غزة صامدة ضد الاجـتــــياح والتهجير الإسرائيلي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
الأراضي الفلسطينية - عواصم «وكالات»: أكدت الولايات المتحدة اليوم خشيتها أن يشهد النزاع بين إسرائيل وحركة حماس «تصعيدا» إضافيا، مبدية أيضا مخاوف من «تدخل إيراني» محتمل في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حشد قواتها لاجتياح قطاع غزة، فيما أعلنت «حماس» اليوم ارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 2450 شخصا.
وشدّد ساليفان على أن الولايات المتحدة «لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ إيران قرارا بالتدخل مباشرة في شكل أو في آخر».
بدوره أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي اليوم «قلق» الولايات المتحدة حيال هذا النزاع، مشيرا إلى تدخل محتمل من حزب الله من شأنه توسيع نطاقه (النزاع) وفتح جبهات» جديدة.
ونبّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم من الدوحة إلى أن «لا أحد» يمكنه «ضمان السيطرة على الوضع» إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة.
وقال عبد اللهيان: «إذا تواصلت هجمات النظام الصهيوني على السكان العزّل في غزة، فلا أحد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع واحتمال توسع النزاع».
وتواصل إسرائيل استعداداتها لهجوم بري وشيك على قطاع غزة، وإرغام سكان شمال القطاع لإخلاء المنطقة، بعد أكثر من أسبوع على هجوم حماس غير المسبوق على أراضيها.
واستحالت أحياء كاملة في مدينة غزة إلى أنقاض، وتكتظ المستشفيات بآلاف الجرحى في القطاع المحاصر، مع مخاوف من تدهور إضافي في الوضع في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وحشدت إسرائيل قواتها خارج القطاع الخاضع لحصار مطبق والذي يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، استعدادا لما قال الجيش إنه هجوم بري وجوي وبحري يتضمن «عملية برية كبيرة» تنذر بقتال شوارع عنيف. كما نشرت إسرائيل قوات ودبابات على حدودها الشمالية مع لبنان، وأغلقت منطقة بعرض أربعة كيلومترات أمام المدنيين بعد تبادل لإطلاق النار والقصف عبر الحدود مع حزب الله.
وضع «كارثي»
وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن نتانياهو بأن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة ودول في الشرق الأوسط «لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية».
وأكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس «دعمه الكامل» لجهوده الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين «خاصة في غزة».
ونزح عشرات آلاف الفلسطينيين خلال الساعات الماضية من مدينة غزة في اتجاه جنوب القطاع.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أكد السبت أن «لا هجرة من قطاع غزة»، بعد مقترحات بإجلاء سكان القطاع إلى مصر المجاورة قوبلت أيضا برفض مصري وعربي واسع.
وقال هنية في كلمة متلفزة: «أهل غزة متجذرون في أرضهم، لن يخرجوا من غزة لن يهاجروا مهما فعلتم أيها القتلة، أيها المجرمون». وأضاف: «لا هجرة من الضفة لا هجرة من غزة إلى مصر».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إيصال مساعدات إنسانية «فورية» إلى القطاع وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الإخلاء القسري لأكثر من ألفي مريض إلى منشآت مكتظة في جنوب غزة سيكون بمثابة «عقوبة إعدام».
ويقول جمعة ناصر (40 عاما) الذي قدم من بيت لاهيا في شمال القطاع برفقة زوجته ووالدته وأولاده السبعة إلى منطقة رفح، «الوضع مصيبة. لا أكل ولا نوم. لا نعرف ماذا نفعل. سلّمت أمري لله. الموت والحياة بيد الله».
«عقاب جماعي»
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي: إن الأعمال الإسرائيلية في غزة بعد هجوم حماس «تتجاوز حدود الدفاع عن النفس»، وعلى الحكومة الإسرائيلية التوقف عن «العقاب الجماعي» لسكان غزة.
وقال الصليب الأحمر في بيان: إنّ «الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر رُوِّع جراء مشاهدة البؤس الإنساني خلال الأسبوع الماضي في إسرائيل وغزة».
وفي الرياض، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الضغط على حركة حماس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: إن بلينكن أكد «تركيز الولايات المتحدة الثابت على وقف الهجمات التي تشنها حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن ومنع اتساع الصراع». وأضاف ميلر: إن ولي العهد السعودي والوزير الأمريكي «أكدا التزامهما المشترك حماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه».
مصر تدعو لقمة إقليمية ودولية
ودعت مصر اليوم إلى عقد قمة إقليمية ودولية حول «القضية الفلسطينية» مؤكدة مجددا «رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار»، بحسب بيان نشرته الرئاسة المصرية.
وتتعالى أصوات داخل إسرائيل مطالبة مصر بالموافقة على استقبال فلسطينيي قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر. وأثار نائب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق داني أيالون الجدل في مصر بعدما قال في تصريحات لقناة الجزيرة أخيرا «توجد مساحات لا نهاية لها تقريبا في صحراء سيناء على الجانب الآخر من غزة ويمكنهم (الفلسطينيون) أن يتركوا (قطاع غزة) إلى تلك المساحات المفتوحة، حيث سنعد نحن والمجتمع الدولي للبنية الأساسية ومدن الخيام وسنمدهم بالماء والغذاء».
وأضاف البيان الذي نشر على الصفحة الرسمية للرئاسة المصرية على فيسبوك: إن القاهرة «تواصل الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين»، كما تواصل الاتصالات من أجل «إيصال المساعدات» الإنسانية المطلوبة إلى قطاع غزة.
وشدد البيان على أن «أمن مصر القومي خط أحمر ولا تهاون في حمايته».
من جهته، وجّه البابا فرنسيس نداء اليوم للإسراع في فتح ممرات إنسانية لسكان قطاع غزة، وقال: «ينبغي احترام القانون الإنساني، خصوصا في غزة حيث من الملحّ والضروري ضمان (فتح) ممرات إنسانية ومساعدة السكان».
غارات على لبنان
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان منذ أسبوع تصعيدا عسكريا بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة وإسرائيل من جثة ثانية، ما يثير خشية من توسع نطاق الحرب في قطاع غزة وفتح جبهة جديدة.
وأمر الجيش الإسرائيلي اليوم بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان، فيما أعلن حزب الله عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود.
وقال الحزب في بيان إنه هاجم «ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو».
وأفاد الحزب في بيان آخر مساء اليوم بأنه هاجم خمسة مواقع إسرائيلية حدودية هي جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد.
وقال الجيش الإسرائيلي: إن جنوده تعرّضوا لإطلاق نار جديد عبر الحدود مع لبنان وهم يردون على مصدر النيران.
كذلك، تبنّت حركة حماس اليوم عمليتي تسلل نفذتهما الجمعة والسبت انطلاقا من جنوب لبنان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وزیر الخارجیة قطاع غزة حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: منع إدخال المساعدات لغزة إبادة جماعية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي
اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجمعة، أن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر غزة لليوم السادس على التوالي ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، أحد "أشكال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة" بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، واصفة ذلك بأنه "جريمة حرب" تستدعي تدخلاً دوليًا عاجلاً.
وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في بيان: "تشديد الحصار على قطاع غزة وإغلاق المعابر لليوم السادس ومنع إدخال المساعدات أحد أشكال حرب الإبادة التي لم تتوقف بحق شعبنا".
وأضاف أن سياسة التجويع والعقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي تمثل "انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية وجريمة حرب يستوجب على العالم وقفها ومحاسبة مرتكبيها".
وجدد القانوع مطالبته للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ"إجبار الاحتلال على فتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية وإنهاء معاناة الفلسطينيين بغزة".
يأتي ذلك بعد أن أوقف الاحتلال الإسرائيلي، الأحد الماضي، إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في محاولة للضغط على حركة حماس، مما تسبب في انتقادات دولية واسعة لتل أبيب.
وكانت المساعدات تدخل إلى غزة عبر ثلاثة معابر: معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، ونقطة "زيكيم" التي استحدثتها الاحتلال شمال غرب القطاع خلال الحرب، وحاجز بيت حانون "إيرز" شمالي القطاع.
وعند منتصف ليل السبت/الأحد الماضيين، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميًا بعد 42 يومًا، دون موافقة الاحتلال على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية التي نص عليها الاتفاق.
من جانبها، ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام الاحتلال بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورًا بمفاوضات المرحلة الثانية، والتي تشمل انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من القطاع ووقف الحرب بشكل نهائي.
تكريس التجويع
وتأثر قطاع غزة بشكل فوري وحاد جراء منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية، في إجراء تصعيدي وعقاب جماعي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تل أبيب تسعى من خلاله إلى "تكريس التجويع كأداة إبادة جماعية".
وأدى وقف إدخال المساعدات إلى ارتفاع كبير في أسعار البضائع بسبب ندرتها، حيث وصلت أسعار بعض السلع إلى عشرات الأضعاف، بينما اختفت سلع أخرى تمامًا من الأسواق بعد نحو ثلاثة أيام فقط من إغلاق المعابر.
وحولت الإبادة الإسرائيلية جميع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى فقراء، وفقًا لبيانات البنك الدولي، حيث باتت الغالبية العظمى منهم تعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية والإغاثية الواصلة.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب بدعم أمريكي، بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير الماضي إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 160 ألف بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.