دلالات إعلان إسرائيل حالة الحرب لأول مرة منذ 50 سنة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
شكلت الحروب العربية مع إسرائيل تاريخ العالم العربي خلال العقود الماضية؛ نؤرخ بها للأحداث الجسام، بعد 48 أو قبل 67 و73، لأن إسرائيل لا تزال قاسما رئيسا مشتركا في كل الكوارث العربية الكبرى. ولهذا فحين تخوض إسرائيل حربا خارج أراضيها، فإن هذه نقرة، وأن تعلن هي نفسها أنها في حالة حرب، فهذه نقرة أخرى.
ولهذا فإن إعلان إسرائيل الحالي بأنها في حالة حرب لأول مرة منذ عقود طويلة يعني عمليا أن هناك فصلا من التاريخ بدأ يُكتب، بغض النظر عن شكله ومآلاته.
في كل مرة تخوض فيها إسرائيل حربا، كانت طبيعة هذه الحدود تتغير؛ إما تزيد كما حدث بعد حرب 67 أو تنقص كما حدث بعد حرب 73. فمعادلة دخول إسرائيل في حالة حرب لا بد وأن تُدفع فيها فاتورة الأرض، ولأن عملية "طوفان الأقصى" كانت مفاجأة ومؤلمة وحاسمة، فإن أول ثمن يتداعى للذهن هو من سيفوز بالأرض في نهاية المعركة.
في كل مرة تخوض فيها إسرائيل حربا، كانت طبيعة هذه الحدود تتغير؛ إما تزيد كما حدث بعد حرب 67 أو تنقص كما حدث بعد حرب 73. فمعادلة دخول إسرائيل في حالة حرب لا بد وأن تُدفع فيها فاتورة الأرض، ولأن عملية "طوفان الأقصى" كانت مفاجأة ومؤلمة وحاسمة، فإن أول ثمن يتداعى للذهن هو من سيفوز بالأرض في نهاية المعركة
ظاهريا، فإن المقاومة وصلت للمستوطنات رغم عدم القدرة على تثبيت هذا الوضع عسكريا لفترة طويلة، لكنها من الناحية العملية جعلت كل منطقة غلاف غزة شبه خالية من المستوطنين والمستوطنات. وهناك حديث يجري الآن في إسرائيل عن ضرورة عمل منطقة عازلة في الحدود مع قطاع غزة، وهذا جزء من قضيتين حساستين عند الإسرائيليين؛ إحداهما تتعلق بالأرض أو ما يعرف بنظرية السيادة، وبموجبها تداري إسرائيل طوال الوقت على هشاشة منطقها في التسيُّد على أراضي الغير، فاستخدمت منطقا معوجا مفاده أن فلسطين كان بها فراغ في السيادة بعد انهيار الخلافة العثمانية قامت إسرائيل بسد هذا الفراغ، والقضية الثانية تتعلق بحياة الجنود والضباط، ولهذا فقد كانت حروب إسرائيل دوما خاطفة وسريعة وليست ممتدة لتقليل التكلفة البشرية قدر الإمكان.
من الواضح تماما أن الحرص الإسرائيلي على دفع أهالي غزة نحو الجنوب أو نحو مصر هو محاولة لقلب معادلة الأرض؛ لأنها من الممكن أن تفلت فعلا من إسرائيل وتخسر ما تراه أراضيها هذه المرة بسبب طبيعة عملية "طوفان الأقصى".
خريطة السيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية على الحدود انكمشت بفعل هذا المقاومة عدة مرات شمال وجنوبا، وأتصور أن الحرب الدائرة الآن سترغم إسرائيل على التنازل عن بعض من سيادتها على بعض المناطق كنوع من المساومة للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر الممكنة
إن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية حرب طويلة وصعبة هو أبلغ دلالة على أن نتائج هذه الحرب ستنعكس ولا شك على من يملك السيادة على الأرض. أتذكر أثناء الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 كيف ألقى رئيس الوزراء الراحل أرئيل شارون خطابا يعزي فيه المستوطنين الذين تركوا مستوطنات في غزة، ويبرر هذه الانسحاب بأنه ضرورة وأنه يشعر بآلامهم.
وكان شارون مجبرا لا بطلا على أخذ هذه الخطوة، وهي خطوة تعني بوضوح أن المقاومة يمكن أن تكسب أراضي محررة أو شبه محررة كما كسبتها بعد الانسحاب من غزة وقبلها بعد الانسحاب من جنوب لبنان.
إن خريطة السيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية على الحدود انكمشت بفعل هذا المقاومة عدة مرات شمال وجنوبا، وأتصور أن الحرب الدائرة الآن سترغم إسرائيل على التنازل عن بعض من سيادتها على بعض المناطق كنوع من المساومة للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر الممكنة.
twitter.com/HanyBeshr
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة السيادة فلسطين إسرائيل فلسطين غزة السيادة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی حالة حرب
إقرأ أيضاً:
صنعاء ترفع حالة التأهب القصوى استعداداً لتنفيذ هذا الأمر.. هذا ما سيحدث خلال الساعات القادمة
الجديد برس|
كشفت اليمن، الاثنين، حالة تأهب قصوى لتصعيد عسكري محتمل ..
يتزامن ذلك مع عودة الحصار على غزة.
وقال نصر الدين عامر، رئيس وكالة سبأ الرسمية في صنعاء، إن كافة الوحدات العسكرية على أهبة الاستعداد ، مشيرا إلى أن العين ترقب غزة تحسبا لأي طارئ .. واشار أيضا إلى أن اليد على “الزناد” في إشارة إلى استعداد اليمن لتوجيه ضربة عسكرية في حال عادت الحرب على غزة.
واعتبر بن عامر توجيهات قائد حركة انصار الله الأخيرة عبدالملك الحوثي بانها كانت واضحة.
وكان قائد انصار الله اكد في اخر خطاباته بالعودة بقوة لإسناد غزة في حال عاد الحرب والحصار.
وبدا الاحتلال الإسرائيلي منذ الاحد تصعيد جديد على القطاع مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق غزة.
وفرض الاحتلال حصار جديد بمنعه دخول المساعدات في حين هددت قياداته على راسها وزير المالية اليميني المتطرف سموترتش باستعدادات لقطع الماء والكهرباء عن القطاع مع العودة للحرب مجددا.
ويتوقع ان يدفع التصعيد الجديد جبهات الاسناد في المنطقة على راسها اليمن للعودة بقوة خصوصا وان صنعاء سبق وان ربطت قرارها وقف العمليات المساندة لغزة بمدى التزام الاحتلال وحلفائه باتفاق وق اطلاق النار ورفع الحصار.
ونجحت اليمن على مدى اكثر من عام من فرض حصار بحري على الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وصولا إلى المتوسط رغم محاولات اطراف أمريكية – بريطانية لفك الحصار بالقوة .. كما صعدت القوات اليمنية عملياتها باستهداف عاصمة الاحتلال مع دخول المرحلة الخامسة من التصعيد حيز التنفيذ.
واستعرضت اليمن خلال مراحل المواجهة المختلفة أسلحة متطورة منها صواريخ فرط صوتية وطائرات مسرة قطعت اكثر من الفي ونصف كليومتر ونجحت باختراق الدفاعات الصهيونية والغربية المتطورة.
ويتوقع ان تدشن اليمن أسلحة جديدة في حال عادت الحرب .