في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، انهالت اتهامات كبيرة على شبكة “بي بي سي” التي  افتقدت حيادتها وتنازلت عن مبادئها من أجل دعم إسرائيل، بل وقررت فتح تحقيق رسميا مع مراسليها  في الوطن العربي بسبب تأييدهم لفلسطين أمام الاحتلال الإسرائيلي.

ازدواجية المعايير
ادعت “بي بي سي” إنها تحقق على وجه السرعة في هذه الاتهامات، وأكدت أنها ملزمة بالحفاظ على "الحيادية المستحقة" في جميع منتجاتها.

لكن هذا يتنافي مع الوقع.
حيث يشير البعض إلى أن بي بي سي تستخدم مصطلحات وكلمات تعكس موقفا مؤيدا لإسرائيل أو معاديا للفلسطينيين. حيث تستخدم كلمة "إرهاب" لوصف عمليات الفدائيين الفلسطينيين، بينما تستخدم كلمة "دفاع" لوصف عمليات الجيش الإسرائيلي.
كما يشير البعض إلى أن بي بي سي تقدم معلومات مغلوطة أو مشوهة عن عدد الضحايا أو المصابين من كلا الجانبين في الصراع. حيث تبرز عدد القتلى من جانب إسرائيل، وتخفض عدد القتلى من جانب فلسطين. كما يقول البعض إن بي بي سي تبرر قصف إسرائيل للمدن والأحياء الفلسطينية بحجة الدفاع عن النفس.

مسؤولية خاصة
وذكرت صحيفة تليجراف، أنه يتعين على هيئة الإذاعة البريطانية  تحقيق "الحياد المناسب" في جميع إنتاجاتها. ووفقًا للمبادئ التوجيهية الخاصة بها ، فإن صحفيي الأخبار لديهم أيضًا "مسؤولية خاصة" في الالتزام بهذا المبدأ في تصرفاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وردًا على الاتهامات ، قالت رئيسة لجنة الثقافة والإعلام والرياضة بمجلس العموم ، دام كارولين ديننج ، أمس السبت: "اللغة مهمة ومن الضروري أن تتم تغطية الأحداث المحزنة في إسرائيل وغزة بأقصى درجات الحساسية والحياد من قبل جميع الصحفيين ، خاصة مذيعي خدماتنا العامة".


وتأتي هذه التصريحات في ظل المطالبات المتزايدة بأن تطلق هيئة الإذاعة البريطانية على حماس مسمى إرهابية ، بدلاً من "جماعة مسلحة".


وكشف تحقيق أجرته إدارة اللغة العربية في لجنة دقة التقارير حول الشرق الأوسط والتحليل عن نشاطات لستة صحفيين من هيئة الإذاعة البريطانية وأحد المستقلين المرتبط بهم على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم أنه يظهر تحيزًا ضد إسرائيل.

دعم فلسطين
عبر  آية حسام عن إعجابها، التي تصف نفسها بأنها صحفية بث في هيئة الإذاعة البريطانية العربية ، بتغريدة تقول: "كل فرد من الكيان الصهيوني خدم في الجيش في مرحلة ما من حياته ، سواء كانوا رجالًا أو نساءً ، وكان لديهم ضحايا من انتهاكات صريحة ... هذا المصطلح "المدنيون" ينطبق على الحيوانات الأليفة التي تعيش هناك وهم ليسوا كذلك". وقامت لاحقًا بإعادة تغريد رسالة تضمنت عبارة "الصهيوني يجب أن يعرف أنه سيعيش كلص ومغتصب".


كما أعجبت سالي نبيل ، مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية العربية ، بتغريدة تصف "المقاومة الفلسطينية تتخذ مبادرة وتفاجئ المحتل الإسرائيلي بعملية نوعية". كما أعجبت بتعليق على فيديو يظهر لقطات للجثث والمستوطنين والأسري الإسرائيليين. وقال التعليق: “أشعر  بالفخر صورته بنفسى". وأعجبت أيضًا بتغريدة تصف إسرائيل بأنها "دولة احتلال".


وقالت أيضا، "لا يمكنك دعم المناضلين من أجل الحرية في أوكرانيا وهم يقاومون الهجوم الروسي، ولكن ليس في فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا إذا لم يكن لديك ضمير".


فيما، غردت سناء خوري، مراسلة بي بي سي عربي للشؤون الدينية في بيروت، قائلة: “هيبة إسرائيل تبكي في الزاوية”.

تحقيق رسمي
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية فتح تحقيق مع مراسلي الشبكة في الوطن العربي، بسبب دعمهم لطوفان الأقصي الذي شنته المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال.


حيث قال المتحدث باسم بي بي سي: “نحن نحقق بشكل عاجل في هذا الأمر.. نحن نتعامل مع الادعاءات المتعلقة بانتهاكات إرشاداتنا التحريرية ووسائل التواصل الاجتماعي بمنتهى الجدية، وإذا وجدنا انتهاكات فسنتحرك، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تأديبية”.


وفي هذا الصدد، أحالت هيئة الإذاعة البريطانية 6 صحفيين مصريين ولبنانيين للتحقيق لتضامنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي مع فلسطين، وإدانتهم للعدوان الإسرائيلي.


وتأتي انتقادات السلوك الفردي للصحفيين وسط مخاوف بشأن ما تبثه قناة “بي بي سي” العربية، التي تديرها الخدمة العالمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ازدواجية المعايير إسرائيل وحماس إسرائيل الاحتلال الاسرائيلي الجيش الإسرائيلي الوطن العربي بي بي سي دعم إسرائيل فلسطين هیئة الإذاعة البریطانیة التواصل الاجتماعی بی بی سی

إقرأ أيضاً:

تحقيق يكشف تفاصيل جديدة لفشل إسرائيل بصد هجوم 7 أكتوبر

أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تحقيقا حول الفشل في التصدي للهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية على قواعد ومستوطنات الاحتلال في غلاف غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023.

وبعد مرور أكثر من 14 شهرا على الهجوم، لا تزال الأجهزة الأمنية والمؤسسات السياسية تتلاوم وتتبادل الاتهامات حول الفشل في التصدي لعملية طوفان الأقصى.

ووفق أرقام إسرائيلية، أدى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى مقتل 1200 من العسكريين والمستوطنين الإسرائيليين، واقتياد 250 أسيرا منهم إلى قطاع غزة.

وأكد تحقيق جديد لسلاح الجو الإسرائيلي فشل جيش الاحتلال في التصدي للهجوم.

ووفق صحيفة "إسرائيل اليوم"، جاء في التحقيق "فشلنا في حماية المستوطنين في السابع من أكتوبر".

وقد أدى الهجوم إلى إخلاء مستوطنات غلاف غزة لشهور من سكانها، باعتبارها مناطق لم تعد آمنة.

وأوضح تحقيق سلاح الجو أن "الطائرات المقاتلة كانت غير فعالة في الساعات الأولى من الهجوم الفلسطيني". وأضاف أن الطيارين تحتم عليهم العمل بشكل مستقل دون توجيه من المقر الرئيسي.

 ووفق تحقيقات سابقة، فإن كتائب عز الدين القسام ضربت مراكز القيادة العسكرية في مستوطنات غلاف غزة، وتمكّنت من تعطيل شبكات الاتصال العسكرية.

إعلان

وقال تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي إن الطيارين تواصلوا فيما بينهم باستخدام الهواتف الشخصية في مخالفة للبروتوكول.

وكشف التحقيق أن "أوقات التنبيه المحددة مسبقا كانت غير فعالة".

وكانت تقارير إسرائيلية سابقة قالت إن سلاح الجو الإسرائيلي قصف تجمعات للمستوطنين وتعمد قتلهم، لمنع المقاومة الفلسطينية من اقتيادهم أسرى إلى قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • استقالة تثير الجدل في تركيا
  • بعد سؤال الـ 5 ملايين.. محمد رمضان يُثير الجدل بجائزة جديدة
  • تحقيق لـ "نيويورك تايمز": إسرائيل سمحت بتعريض 500 مدني في غزة للخطر يوميا
  • طائرة أذربيجان تثير الجدل بين "الطيارين" على مواقع التواصل
  • القاهرة تحسم الجدل حول مصير مفاوضات حماس وإسرائيل
  • تحقيق يكشف تفاصيل جديدة لفشل إسرائيل بصد هجوم 7 أكتوبر
  • شركة تكنولوجيا مصرية توقف إعلاناتها على منصات التواصل الاجتماعي تضامنًا مع غزة
  • أحدث فوضى بالكنيست.. سياسات كاتس تثير الجدل في الداخل الإسرائيلي
  • بعد تحقيق داخلي..الجيش الإسرائيلي تسبب في مقتل 6 رهائن بغزة
  • صورة في مدرسة تثير الجدل في تركيا