القضية الفلسطينية هى القضية الأساسية للعالم العربى، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى أساس حل الدولتين. وتدرك مصر أن حل القضية الفلسطينية هى أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار المنطقة، ومن هنا كان الدعم الكبير الذى تقدمه مصر قيادة وشعبًا، للقدس وللقضية الفلسطينية فى كافة المجالات ووقوفها الدائم بجانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وتثق مصر أن التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، سيوفر واقعا جديدا بالمنطقة، الأمر الذى سيسهم بقوة فى استدامة تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة بأسرها.
سيطرت بريطانيا على المنطقة المعروفة باسم فلسطين بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية التى كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط فى الحرب العالمية الأولى. وكانت تسكن هذه الأرض أقلية يهودية وغالبية عربية. قد تنامت التوترات بين الجانبين عندما أعطى المجتمع الدولى لبريطانيا مهمة تأسيس «وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، التى تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم، وكذلك الحال بالنسبة للفلسطينيين العرب الذين يرون أنها أرضهم، فعارضوا هذه الخطوة.
وفى الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين إلى فلسطين، وكان العديد منهم ممن فروا من الاضطهاد الدينى الذى تعرضوا له فى أوروبا، باحثين عن وطن لهم فى أعقاب ما عرف بالمحرقة «الهلولوكوست» فى الحرب العالمية الثانية. كما تنامى العنف بين اليهود والعرب أو ضد الحكم البريطانى فى المنطقة.
وفى عام 1947، صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين إلى دولتين منفصلتين، إحداهما يهودية والثانية عربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية وقد وافق الزعماء اليهود على هذه الخطة التى رفضها الجانب العربى، ولم يتم تطبيقها.
فى عام 1948، غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة من دون أن يتمكنوا من حل المشكلة. فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل. واعترض العديد من الفلسطينيين على ذلك، واندلعت حرب شاركت فيها قوات من الدول العربية المجاورة التى قدمت إلى المنطقة. وقد نزح خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين أو أجبروا على ترك منازلهم فيما عرف بـ «النكبة». وبعد انتهاء القتال بهدنة فى العام التالى، كانت إسرائيل قد سيطرت على معظم المنطقة. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية فضلا عن معظم مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية فى الحرب التالية فى عام 1967. وظل اللاجئون الفلسطينيون وأحفادهم فى غزة والضفة الغربية، فضلاً عن دول الجوار مثل الأردن وسوريا ولبنان. ولم تسمح إسرائيل لهم بالعودة إلى بيوتهم، إذ تقول إسرائيل: إن مثل هذه العودة ستؤدى إلى أن يكتسحوا البلاد وتهدد وجودها كدولة يهودية.
ومازالت إسرائيل تحتل الضفة الغربية، وعلى الرغم من انسحابها من غزة فما زالت الأمم المتحدة تعتبر تلك المنطقة الأرض جزءا من الأراضى المحتلة. وتقول إسرائيل إن القدس بكاملها هى عاصمتها، بينما يقول الفلسطينيون إن القدس الشرقية هى عاصمة دولتهم الفلسطينية المستقبلية. وتعد الولايات المتحدة واحدة من بعض الدول التى اعترفت بمطالبة إسرائيل بمجمل مدينة القدس عاصمة لها. وقد بنت إسرائيل خلال الخمسين سنة الماضية مستوطنات فى هذه الأراضى، حيث يعيش الآن آلاف اليهود. ويقول الفلسطينيون بأن تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولى وتمثل عقبات أمام عملية السلام.
رغم هذه السنوات من الصراع الإسرائيلى الفلسطينى إلا أن المحاولات الصهيونية فى تذويب هوية الشعب الفلسطيني، فشلت فى تصفية القضية الفلسطينية، كما فشل التعويل على تآكل هذه القضية بالتقادم، لان الجيل الفلسطينى الجديد رفع راية المقاومة عاليا، وتمسك بحقه فى تقرير المصير، ولم يعد ممكنا تجاهل حقه، فى إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطنى، وعاصمتهم القدس الشرقية، وسيحدث ذلك إذا توحدت جميع الفصائل الفلسطينية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
القمة العربية الإسلامية غير العادية| الرئيس السيسي: سنقف ضد جميع مخططات تصفية القضية الفلسطينية.. ورفض كامل للإبادة الجماعية
تأكيد مصري على رفض كامل محاولات إنهاء الحق الفلسطينية والتزام كامل بدعم لبنانرفض سعودي قاطع لقتل المدنيين في غزة والإغارة على إيرانطلب محوري بمعاقبة الاحتلال على جرائمه خلال أكثر من عام
أكد القادة والزعماء في القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض، على رفض الاعتداءات الإسرائيلية في غزة، وعلى دعم السلطة الفلسطينية، ورفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة، وإدانة الاعتداء على لبنان، وفق ما ذكرت صحف عربية ودولية.
وبحث القادة، العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطورات المنطقة، وقضايا أخرى مثل التداعيات الإنسانية لأزمة السودان، والتصعيد الحوثي في البحر الأحمر.
وتأتي هذه القمة، امتداداً لـ«القمة العربية الإسلامية» التي عُقدت في الرياض قبل عام.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته على إدانة حملة القتل الممنهج، الذي يمارس بحق المدنيين في قطاع غزة.
وقال الرئيس : "باسم مصر، أعلنها صراحة… إننا سنقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف".
وأكد الرئيس :"إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك".
وذكر أن "الشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمي، جوهره الصراع والعداء.. إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أن مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء فى لبنان، دعما لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني وتكثيف الجهود الرامية للوقف الفوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائي، لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
ومن جهته، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في افتتاح القمة :إن "إمعان إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني يعوق جهود السلام، ونجدد رفضنا الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأضاف الأمير محمد :" ندين العمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنان، ونرفض انتهاك سيادته، ونؤكد ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية"، مشيرًا إلى رفض انتقاص دور السلطة الفلسطينية.
وأعلن إطلاق مبادرة عالمية لدعم حل الدولتين، مؤكدًا رفض استمرار إسرائيل في جرائمها ضد قدسية المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن فلسطين مؤهلة لعضوية كاملة بالأمم المتحدة".
ودعا ولي العهد السعودي، المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالوقف الفوري للحرب في وقت نحشد فيه دعم المزيد من الدول لصالح حل الدولتين .
وأردف ولي العهد : "نشجب منع الأونروا وإعاقة المنظمات الإغاثية في تقديم المساعدات بغزة ونرفض تهديد أمن وسيادة لبنان".
بينما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، إنه يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الإسرائيلي وإيصال المساعدات لغزة وانسحاب الاحتلال.
ولفت الرئيس الفلسطيني إلى أنه يجب الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس المحتلة.
وأردف أبو مازن بقوله أنه "يجب تولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية وإعادة النازحين إلى بيوتهم قبل إعادة الإعمار للبلاد".
وأكد الرئيس الفلسطيني " يجب رفض المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى فصل غزة عن القدس ووقف الاستيطان ".
كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة عزل إسرائيل دوليا ما لم تنه عدوانها على قطاع غزة ولبنان، مؤكدًا أن الكنيست الإسرائيلي يهدف من خلال حظر الأونروا إلى إلغاء حل الدولتين، وفق ما ذكرت صحف دولية.
وقال أردوغان :"إن حكومة نتنياهو تعمل على تصعيد التوتر العسكري مع إيران من جهة، وتواصل الهجمات على لبنان من جهة أخرى ولذا فمن المهم أن نواصل جهودنا لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الإبادة الجماعية في فلسطين".
وأكد الرئيس التركي: "من المهم للغاية فرض حظر أسلحة على إسرائيل ومنع التجارة معها ويجب عزل إسرائيل دوليا ما لم تنه عدوانها على قطاع غزة ولبنان.. ولقد وضعنا قيودا تجارية جديدة على إسرائيل موضع التنفيذ وسنضع المزيد إذا لم توقف عدوانها".
ودعا أردوغان إلى تشجيع مزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، قائلًا :"نأمل أن تكون نتائج اجتماعات اليوم بادرة أمل للشعبين الفلسطيني واللبناني".
وكان أهم ما جاء في كلمة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي : أن لبنان يعيش "أزمة تاريخية مصيرية" غير مسبوقة تعصف بلبنان ولا يجوز ولا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب ووقف العدوان المستمر على لبنان فورا وإعلان وقف إطلاق النار مع تأكيد التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701.
وأكد على تعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا.
كما قال ملك الأردن عبدالله الثاني “علينا أن نكثف جهودنا بشكل فوري للتركيز على كسر الحصار على غزة لإنهاء الكارثة الإنسانية فهذه الحروب يجب أن تتوقف فورا لنمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة فالمنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها تستدعي تحركاً فورياً لوقفها”.
ودعا الرئيس السوري بشار الأسد خلال القمة العربية الإسلامية إلى استحداث آلية للرد على العدوان الإسرائيلي.
وانطلقت اليوم الإثنين، قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة بالمملكة العربية السعودية، لبحث استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وبدأ منذ أمس الأحد، توافد القادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة العربية - الإسلامية غير العادية الوصول ومرافقوهم إلى الرياض؛ لبحث “استمرار العدوان الإسرائيلي” على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطورات الأوضاع بالمنطقة.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض.
وتأتي هذه القمة امتداداً للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض بتاريخ 11 نوفمبر 2023م، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واستكمالاً للجهود المبذولة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبالتنسيق مع قادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة.