البوابة نيوز:
2024-12-23@07:15:17 GMT

الفن من أجل المجهود الحربى ونصر أكتوبر

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

 

تحتفل مصر خلال هذا الشهر باليوبيل الذهبى لانتصارات أكتوبر المجيدة، تحتفل بمرور 50 عامًا على العزة والكرامة، استطاعت مصر أن تكسر أسطورة الجيش الذى لا يقهر كما تم الترويج له، ولتحقيق النصر كان لا بُد من تضافر جهود الشعب المصرى كله لكى يتم عزف سيمفونية النصر، فكلٌ كان يحارب بطريقته وفى مكانه، الجندى فى جبهته، المرأة فى مستشفيات الهلال الأحمر، الفنانيون فى الاستديوهات.

وهنا أحب أن أتوقف عند دور الفن والفنانين فى تحقيق نصر أكتوبر، والواقع أن الفنانين كان لهم دور كبير فى إشعال الحماسة لدى جنودنا البواسل الشجعان وفى دعم القوات المسلحة، سواء بالتبرع بأجورهم من أجل المساهمة فى تسليح الجيش بعد نكسة 76، أو بالتطوع والعمل ممرضات فى مستشفيات وعلى الجبهة خلال الحرب. لقد تضافرت جهود الفنانيين والنجوم لرفع شعار «الفن من أجل المجهود الحربى».

كانت لكوكب الشرق «أم كلثوم» دور كبير فى دعم الجيش بعد نكسة وحرب 67 فكانت من أوائل الفنانين الذين قرروا رفع شعار «الفن من أجل المجهود الحربي»، وأحيت العديد من الحفلات فى مصر والدول العربية والأوروبية، وتبرعت بكامل أجرها فى تلك الحفلات لصالح المجهود الحربى وتسليح الجيش، هذا بخلاف الدور المعنوى الذى قامت به فى دعم جنودنا بالأغانى الوطنية مثل «الله معك، ومصر تتحدث عن نفسها»، والفنانة تحية كاريوكا، معروف عنها وطنيتها الشديدة، ودعمها الدائم للجيش المصري، حيث قادت حملات كثيرة للتبرع من أجل تسليح الجيش، وتبرعت بجزء من مجوهراتها لدعم المجهود الحربي، قبل حرب أكتوبر 1973.

كما تبرعت الفنانة الكبيرة شادية، بأجرها فى بعض الحفلات والأفلام لصالح المجهود الحربى والدعم المادى للجيش المصرى استعدادًا لحرب أكتوبر 1973، وكذلك دعم المصابين خلال الحرب.

والفنان الكبير عبد الحليم حافظ الذي تبرع، بأجر جميع حفلاته للجيش المصرى عقب نكسة 1967، ومنها حفله الشهير فى لندن، كما تبرع بإيرادات فيلمه أبى فوق الشجرة، الذى حقق أرقامًا كبيرة فى شباك التذاكر وقتها، وأيضا كان له دور فى الدعم المعنوى للجنود، حيث قدم مجموعة من الأغانى الوطنية، مثل: «بالأحضان، حكاية شعب، يا أهلًا بالمعارك، عدى النهار، خلي السلاح صاحي، الوطن الأكبر»، ولا ننسى أيضًا أغنية الفنانة شريفة فاضل «أم البطل» التى غنتها بعد استشهاد إبنها وأرادت أن تصبر قلب كل أم فقدت إبنها شهيدًا فى نصر أكتوبر.

وأيضًا رأينا الأعمال السنيمائية والدرامية تجسد وتخلد الواقع، فقد قدمت السنيما المصرية العديد من الأعمال الفنية الوطنية التى جسدت حرب أكتوبر. جسدت الدراما المصرية جميع المواقف فى الحرب من دور المخابرات، مثل فيلم الصعود إلى الهاوية، التى تدور أحداثه فى إطار مخابراتى أثناء حرب أكتوبر، حول جاسوسة مصرية يتم تجنيدها من قبل المخابرات الإسرائيلية أثناء حرب الاستنزاف لتتجسس على مصر، ويتم كشفها فى باريس، وتم خداعها بحيث تسافر إلى بلد عربي، ومن هناك استلمتها المخابرات العامة المصرية، حيث أحيلت إلى المحاكمة وتم إعدامها، والفيلم تم إنتاجه عام 1978.

وأيضًا، اهتمت الدراما المصرية بالحياة الطبيعية للرجال والنساء، مثل فى فيلم فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى، بطولة الفنان الكبير محمود ياسين، وتدور أحداث الفيلم حول شاب مصرى يعمل فى الجيش يستقبله أهل قريته بنفور بعد نكسة 67، وبعدها يشارك فى حرب الاستنزاف، ويقرر أن يتزوج الفتاة التى يحبها إلا أن حرب أكتوبر تقوم ويعبرون القناة، والفيلم تم إنتاجه عام 1974.

وأيضًا فيلم بدور، بطولة الفنانة نجلاء فتحى، وتدور أحداث الفيلم الذى تم إنتاجه عام 1974، حول «صابر» الذى يلتقى بفتاة حرامية، ولكنها تقرر التوبة، ويدعى لأهل حارته بأنها إبنة عمه، حتى يعرف أهل الحارة حقيقتها فى الوقت الذى يذهب خلاله «صابر» للحرب «حرب أكتوبر»، ويشتعل الصراع مع العدو الإسرائيلي، وبعد ذلك يحدث النصر، ويعود «صابر» للحارة مصابًا ويحتفل مع أهل حارته بزواجه من «بدور».

وفى الواقع لا يقتصر الفن فقط على انتصارات أكتوير المجيدة بل مازال الفن المصرى يقدم عددًا من الروائع الفنية الوطنية التى تشرح لشبابنا جزءً من تاريخنا العظيم وتلهب مشاعر الوطنية العظيمة، مثل العمل الدرامى المتمثل فى مسلسلات هجمة مرتدة، الزيبق، الاختيار 1، الاختيار 2، الاختيار 3، التى تدور أحداثه حول ما شهدته مصر خلال السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير، والأسباب التى أدت إلى وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى رأس السلطة، والأزمات التى لحقت بمصر فى تلك الفترة التى سببت فى حالة غضب شعبى على الجماعة والرئيس السابق محمد مرسي، والتى انتهت باندلاع ثورة 30 يونيو.

وهكذا لعب الفن المصرى دورًا كبيرًا فى إشعال الروح الوطنية والمساندة المعنوية لشعبنا العظيم الذى يجب أن يستمر لشرح وتقديم جزء من تاريخنا المتميز لشبابنا وللعالم كله بأن مصر صامدة أبية أمام كل معتدٍ رافعة هاماتها لآخر الدهر.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها.

*نائبة بمجلس النواب عن محافظة قنا

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أكتوبر المجيدة ام كلثوم تحية كاريوكا

إقرأ أيضاً:

الزناتي: جمال سليمان علامة مضيئة في الفن العربي ونموذجاً مشرفاً للفنان المثقف الواعي

أعرب حسين الزناتى وكيل نقابة الصحفيين رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بالنقابة عن تقديره الشديد للتاريخ الفنى للفنان جمال سليمان، والذى يعد نموذجاً مشرفاً للفنان العربى المثقف الواعى الذى لايعمل إلا فى إطار رسالة تمنح المتلقى نموذجاً إيجابياً عن دور الفن والفنان المحترف القادر على أداء الأدوار مهما تنوعت بأداء عال، ومقدرة مميزة . 

وأشار الزناتى فى بداية اللقاء الذى أعدته لجنة الشئون العربية للفنان جمال سليمان ، اليوم السبت بنقابة الصحفيين  فى حوار مفتوح معه إلى أن هذه التجربة الحيايتة لسليمان، جعلته يمتلك أدوات الكثير من الشخصيات الحية، الموجود على الأرض ، التى عاش بينها، فلم تكن حياته مرفهة، بل عايش أبناء الشعب من الطبقة المتوسطة، والأقل حيث ولد في حي باب سريجة بالعاصمة دمشق لعائلة مكونة من تسعة أشقاء، وعمل في طفولته بأكثر من مهنة من بينها الحدادة والنجارة والديكور والطباعة وهو في سن صغير بناءاً على طلب والده، اعتقاداً منه بأن العمل سيجعله رجلاً، وفي سن الرابعة عشرة اتجهت ميوله نحو المسرح ومارس العمل فيه كممثل هاوٍ، ثم انتسب إلى نقابة الفنانيين السوريين عام 1981.
وأكد الزناتى أن هذه التجربة أثرت فى شخصية وحياة جمال سليمان فيما بعد ليكون أكثر اقتراباً من الجمهور، منذ أن بدأ مشواره عام 1974 واشترك مع فرقة من الممثلين الهواة التى  تدعى (فرقة شباب القنيطرة) وعمل بها وشارك في مهرجان مسرح الهواة المسرحية ثلاث دورات في مهرجان مسرح الهواة الذي كانت تقيمه وزارة الثقافة السورية في السبعينات، ودخل المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وتخرج من المعهد وفى عام 1985 بدأ أولى تجاربه على خشبة المسرح في مسرحية (عزيزى مارات المسكين) 
وبسبب تفوقه الدراسي أرسل في منحة دراسية إلى بريطانيا لمتابعة دراسة هناك نال على الماجستير في الدراسات المسرحية قسم الإخراج المسرحي من جامعة ليدز عام 1988، ثم عاد للعمل كأستاذ لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وكممثل محترف في السينما والتلفزيون ولعب الشخصية الرئيسية في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية، التي شكل بعض منها علامات فارقة في رحلة الدراما السورية، غير أفلامه السينمائية، حتى بعد قدومه إلى مصر التى مثلت محطة جديدة مهمة فى تاريخه التمثيلى تألق فيها بشكل غير عادى.
وكانت له أنشطته الانسانية التى جعلته سفيراً  لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبعدها كانت له آراءه السياسية، التى دفع ثمنها لكنه بقى مصراً عليها ، إيماناً بفكرته واعتقاده.

مقالات مشابهة

  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • وزير الدفاع والإنتاج الحربى يتفقد إحدى القواعد الجوية ويلتقى عدد من مقاتلى القوات الجوية
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • الزناتى: جمال سليمان علامة مضيئة فى الفن العربى ونموذج مشرف للفنان المثقف الواعى
  • الزناتي: جمال سليمان علامة مضيئة في الفن العربي ونموذجاً مشرفاً للفنان المثقف الواعي
  • الزناتى: جمال سليمان علامة مضيئة فى الفن العربى
  • تكريم فناني مصر.. إلهام شاهين "بين الفن والإنتاج والاشتباك في القضايا الوطنية"
  • سوريا.. حنين لا يغادر محبيها
  • مؤتمر الصحفيين ونقطة الانطلاق
  • كأسك يا وطن