الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١١٣)
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
نستكمل حديثنا اليوم مع قصة تأسيس حزب الوسط وتقرير جهاز أمن الدولة الذى اعتبر أن أبوالعلا ماضى لا يزال محسوبًا على عبدالمنعم أبوالفتوح، فهما يحملان نفس الأفكار، وكل منهما يحاول أن يعيد الثانى إلى صفه مرة أخرى، عبدالمنعم يقول لماضى: «لابد أن ترجع إلى جماعة الإخوان، لأن هذه جماعتنا نحن وليست جماعتهم»، وأبوالعلا يقول لعبدالمنعم: «ننتظرك فى حزب الوسط فهذه لم تعد جماعتك»، ولم يكن أبوالعلا يفعل ذلك، لكنه كان يعرف أن انضمام أبوالفتوح لحزب الوسط سيكون نصرًا كبيرًا، بل يمكن أن يتسبب فى دخول عدد كبير من الإخوان حزب الوسط، ثقةً فى عبدالمنعم أبوالفتوح، واطمئنانًا لصحة مواقفه، كان التخوف الأكبر الذى وضعه تقرير أمن الدولة هو أن يتم التصريح لحزب الوسط بالعمل والخروج إلى النور، فيقوم أبوالعلا على الفور بتسليمه إلى عبدالمنعم أبوالفتوح، وبذلك يكون النظام أهدى الإخوان حزبًا سياسيًا على طبق من ذهب، دون أن تضطر الجماعة إلى التقدم بحزب، أو إعداد برنامج، أو الوقوف أمام لجنة شؤون الأحزاب، عبر مصادر مختلفة أوصلت الأجهزة أن النظام يريد أن يقدم أبوالعلا ماضى ضمانات واضحة، تجعله يبتعد بالحزب عن عبدالمنعم أبوالفتوح، بل يكون من الأفضل إذا صرح أبوالعلا بما يؤكد اختلافه الشخصى وليس السياسى فقط عن عبدالمنعم إعلاميًا.
أدرك أبوالعلا منذ اللحظة الأولى أن أمن الدولة يحاول الإيقاع بينه وبين عبدالمنعم أبوالفتوح، وأنهم فى الغالب لن يمنحوه الحزب، لكن يريدون فقط أن يهدموا ما بينه وبين صديقه، قرر أبوالعلا ألا يتحدث عن هذا التقرير، لأنه يلمح فيه عدم احترافية، إلا أنه سيتحدث لأهمية ما نشر ومصداقية من نشر، وكانت ردود أبوالعلا على التقرير واضحة ومحددة، ويمكن أن نختار مما قاله عزيزى القارئ ما يلى: «أولًا لقد خرجنا من الإخوان لأننا رفضنا أن نعمل دون شرعية، كفرنا بالخروج على نطاق الشرعية، وهو ما يجعلنى أقول إننا لن نتحرك بشكل تنظيمى إلا بعد أن نحصل على رخصة الحزب، لأن الذى يحركنا هو الدستور والقانون؛ ثانيًا يذهب التقرير إلى أن حزب الوسط خرج كنوع من التمرد النفسى على الإخوان المسلمين، وأننى أفعل ما أفعله الآن من أجل الانتقام من الجماعة، وهو كلام مردود عليه تمامًا، فأنا لم تكن لدىّ مشكلة نفسية مع الإخوان مطلقًا، بل كنت مميزًا فيها، كنت أصغر عضو مجلس شورى الجماعة، ولم أكن مضطهدًا أبدًا، ولكنى رأيت أن الجماعة تسير فى طريق مسدود، وإذا كان هناك من يرى أن الحزب يمكن أن يخدم الإخوان، فهذا لا أساس له من الصحة، فنحن بيننا وبين الإخوان فروق جوهرية، من حيث التفريق بين الدعوى والسياسى، والعمل من خلال القانون والدستور، إننا معارضون ولسنا مناهضين للنظام، نحن مع مدنية الدولة، وضد التفتيت المذهبى، حزب الوسط ما كان أبدًا جزءًا من الإخوان، لقد كان حركة تمرد كاملة متكاملة ولا يزال».
يضيف أبوالعلا ما يمكننا اعتباره اعترافًا خطيرًا جدًا، يقول كانت هناك نقطة نور واضحة فى مسيرتى مع الإخوان، فتحديدًا قبل تأسيس حزب الوسط بعامين أدركت أن الجماعة لا تسعى إلى الشرعية القانونية، وأن القضية التى رفعتها الجماعة من العام ١٩٧٦ لإلغاء قرار حل الجماعة لم تكن إلا حركة مكشوفة، لقد قلنا لهم إنه بافتراض وجود قرار حل للجماعة، فلماذا لا تفكر الجماعة فى التقديم للحصول على حزب أو جمعية أهلية، لقد ثبت فى يقينى أن الجماعة تريد أن تبقى كما هى، لا تخضع لأى رقابة من أى جهة، ولا إشراف ولا لوائح، وكان مأمون الهضيبى يقول دائمًا عندما يواجهه أحد بخطأ معين بأن «إحنا اللى عملنا اللايحة وإحنا اللى بنخالفها».. وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إعادة محاكمة متهم بقضية خلية العجوزة الإرهابية.. غدًا
تستكمل الدائرة الأولى إرهاب المنعقدة بمجمع محاكم بدر، غدًا الاثنين، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، إعادة إجراءات محاكمة متهم في القضية رقم 13052 لسنة 2022 العجوزة، في القضية المعروفة بـ"خلية العجوزة" الإرهابية.
ووجه للمتهم وآخرين سبق الحكم عليهم تهم الانضمام لجماعة إرهابية والتخطيط لعمليا عدائية وتلقي تدريبات في الخارج.
يذكر أن محكمة الجنايات قضت في 6 يوليو 2024، بالإعدام شنقا لـ9 متهمين، والمؤبد لـ3 آخرين، والمشدد 15 سنة لـ 28 متهما، والسجن 10 سنوات لـ3 آخرين.
على جامب آخر، قررت الدائرة الأولي إرهاب المنعقدة بمجمع محاكم بدر، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، مد أجل الحكم على 5 متهمين بخلية داعش سوهاج، لجلسة 14 يونيو المقبل.
كشفت تحقيقات النيابة العامة أنه خلال الفترة من عام 2018 حتى 13 أكتوبر من عام 2019، أسس المتهم الأول وتولى قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية بأن أسس وتولى قيادة جماعة تعتنق أفكار جماعة داعش الإرهابية.
وأضافت التحقيقات أن المتهمين من الثاني حتى الأخير انضموا إلى جماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها، والمتهمون الأول حتى الثالث ارتكبوا جريمة تمويل الإرهاب بأن وفروا وأمدوه أموالا ومقرات ومعلومات ومواد وأدوات تستخدم في تصنيع المفرقعات، ووجه للمتهمين أنهم حضروا لارتكاب جريمة إرهابية بأن رصد المتهمان الأول والثالث مركز شرطة جرجا، نقطة شرطة بيت داوود، وكنيسة بمدينة جرجا، ورصد المتهمان الثاني والثالث مطار سوهاج الدولي حيث وقفوا على قوام افراد تأمين تلك المنشآت وتسليحهم، وتلقى المتهم الثالث تعليمات في كيفية تصنيع الأدوات المفرقعة، تمهيدا لاستهداف تلك المنشآت بعبوات مفرقعة وتخريبها وقتل أفراد تأمينها.
وأكدت التحقيقات تلقى المتهم الثالث تعليما على صنع سلاح تقليدي "عبوة مفرقعة"، وحاز المتهمين جميعا أسلحة تقليدية "مواد وأدوات تستخدم في تصنيع العبوات المفرقعة"، روجوا بطريقة غير مباشرة لارتكاب جرائم إرهابية بأن نشروا عبر حسابات شخصية وهمية لموقع فيسبوك لأفكار ومعتقدات جماعة داعش الداعية لاستخدام العنف.