بغداد اليوم-متابعة

تعيش محافظة نينوى تهديدًا حقيقيًا للقطاع الصحي في المحافظة، بفعل تبعات حريق فاجعة الحمدانية، الذي دفع بتوجه حكومي شامل ولاسيما في محافظة نينوى لازالة جميع المنشآت التي لاتتوفر فيها شروط السلامة، وهذا الامر انسحب على "تهديم" المستشفيات الكرفانية التي تعد العمود الفقري لقطاع الصحة في المحافظة بسبب عدم  اعادة ترميم مستشفيات المحافظة منذ انتهاء الحرب على داعش وحتى الان.

وبحسب تقرير صحفي تابعته "بغداد اليوم"، فأنه بينما لم يُعَد حتى اليوم إعمار المستشفيات التي دُمّرت أثناء الحرب، تعتمد نينوى، التي يزيد عدد سكانها عن 4.5 ملايين نسمة، على ما يُعرَف بـ"المستشفيات الكرفانية" التي تتألّف من غرف جاهزة يرى الدفاع المدني العراقي أنّها غير آمنة.

وبعد انتهاء المعارك في صيف 2017، وتدمير معظم البنى التحتية في الموصل، لجأت السلطات العراقية إلى إنشاء مستشفيات كرفانية إلى حين الانتهاء من إعمار المرافق الصحية التي خرجت من الخدمة، لكنّ سوء التخطيط وقلة المخصصات المالية وتفشّي الفساد على حساب ملف الإعمار حالت دون إنجاز ذلك، وهو ما أكّده نواب عن المحافظة، بحسب التقرير.

وبينما وكانت مستشفيات نينوى تضمّ 4800 سرير، لكنّ المتوفّر اليوم يعمل بـ1600 سرير فقط، من جرّاء تعرّض أغلبها للدمار.

ويتطرق التقرير الى ضعف القطاع الصحي في نينوى والذي اظهره بشكل واضح، حادث حريق الحمدانية، فيما ينقل التقرير عن مصدر طبي قوله، انه لو أسفر حريق الحمدانية عن 500 إصابة، لكانت صحة نينوى أعلنت انهيار القطاع الصحي في المحافظة.

وعقب الحريق الذي تسبّب في وفاة 125 شخصاً وإصابة العشرات، اتّخذت السلطات العراقية قرارات لمعالجة ملفّ المباني غير الخاضعة لشروط السلامة والأمان، من بينها المباني الكرفانية، وقرّرت وزارة الصحة إغلاق كلّ المرافق الصحية الجاهزة في نينوى لتجنّب وقوع كارثة مشابهة لحريق الحمدانية.

ويشير مواطنون وناشطون من الموصل إلى أنّ قرار إغلاق المستشفيات الكرفانية في نينوى كان ضرورياً، لكنّ تطبيقه فجأة ومن دون توفير بدائل سوف يفاقم الوضع الصحي، لا سيّما أنّ المرافق التي تقدّم خدمات صحية بمعظمها هي مواقع كرفانية.

وبحسب التقرير، نقلا عن مصدر في صحة نينوى، فأن هذا القرار سيؤدي الى أنّ 10 مرافق سوف تُزال في الموصل، من بينها مستشفيات كرفانية وأقسام في مستشفيات وأقسام إدارية تابعة للصحة، وذلك من ضمن توجيهات وزارة الصحة.

أوضح المصدر نفسه أنّ ذلك يشمل المستشفى الجمهوري الذي يمثّل الثقل الأكبر لجهة أقسام الجراحة في المدينة، ومستشفى الخنساء للأمراض النسائية والتوليد، ومستشفى الأمل للأطفال (سعة 100 سرير)، ومستشفى البتول للأمراض النسائية والتوليد، ومستشفى العتبة الحسينية في ناحية برطلة، ومستشفى العزل والحمّيات (سعة 100 سرير) الذي خُصّص للمصابين بكوفيد-19.

وأضاف أنّ الإغلاق يشمل كذلك قسم الأطفال وقسم العناية المركّزة، وقسم الأمراض الداخلية في مستشفى السلام.

من جهته، قال المتحدّث باسم دائرة صحة نينوى بشار الجادر إنّ "الإغلاق قرار اتُّخذ فعلاً ويشمل مستشفيات وأقساما في مستشفيات أخرى"، مشيراً إلى أنّ "دائرة الصحة بدأت بتوفير البدائل للمرافق المغلقة، وتعمل على توفير باقي المواقع في الفترة المقبلة". 

وأضاف أنّ "عمليات إنشاء عدد من المباني المخصّصة للصحة على وشك الانتهاء، وهذه المباني سوف تُستخدَم كمرافق بديلة إلى حين الانتهاء من إعمار مباني المستشفيات الأصيلة".

ويرى مواطنون في الموصل انهم بين نارَين، إمّا أن يتعالجوا في مستشفيات كرفانية وهي عبارة عن قنابل موقوتة، وإمّا أن يموت المرضى من دون مستشفيات، لأنّ الوزارة أقدمت على إغلاق المستشفيات الكرفانية من دون أن تكمل إعمار المستشفيات المدمّرة". 


المصدر: العربي الجديد

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی الموصل الصحی فی

إقرأ أيضاً:

مدير الإغاثة الطبية في غزة: القطاع الصحي على وشك الانهيار

قال بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، إن العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع كان الأعنف منذ بداية الحرب، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية مناطق واسعة من الشمال إلى الجنوب، مستخدمة صواريخ ذات زنة ثقيلة، ما تسبب في إصابات خطيرة وتشوهات جسدية عميقة.

إسرائيل: عودة العمليات العسكرية في غزة تم بالتنسيق الكامل مع واشنطنسي إن إن .. الوسطاء المصريون يبذلون جهودا للعودة إلى مفاوضات غزةقيادي بمستقبل وطن: مايحدث في غزة كارثة وإسرائيل تمارس سياسة العقاب الجماعيمختار غباشي: الوضع داخل غزة في منتهى الخطورة

أكد زقوت، خلال مداخلة مع الإعلامية داليا أبو عميرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن النظام الصحي في غزة سينهار بالكامل خلال أيام إذا استمر العدوان، مشيرًا إلى أن الموارد الطبية المتاحة لا تكفي حتى لتلبية الاحتياجات اليومية، دون الأخذ في الاعتبار الأعداد الكبيرة من الجرحى الوافدين إلى المستشفيات، موضحًا أن هناك أزمة حادة في إمدادات الدم، حيث أطلقت المستشفيات عدة مناشدات للتبرع، بالإضافة إلى نقص كبير في الأدوية والأجهزة التشخيصية، فيما يهدد نقص الوقود بتوقف عمل المستشفيات بالكامل خلال يوم أو يومين.

الإصابات بالغة الخطورة 

أشار زقوت إلى أن طبيعة الإصابات التي تصل إلى المستشفيات بالغة الخطورة، وتتراوح بين تشوهات كاملة، جروح عميقة، حروق، وانهيارات جسدية بسبب سقوط المباني، مما يستدعي الحاجة إلى غرف عمليات وعناية مركزة مكثفة.

أوضح زقوت أن هناك سبع مستشفيات فقط قادرة جزئيًا على التعامل مع المصابين، لكن التوزيع الجغرافي غير متوازن ففي شمال غزة لا يوجد أي مستشفى عامل، وفي مدينة غزة يوجد مستشفى واحد فقط، بينما المناطق الوسطى وخان يونس التكدس الأكبر للمصابين، حيث تعمل ثلاثة إلى أربعة مستشفيات بالإضافة إلى مستشفيين ميدانيين، ومستشفى الشفاء (أكبر مستشفى في القطاع): لا يزال خارج الخدمة، ويتم تحويل المصابين إلى مستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، الذي لا يستطيع التعامل مع أكثر من 20 حالة يوميًا..

مقالات مشابهة

  • محافظ حلب يبحث مع وفد من نقابة الأطباء سبل تطوير القطاع الصحي في ‏المدينة
  • تجمع القصيم الصحي يختتم بطولة “صم بصحة” الرمضانية لكرة القدم
  • عضو في مجلس نينوى:قرار المحكمة الاتحادية لا يعني المصادقة على المسؤولين الجدد للوحدات الإدارية
  • فوضى المستشفيات الأهلية في العراق.. انهيار المعايير الصحية واستغلال المرضى دون رقيب- عاجل
  • مدير الإغاثة الطبية في غزة: القطاع الصحي على وشك الانهيار
  • المحكمة الاتحادية ترفض طعن محافظ نينوى بقرارات مجلس المحافظة (وثائق)
  • نينوى.. فرض حجر صحي على 22 حقلاً لتربية الماشية
  • مدير مستشفيات غزة: الاحتلال ارتكب مجــاز ر في جميع مناطق القطاع
  • حلف قبائل حضرموت يعلن تأجيل اللقاء الذي دعا له يوم غد الأربعاء
  • عاجل : الكشف عن الموقع الذي استهدفته الغارات في العاصمة صنعاء وسماع سيارات الإسعاف تهرع نحو المكان