عربي21:
2025-01-30@17:57:40 GMT

دلالات إعلان إسرائيل حالة الحرب لأول مرة منذ 50 سنة

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

شكلت الحروب العربية مع إسرائيل تاريخ العالم العربي خلال العقود الماضية؛ نؤرخ بها للأحداث الجسام، بعد 48 أو قبل 67 و73، لأن إسرائيل لا تزال قاسما رئيسا مشتركا في كل الكوارث العربية الكبرى. ولهذا فحين تخوض إسرائيل حربا خارج أراضيها، فإن هذه نقرة، وأن تعلن هي نفسها أنها في حالة حرب، فهذه نقرة أخرى.

ولهذا فإن إعلان إسرائيل الحالي بأنها في حالة حرب لأول مرة منذ عقود طويلة يعني عمليا أن هناك فصلا من التاريخ بدأ يُكتب، بغض النظر عن شكله ومآلاته.

والنقطة الأساسية في هذا الفصل، ولا أدري لماذا تغيب عن وسائل الإعلام الغربية إحدى الحقائق المعروفة في الصراع العربي والإسرائيلي، أن إسرائيل دولة ليس لها حدود معلنة تعترف بها دوليا على غرار جميع الدول التي تعتبر مسألة رسم الحدود الوطنية جزءً أصيلا من الهوية الوطنية، وهذا يعني أن هناك حدودا سائلة قابلة للتغير طوال الوقت.

في كل مرة تخوض فيها إسرائيل حربا، كانت طبيعة هذه الحدود تتغير؛ إما تزيد كما حدث بعد حرب 67 أو تنقص كما حدث بعد حرب 73. فمعادلة دخول إسرائيل في حالة حرب لا بد وأن تُدفع فيها فاتورة الأرض، ولأن عملية "طوفان الأقصى" كانت مفاجأة ومؤلمة وحاسمة، فإن أول ثمن يتداعى للذهن هو من سيفوز بالأرض في نهاية المعركة.

في كل مرة تخوض فيها إسرائيل حربا، كانت طبيعة هذه الحدود تتغير؛ إما تزيد كما حدث بعد حرب 67 أو تنقص كما حدث بعد حرب 73. فمعادلة دخول إسرائيل في حالة حرب لا بد وأن تُدفع فيها فاتورة الأرض، ولأن عملية "طوفان الأقصى" كانت مفاجأة ومؤلمة وحاسمة، فإن أول ثمن يتداعى للذهن هو من سيفوز بالأرض في نهاية المعركة
ظاهريا، فإن المقاومة وصلت للمستوطنات رغم عدم القدرة على تثبيت هذا الوضع عسكريا لفترة طويلة، لكنها من الناحية العملية جعلت كل منطقة غلاف غزة شبه خالية من المستوطنين والمستوطنات. وهناك حديث يجري الآن في إسرائيل عن ضرورة عمل منطقة عازلة في الحدود مع قطاع غزة، وهذا جزء من قضيتين حساستين عند الإسرائيليين؛ إحداهما تتعلق بالأرض أو ما يعرف بنظرية السيادة، وبموجبها تداري إسرائيل طوال الوقت على هشاشة منطقها في التسيُّد على أراضي الغير، فاستخدمت منطقا معوجا مفاده أن فلسطين كان بها فراغ في السيادة بعد انهيار الخلافة العثمانية قامت إسرائيل بسد هذا الفراغ، والقضية الثانية تتعلق بحياة الجنود والضباط، ولهذا فقد كانت حروب إسرائيل دوما خاطفة وسريعة وليست ممتدة لتقليل التكلفة البشرية قدر الإمكان.

من الواضح تماما أن الحرص الإسرائيلي على دفع أهالي غزة نحو الجنوب أو نحو مصر هو محاولة لقلب معادلة الأرض؛ لأنها من الممكن أن تفلت فعلا من إسرائيل وتخسر ما تراه أراضيها هذه المرة بسبب طبيعة عملية "طوفان الأقصى".

خريطة السيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية على الحدود انكمشت بفعل هذا المقاومة عدة مرات شمال وجنوبا، وأتصور أن الحرب الدائرة الآن سترغم إسرائيل على التنازل عن بعض من سيادتها على بعض المناطق كنوع من المساومة للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر الممكنة
إن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية حرب طويلة وصعبة هو أبلغ دلالة على أن نتائج هذه الحرب ستنعكس ولا شك على من يملك السيادة على الأرض. أتذكر أثناء الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 كيف ألقى رئيس الوزراء الراحل أرئيل شارون خطابا يعزي فيه المستوطنين الذين تركوا مستوطنات في غزة، ويبرر هذه الانسحاب بأنه ضرورة وأنه يشعر بآلامهم.

وكان شارون مجبرا لا بطلا على أخذ هذه الخطوة، وهي خطوة تعني بوضوح أن المقاومة يمكن أن تكسب أراضي محررة أو شبه محررة كما كسبتها بعد الانسحاب من غزة وقبلها بعد الانسحاب من جنوب لبنان.

إن خريطة السيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية على الحدود انكمشت بفعل هذا المقاومة عدة مرات شمال وجنوبا، وأتصور أن الحرب الدائرة الآن سترغم إسرائيل على التنازل عن بعض من سيادتها على بعض المناطق كنوع من المساومة للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر الممكنة.

twitter.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة السيادة فلسطين إسرائيل فلسطين غزة السيادة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی حالة حرب

إقرأ أيضاً:

لوموند: إسرائيل تشهد هجرة لم يسبق لها مثيل

قالت صحيفة لوموند إن آلاف الإسرائيليين غادروا البلاد للاستقرار في الخارج، وإن مزيدا من الناس قد يفعلون ذلك في المستقبل، مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي له تأثير في ذلك، ولكن انعدام الأمن والحرب في غزة وسياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمكانة المتعاظمة للدين في المجتمع؛ كلها عوامل جعلت هذا الاتجاه يتسارع.

وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلتها من تل أبيب إيزابيل ماندراود- من قصة الموسيقي روي (34 عاما) الذي لم يعد يرى مستقبلا له في إسرائيل التي ولد فيها، رغم أنه منتج ومغنّ وعازف قيثارة ناجح.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: وقف النار في غزة سلام مؤقت أم شرارة لصراع جديد؟list 2 of 2إيكونوميست: خطة رواندا المتهورة لإعادة رسم خريطة أفريقياend of list

وهذا الشاب -الذي لا يريد الكشف عن هويته- يستعد، وفقا للصحيفة، للهجرة إلى إسبانيا مع زوجته، ويقول "نحن لا نصرخ من فوق أسطح المنازل، لأننا نخجل من المغادرة قبل أن تنتهي الحرب تماما، إنها لحظة معقدة. أنا أحب بلدي، لكني أرى أن سنوات مظلمة في انتظارنا". ويضيف "لقد تجاوزت حكومة نتنياهو عتبات عدة تشكل خطرا على الديمقراطية، وثمة تناقض بين القانون والدين، كما أن عدد المتطرفين ما فتئ يزداد".

مستويات قياسية

أما ميكي (30 عاما) فقد اتخذ الخطوة بالفعل، وانتقل مؤخرا مع زوجته وطفليه الصغيرين إلى بافوس، حيث أسس شركة للتجارة الإلكترونية في البلدة الواقعة على الساحل الغربي لقبرص، وهو لا يرغب في الكشف عن اسمه، كما تقول المراسلة.

إعلان

يقول ميكي "كان اتخاذ القرار صعبا ولكن بين الصعوبات الاقتصادية المتزايدة في إسرائيل وانعدام الأمن، أدركنا أن علينا أن نرحل.. في كل مرة كنت أخرج مع أطفالي، كنت أحمل سلاحًا مثل كثير من المدنيين الإسرائيليين".

ساسون: 82 ألفا و700 إسرائيلي غادروا البلاد ولم يعد إليها سوى 24 ألفا خلال عام 2024 وثمة مخاوف من أن تشهد إسرائيل هجرة للأدمغة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة بافوس أصبحت وجهة جذابة بشكل متزايد، كما تؤكد أليس شاني، وهي إسرائيلية تملك شركة عقارات أُسّست هناك منذ سنوات، وقالت في اتصال هاتفي "في العام الماضي وصلت 200 أسرة ولا يزال المزيد يصلون"، وأضافت "أتلقى كل يوم أسئلة عن المدارس والحياة اليومية. معظم الوافدين أعمارهم في الثلاثينيات ويعملون في مجال التكنولوجيا الفائقة".

وبحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء الصادرة في ديسمبر/كانون الأول 2024، وصلت أعداد المغادرين إلى مستويات قياسية، إذ غادر البلاد 82 ألفا و700 إسرائيلي من دون أن تكون الحرب هي السبب. ويوضح إسحاق ساسون وهو أستاذ لعلم الاجتماع في جامعة تل أبيب أن 24 ألف إسرائيلي فقط عادوا في عام 2024 حسب التقرير، مما يعني أن هذه الفجوة "تمثل تغييرًا جذريا مقارنة بالعقد السابق".

مخاوف سياسية

ويوضح إسحاق ساسون أن "العديد من المهاجرين غادروا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أعتقد أن بعضهم غادر البلاد بسبب عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل والإصلاح القضائي المثير للجدل. هذه الزيادة في الهجرة مثيرة للقلق؛ هناك اعتقاد بأن المهاجرين لديهم مستويات تعليمية أعلى من المتوسط. إن الخطر الرئيسي هو أن تشهد إسرائيل هجرة للأدمغة".

ومع مرور الأشهر الأولى على بدء الحرب في غزة ثم في لبنان، أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحا -كما تقول المراسلة- إذ يقول إيلان ريفيفو (50 عاما) "لم أشاهد شيئا مثل هذا على الإطلاق خلال 30 عاما من مسيرتي المهنية"، علما أن شركته متخصصة في مساعدة اليهود القادمين للاستقرار في إسرائيل، وهو يقول الآن إن ما يحدث هو العكس.

ريفيفو: الذين يغادرون هم أكثر خوفًا من الوضع السياسي، وهم غير متفائلين بالمستقبل ويفكرون في أطفالهم، كما أنهم يسعون للحصول على جنسية ثانية.

ويرى رجل الأعمال هذا أن الحرب ليست الدافع الوحيد وراء هذا الخروج، قائلا "إن الذين يغادرون هم أكثر خوفًا من الوضع السياسي، وهم غير متفائلين بالمستقبل ويفكرون في أطفالهم، ويسعون للحصول على جنسية ثانية. أعتقد أن ثقل التدين في البلاد يلعب دورا كبيرا في قرارهم".

إعلان

وخلصت الصحيفة إلى أنه لا أحد يعرف اليوم هل الهدنة الهشة في غزة ستكون كافية لوقف النزوح خاصة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذر من أن الحكومة تحتفظ "بالحق" في استئناف الحرب إذا رأت ذلك مناسبا، والحقيقة هي أن العديد من الإسرائيليين معادون للسياسات التي ينتهجها الائتلاف الحاكم الذي يهيمن عليه اليمين المتطرف، وذلك ما يلخصه روي في جملة واحدة قائلا "إذا لم يتغير شيء في الانتخابات المقبلة سوف يغادر مزيد من الناس".

مقالات مشابهة

  • مسيّرة من لبنان تخترق الحدود صوب إسرائيل للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار
  • إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائيل.. فمن هم؟
  • حالة اللاحرب واللاسلم
  • غضب في إسرائيل بعد إعلان الإفراج عن زكريا الزبيدي بطل عملية «نفق الحرية»
  • لوموند: إسرائيل تشهد فرارا لم يسبق له مثيل
  • لوموند: إسرائيل تشهد هجرة لم يسبق لها مثيل
  • شاهد | طوفان العودة في لبنان وفلسطين.. دلالات تفوق المشهد
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • رئيس المحكمة الدستورية بالكونغو : يجب ضمان حقوق المواطنين في حالة الطوارىء
  • بعد أسبوع من رئاسة ترامب.. ضباط الحدود يسجلون انخفاضاً في عدد المهاجرين