بوابة الوفد:
2025-01-30@22:22:59 GMT

الرد الأمريكى.. خيوط المؤامرة والحرب

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

اللافت للانتباه فى عملية طوفان الأقصى، ليس الكيفية التى قامت بها حركة حماس باختراق الجدار الحديدى للكيان المحتل، أو تلك الخسائر التى تكبدها العدو نتيجة هذا الهجوم القوى والفريد من نوعه، اللافت للانتباه حقاً هو رد الفعل الأمريكى والدعم الغربى للكيان المحتل هذه المرة، من حيث السرعة والقوة والتحرك العسكرى على الأرض، ثم إعطاء الضوء الأخضر لهذا المحتل للقيام بعملية إبادة شاملة وتهجير جماعى لأهل غزة، لنجد أنفسنا أمام سؤال يفرض نفسه على المشهد: لماذا جاء الرد الأمريكى الغربى بهذا الشكل؟ 

يدخل النموذج الأول للإجابة عن السؤال السابق فى نطاق التفسير الظاهرى البسيط، بأن دولة الاحتلال هى طفل «بيبى» أمريكا المدلل، ومسمار جحا المزروع فى المنطقة، بالإضافة إلى الشواهد غير المؤكدة بأن حماس تلقت دعماً إيرانياً لتنفيذ العملية، مع التخوفات بقيام حزب الله بشن هجوم على دولة الاحتلال، لذلك كان التحرك الأمريكى الغربى ضرورياً وبهذه القوة.

 

الإجابة الثانية، وتدخل فى نطاق التفسيرات الخاصة بالمصالح، واستغلال الفرص لتحقيق الأهداف، وأهم هذه الأهداف هو تحقيق الحلم الصهيونى بقيام دولة يهودية نقية للشعب اليهودى على أرض فلسطين بالكامل، وهو ما يستوجب استئصال العرب من فلسطين بالكامل بالتصفية الجسدية أو التهجير، وجاءت عملية طوفان الأقصى فرصة مناسبة لتنفيذ هذا الحلم الصهيونى برعاية أمريكية، بعد التبنى والترويج لمعلومات كاذبة يُسمح بمقتضاها من وجهة نظر الغرب بضرورة التدخل لشرعنة وحماية عمليات الإبادة والتهجير الجماعى لأهل غزة. 

الإجابتان الأولى والثانية تقومان على مصلحة الكيان المحتل وحده، وإذا أضفنا إليهما مصلحة الولايات المتحدة والغرب، فستأتى الإجابة الثالثة بأن هذا التحرك غير المسبوق هو مجموعة رسائل أمريكية غربية لأعدائها، رداً على محاولات توغل روسيا والصين فى أفريقيا عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، وذلك بعد انضمام عدد من دول المنطقة إلى مجموعة «البريكس» التى تهدف إلى كسر هيمنة الدولار الأمريكى. 

يأتى الاستعداد لحرب عالمية ثالثة أوشكت على الاندلاع فى وقت ينتظر فيه الجميع الإجابة عن سؤال: أين تقع؟ ومتى تقع؟، كخيار للإجابة الرابعة عن هذا التحرك الأمريكى والدعم الغربى السابق، ونظراً لأهمية منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية، خاصة باعتباره قوة بترولية جبارة سيكون لها تأثيرها الحاسم فى نتيجة تلك الحرب أينما وقعت ومتى وقعت، لذلك أسرعت أمريكا باستغلال عملية «طوفان الأقصى» واتخذته ذريعة لإرسال حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر فورد» إلى البحر المتوسط استعداداً لتلك الحرب. 

وما يؤكد أهمية الإجابة السابقة، ما جاء فى كتاب «حرب البترول فى الشرق الأوسط 1953 الطبعة الرابعة» للدكتور راشد البراوى، على لسان مستر «هارولد إكس»، وهو الرجل الذى أسند إليه الرئيس روزفلت مهمة إنشاء تنظيم قومى عام لشئون البترول خلال الحرب العالمية الثانية، يقول «إكس»: «إننا فى حالة نشوب حرب عالمية ثالثة، يتعين علينا أن نلجأ إلى استخدام البترول الذى يملكه الغير، حتى يصير فى مقدورنا مواصلة القتال، لأن الولايات المتحدة لن يتوافر لديها البترول الكافى فى ذلك الوقت، ولن نتمكن من القيام بحرب عظمى أخرى- يقصد الحرب العالمية الثانية، بالاعتماد على مواردنا، خاصة إذا ما تطورت تلك الحرب فصارت ذات طابع عالمى واسع النطاق».. وقال: «ينبغى لنا أن نسير إلى حيث يمكننا الحصول على البترول». 

الإجابة الأخيرة، وهى الإجابة الشاملة التى تضم جميع ما سبق، هى التفسير الذى لا يريد البعض الاعتراف به، ويضعه دائماً فى خانة نظريات المؤامرة الكونية ، تلك الإجابة خاصة بسيطرة «النورانيين» أو الحكومة العالمية الصهيونية على العالم، وقد أوردها بالتفصيل والوثائق الكندى «وليام جاى كار» فى كتابه «أحجار على رقعة الشطرنج 1955»، ويكشف فى هذا الكتاب دور المنظمات السرية العالمية فى صناعة الحروب والخراب. 

يرى «جاى كار» أن المخطط يقوم على تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة وتقسيم العالم إلى معسكرات متصارعة مع تسليح تلك المعسكرات بعد خلقها، ثم تدبير حادث فى كل مرة يكون من شأنه أن تنقض هذه المعسكرات بعضها على بعض فتحطم نفسها وتحطم الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية. 

ووفقًا للمخطط السابق ستندلع الحرب العالمية الثالثة نتيجة النزاع الذى يثيره «النورانيون»، وهم رؤوس المؤامرة الصهيونية العالمية، بين الصهيونية السياسية والعالم الإسلامى، بحيث تكون نتيجة هذه الحرب تحطيم العالم العربى ومن ورائه الإسلام ذاته، وفى الوقت ذاته تجد أمم العالم الأخرى نفسها مجبرة على الانضمام إلى أحد المعسكرين حتى يصل الخلاف إلى العالم بأسره. 

ونشر «وليام جاى كار» فى كتابه نص وثيقة حصلت عليها إدارة المخابرات الكندية، وهى نص الخطاب السرى للحاخام الأكبر «إيمانويل رابينوفيتش»، يقول فيه: 

سنعمل على إلصاق تهمة العداء للسامية بالشعب الروسى ذاته، وسندعم بالمال والنفوذ المنظمات التى تتبنى الدفاع عن السامية فى أمريكا بصورة خاصة، والهدف هو قيام الحرب العالمية الثالثة التى ستفوق فى دمارها مجموع الحروب السابقة. 

ويقول «إيمانويل رابينوفيتش»: «قد نحتاج إلى تحقيق هدفنا النهائى إلى تكرار العملية المؤلمة نفسها التى قمنا بها أيام هتلر، أى أننا قد ندبر وقوع بعض حوادث الاضطهاد ضد أفراد من شعبنا، أو بتعبير آخر سوف نضحى ببعض أبناء شعبنا فى أحداث سنثيرها ونوجهها نحن من وراء الستار حتى نحصل بذلك على الحجج الكافية لاستدرار عطف ومؤازرة شعوب أوروبا وأمريكا وبقية العالم». 

فى النهاية.. ونحن على بعد خطوات من حرب عالمية ثالثة، ومخططات تهجير وإبادة جماعية لشعب فلسطين الأعزل، لن أقول لكم «ننام معاً كى نموت معاً» هذا الشعار الذى رفعته بعض عائلاتنا فى غزة، بل أقول لكم «نتحد اليوم لنعيش غداً» قبل فوات الأوان.

 

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب حركة حماس الضوء الاخضر الحرب العالمیة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا في غزة لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية

يمانيون../ قال مقرر الأمم المتحدة المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، إن الكيان الصهيوني بارتكابه إبادة جماعية في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، خلف دماراً في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية.

وأضاف راجاجوبال في تصريح صحفي، اليوم الخميس، إلى أن الدمار في قطاع غزة “غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك”.

ولفت إلى تدمير العدو الصهيوني أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و”هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية”.

وأوضح أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة، مثل إنقاذ الأشياء الثمينة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.

وأكد أن “الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم”، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة.

وذكر أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ.

وشدد على ضرورة إزالة الركام في غزة أولا، في ظل خطورة وجود ذخائر غير منفجرة.

وقال المقرر الأممي إن “ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن”.

وأضاف: “إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية”.

وشدد على أن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار “لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت”.

وأردف: “الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفا قد تؤدي إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بالكامل أو جزء منه” .

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الاحتلال الصهيوني خلّف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • نظرية المؤامرة
  • الرئيس المقاول
  • مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية
  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا في غزة لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية
  • جريمة بالذكاء الاصطناعى فى رواية «حب مسموم»
  • ندوة بمعرض القاهرة للكتاب تناقش شبح الحرب العالمية الثالثة ومستقبل النظام الدولي
  • مدرجات كرة القدم والحرب على غزة: تضامن كسر كل الحواجز
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش شبح الحرب العالمية الثالثة ومستقبل النظام الدولي