نقابات موريتانيا تدعو لإدراج القضية الفلسطينية في المناهج التربوية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
دعت كافة نقابات التعليم بموريتانيا الحكومة إلى إدراج القضية الفلسطينية في المناهج التربوية الوطنية "لتتربى الناشئة على محوريتها ضمن القضايا الكبرى للأمة".
وشددت جميع النقابات وعددها 19 نقابة في بيان مشترك وصلت نسخة منه لـ"عربي21" على ضرورة أن تتربى الناشئة على مركزية القضية الفلسطينية.
ودعت النقابات وسائل الإعلام الرسمية الموريتانية إلى تخصيص مساحة واسعة ضمن برامجها للقضية الفلسطينية، تكون على قدر الجريمة المرتكبة في حقه، وحجم تقادمها.
وحيت النقابات الشعب الموريتاني على هبته العفوية لمناصرة غزة والمقاومة الفلسطينية، فيما دعت الحكومات العربية، والإسلامية لإمداد المقاومة الفلسطينية بما تحتاجه من مال وعتاد "قياما بالواجب، وردا على الخطوة الأمريكية المستفزة".
وقال الأمين العام "للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي" بموريتانيا محمد محمود ولد بيداه، إن النقابات الموريتانية وجهت دعوة للحكومة الموريتانية للعمل بشكل سريع من أجل إدراج القضية الفلسطينية في المناهج التربوية الوطنية.
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن القضية الفلسطينية يجب أن تظل قضية مركزية وأن يتربى الأجيال على محوريتها.
فعاليات متنوعة
ومنذ أيام تتواصل في العاصمة الموريتانية نواكشوط ومدن أخرى المسيرات والفعاليات التضامنية مع غزة.
وفي هذا الإطار بدأ "اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين" تنظيم سلسلة ندوات وأمسيات للتضامن مع سكان غزة تحت شعار "اللسان في نصرة السنان".
وتخللت الأمسية الأولى إلقاءات شعرية وأناشيد حماسية، داعمة لغزة وفلسطين.
وقال رئيس "اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين" النائب البرلماني الخليل النحوي، إن "من واجب الأمة أن تقف نصرة لأبطالها في غزة وفي فلسطين الذين يتصدرون المعركة ويقاتلون نيابة عن الأمة".
وأضاف أن "موريتانيا تشهد الآن نفيرا عاما احتفاء بالنصر الذي حققه المجاهدون الأبطال خلال مسيرتهم الجهادية الطويلة وخاصة عملية طوفان الأقصى"، مؤكدا أن الاستنفار والانتصار ينبغي أن يعم العالم العربي والإسلامي بل وجميع البلدان التي تؤمن بالحرية والكرامة الإنسانية.
ولليوم التاسع على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات عنيفة على غزة ما تسبب في استشهاد 2329 فلسطينيا، بينهم نحو 700 طفل، وأصابت 9042 آخرين، بحسب وزارة الصحة.
ويتفاقم الوضع الصحي في غزة، إثر منع إسرائيل المستلزمات الصحية والماء والغذاء والكهرباء عن سكان القطاع.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية موريتانيا فلسطين موريتانيا طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الفلسطینیة فی
إقرأ أيضاً:
كارثة الرسوب الجماعي: إلى أين يتجه التعليم؟
يعقوب الخنبشي
حين يرسب 12 ألف طالب في امتحانات الشهادة العامة، فالأمر لا يعدو كونه مجرد إحصائية باردة، بل هو ناقوس خطرٍ يدق أبواب المستقبل، مشيرًا إلى خللٍ جسيمٍ في جسد المنظومة التعليمية.
هذا الرقم المفزع لا يعكس فشل الطلبة فحسب، بل يكشف عن أزمة أعمق تتشابك فيها الأسباب التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية؛ حيث لا يُمكن تفسير هذا العدد الهائل من الراسبين على أنه مجرد تقصير فردي، بل هو مؤشرٌ صارخٌ على اختلال المنظومة التعليمية.
حين يكون السقوط جماعيًا، فالمشكلة لم تعد في اجتهاد الطالب وحده، بل في المناهج، وطرق التدريس، وآليات التقييم وضعف المعلم المؤهل وضعف المسؤول والمشرف، وجميعها عوامل تؤدي إلى وأد الطموح وإضعاف الدافعية لدى المتعلمين.
ولا يمكن فصل الواقع التعليمي عن البيئة المجتمعية، إذ إن الفقر، وغياب الدعم الأسري، وضعف البنية الأساسية، جميعها أسباب تساهم في تفاقم الأزمة؛ فالطالبٌ الذي يواجه تحديات معيشية صعبة لن يجد في المدرسة مكانًا محفزًا؛ بل سيرى في التعليم عبئًا لا طائل منه، مما يدفعه إلى الهروب من الفصول، وحتى التسرب من التعليم نهائيًا.
واستمرار هذه الظاهرة يعني مستقبلًا غير إيجابي؛ حيث يتحول التعليم من أداة للنهوض إلى عائق أمام التنمية. وفي ظل هذه الأوضاع، قد نجد أنفسنا أمام أجيال فاقدة للكفاءة، غير مؤهلة لسوق العمل، وغير قادرة على الإبداع والتطوير، مما يؤدي إلى مزيدٍ من البطالة والانحدار الاقتصادي والاجتماعي.
ولا يمكن معالجة هذه الأزمة بحلول سطحية، كتعديل نسبة النجاح أو تخفيف صعوبة الامتحانات، بل يجب إعادة هيكلة المنظومة التعليمية بالكامل، بدءًا هيكلة الوزارة وتحديث المناهج، وتأهيل المعلمين، وتطوير أساليب التقييم، ودمج التكنولوجيا في التعليم، وليس انتهاءً بإصلاح البنية التحتية وإعادة النظر في السياسات التعليمية.
لا بُد من ثورة تعليمية حقيقية، تجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطلاب، ومن المعلم قائدًا معرفيًا، ومن المناهج أدوات لبناء العقول لا مجرد تحصيل دراسي موقت.
ختامًا.. إن رسوب 12 ألف طالب ليس مجرد رقم، بل كارثة تعليمية تستوجب وقفة جادة من المسؤولين وأصحاب القرار. التعليم ليس ترفًا، بل هو أساس نهضة الأمم، وحين ينهار، ينهار معه المستقبل. فإما أن نعيد بناءه على أسس سليمة، وإما أن نستعد لمجتمعٍ تسوده الأُمِّية المُقنَّعة، والعجز عن مواكبة العالم، والتخلف عن ركب الحضارة.