بوابة الوفد:
2024-12-19@10:58:51 GMT

المرأة ذات الوشاح!

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

زمان، اتُهمت سيدة فقيرة وليست بعربية بالسرقة من قبل عائلة من أحياء العرب كانت تعمل لديهم، اتهموها بسرقة وشاح أحمر صغير لابنتهم العروس، مع أن الذى التقطه الحدأة بسبب لونه الأحمر، حيث تلتقط الحدأة كل ما هو أحمر اللون، معتقدة أنه بالضرورة من اللحوم. المهم أن هؤلاء الناس لم تأخذهم رحمة بالجارية وعذبوها عذابًا شديدًا بل وقاموا بتجريدها من جميع ملابسها ليفتشوها بطريقة مهينة انتهكت كل قواعد المرءوة والشهامة التى كانت معروفة فى ذلك الوقت فى تعامل القبائل حتى مع الخصوم والأعداء.

توجهت الجارية بالدعاء لله عز وجل أن يرفع الظلم عنها، رغم أنها لم تكن قد أسلمت بعد لكنها سمعت عن محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته، ثم قدر الله تعالى فى وقت تفتيشها أن الحدأة عادت تحلق من جديد فى نفس المنطقة وألقت الوشاح بينهم فعرفوا براءتها حينئذٍ، فاعتقوها.

كان أول ما قامت به تلك المرأة  أنها توجهت للمدينة المنورة وأسلمت، وجعلت سكنها فى المسجد وهو بيت صغير تأوى إليه، وكانت دائمًا ما تذكر هذه الحادثة لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وتنشد هذا البيت مصداقًا للحادثة:

ويوم الْوِشَاحِ من أعاجيب ربنا

ألا إنه من بلدة الكفر أنجانى.

لم تكن دعوة المظلوم فقط سببًا فى براءة أم محجن على رءوس الأشهاد ولكن نقلتها للإقامة فى المسجد النبوى الشريف. وعلى الرغم من كبر سنها، إلا أنها كانت شديدة الفهم لقيمة مسجد الرسول وكانت تقوم بتنظيف المسجد النبوى يوميًا بعد صلاة العشاء وخروج المصلين منه وتقوم بتجهيزه لاستقبالهم نظيفًا مع بزوغ فجر اليوم الجديد وهى لا تبتغى شيئًا من هذا العمل إلا وجه الله تعالى.

سيدة بلا عائلة ولا مال أو جاه ولكن أراد الله لها أن تعيش فى عهد رسول الله، صل الله عليه وسلم، والذى كان يولى الفقراء والمساكين والمستضعفين وخاصة كبار السن من أمثال أم محجن كل اهتمامه ورعايته وكرمه، فظلت أم محجن تقيم بالمسجد، عقب خروج المصلين من صلاة العشاء، إلى جانب مكوثها إلى جوار السيدة عائشة، والذهاب إليها يوميًا، وذات صباح افتقد النبى الكريم، صل الله عليه وسلم، لتلك المرأة فسأل عنها، فأجابه بعض الصحابة أنها قد ماتت، فأشفقوا عليه من إخباره بخبر موتها، فقاموا إليها وغسلوها وكفنوها، ثم دفنت فى الليل.

تأمل رد فعل الرحمة المهداة والنعمة المسداة سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم.غضب الرسول غضبًا شديدًا من تصرف الصحابة على ما فيه من حسن نية، ولعل لسان حاله كان يسألهم ترى لو كانت المتوفاة من علية القوم هل كانوا سيدعونه نائمًا أم سيوقظونه ليصلى عليها ويدفنها؟! لكنه رفع عنهم الحرج ولم يسألهم وتصرف بما يليق بنبى الرحمة وطلب منهم أن يصطحبوه لقبر أم محجن وذهب ليصلى عليها ويدعو لها. ورغم أن الشمس كانت شديدة الحرارة، وكان من الممكن أن يكتفى بالدعاء لها من مكانه، ودعاؤه صلى الله عليه وسلم مستجاب من أى مكان لكنه أراد أن يعطيهم ويعطينا درسًا عمليًا فى كيف تكون كريمًا مع كل الناس مهما كانت أنسابهم أو أصولهم. فكل الناس سواسية ولا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى. وأن الأخلاق لا تتجزأ، وقد كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن.

بأبى أنت وأمى يا رسول الأخلاق الحسنة التى امتدحها رب العزة فى كتابه الكريم فقال لك: وإنك لعلى خُلْقٍ عظيم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة السرقة صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:" ما حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟". 

لترد دار الإفتاء موضحة: أن الدعاء بعد التشهد الأخير سنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لما رُوي أنَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون في صلاتهم بما لم يتعلموه، فلم يُنْكِرْ عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولهذا لمّا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرجل: «مَا تَقُولُ فِي صَلَاتِك؟» قَالَ: "أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّار" -رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه- فصوَّبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه ذلك من غير أن يكون علَّمه إياه.

وعن جُبَيْر بن نُفَيْر أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه وهو يقول في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد: "أَعُوذُ بِاَللهِ مِنْ النِّفَاقِ".

يقول الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 256، ط. المكتب الإسلامي): [ويُستَحَبُّ الدعاءُ بعد ذلك أي: الصلاة الإبراهيمية، وله أن يدعو بما شاء من أمر الدنيا والآخرة، وأمور الآخرة أفضل، وعن الشيخ أبي محمد: أنه كان يتردد في مثل: اللهم ارزقني جارية صفتها كذا ويميل إلى المنع وأنه يبطل الصلاة، والصواب الذي عليه الجماهير: جوازُ الجميع، لكن ما ورد في الأخبار أحب من غيره] اهـ.

وقال الإمام أبو البركات الدردير في "الشرح الكبير" (1/ 251، ط. دار الفكر): [ونُدِبَ دعاءٌ بتشهدٍ ثانٍ يعني: تشهد السلام بأيّ صيغةٍ كانت] اهـ.

وقال العلامة الشمس الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج" (1/ 532، ط. دار الفكر): [وكذا يُسَنُّ الدُّعاءُ بعدَه أي: التشهد الآخَرِ بما شاء مِن دِينِيٍّ أو دُنيويٍّ] اهـ. 

مقالات مشابهة

  • حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة
  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة
  • الحكمة من حفظ الله تعالى للقرآن الكريم
  • الوفاء وحفظ الجميل
  • أحمد موسى: غزة لن تعود كما كانت عليه قبل عملية طوفان الأقصى
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • حقيقة قصة النبي ﷺ مع الرجل اليهودي
  • نزلت فيديو عشان الناس تشتري منها.. والوافل بجينه عشان نفرح الأطفال.. قصة كفاح سماح مع بيع الحلويات |فيديو
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم