البوابة نيوز:
2024-10-03@10:43:05 GMT

لا أحد يجرؤ على الكلام

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

 

لم تكشف حرب غزة عن فشل التحصينات الأمنية المدججة  بالسلاح النووى وبأحدث الأسلحة التكنولوجية عن حماية إسرائيل من هجوم حماس فقط، بل فضحت كذلك  زيف قيم الليبرالية الغربية  الأخلاقية التى تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية وحماية حريات الرأى والتعبير  حول العالم، وهى تمعن فى تأييد الحكومة الإسرائيلية التى يتصرف وزراؤها كأعضاء فى عصابة لا رجال دولة، وهم يسفون فى استخدام اللغة ويصرخون ويتوعدون وينفذون حرب التجويع والإبادة والتهجير ضد غزة وشعبها الأعزل من السلاح.

جرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة تدهس  بالأقدام كل  الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التى تحدد شروطًا للحروب، وتلزم أطرافها بحماية المدنيين، وعدم التغيير فى معالم الإقليم، وتحظر العقوبات الجماعية، واستخدام الأسلحة الكيماوية والسامة وقت إندلاعها، لكن  تلك  الجرائم التى تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنسانى، وترتكبها إسرائيل على الهواء بحق مدنيين أمام شاشات العالم، باتت محمية بحاملات الطائرات الأمريكية  والبريطانية فى شرق المتوسط، وبدعم الإتحاد الأوروبى ودوله التى تصف جريمة الحرب تلك بأنها حق لإسرائيل فى الدفاع عن النفس!.

أسقطت الحرب أكذوبة مهنية الإعلام الغربى واستقلاليته  ودقة معلوماته، وهو يجارى حكوماته فى تضليل شعوبها، بتزوير الحقائق وتزييفها ونشرها، والعودة للاعتذار عنها بعد أن فضحت وسائل التواصل الاجتماعى أكاذيب رواياته ومدى تلفيقها وكذبها.

أكدت الحرب ماهو مؤكد، أن إسرائيل أداة فى يد دول الغرب الاستعمارى لتقوية نفوذه الدولى، والهيمنة على موارد المنطقة لتؤول إلى مصالحها التى تتعارض مع مصالح شعوب المنطقة.. صارت إسرائيل تتحكم فى القرار الدولى الأوروبى والأمريكى.

قبل أكثر من أربعين عامًا أصدر السيناتور الجمهورى الأمريكى بول فندلى، كتابًا بعنوان «من يجرؤ على الكلام»، ولم يكن العنوان جملة استفهامية، بل هو جملة توضيحية تؤكد أن لا أحد يجرؤ على الكلام. وفى كتابه الذى لم  يأخذ حقه من الاهتمام العربى، كشف «فندلي» أن السياسة الخارجية الأمريكية بشأن الشرق الأوسط والصراع العربى - الإسرائيلى بشكل خاص، تصنع فى الكنيست الإسرائيلى، وليس فى الكونجرس الأمريكى أو الخارجية الأمريكية، أو فى البيت الأبيض، وتحدد أهدافها اللجنة الأمريكية - الإسرائلية للشئون العامة، والتى تعرف إعلاميًا باسم: إيباك.

وفى الكتاب يروى «فندلي» أن «إيباك» تمكنت بأموالها، ونفوذها الطاغي داخل المجتمع الأمريكى، والذى امتد من السلطات التنفيذية، إلى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والمؤسسات الصحفية والبحثية وهيئات التدريس فى المدارس والجامعات، وشركات صناعة الأفلام  والترويج لنجومها، من إسقاطه فى انتخابات الكونجرس، بعد أن ظل  فى الفترة من 1960 وحتى 1982 ممثلًا به عن ولاية إلينوى لما كان يحظى فيها من شعبية وثقة جارفتين.

وخلال 22 عامًا من عضويته فى الكونجرس كرس «فندلى» كل جهوده لحث بلاده لاستخدام أساليب الحوار لحل الأزمات الدولية، وعارض حربها فى فيتنيام، وساهم فى إصدار تشريع يقلص من صلاحيات الرئيس الأمريكى فى شن الحروب.

وحين  طالب بحل عادل للقضية الفلسطينية واعترض على النفوذ الإسرائيلى المتصاعد فى صنع وصدور القرار داخل الكونجرس، لأنه نفوذ يتعارض  فى كثير من الأحيان مع المصالح القومية الأمريكية، تحركت «إيباك» لإسقاطه فى الانتخابات بحملات  من التضليل وتزوير الحقائق ضده، لأنه أضحى  كما قالت أكثر منتقدى السياسة الإسرائيلية ظهورًا للعيان.

وتمكنت بجانب ذلك من السيطرة على الكونجرس الأمريكى بمجلسيه، وتوجيهه فى الاتجاه الذى تريد، بإرهاب كل من يقف فى طريقها، وتشويهه وتدميره، وذلك هو نفس ما فعلته مع بول فندلى، عندما جرؤ على القول أن جميع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، يطيعون بلا استثناء أوامر «إيباك» لأن معظمهم، يعتبرها، كما أكد الممثلة المباشرة للكابتول هيل - مقر مبنى الكونجرس - وذات القدرة السياسية التى تتيح أمامهم فرص النجاح فى الانتخابات، أو تقضى عليهم، وبعد عامين من تركه موقعه، تبنت «إيباك» تشريعًا فى الكونجرس عام 1984 بنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس نفذته إدارة «ترامب» العام 2018.

تثبت حرب غزة دون ريب كل ماقاله بول فندلى، وتجدد التأكيد أن إنفراد الولايات المتحدة بما تسميه الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أوشك على محو القضية الفلسطينية من جدول النقاش العالمى.  وتفرض تحديات اللحظة التى تطرحها الحرب، تفكيرًا جادًا ومُخلصًا من كل الأطراف، لإنهاء الإنقسام فى الساحة الفلسطينية، وتوحد 14 فصيلًا من فصائل المقاومة الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، للعمل معًا لعقد مؤتمر دولى برعاية هيئة الأمم المتحدة تكون فيه واشنطن طرفًا بين أطراف دولية أخرى، لبحث التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، بما ينتهى بدولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية طبقًا للقرارات الأممية، ويتيح للسلطة الوطنية الفلسطينية الفرصة لتوثيق الجرائم الإسرائيلية فى غزة والذهاب بها إلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، وكل المنظمات الدولية المعنية، فذلك هو وحده طريق السلامة، وما عداه طريق للخيبة والندامة.

*كاتبة صحفية، رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهالي

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حماية إسرائيل

إقرأ أيضاً:

بداية الحرب العالمية الثالثة ضد الأمة والمقاومة الشعبية كخيار إستراتيجى لها

د. صبرى محمد خليل / أستاذ فلسفة القيم الإسلامية فى جامعة الخرطوم

ملخص المقال : إن تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد "الإمبريالى- الصهيونى" ، منذ العقد السابع من القرن الماضى، كان مؤشر على بدء الحرب العالمية الثالثة- على الأقل فى منطقتنا العربية- لأن طبيعة مفهوم الحرب العالمية اختلفت فى عصرنا عن العصور السابقة، من ناحية التحديد المكانى والزمانى والمجالى، كما انه مؤشر على بداية المرحلة الأولى من المعركة الفاصلة، بين الآستخلاف الثانى للأمة والإستكبار العالمى الخامس " الإمبريالى- الصهيونى . وقد نجحت القوى التى تقف خلف المشروع فى تعطيل إرادة الأمة على المستوى الرسمى، لكنها فشلت فى الغائها، لان تعطيلها على هذا المستوى، اتاح المجال أمام تفعيلها على المستوى الشعبى . وأخذ هذا التفعيل شكل المقاومة الشعبية " السلمية فى مجالات، والمسلحة فى مجالات أخرى"، ضد مظاهر وأدوات ومراحل تطبيق هذا المشروع ، ونجاح المقاومة الشعبية فى الافشال التام لأهداف هذا المشروع، وبالتالى الانتصار فى هذه المرحلة من مراحل هذه الحرب، وهذه المعركة الفاصلة، يتوقف على. الإنتقال من مرحلة التفعيل التلقائي " اى رد الفعل : العفوى ، العاطفى ، الموقت"، إلى مرحلة التفعيل القصدى " أى الفعل: المخطط، العقلانى، المستمر ".
.........
المتن التفصيلى للمقال :

مشروع الشرق الأوسط الجديد " الصهيونى- الإمبريالى " : هو مشروع يتم تطبيقه فى المنطقة العربية، منذ العقد السابع من القرن الماضى ، ويهدف الى الإرتداد بالنظام الرسمى العربى ، من مرحلة التجزئة على أساس شعوبى " إتفاقية سيكس - بيكو ١٩١٦"، إلى مرحلة التفتيت على أساس طائفى - قبلى " محاولة إقامة دويلات طائفية - قبلية، على انقاض الدولة الوطنية العربية، مع ضمان بقاء الكيان الصهيونى كحارس لهذا التفتيت، كما كان فى المرحلة السابقة حارس للتجزئة ". بما يضمن نهب ثروات الأمة الإقتصادية والطبيعية.

مؤشر على بداية الحرب العالمية الثالثة : وتطبيق هذا المشروع مؤشر على بداية الحرب العالمية الثالثة - على الأقل فى منطقتنا العربية - منذ بداية تطبيق هذا المشروع . ذلك ان طبيعة مفهوم الحرب العالمية ، إختلفت فى عصرنا عن العصور السابقه ، من ناحية التحديد المكانى والزمانى والموضوعى " المجالات "،وبالتالى اصبحت اى حرب فى عصرنا حرب عالمية، من نواحي تجاوز تأثيرها مكان حدوثها ، وتداخل بدايتها - وكذا نهايتها - وتعدد مجالاتها، بمعنى عدم إقتصارها على المجال العسكرى فقط.

مؤشر على بداية المرحلة الأولى من المعركة الفاصلة بين الإستخلاف الثانى والإستكبار العالمى الخامس " الإمبريالى - الصهيونى " : كما أن تطبيق هذا المشروع هو مؤشر على بداية المرحلة الأولى من هذه المعركة الفاصلة، والتى هى إمتداد لمعارك فاصلة سابقة "اليرموك،حطين،عين جالوت،رد العدوان الثلاثى بالسويس ٥٦"، بين أشكال متعددة من إستخلاف الأمة ، وأشكال متعددة للإستكبار العالمى "الفا سى ، الرومانى ، المغولى ، الصليبي، الأستعمار القديم والجديد ".

نموذج السودان : "مخطط للتفتيت والسيطرة على النيل وليس حرب" : وطبقا لهذه القراءة فإننا نفهم أن الصراع المسلح الحالى فى السودان، ليس مجرد حرب بالمفهوم العسكرى البحت ، بل مرحلة جديدة من مراحل تطبيق هذا المشروع ، تهدف الى تفتيت السودان،إلى دويلات قبلية - طائفية ، على انقاض الدولة الوطنية السودانية . ويشمل ذلك تفكيك عمودها الفقرى - المؤسسة العسكرية السودانية - و تطبيق مرحله جديدة من مراحل السيطره على النيل ، بدأت بفصل جنوب السودان، وإنشاء سدود مائية فى اثيوبيا، دون إتفاق مع دولتى المصب' السودان ومصر' ... ويشمل هذا المخطط التهجير القسرى للسكان، واحداث تغيير فى التركيبة السكانية' الديموغرافيه' - خاصة فى المناطق النيلية-

نموذج غزة : تصفية القضية الفلسطينية بالابادة الجماعية والتهجير القسرى وليست حرب: كما أنه طبقا لهذه القراءه فاننا نفهم ان ما يحدث فى غزه ليست حرب،بل مرحلة جديده من مراحل تنفيذ ذات المشروع، تهدف الى التصفية النهائية للقضية الفلسطينية( القضية المركزية للأمة)، بإبادة الشعب الفلسطينى ، أو تهجيرة قسريا ، تنفيذا للمقولة الصهيونية " ارض بلا شعب ، لشعب بلا أرض "، والقضاء النهائي على المقاومة الشعبية الفلسطينية ، مستغلة دعم القوى العالمية " الغربية / الراسمالية / الإستعمارية "، وتخاذل النظام الرسمى العربى.

النجاح :

تعطيل إرادة الأمة - على المستوى الرسمى - " : وقد نجح هذا المشروع فى تعطيل إرادة الأمة على المستوى الرسمى .

التعطيل الإرتدادى لإرادة الأمة على المستوى الرسمى : فقد تزامن تطبيق هذا المشروع ،مع مرحلة التعطيل الإرتدادى لإرادة الأمة على المستوى الرسمى ، التى إرتدت فيها بالنظام الرسمى العربى ، عن الخطوات التى إتخذتها مرحلة التحرر الوطنى والقومى من الإستعمار، بأشكال المتعددة " القديم والإستيطانى ' الصهيونى ' والجديد ' الإمبريالى ' " ، التى استمرت طوال العقدين الخامس والسادس من القرن الماضى ، تجاه اهداف الإرادة الشعبية للأمة، فى الحريه والعداله الإجتماعيه والوحده - رغم ما شابتها من سلبيات - فإنتقلت من الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى وحقوقه ، إلى التخلى عن الواجب " الوطنى والقومى والدينى والانسانى تجاه القضيه والشعب الفلسطينى" ، والتطبيع مع الكيان الصهيونى .وإنتقلت من مقاومة الاستعمار، الى التبعية للغرب " الاستعمارى"، والخضوع للسياسات الإمبريالية فى المنطقه . ومن محاوله تحقيق العداله الاجتماعيه وإقامة تنمية مستقلة، إلى محاوله تطبيق النظام الرأسمالى تحت شعارات مثل : الإنفتاح / الأصلاح/ التحرير : الاقتصادى ، الخصخصه ، رفع - او ترشيد - الدعم .... .

شعار " السلام كخيار إستراتيجى " :
وقد رفعت هذه المرحلة شعار " السلام كخيار استراتيجى " ، متجاهلة انه لا سلام مع حقوق مغتصبة ، وهو حينها يكون إستسلام وليس سلام. كما دعمته بشعار فرعى " آخر الحروب " تعنى حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ او حرب العبور "، وما حدث أنها كانت آخر حرب خارجية للأمة ، اى ضد قوى الإستعمار الخارجى. لكنها كانت فاتحه سلسلة من الحروب والصراعات الداخلية ، التى أدت إلى التفتيت الطائفى- القبلى للأمة.

الفشل:

الفشل فى التحكم فى التعطيل الإرتدادى وإفرازاته السالبة : ورغم أن المشروع نجح فى الإرتداد بالنظام الرسمى العربى، تجاه مزيد من التفتيت ، الإ انه فشل فى التحكم فى هذا الإرتداد وافرازاته السالبة ، والتى تشمل:

أولا : مشكله الإرهاب : فقدساهمت القوى التى تقف خلف المشروع فى إنشاء تنظيمات الإرهاب- وعلى أقل تقدير تغاضت عن نشوءها، ودعمتها سرا، بهدف إستخدامها فى تحقيق أهداف المشروع فى التفتيت الطائفى - القبلى للأمة - سواء كانت هذه التنظيمات واعية بذلك ام غير واعية - لكن تأثيرها على هذه التنظيمات بدأ فى الاضمحلال عندما قويت شوكة هذه التنظيمات ، بل وضرب هذه القوى فى العمق، واصبحت تشكل تهديدا لمصالحها ، مما اضطرها إلى ضربها عسكريا - وهو ما كلفها اقتصاديا - بهدف تحجيمها - وليس القضاء النهائى لها ، لضمان إمكانية اعاده استخدامها لاحقا لتحقيق أهداف أخرى.

ثانيا : اللاجئين : تدفق اللاجئين على الدول الغربية ، وتكلفته الاقتصاديه ، مما ادى الى تنامىالأحزاب العنصرية و المناهضه للأجانب.

ثالثا : الفوضى السياسية :عدم الإستقرار السياسى الذى أدى إلى فشل القوى التى تقف خلف المشروع على فرض ارادتها السياسية، على أجزاء كتيره من النظام الرسمى العربى .

التفعيل الشعبى : فالقوى التى تقف خلف المشروع نحجت فى تعطيل إراده الامة - على المستوى الرسمى - الا انها فشلت إلغائها، لأن تعطيلها على مستوى الرسمى، أتاح المجال أمام تفعيلها ، على المستوى الشعبي.

نشوء المقاومة الشعبية العربية " السلمية والمسلحة " : وقد أخذ هذا التفعيل الشعبى شكل المقاومة الشعبية - السلمية فى ميادين والمسلحة فى ميادين أخرى- ضد مظاهر و ادوات و مراحل تطبيق هذا المشروع التخريبى . وقد نجحت - فى هذا الإطار- فى تحقيق العديد من الانتصارات ، بدون أن يمثلها نظام رسمى عربى معين ، ومنها :

* مقاومة الاحتلال الصهيونى للبنان ، والتى إنتهت بدحر الجيش الصهيونى بداية القرن .
* مقاومة الاحتلال الامريكى للعراق، التى احدثت خسائر فادحة فى جيش الاحتلال الأمريكى ، قبل أن تعمل أمريكا وحلفائها، على القضاء على المقاومة الوطنية العراقيهة، من خلال خلق صراع طائفى " شيعى - سنى ." بين التنظيمات السنية كداعش ، والمليشيات الشعبية ".
* إستمرار المقاومة الشعبية المسلحة الفلسطينية . رغم المحاولات المستمرة للقضاء عليها.
* النصرة الشعبية للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى ، رغم تخلى النظام الرسمى العربى عن واجبه " الوطنى والقومى والدينى والانسانى " تجاههما.
* المناهضه الشعبية للكيان الصهيونى ، الذى أحال التطبيع الرسمى معه قرار معزول مجتمعيا.
* استمرار تمسك الشعب الفلسطينى بأرضه وحقوقه، رغم الاباده الجماعيه والتهجير القسرى الممارس ضده ،على مدى سبعه عقود .
* المقاطعة الشعبية للمنتجات والبضائع والسلع الأمريكية.
* تمسك الأمة - على المستوى الجماهيرى - بثوابتها الوطنية والقومية والدينية والحضارية ، رغم انتشار التغريب بين النخب المتعلمة والحضرية.
* استمرار تحقق الوحدة العربية والإسلامية الشعبية ، ممثلة فى إستمرار الروابط الموضوعية ' اللغويه ، الدينية ، الجغرافية ، التاريخيه ، الحضارية ...' فى الربط بين شعوب الأمة ، رغم التفتيت الرسمى.

ثورة الشباب العربى بين المسارين الأصلى' السلمى' والمصطنع' الفوضوى' : وقد نجحت المقاومة الشعبية فى الإسقاط السلمى، للعديد من الانظمة التابعة أو الفاسدة أو الفاشله... قبل أن تنجح القوى التى تقف خلف هذا المشروع ، فى تحويلها من مسارها الأصلى "الطبيعى " الجماهير ى - السلمى " ، إلى مسار آخر مصطنع " عنيف أو فوضوى ، أو تابع للخارج ..."، وذلك باستخدام عده أساليب " أهمها الإسقاط العنيف - خاصة فى الموجه الأولى منها - والهبوط الناعم - خاصة فى الموجة الثانية منها - مستغلة أنها إندلعت بصوره تلقائية غير منظمة.

ضروره إرتقاء المقاومة الشعبية من التفعيل التلقائي إلى التفعيل القصدى :
ونجاح المقاومة الشعبية العربية - السلمية منها والمسلحة - فى إفشال كل أهداف هذا المشروع التخريبى - وبالتالى الإنتصار فى معركة بداية الحرب العالمية الثالثة ، والتى هى ذات بداية المرحلة الاولى من المعركة الفاصلة ، بين الإستخلاف الثانى للأمة و الإستكبار العالمى الخامس " الإمبريالى. - الصهيونى " - يتوقف على إرتقاء الإرادة الشعبية للأمة، من مرحلة التفعيل التلقائي" اى رد الفعل العفوى ، العاطفى، المؤقت " ،إلى مرحلة التفعيل القصدى " أى الفعل المخطط، العقلانى ، المستمر ' المؤسسى'.

الآليات : وهو ما يتحقق من خلال الآليات الآتية:
. إعتبار أن المقاومة الشعبية خيار استراتيجى للأمة.
. تقديم الدعم المادى والمعنوى للمقاومة الشعبية.
.عدم ربط المقاومة الشعبية باى فصيل أو مذهب أو حزب أو طائفة او اشخاص... معينين ، لضمان تعبيرها عن إراده الامة ككل .
.إنشاء أو تفعيل مبادرات شعبية منظمة ' مؤسسية '، تعبر عن إراده الأمة فى كافه المجالات.
. تفعيل تيار فكرى شامل،يؤسس ' نظريا ' للتوافق على ثوابت الأمة
.التأكيد على أن هدف المقاومه الشعبية المسلحة هو الدفاع عن النفس كحق مشروع قررته كل المواثيق القانونيه والدولية والاخلاقية والدينية.
. وبالتالى العمل على عدم احداث اى تناقض أو تعارض بين المقاومة الشعبية المسلحة لاى عدوان خارجى ، والمؤسسات العسكرية الوطنية ، بما يضمن عدم تحولها إلى مليشيا طائفية او قبلية.
.وفى ذات الوقت يجب عدم ربط المقاومة الشعبية باى نظام سياسى ، والمطلوب من الانظمة السياسية هو دعمها، أو على أقل تقدير عدم تحولها لأدوات بيد القوى التى تقف خلف هذا المشروع للقضاء عليها.
.الوعى بأن الأمة إنتصرت فى كل معاركها الفاصلة ضد الأشكال السابقة للإستكبار العالمى بفضل إسناد المقاومة الشعبية للجيوش ، لكن الفارق بين هذه المعارك والمعركة الحالية ، أن للمقاومة الشعبية دور اساسى - وليس اسنادى فقط - فى مرحلتها الاولى .
.الوعى بأن المستهدف فى هذه المرحلة هو شعوب الأمة ، ومقاومتها الشعبية لهذا المشروع، لأنه نجح فى اخضاع النظام الرسمى العربى، خلال الفتره السابقة.
.وبالتالى الوعى بأن المعركة فى هذه المرحله ،تحولت الى معركة وجود ومصير. وبالتالى يجب التسامى على الخلافات الحزبية والمذهبية والطائفية، ومحاربه كل أشكال التعصب الحزبى والمذهبى والطائفى، لأنه اهم أسلحة القوى التى تقف خلف المشروع.
..........
للإطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبرى محمد خليل:

*الموقع الرسمى للدكتور صبرى محمد خليل : دراسات ومقالات (google)
*صفحه دكتور صبرى محمد خليل فى الفيسبوك (sabri khalil khairi).
*القناه الرسميه للدكتور صبرى محمد خليل فى اليوتيوب.  

مقالات مشابهة

  • بداية الحرب العالمية الثالثة ضد الأمة والمقاومة الشعبية كخيار إستراتيجى لها
  • 13 كاتبا فلسطينيا يقدمون شهاداتهم عن عام الإبادة الجماعية
  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • الصحة الفلسطينية: الحرب تفاقم معاناة مرضى السرطان في غزة
  • اجتياح لبنان واللغم التوراتى
  • عودة الدولة اللبنانية هى الحل