البوابة نيوز:
2024-07-06@08:07:09 GMT

شلال الدم في غزة

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

 

كم هو ضئيل هذا المقال الذي أكتبه تضامنًا مع غزة، ولكن ما حيلتي وأنا صحفي وممنوع علينا نحن معسكر الكتاب والصحفيين أن نذرف الدمع وأن واجبنا المقدس هو الرصد والكتابة والتحليل وأن تبتعد قليلًا عن مصادرك حتى تكون نزيهًا مُجردًا من الهوى.

ولكن الحال في الحرب على غزة مختلف.. الضحايا مدنيون محاصرون جوعى تنهش إصابات الحرب أعمارهم بسبب إنعدام الخدمات الصحية وعدم توفير العلاج اللازم، الأطفال هناك غارقون بين دموعهم ودمائهم، النساء لا يملكون إلا النظر إلى السماء والدعاء بالستر والنجاة، هذه محرقة بالصوت والصورة بينما المجتمع الدولي يستمتع بالمشاهدة.

 لا يشعر بالنار إلا من يمسك بها، مناضلو الفنادق المكيفة يلتهمون وجباتهم الساخنة وينطلقون نحو تغريدات ساخنة أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما المقابر في غزة تصرخ من ازدحامها بالجثث، لا يوجد صوت عاقل لكى يصرخ «أوقفوا إطلاق النار».. المخطط الشامل للمنطقة يمنع وقف إطلاق النار، غزة هي الهدف المؤقت بينما الكعكة الكبرى هي مصر المحروسة التي تتأمل المشهد وتدرس خياراتها بالعقل وبكل ما تمتلك من عمق الرؤية والرصيد الوطني.

الرسائل المصرية المتتالية واضحة،  أول تلك الرسائل هي: لا يمكن القبول بتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة، وأن سيناء التي دفع المصريون فيها الدماء لن تكون محطة للتهجير، قالت مصر وعلى العالم أن يسمع، قالت وعلى لسان رئيسها عبدالفتاح السيسي أننا وقت الحرب كنا مقاتلين ووقت السلم كنا مبادرين، هذه هي المعادلة السحرية التي قيلت في احتفال الكلية الحربية الأسبوع الماضي، وأظن أن هذه اللغة الواضحة قد وصلت إلى كل العواصم رعاة المخطط الجهنمي الذي يحاك لمنطقة الشرق الأوسط.

حدود مصر من الجنوب والغرب والشرق قد اشتعلت، فهل هناك من أي شك بأن القاهرة هي محط الأنظار؟ هذا لا يغيب أبدًا عن العزيمة المصرية حكومةً وشعبًا، لذلك لا وقت للسؤال عن من هو الذي بدأ معركة غزة، هذه المعركة أظنها كانت مؤجلة وأن إزاحة الغزاوية نحو سيناء هو حلم قديم عند الكثيرين الذين لا يريدون لنا خيرًا، وحسنًا فعلت القيادة المصرية التي أعلنت بوضوح وقوة أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة، ويقف معنا في هذا الإعلان كل أصحاب الضمير في العالم.

الحرب المنقولة على الهواء مباشرة من غزة لا بد أن يكون لها ما بعدها، حل الدولتين والمبادرة العربية وتفعيل إتفاق أوسلو كل هذه الخيارات مازالت على الطاولة، طريق الدم لا بد له من نهاية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا بد من الحصول عليها، حتى لا نكتب بعد عام أو عشرة أعوام مرثيات جديدة نبكي فيها الضحايا المدنيين، ويتكرر ذلك المسلسل الذي صار قبيحًا.

الحرب ليست نزهة، لدينا حروب أخرى نخوضها على مدار الساعة وهي حروب البناء والاستقرار ودعم الأمن والأمان ورعاية مستقبل الأجيال وصيانته،  لدينا حروب ضد تخلف الفكر وضد انحطاط الذوق وتهديد مدنية الدولة، هذه هي الحروب التي تخوضها مصر من أجل بناء الجمهورية الجديدة.

أما وقد صار واضحًا أن هناك من يحاول عرقلة جيوش البناء وهي في طريقها للعمل، فعلينا الحذر كل الحذر والانتباه لموضع أقدامنا.. يقظة الرأي العام في مصر والمنطقة العربية هي طريق النجاة من هذه المحرقة التي يحاول أعداء الحياة دفعنا نحوها.

لا مكان للمزايدة ولا مكان للفتاوى الواردة من جنرالات المقاهي، الحالة كما نراها الآن واضحة وضوح الشمس، بلادنا في خطر ودوامة اللهب تحاول بكل مكر جر أقدامنا إليها، لذلك نعيد صرختنا من جديد «أوقفوا إطلاق النار» واذهبوا إلى حل نهائي كي يتوقف شلال الدم.

*كاتب صحفى

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة الضحايا النساء

إقرأ أيضاً:

بايدن ونتنياهو يبحثان جهود وقف إطلاق النار في غزة

بحث الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ،مساء الخميس 4 تموز 2024 ، "الجهود الجارية لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، على النحو الذي حدده الرئيس الأميركي وأيده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة السبع".

جاء ذلك بحسب ما أفاد البيت الأبيض، في بيان صدر مساء اليوم، الخميس، أفاد بأن بايدن ناقش مع نتنياهو "الرد الأخير الذي سلمته حركة حماس "، مشيرا إلى أن بايدن "رحب بقرار نتنياهو السماح لمفاوضيه بالتعامل مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين في محاولة لإتمام الصفقة".

وأكد بايدن مجددًا "التزامه الصارم بأمن إسرائيل، بما في ذلك في مواجهة التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران على غرار حزب الله اللبناني"، فيما "رحب الاثنان بالاجتماع المقرر عقده في 15 تموز/ يوليو بين فرق الأمن القومي في إطار المجموعة الاستشارية الإستراتيجية"، في إشارة إلى الحوار الإستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن بشأن إيران الذي كان قد ألغي عقب الهجوم العلني الذي شنه نتنياهو على إدارة بايدن بزعم تأخير شحنات أسلحة أميركية لإسرائيل.

بايدن لنتنياهو: حان الوقت لإبرام الصفقة

وكشف مسؤول أميركي رفيع، في إحاطة لوسائل الإعلام، تفاصيل المحادثة الهاتفية بيننتنياهو وبايدن، مشيرًا إلى أنها استمرت نحو نصف ساعة وتناولت عدة ملفات على رأسها صفقة تبادل الأسرى والتطورات على في المواجهات مع حزب الله على الجبهة الشمالية.

وبحسب المسؤول، فإن بايدن أكد لنتنياهو أن "الوقت قد حان لإبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن"، وأضاف "سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق لأن حياة المختطفين على المحك كما أن الاتفاق سيسهل الأوضاع على سكان غزة . نحن نعتقد أن هناك فرصة" للتوصل إلى اتفاق.

وقال المسؤول إن "نتنياهو وبايدن راجعا جميع بنود مسودة الاتفاق واحدا تلو الآخر"،وأضاف أنه في الساعات الأخيرة درس بايدن ومستشاروه رد حماس، وقال: "من الواضح أن رد حماس يدفع العملية قدما وربما يوفر أساسا للتوصل إلى اتفاق".

وبحسب المسؤول الأميركي، فإن الوفد الإسرائيلي سيصل إلى الدوحة غدا، وأوضح أن "هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به بشأن تفاصيل تنفيذ الاتفاقية. لقد اتفقنا على إطار العمل والآن نحتاج إلى الاتفاق على التنفيذ".

وأكد المسؤول الأميركي حدوث "انفراجة في ما يتعلق بالانتقال من المرحلة الأولى من الاتفاق إلى المرحلة الثانية"، مشددا على أن "رد حماس كان مشجعا لأنه تضمن تغييرا نحو الأفضل في مواقفها السابق. سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن".

وقال المسؤول إن هذه نقطة كانت نقطة خلاف مركزية في المفاوضات. الآن يتفق الجانبان على إطار الاتفاق الذي قدمه بايدن في خطابه، ولكن لا يزال يتعين الانتهاء من الكثير من التفاصيل". وقال "في الأيام المقبلة ستكون هناك عقبات يجب التغلب عليها، لكن العملية تتقدم الآن، لذلك نرى ما حدث باعتباره انفراجة".

وكان مكتب نتنياهو قد أورد بيانا أعلن من خلاله إجراء محادثة هاتفية بين نتنياهو وبايدن، وأكد فيه أن نتنياهو قرر إرسال وفد للتفاوض حول الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، وذلك غداة إعلان حركة حماس "تبادل أفكار" مع الوسطاء بهدف إنهاء الحرب.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن "رئيس الحكومة ابلغ الرئيس بايدن قراره إرسال وفد لمواصلة التفاوض بهدف الإفراج عن الرهائن"، من دون أن يحدد المكان الذي ستتم فيه هذه المفاوضات، في حين رجّحت التقارير الإسرائيلية أن تعقد الجولة الجديدة للمحادثات في الدوحة.

وجاء في البيان أن نتنياهو شدد خلال المكالمة مع بايدن على "المبادئ التي تلتزم بها إسرائيل، وفي مقدمتها عدم إنهاء الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها"، فيما صرّح مصدر مسؤول في حماس أن الحركة "تبادلت بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".

وتلقت إسرائيل يوم الأربعاء رد حماس على مقترح أعلنه الرئيس الأميركي في أواخر أيار/ مايو الماضي سيتضمن الإفراج عن نحو 120 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

وقال مصدر فلسطيني مقرب من جهود الوساطة إن حماس أبدت مرونة بشأن بعض البنود، وسيسمح ذلك بالتوصل إلى اتفاق إطاري إذا وافقت إسرائيل، الأمر الذي أكده مسؤولون أمنيون إسرائيليون حذروا كذلك من "تفويت فرصة التوصل لاتفاق"، وسط حالة من الترقب للقرار النهائي الذي قد يصدر عن نتنياهو وشركائه في الحكومة بهذا الشأن.

وتشمل الخطة الإفراج التدريجي عن أسرى إسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال المرحلتين الأوليين، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وستتضمن المرحلة الثالثة إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.

وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إنّ رئيس مكتبها السياسي " إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق يضع حدًا للعدوان الغاشم الذي يتعرض له شعبنا الأبيّ في قطاع غزة".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • صحيفة تكشف مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • مع استئناف المفاوضات.. سيناريوهان “أميركي وإسرائيلي” لوقف إطلاق النار في غزة
  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • بايدن ونتنياهو يبحثان جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • بايدن يرحب بقرار نتنياهو السماح للمفاوضين بالتواصل مع وسطاء مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار
  • مسؤول في البيت الأبيض: رد حماس من شأنه دفع المفاوضات باتجاه إتمام صفقة
  • وزير الخارجية الأميركي يناقش مع نظيره الأردني جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • تقرير: إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار
  • هنية يجري اتصالات مع الوسطاء وتركيا بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • الموساد: إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة