بوابة الوفد:
2025-04-26@10:57:59 GMT

الرد الأمريكى.. خيوط المؤامرة والحرب

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

اللافت للانتباه فى عملية طوفان الأقصى، ليس الكيفية التى قامت بها حركة حماس باختراق الجدار الحديدى للكيان المحتل، أو تلك الخسائر التى تكبدها العدو نتيجة هذا الهجوم القوى والفريد من نوعه، اللافت للانتباه حقاً هو رد الفعل الأمريكى والدعم الغربى للكيان المحتل هذه المرة، من حيث السرعة والقوة والتحرك العسكرى على الأرض، ثم إعطاء الضوء الأخضر لهذا المحتل للقيام بعملية إبادة شاملة وتهجير جماعى لأهل غزة، لنجد أنفسنا أمام سؤال يفرض نفسه على المشهد: لماذا جاء الرد الأمريكى الغربى بهذا الشكل؟ 

يدخل النموذج الأول للإجابة عن السؤال السابق فى نطاق التفسير الظاهرى البسيط، بأن دولة الاحتلال هى طفل «بيبى» أمريكا المدلل، ومسمار جحا المزروع فى المنطقة، بالإضافة إلى الشواهد غير المؤكدة بأن حماس تلقت دعماً إيرانياً لتنفيذ العملية، مع التخوفات بقيام حزب الله بشن هجوم على دولة الاحتلال، لذلك كان التحرك الأمريكى الغربى ضرورياً وبهذه القوة.

 

الإجابة الثانية، وتدخل فى نطاق التفسيرات الخاصة بالمصالح، واستغلال الفرص لتحقيق الأهداف، وأهم هذه الأهداف هو تحقيق الحلم الصهيونى بقيام دولة يهودية نقية للشعب اليهودى على أرض فلسطين بالكامل، وهو ما يستوجب استئصال العرب من فلسطين بالكامل بالتصفية الجسدية أو التهجير، وجاءت عملية طوفان الأقصى فرصة مناسبة لتنفيذ هذا الحلم الصهيونى برعاية أمريكية، بعد التبنى والترويج لمعلومات كاذبة يُسمح بمقتضاها من وجهة نظر الغرب بضرورة التدخل لشرعنة وحماية عمليات الإبادة والتهجير الجماعى لأهل غزة. 

الإجابتان الأولى والثانية تقومان على مصلحة الكيان المحتل وحده، وإذا أضفنا إليهما مصلحة الولايات المتحدة والغرب، فستأتى الإجابة الثالثة بأن هذا التحرك غير المسبوق هو مجموعة رسائل أمريكية غربية لأعدائها، رداً على محاولات توغل روسيا والصين فى أفريقيا عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، وذلك بعد انضمام عدد من دول المنطقة إلى مجموعة «البريكس» التى تهدف إلى كسر هيمنة الدولار الأمريكى. 

يأتى الاستعداد لحرب عالمية ثالثة أوشكت على الاندلاع فى وقت ينتظر فيه الجميع الإجابة عن سؤال: أين تقع؟ ومتى تقع؟، كخيار للإجابة الرابعة عن هذا التحرك الأمريكى والدعم الغربى السابق، ونظراً لأهمية منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية، خاصة باعتباره قوة بترولية جبارة سيكون لها تأثيرها الحاسم فى نتيجة تلك الحرب أينما وقعت ومتى وقعت، لذلك أسرعت أمريكا باستغلال عملية «طوفان الأقصى» واتخذته ذريعة لإرسال حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر فورد» إلى البحر المتوسط استعداداً لتلك الحرب. 

وما يؤكد أهمية الإجابة السابقة، ما جاء فى كتاب «حرب البترول فى الشرق الأوسط 1953 الطبعة الرابعة» للدكتور راشد البراوى، على لسان مستر «هارولد إكس»، وهو الرجل الذى أسند إليه الرئيس روزفلت مهمة إنشاء تنظيم قومى عام لشئون البترول خلال الحرب العالمية الثانية، يقول «إكس»: «إننا فى حالة نشوب حرب عالمية ثالثة، يتعين علينا أن نلجأ إلى استخدام البترول الذى يملكه الغير، حتى يصير فى مقدورنا مواصلة القتال، لأن الولايات المتحدة لن يتوافر لديها البترول الكافى فى ذلك الوقت، ولن نتمكن من القيام بحرب عظمى أخرى- يقصد الحرب العالمية الثانية، بالاعتماد على مواردنا، خاصة إذا ما تطورت تلك الحرب فصارت ذات طابع عالمى واسع النطاق».. وقال: «ينبغى لنا أن نسير إلى حيث يمكننا الحصول على البترول». 

الإجابة الأخيرة، وهى الإجابة الشاملة التى تضم جميع ما سبق، هى التفسير الذى لا يريد البعض الاعتراف به، ويضعه دائماً فى خانة نظريات المؤامرة الكونية ، تلك الإجابة خاصة بسيطرة «النورانيين» أو الحكومة العالمية الصهيونية على العالم، وقد أوردها بالتفصيل والوثائق الكندى «وليام جاى كار» فى كتابه «أحجار على رقعة الشطرنج 1955»، ويكشف فى هذا الكتاب دور المنظمات السرية العالمية فى صناعة الحروب والخراب. 

يرى «جاى كار» أن المخطط يقوم على تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة وتقسيم العالم إلى معسكرات متصارعة مع تسليح تلك المعسكرات بعد خلقها، ثم تدبير حادث فى كل مرة يكون من شأنه أن تنقض هذه المعسكرات بعضها على بعض فتحطم نفسها وتحطم الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية. 

ووفقًا للمخطط السابق ستندلع الحرب العالمية الثالثة نتيجة النزاع الذى يثيره «النورانيون»، وهم رؤوس المؤامرة الصهيونية العالمية، بين الصهيونية السياسية والعالم الإسلامى، بحيث تكون نتيجة هذه الحرب تحطيم العالم العربى ومن ورائه الإسلام ذاته، وفى الوقت ذاته تجد أمم العالم الأخرى نفسها مجبرة على الانضمام إلى أحد المعسكرين حتى يصل الخلاف إلى العالم بأسره. 

ونشر «وليام جاى كار» فى كتابه نص وثيقة حصلت عليها إدارة المخابرات الكندية، وهى نص الخطاب السرى للحاخام الأكبر «إيمانويل رابينوفيتش»، يقول فيه: 

سنعمل على إلصاق تهمة العداء للسامية بالشعب الروسى ذاته، وسندعم بالمال والنفوذ المنظمات التى تتبنى الدفاع عن السامية فى أمريكا بصورة خاصة، والهدف هو قيام الحرب العالمية الثالثة التى ستفوق فى دمارها مجموع الحروب السابقة. 

ويقول «إيمانويل رابينوفيتش»: «قد نحتاج إلى تحقيق هدفنا النهائى إلى تكرار العملية المؤلمة نفسها التى قمنا بها أيام هتلر، أى أننا قد ندبر وقوع بعض حوادث الاضطهاد ضد أفراد من شعبنا، أو بتعبير آخر سوف نضحى ببعض أبناء شعبنا فى أحداث سنثيرها ونوجهها نحن من وراء الستار حتى نحصل بذلك على الحجج الكافية لاستدرار عطف ومؤازرة شعوب أوروبا وأمريكا وبقية العالم». 

فى النهاية.. ونحن على بعد خطوات من حرب عالمية ثالثة، ومخططات تهجير وإبادة جماعية لشعب فلسطين الأعزل، لن أقول لكم «ننام معاً كى نموت معاً» هذا الشعار الذى رفعته بعض عائلاتنا فى غزة، بل أقول لكم «نتحد اليوم لنعيش غداً» قبل فوات الأوان.

 

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب حركة حماس الضوء الاخضر الحرب العالمیة

إقرأ أيضاً:

من بين خيوط الصمت.. سيدة مصرية تنسج المجد من قلب «الحرانية»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قرية هادئة جنوب الجيزة، حيث تسكن أشعة الشمس تفاصيل الطين والقلوب، تعيش أم هدى، سيدة خمسينية، لا تجيد القراءة ولا الكتابة، لكنها تُتقن ما هو أعمق من ذلك بكثير: فن تحويل الخيوط إلى لوحات تحبس الأنفاس، داخل منزل بسيط من الطوب اللبن، تجلس “أم هدى” أمام نولها الخشبي منذ ساعات الصباح الأولى، تمرر خيطًا فوق خيط، وتضرب بعصاها الخفيفة بثقة تشبه عزف الموسيقيين، حتى يُولد من بين يديها سجاد يدوي يشبه أعمال كبار الفنانين التشكيليين. 

ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن هذه اللوحات التي تخطف الأنظار ليست من معارض باريس أو روما، بل هي نتاج عرق سيدات قرية الحرانية، من مركز رمسيس ويصا في محافظة الجيزة، “أم هدى” ليست وحدها في هذا الطريق، بل واحدة من عشرات السيدات اللاتي ورثن هذا الفن من الجدات، فن يمتزج فيه الإبداع بالتحمل، والجمال بالصبر. “السجادة الواحدة ممكن تفضل نشتغل فيها سنة كاملة”، تقول أم هدى بينما تشير إلى واحدة من أعمالها المعروضة في معرض صغير على أطراف القرية.

ورغم أن هذا الفن متجذر في تاريخ مصر، إلا أن المفارقة المدهشة أن عدد الأجانب الذين يعرفون بوجود هذا المكان ويزورونه من مختلف أنحاء العالم، يفوق بكثير عدد المصريين الذين لم يسمعوا حتى باسمه، والقرية التي كانت يومًا ما محطة فنية هامة، يزورها فنانون عالميون ومهتمون بالفنون اليدوية، أصبحت اليوم تعتمد على عزيمة نسائها فقط، ليبقى الفن حيًا، ومع كل سجادة تُنجز، لا توثق السيدات فقط مهارتهن، بل يسجلن بصمت فصلًا جديدًا في قصة مقاومة، بطلتها امرأة مصرية، لا تسعى إلى الشهرة، بل إلى الحفاظ على تراث يوشك على الاندثار.

أم هدى وسيدات الحرانية لا يحتجن ميكروفونات أو كاميرات ليتحدثن، فكل خيط في نسيجهن يروي حكاية: عن الكبرياء، والإبداع، والانتماء. ومن وسط النول الخشبي، يخرجن بكنوز ناعمة لا تُقدر بثمن، تنتمي لمصر وحدها، ولا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.

IMG_0273 IMG_0274 IMG_0275 IMG_0276 IMG_0279 IMG_0277 IMG_0278 IMG_0281 IMG_0282

مقالات مشابهة

  • هناك شيء منتن في ارض الدنمارك – في الرد على ابواق الحرب الجنجويدية
  • من بين خيوط الصمت.. سيدة مصرية تنسج المجد من قلب «الحرانية»
  • مظاهر حماسية تسيطر على تدريبات المنتخب الوطني تحت الـ20 استعدادًا لجنوب أفريقيا
  • مارادونا يعود من جديد.. مستجدات في وفاة أسطورة كرة القدم العالمية
  • عيد تحرير سيناء|قصة نصر لا تنتهى.. 25 أبريل.. يوم رفرف فيه العلم على الأرض الطاهرة.. ملحمة شعب وجيش لا تنتهي
  • داعيا إلى الاصطفاف خلف القائد.. «مصطفى بكري» يكشف أبعاد المؤامرة على مصر
  • وزير البترول يزور شركة شل العالمية في لندن
  • امتحانات الثانوية العامة 2025.. التعليم تُشدد على عدم تكرار أخطاء الأعوام الماضية
  • شويجو: نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا يشعل الحرب العالمية الثالثة
  • أمريكا والحرب البرية على اليمن