة القطرية في إبرام صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن وتحويل أرصدة إيرانية بقيمة 6 مليارات دولار كانت مجمدة في إطار العقوبات من سويسرا إلى الدوحة.

لكن بعد الهجوم، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الخميس (12 أكتوبر / تشرين الأول) بحدوث تفاهم بين قطر والولايات المتحدة يقضي "بمنع وصول هذه الأموال إلى طهران".

وفيما يتعلق بحماس، تستضيف قطر المكتب السياسي للحركة التي تدير قطاع عزة، فيما يتنقل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، بين الدوحة وأنقرة منذ عام 2020.

وفي مقابلة مع DW، قال شتاينبرغ، الذي ألف عدة كتب عن الإرهاب في الشرق الأوسط، إن قناة الجزيرة الممولة من الحكومة القطرية أذاعت كلمة متلفزة لإسماعيل هنية أشاد فيها بهجوم حماس في بث مباشر مدته 30 دقيقة "دون أي تعليق من مسؤولي التحرير بالقناة".

وذهب الباحث إلى القول بأن هنية "يُفترض أنه كان على علم مسبق بالهجوم مما يعني أن بعض المعلومات على الأقل حول الهجوم الوشيك كانت متاحة في الدوحة"، لكنه شدد على أنه "لا يمكن الإدعاء بأن الحكومة القطرية كانت على علم مسبق بالهجوم."

المستشار الألماني أولاف شولتس يؤكد لأمير قطر أن "حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامة الرهائن"

"علاقات ضعيفة"

وتتفق مع هذا الرأي سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في فرع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، رغم أنها ترى سببا آخرا وراء عدم تمكن قطر من معرفة هجوم حماس مسبقا.

وفي مقابلة مع DW، قالت إن قطر "قد وافقت على  تحجيم علاقاتها مع حماس إلى الحد الأدنىكجزء من اتفاق المصالحة مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر عام 2021 والذي أنهى عزلة قطر التي استمرت أربع سنوات".

وأضافت "شمل ذلك وقف التدفقات المالية إلى قطاع غزة. وعلى وقع ذلك، لم يعد لدى قطر نفوذها الكبير على حماس كما كان في السابق"، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يلقى بظلاله على نفوذ قطر على الحركة عند الجلوس على طاولة المفاوضات.

وقالت إن أهمية قناة الجزيرة باتت محدودة مقارنة بسابق عهدها، مضيفة: "مازالت القناة أداة قوية، لكنها ليست بنفس القوة التي كانت عليها قبل وسائل التواصل الاجتماعي".

وربما من اللافت الإشارة إلى أن الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، شقيقة أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، قد لجأت إلى منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن أسفها لما يحدث في قطاع غزة.

ففي منشور على حسابها على موقع انستغرام الذي يحظى بمتابعة أكثر مليون شخص، نشرت الشيخة المياسة صورة متحف قطر الوطني وهو يتزين بالعلم الفلسطيني مصحوبا بعبارة "اللهم استودعناك فلسطين وشعبها".

يأتي ذلك في وقت قال فيه وزير الاتصالات الإسرائيلي الأحد (15 أكتوبر/ تشرين الثاني) إنه يسعى للحصول على موافقة مجلس الوزراء على مقترح بإغلاق مكتب قناة الجزيرة، واتهم القناة الإخبارية القطرية بالتحريض المؤيد لحركة حماس وتعريض الجنود الإسرائيليين لخطر هجمات محتملة من غزة.

وقال الوزير شلومو قرعي إن اقتراح إغلاق قناة الجزيرة درسه مسؤولون أمنيون إسرائيليون ويقوم بدراسته خبراء قانونيون، مضيفا أنه سيعرضه على مجلس الوزراء في وقت لاحق. ولم يكن لدى الجزيرة أو الحكومة في الدوحة تعليق فوري.

وقال قرعي لراديو الجيش الإسرائيلي: "هذه محطة تحرض، هذه محطة تصور القوات في مناطق التجمع (خارج غزة)... تحرض ضد مواطني إسرائيل - بوق دعائي". وأضاف: "من غير المعقول أن تمر رسالة المتحدث باسم حماس عبر هذه المحطة". وتابع: "آمل أن ننهي ذلك الأمر اليوم". ولم يتضح ما إذا كان تعليقه الأخير يشير إلى مناقشة الاقتراح في مجلس الوزراء أو تنفيذ الإغلاق.

جنيفر هولايس / م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: قطر حركة حماس الإرهابية قطر حركة حماس الإرهابية الشرق الأوسط قناة الجزیرة علاقاتها مع بین إسرائیل هجوم حماس قطاع غزة أن قطر إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى يحيى السنوار؟

تقترب الحرب في غزة من إتمام عامها الأول، دون أن تحقق إسرائيل أهدافها الرئيسة المتمثلة في القضاء على حماس، أو تحرير الرهائن، وإن كان قد نجح في تحييد معظم عناصر حماس، وعدد من قادتها الأساسيين، وفق ما ذكرت البيانات الرسمية للجيش الإسرائيلي.

لكن الهدف الأبرز للجيش الإسرائيلي المتمثل في القضاء على زعيم حركة حماس يحيى السنوار، لم يتحقق بعد.
وفق تقرير جوليان بورجر في صحيفة "غارديان" لم يتمكن الملاحقون الذين يستخدمون التكنولوجيا المتقدمة والقوة الغاشمة من تحديد موقع فريستهم الحذرة بعد.
ويتساءل الكاتب، هل يؤدي موت السنوار أو القبض عليه إلى وقف الحرب؟

لقاء السنوار والأسرى

كانت مجموعة من الرهائن الإسرائيليين مختبئة في نفق في غزة بعد أيام قليلة من إخراجهم من منازلهم في السابع من أكتوبر )تشرين الأول(، عندما ظهر الرجل الذي خطط لاختطافهم من الظلام تحت الأرض.
كان شعره ولحيته رماديين، وكانت عيناه الداكنتان تطلان من تحت حاجبين أسودين كثيفين. كان وجهاً مألوفاً لهم من آلاف البرامج الإذاعية والقصص الصحفية: يحيى السنوار.
كان زعيم حماس في غزة الرجل الأكثر خوفاً في إسرائيل، حتى قبل أن يأمر بالغارة التي شنتها إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) والتي قُتل فيها 1200 شخص - ثلثاهم من المدنيين - واختطف 250 رهينة.

Israel’s prime target: the hunt for Hamas leader Yahya Sinwar https://t.co/9hKPeInLeC

— The Guardian (@guardian) September 14, 2024

وباللغة العبرية بطلاقة، التي أتقنها على مدى أكثر من 22 عاماً في أحد سجون إسرائيل، طمأنهم السنوار بأنهم آمنون وسيتم تبادلهم قريبا بالسجناء الفلسطينيين.
يوشيفيد ليفشيتز، وهي ناشطة سلام مخضرمة تبلغ من العمر 85 عاماً من كيبوتس نير عوز، تحدت زعيم حماس في وجهه.
قالت ليفشيتز لصحيفة "دافار" بعد إطلاق سراحها بعد 16 يوماً من الأسر: "سألته كيف لا يخجل من فعل شيء كهذا لأشخاص دعموا السلام طوال هذه السنوات؟ لم يجب، كان صامتاً".
ويظهر مقطع فيديو تم تسجيله على كاميرات أمنية تابعة لحماس في نفس الوقت تقريباً، في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وعثر عليه الجيش الإسرائيلي بعد بضعة أشهر، السنوار وهو يتبع زوجته وأطفاله الثلاثة عبر نفق ضيق ويختفي في الظلام.
كانت تلك آخر مرة يشاهد فيها الرجل الذي أطلق العنان لحرب غزة.
ووفقاً لمسؤولي الصحة في غزة، قُتل 41 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، في رد إسرائيلي مدمر أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع، ودفع 90% من السكان إلى النزوح عن ديارهم ودفع 2.3 مليون شخص إلى حافة المجاعة.

The large influential accounts who shared Hamas giving tea to the 85 years old hostages yesterday were only helping the murderous Hamas terrorists spread their propaganda.

Yochaved Lifshitz, who escaped captivity by the murderers and Nazis Hamas-ISIS: "They beat me, laid me on… pic.twitter.com/K3tiFlSwXw

— The Mossad: Satirical and Awesome (@TheMossadIL) October 24, 2023 الهدف الأبرز

وعلى الرغم من كل هذا، ظل الهدف الرئيسي للقصف الإسرائيلي طليقاً ولم يصب بأذى على ما يبدو، وفق التقرير.
لقد شملت عملية البحث عن السنوار، التي استمرت قرابة عام، مزيجاً من التكنولوجيا المتقدمة والقوة الغاشمة، حيث أظهر ملاحقوه استعدادهم للذهاب إلى أي مدى، بما في ذلك التسبب في خسائر بشرية عالية للغاية بين المدنيين، لقتل زعيم حماس وتدمير الدائرة الضيقة المحيطة به، بحسب الكاتب.
والصيادون هم فرقة عمل مكونة من ضباط استخبارات ووحدات عمليات خاصة من قوات الدفاع الإسرائيلية ومهندسين عسكريين وخبراء مراقبة تحت مظلة وكالة الأمن الإسرائيلية، المعروفة على نطاق واسع بأحرفها الأولى من اسمها العبري أو اختصارها "شاباك".
ووفق الصحيفة، على المستوى الشخصي والمؤسسي، يسعى هذا الفريق إلى التكفير عن إخفاقاته الأمنية التي سمحت بحدوث هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ولكن على الرغم من دوافعه، فقد فشل حتى الآن في تحديد هدفه.

"لو أخبرتني عندما بدأت الحرب أنه بعد أكثر من 11 شهراً سيظل على قيد الحياة، لكنت وجدت الأمر مدهشاً"، هكذا قال مايكل ميلشتاين، رئيس قسم الشؤون الفلسطينية السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان).
وأضاف: "لكن تذكر أن السنوار استعد لمدة عقد من الزمن لهذا الهجوم، وكانت استخبارات الجيش الإسرائيلي مندهشة للغاية من حجم وطول الأنفاق تحت غزة ومدى تطورها".
وتشير تقديرات جيش الدفاع الإسرائيلي إلى وجود 500 كيلومتر (300 ميل) من الأنفاق تحت غزة، وهي عبارة عن مدينة كاملة تحت الأرض.


والتحدي المهم الثاني، وفقا لبعض المسؤولين في المؤسسة الدفاعية على الأقل، هو أن السنوار من المرجح أن يحيط نفسه بدروع بشرية.
وقال رام بن باراك، نائب مدير الموساد السابق: "بسبب قضية الرهائن، فإننا حريصون للغاية فيما نقوم به، وأعتقد أنه لو لم تكن هناك مثل هذه القيود، لكان من الأسهل علينا أن نجده".

Released Israeli hostage Yocheved Lifshitz described on Tuesday her “nightmare” kidnapping ordeal that included being thrown over the back of a motorcycle, beaten by sticks and held in a “spiderweb” of wet tunnels after she was abducted from a kibbutz in southern Israel.… pic.twitter.com/we7n6ApDGh

— The Washington Post (@washingtonpost) October 24, 2023

سواء كان السنوار محاطاً بدرع بشرية أم لا، فإن الوجود المحتمل للرهائن لم يمنع جيش الدفاع الإسرائيلي من إسقاط قنابل قوية للغاية تزن 2000 رطل (900 كيلوغرام) على مخابئ يشتبه في أنها تابعة لحماس في الأسابيع الأخيرة.
ومن بين هدفي الحرب الرئيسيين، تضع حكومة نتانياهو تدمير حماس فوق إنقاذ الرهائن، وفق ما ذكر التقرير.

البحث مستمر

وقد ترك زعيم حماس الهارب وراءه ملابس وأكثر من مليون شيكل (أكثر من 200 ألف جنيه إسترليني) في رزم من الأوراق النقدية.
واعتبر البعض هذا بمثابة علامة على الذعر، على الرغم من أن التقديرات في النهاية تشير إلى أن زعيم حماس غادر قبل أيام قليلة من اقتحام القوات الإسرائيلية للمخبأ.
يقول التقرير إن الافتراض الذي افترضه متتبعو السنوار هو أنه تخلى منذ فترة طويلة عن استخدام الاتصالات الإلكترونية، وهو يدرك جيداً المهارات والتكنولوجيا التي يمتلكها مطاردوه.

BREAKING: The IDF just published footage showing Hamas leader Yahya Sinwar, the evil mind behind the October 7 massacre, escaping in a tunnel under the city of Khan Younis in southern Gaza.

He is accompanied with children which is a known Hamas tactic to protect the terrorists… pic.twitter.com/lbC3U8RE6P

— Hen Mazzig (@HenMazzig) February 13, 2024

لم يكن السنوار يدرس العبرية فقط في السجون الإسرائيلية، بل أيضاً عادات وثقافة عدوه.
وقال ميلشتاين الذي يعمل الآن في مركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب: "إنه يفهم حقاً الغرائز الأساسية والمشاعر العميقة للمجتمع الإسرائيلي. وأنا على يقين من أن كل خطوة يقوم بها تستند إلى فهمه لإسرائيل".
لا يزال السنوار يتواصل مع العالم الخارجي، وإن كان ذلك بصعوبة واضحة، وكثيراً ما توقفت المفاوضات الطويلة بشأن وقف إطلاق النار في القاهرة والدوحة أثناء إرسال الرسائل من وإلى القائد السري.
ومن بين الاحتمالات القوية أن السنوار يستخدم رسلاً للبقاء في القيادة، من بين مجموعة صغيرة ومتقلصة من المساعدين الذين يثق بهم، بدءاً من شقيقه محمد، وهو قائد عسكري كبير في غزة.

كيف يمكن الوصول إلى السنوار؟

وفق التقرير، فإن الأمل الذي يراود الفريق الذي يطارد السنوار هو أن الحاجة إلى الاتصال بآخرين لإصدار الأوامر والسيطرة على مفاوضات الرهائن، سوف تثبت في نهاية المطاف أنها سبب هلاكه، تماماً كما قاد رسل المتتبعين الأميركيين على مدى عدة سنوات إلى مخبأ أسامة بن لادن في أبوت آباد في باكستان.
ويعتقد أن أحد الرسل هو الذي قاد الصيادين الإسرائيليين إلى أكبر غنائمهم في الحرب حتى الآن.
ففي الساعة العاشرة والنصف من صباح الثالث عشر من يوليو (تموز)، خرج محمد ضيف، القائد المخضرم في حماس والذي تصدر قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ عام 1995، من مخبأه بالقرب من مخيم للنازحين في المواصي ليأخذ قسطاً من الراحة مع القائد العسكري المقرب رافع سلامة.

وفي غضون لحظة، قُتِل الرجلان بقنابل أسقطتها طائرات مقاتلة إسرائيلية ـ على الأقل وفقاً لروايات جيش الدفاع الإسرائيلي ـ إلى جانب عشرات الفلسطينيين.
وتصر حماس على أن ضيف لا يزال على قيد الحياة، ولكن لم يُر منذ ذلك الحين.
ولقد ندم العديد من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على ما اعتبروه فرصة تاريخية ضائعة في سبتمبر (أيلول) 2003 عندما أعدت طائراتها لقصف منزل كان يعقد فيه قادة حماس اجتماعاً.
وبعد جدال محتدم في سلسلة القيادة العسكرية، استخدمت القوات الجوية صاروخاً دقيقاً أطلق على غرفة الاجتماعات المفترضة، بدلاً من تدمير المبنى بالكامل بوابل من القنابل، خوفاً من وقوع خسائر بين المدنيين. ولقد اختارت القوات الجوية الغرفة الخطأ، ونجا زعماء حماس.

استهداف الضيف

وبحلول شهر يوليو (تموز) من هذا العام، لم يعد احتمال قتل أعداد كبيرة من المدنيين يشكل عقبة.
ففي استهداف الضيف، استخدمت القوات الجوية قنابل تزن 2000 رطل، وهي نفس الأسلحة التي توقفت إدارة بايدن عن إرسالها في مايو (أيار) بسبب قوتها التدميرية العشوائية.
وبحسب ما ورد أسقطت إسرائيل ثمانية منها في 13 يوليو (تموز)، وقُتل تسعون فلسطينياً في المنطقة وأصيب ما يقرب من 300 آخرين.
"يبدو أن المصدر الرئيسي للهجوم على محمد ضيف، والذي أعطى المعلومات حول مكانه، كان مصدراً بشرياً - أحد هؤلاء الرسل الذين يتنقلون من نفق أو ملجأ إلى آخر ويحملون الرسائل بين قائد وآخر"، كما قال ميلشتاين.
وتابع: "لذا ربما تكون هناك فرصة لتتبع أحد هؤلاء الرسل [إلى السنوار]، أو إذا كان أحدهم عميلاً لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)".

The Israel Defense Force announced earlier today that they now have Confirmation that Mohammed Deif, the Head of Hamas’s Military Wing also known as the Al-Qassam Brigades, was Eliminated by a July 13th Airstrike on a Hamas Compound near the City of Khan Yunis in Southern Gaza. pic.twitter.com/0ScdQCQTOv

— OSINTdefender (@sentdefender) August 2, 2024

وقال يوسي ميلمان، أحد مؤلفي كتاب "جواسيس ضد أرماجدون" ومؤلف كتب أخرى عن الاستخبارات الإسرائيلية، إن الضيف ربما ارتكب خطأ من غير المرجح أن يكرره السنوار.
وأكمل: "ربما كان الضيف أكثر غطرسة أو ربما قال لنفسه إنهم حاولوا قتلي مرات عديدة، وفقدت عيناً وذراعاً لكنني ما زلت على قيد الحياة، لذا ربما يكون الله معي".

وفي يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، أسقطت القوات الجوية قنابل تزن 2000 رطل مرة أخرى على منطقة المواصي، التي حددتها إسرائيل باعتبارها "منطقة إنسانية".
وقُتل ما لا يقل عن 19 شخصاً وأصيب 60 آخرون، وقال جيش الدفاع الإسرائيلي إنه نفذ "ضربات دقيقة" على أهداف لحماس، لكنه لم يحدد الهدف.
ومن الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق يقضي برحيل السنوار إلى المنفى، ويشير البعض إلى أنه ربما يكون قد عبر الحدود بالفعل، مختبئاً في نفق على الجانب المصري من معبر رفح.
وهذا من شأنه أن يتناقض مع الحكمة التقليدية بشأن الحماسة الإيديولوجية لرجل ارتقى في صفوف حماس باعتباره جلاداً للمخبرين المشتبه بهم.

مقالات مشابهة

  • NYT: كيف تلقى الحوثيين وحماس ترحيبا دافئا في العراق؟
  • تطور خلف الكواليس - يديعوت: مقترح وساطة أمريكي هذا الأسبوع لحماس وإسرائيل
  • هكذا علق أبو عبيدة وحماس على الهجوم الصاروخي للحوثيين على إسرائيل
  • حماس: تجنيد جيش الاحتلال طالبي اللجوء الأفارقة للقتال بغزة تأكيدٌ على عمق الأزمة الأخلاقية التي يعيشها
  • خفايا تنسيق حزب الله وحماس.. تفاصيل عسكريّة!
  • لماذا لا تنسحب مصر وقطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس
  • كيف يمكن أن تصل إسرائيل إلى يحيى السنوار؟
  • ‏وام: وساطة إماراتية ثامنة بين روسيا وأوكرانيا تنجح بإطلاق 206 أسرى
  • وساطة إماراتية ثامنة بين روسيا وأوكرانيا تنجح في إطلاق 206 أسرى
  • وساطة إماراتية ثامنة بين روسيا وأوكرانيا تنجح بإطلاق 206 أسرى