الجزيرة:
2025-04-23@04:33:44 GMT

سديروت مدينة أشباح.. ما دلالات إخلائها؟

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

سديروت مدينة أشباح.. ما دلالات إخلائها؟

القدس المحتلة- حوّلت معركة "طوفان الأقصى" مستوطنة سديروت في ما يُسمى "غلاف غزة" إلى مدينة أشباح، بعد أن أخلى جيش الاحتلال أغلب سكانها البالغ تعدادهم 35 ألفا، حيث نزحوا باتجاه منطقة تل أبيب والوسط، هربا من نيران الحرب، وفي ظل الحشد للتوغل البري في قطاع غزة.

وبدأت مغادرة مستوطني سديروت في مطلع عملية "طوفان الأقصى" واستمرت حتى إعلان الإخلاء الرسمي اليوم الأحد.

وتكلف عملية الإخلاء خزينة الاحتلال في الأسبوع الواحد فقط قرابة 20 مليون دولار، كما أن وزارة المالية الإسرائيلية بدأت بالفعل في تمويل مساكن بديلة لآلاف النازحين.

ومن المتوقع أن تتجاوز ميزانية المبيت لسكان مستوطنات "غلاف غزة" الذين نُقلوا إلى فنادق في إيلات ومنطقة البحر الميت ووسط البلاد، أكثر من 30 مليون دولار، وفق مراسل الشؤون الاقتصادية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" غاد ليئور.

إخلاء مستوطنة سديروت في "غلاف غزة" بدأ في الأسبوع الأول لعدوان الاحتلال على قطاع غزة (رويترز) ذكريات مريرة من الحرب

ورغم إخلاء شوارع وأحياء سديروت، ما تزال حالة الضبابية تلف العملية البرية التي يهدد الاحتلال بشنها في غزة، والذي يخشى من التورط خلالها في القطاع، ويسعى إلى إبعاد الإسرائيليين عن المعارك ودائرة الصواريخ، وتفادي المزيد من "الذكريات المريرة والصادمة" بعد معركة "طوفان الأقصى".

"سديروت تحولت إلى مدينة أشباح"، بهذه الكلمات وصف مراسل موقع "واللا" الإخباري ينير يافنا، واقع سديروت في اليوم التاسع للحرب على جبهة غزة. وقال "هذه المناظر تشير وكأن الحرب في العمق الإسرائيلي، فحواجز الشرطة على مداخل المدينة، تشهد على ما يجري في أحيائها التي استبدل بسكانها آلاف من الجنود وقوات الشرطة".

وبعد ما بات يُعرف إسرائيليا بـ"السبت الأسود" (بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول)، خلت سديروت من سكانها، ويقول الصحفي الإسرائيلي إن الهدوء فيها الآن لا يشبه "المدينة التي كانت تعج بالحانات الممتلئة بالطلاب في عطلة نهاية الأسبوع قبل الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس".

أحد المستوطنين الذين كانوا يسكنون سديروت، يورام كوهين، والذي غادرها الأسبوع الماضي ويقيم بأحد الفنادق في تل أبيب، أصيب منزله بصاروخ خلال عملية "طوفان الأقصى" واليوم الأحد سقط صاروخ آخر بالقرب من منزله.

يقول كوهين "في كل شارع في سديروت تقريبا، هناك ذكرى مريرة للحرب، منزل دمرته الصواريخ، ومدارس وطرقات بها حفر فتحتها صواريخ القسام".

يقول محللون إن إخلاء سديروت يعكس استعداد الاحتلال لشن هجوم بري على قطاع غزة (رويترز) إخلاء سديروت وقصف عسقلان

يحمل إخلاء سديروت في طياته دلالات عسكرية، ويراه المحللون مؤشرا على إمكانية تطور المعارك، وخاصة على صعيد التوغل البري الذي يخطط له جيش الاحتلال، والذي يخشى أن يتعرض العمق الإسرائيلي إلى قصف غير مسبوق بصواريخ المقاومة، وفقا لتقديرات المحللين والصحفيين الإسرائيليين.

ويجمع محللون على أن إخلاء سديروت يشير إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في حال التوغل البري بقطاع غزة، تريد تجنيب المدنيين الإسرائيليين سير المعارك، حيث لا تستبعد سيناريو تسلل مجموعات من المسلحين الفلسطينيين وتجدد الاشتباكات في عمق الأراضي المحتلة.

ومع إخلاء سديروت ومستوطنات "غلاف غزة"، أضحت مدينة عسقلان الوجهة الأولى لصواريخ المقاومة، ويجمع المحللون أن قيادة الجبهة الداخلية لن تقوم في أي حال من الأحوال بإخلاء عسقلان التي يبلغ تعداد سكانها 157 ألفا، حيث تعتبر أكبر مدينة صناعية وتجارية فيما يسميه الاحتلال "اللواء الجنوبي"، وفقا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.


إخلاء لرفع العوائق

في هذا السياق، قال خبير الشؤون العسكرية والأمنية الإسرائيلية رافع أبو طريف، إن التحضيرات العسكرية الإسرائيلية لعملية التوغل البري في قطاع غزة، جارية سواء من ناحية المعدات والكفاءات والآليات، أو من ناحية القصف الكثيف على مناطق القطاع.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أبو طريف أن إسرائيل من خلال إخلاء سكان سديروت وقبلهم مستوطني "غلاف غزة"، تهدف إلى إبعاد المستوطنين عن أية مخاطر خلال التوغل البري، وليتسنّ لها تنفيذ عملياتها ومخططها بدون أي عوائق مدنية داخلية، مشيرا إلى أن التوغل البري وخلافا للقصف من الجو، يشكل تهديدات غير مسبوقة سواء للقوات البرية المتوغلة أو حتى للمدنيين المتاخمين لجبهة القتال.

ورجّح أن قوات الاحتلال لا تريد التسرع في قرار التوغل البري الذي من المؤكد سيكبدها خسائر فادحة بالأرواح من العسكريين، عدا عن الخسائر البشرية في الجانب الفلسطيني، وهي التي تضعها أمام ضغوطات الرأي العام الدولي، وكذلك تهديدات إقليمية قد تؤدي إلى فتح جبهات قتال إضافية.


نقل المعركة إلى العمق الفلسطيني

والطرح ذاته يتبناه الصحفي الإسرائيلي يواف شطيرن، الذي يعتقد أن سديروت أُخليت من السكان تحسبا لتكرار سيناريو "طوفان الأقصى"، في حال بدء التوغل البري "الذي هو مسألة وقت ليس إلا"، والذي قدر أن يستغرق أشهرا، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يتحضر بضمان عدم تعرض الإسرائيليين لخطر الاشتباكات أولا.

ويعتقد الصحفي الإسرائيلي أن إخلاء سديروت وقبلها مستوطنات "غلاف غزة" هو من أجل نقل المعركة إلى العمق الفلسطيني، بعد أن اندلعت في العمق الإسرائيلي، لافتا في حديثه للجزيرة نت إلى أن عملية إخلاء نحو 100 ألف إسرائيلي بالجنوب، تشير إلى أن المؤسسة العسكرية لا تريد أن تجازف بالمدنيين والإبقاء عليهم في دائرة الاشتباكات المسلحة، عند تطور معارك التوغل البري.

واستبعد شطيرن أن يُخلي جيش الاحتلال عسقلان التي تعد كبرى المدن المحتلة في الجنوب وتتعرض إلى قصف شديد منذ أيام، وعزا ذلك إلى عدم قدرة إسرائيل على تحمّل نزوح ونقل حوالي 157 ألفا من سكان المدينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: طوفان الأقصى جیش الاحتلال إخلاء سدیروت سدیروت فی غلاف غزة قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

من مدينة إلى مقبرة.. كيف حوّل الجيش الإسرائيلي رفح إلى رماد؟

لم تعد مدينة رفح مجرد نقطة على خريطة قطاع غزة، بل تحولت إلى رمز حي للإبادة والتطهير الممنهج من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى محو المدينة بتاريخها وأهلها وذاكرتها، وتحويلها إلى مقبرة مفتوحة تحت أنقاض المنازل والذكريات.

جاء ذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال تطويق المدينة وعزلها كليا عن باقي قطاع غزة عبر إنشاء "محور موراغ"، الذي يفصلها عن مدينة خان يونس المجاورة، بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء عملية عدوانية واسعة في مدينة رفح، جنوب القطاع، عقب استئناف العدوان على غزة في 18 مارس/آذار 2025.

ويترجم هذا التطور واقع رفح منذ اجتياح الاحتلال لها في السادس من مايو/أيار 2024، حيث أُجبر نحو 300 ألف من سكانها، وزهاء مليون من النازحين فيها، على إخلائها والنزوح عنها. ومنذ ذلك الحين، لم تشهد رفح، وهي صغرى محافظات القطاع الخمس، أي فترات هدوء.

فيديو متداول يظهر جانيا من عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في تدمير منازل الفلسطينيين في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة pic.twitter.com/6y1VtE7DLq

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) April 19, 2025

وثقت مقاطع فيديو وصور، منذ بدء العملية البرية على مدينة رفح، دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية، وقد لاقت هذه المشاهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مغردين فلسطينيين وعرب، متأثرين بحجم الدمار الكبير والممنهج الذي لحق بالمدينة.

إعلان تدمير ممنهج

ذكر الناشط تامر عبر منصة "إكس" أن الجيش الإسرائيلي يستكمل تدمير ما تبقى من مدينة رفح "خلف الكواليس وبعيدا عن الأضواء"، لافتا إلى أن العديد من العائلات لا تزال محاصرة داخل المدينة حتى هذه اللحظة، ولا يُعرف شيء عن مصيرهم.

يستكمل الجيش الإسرائيلي تدمير ما تبقّى من رفح خلف الكواليس وبعيدًا عن الأضواء.
لا تزال العديد من العائلات محاصرة في رفح حتى هذه اللحظة، ولا نعرف شيئًا عن مصيرهم، ولا إن كانوا ما زالوا على قيد الحياة ! pic.twitter.com/gOvF1yQrJH

— Tamer | تامر (@tamerqdh) April 20, 2025

من جانبه، أشار الناشط معين الكحلوت إلى أن مدينة رفح تم تدميرها بشكل كامل، موضحا أن اهتزازات التفجيرات كانت تُسمع في مدينة العريش المصرية ومنطقة النقب، وقد اشتكى المستوطنون من الأصوات المرعبة الناتجة عنها.

مدينة رفح. تم تدميرها بشكل كامل.

علما أن اهتزازات التفجير كانت تسمع في العريش المصرية والنقب وقد اشتكى المستوطنون من الأصوات المرعبة. pic.twitter.com/0j5PMXSJcd

— معين الكحلوت , من غزة ???????? ???? (@Moin_Awad) April 20, 2025

جريمة بخلفية عقيدة احتلالية

أما الناشط يحيى حلس، فقال إن "نسف المباني في شرق حيي الشجاعية والتفاح، وفي مدينة رفح، مستمر بوتيرة عالية جدا، خصوصا في الليل".

نسف المباني شرق حيي الشجاعية والتفاح وبمدينة رفح مستمر بوتيرة عالية جداً خصوصاً بالليل ..

مسح ما تبقى من المنازل
تدمير احلام الناس
فرض واقع جديد

للأسف ما يحدث اقسم بالله اكبر من كارثة اكبر من مصيبة اكبر من كلشي!

حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله…

— يحيى حلس ???????? (@yahyaHilles2) April 21, 2025

وأضاف: "يتم مسح ما تبقى من المنازل، وتدمير أحلام الناس، وفرض واقع جديد. للأسف، ما يحدث هو أكبر من كارثة، أكبر من مصيبة، بل أكبر من كل شيء".

إعلان

وكتب أحد المغردين قائلا: "المشهد الذي لا يُحكى… هُنا مدينة مش بس انقصفِت.. انمسحت. رفح تحولت لركام. جنوب قطاع غزة صار شاهدا على جريمة، خلفيتها عقيدة احتلالية بدها تمحي الناس والحيطان وحتى الذاكرة".

المشهد الذي لا يحكى????

هُنا مدينة مش بس انقصفت.. انمسحت!

رفح تحولت لركام، جنوب قطاع غزة صار شاهد على جريمة خلفيتها عقيدة احتلالية بدها تمحي الناس والحيطان وحتى الذاكرة.

الصورة مش مشهد من فيلم، هاد واقع شعب بحاولوا يكسروا صموده ويمسحوا وجوده.. pic.twitter.com/sFqX9X0TEH

— يا ثورة????????????غزة(????) (@tawra2001) April 17, 2025

وتساءل مغردون: "ماذا تبقى من رفح ليتم نسفها بهذا الشكل الوحشي كل يوم؟ ولماذا يحدث كل هذا وسط صمت دولي؟".

ورأى مدونون أن ما يحدث في رفح من تدمير المدينة بلا هوادة، يُجسد مشهدا يلخص الإبادة المستمرة للبشر والحجر، وسط صمت دولي مريب وعجز تام عن إيقاف المجزرة.

مدينة رفح المُغيبة عن الإعلام بشكل كامل،
ما يحدث في رفح هو مجزرة وجرائم يومية عائلات لم تخرج من منازلها وحوصرت وتم قتلهم بدم بارد في منازلهم ولا إعلام يتحدث عنهم عمليات نسف للمنازل أو ركام المنازل مستمرة بشكل يومي الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض لا يستطيع أحد الوصول لهم.
هذه رفح

— ???? حَمّزة (@HamzaKhaled44) April 20, 2025

وأضاف آخرون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتفل أمام العالم بتدمير رفح، وكأنهم يحتفلون بذبح وطن، بعدما كانت تضج بالحياة قبل 11 شهرا فقط، صارت الآن مجرد أثر بعد عين، مدينة تتحول تحت أنقاضها إلى مقبرة مفتوحة، مدينة لا تجد حتى من يبكيها كما تستحق.

الاحتلال يسيطر على نحو نصف مدينة رفح

وفي السياق ذاته، رصدت وكالة "سند للرصد والتحقق" -التابعة لشبكة الجزيرة- أن الجيش الإسرائيلي سيطر على 47% من مدينة رفح بعد توسيع عمليته العسكرية الجارية.

إعلان

وذكرت الوكالة -في تغريدة على منصة "إكس"- أن الخرائط اعتمدت على تحليل صور أقمار اصطناعية، تعود لما قبل بدء العملية العسكرية وحتى 12 أبريل/نيسان الجاري.

???? التطور الأبرز في عملية رفح
???? الصور أظهرت تمهيد طريق جديد يبدأ من:
????الحدود الشرقية لرفح عند معبر صوفا.
????يمتد غربا وصولا إلى شارع صلاح الدين بطول يزيد عن 4 كم. pic.twitter.com/fUKZZEl319

— Sanad Agency وكالة سند (@AJSanad) April 18, 2025

وأشارت إلى أن الصور تُظهر تنفيذ عمليات تجريف واسعة، إضافة إلى هدم ونسف منازل، وإنشاء سواتر ترابية، وانتشار مكثف للآليات العسكرية الإسرائيلية.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية : صفارات الإنذار تدوي في سديروت بغلاف غزة
  • طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب
  • استمرار فتح ميناء رفح البري لليوم الـ36 على التوالي
  • أمل رمزي: تهديد الاحتلال ضد الأقصى بلغ ذروة الفجور ويشعل نار فتنة دينية
  • من مدينة إلى مقبرة.. كيف حوّل الجيش الإسرائيلي رفح إلى رماد؟
  • شهيد برصاص الاحتلال شرق مدينة غزة
  • الفاشر أصبحت مدينة أشباح.. والجيش السوداني والدعم السريع يشتبكان في 3 مناطق
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • جيش الاحتلال يستعد لتنفيذ عملية توغل كبرى في قطاع غزة
  • عاجل:- محافظة القدس تدين اعتداءات الاحتلال على المسيحيين خلال سبت النور