بوابة الوفد:
2025-04-07@00:02:30 GMT

زوال دولة إسرائيل

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

ربما لن أعيش لحظة السقوط الإسرائيلى وخروجه المخزى من دفات كتب التاريخ.. وربما لن أسمع وأنا فى عقدى الستينى عبر أثير المذياع وأمام شاشات التلفاز قصيدة الشاعر الفلسطينى الكبير «سجل أنا عربى» ترددها الجماهير العربية وهى تتحرك كأمواج بشرية هادرة نحو الجوامع والكنائس لكى تصلى بعد أن رأت نصر الله يتحقق منتشية: سجِّل!: أنا عربى: سلبت كرومَ أجدادى: وأرضًا كنتُ أفلحُها: أنا وجميعُ أولادى: ولم تتركْ لنا.

. ولكلِّ أحفادى: سوى هذى الصخورِ: فهل ستأخذُها: حكومتكمْ.. كما قيلا!؟: إذنْ: سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى: أنا لا أكرهُ الناسَ: ولا أسطو على أحدٍ: ولكنّى.. إذا ما جعتُ: آكلُ لحمَ مغتصبى: حذارِ.. حذارِ.. من جوعى: ومن غضبى!

عدم اليقين بمعايشة هذه اللحظة الفارقة، لا يلغى إيمانى بحدوثها، فإن رحلت فهناك أحفادى سيعيشونها بالتأكيد.

الحتمية التاريخية تقول ذلك وتزيد.. ففى عام 2008 كتب المفكر وعالم الاجتماع المصرى الدكتور عبدالوهاب المسيرى مقال تحت عنوان: «الدولة الصهيونية بين المأساة والملهاة»، نشر للمرة الأولى بعد وفاته، كتب المسيرى قائلا: يجب ألا ننسى أن كل الجيوب الاستيطانية المماثلة للكيان الصهيونى (الممالك الصليبية – الجيب الاستيطانى الفرنسى فى الجزائر- دولة الأبارتهايد فى جنوب أفريقيا) قد لاقت نفس المصير، أى الاختفاء.

أيضًا ومع احتفال إسرائيل بالذكرى السنوية الستين لإنشائها يتوقع الدكتور عبدالوهاب المسيرى مؤلف موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) «نهاية قريبة» للدولة العبرية ربما خلال 50 عاماً.

ونفى المسيرى أن يكون لهذا التوقع علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل مُشدداً على أنه يقرأ معطيات وحقائق فى سياقها الموضوعى ويستخلص ما يمكن أن تسفر عنه من نتائج.

وقال حينها إن هذا الهاجس لازم مؤسسى إسرائيل ومنهم ديفيد بن جوريون أول رئيس للوزراء الذى ألقى فى عام 1938 «خطبة فى منتهى الجمال والصدق» تضمنت أن الجماعات اليهودية فى فلسطين لا تواجه «إرهاباً».

وقال المسيرى إن بن جوريون عرف الارهاب بأنه «مجموعة من العصابات مُمَولة من الخارج.. ونحن هنا لا نجابه إرهاباً وإنما حرباً. وهى حرب قومية أعلنها العرب علينا.. هذه مقاومة فعالة من جانب الفلسطينيين لما يعتبرونه اغتصاباً لوطنهم من قبل اليهود.. فالشعب الذى يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا».

هل ما تنبأ به المفكر الكبير الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيرى من زوال دولة إسرائيل هو ما يبعث فى نفسى هذا الإيمان العميق بالقادم فى المستقبل؟

الإجابة بالطبع لا.. ولكنها جزء كبير من الأمل الموجود فى قلبى وقلب كل عربى من الخليج إلى المحيط فى أن يرى فلسطين حرة.

اليقين فى زوال دولة إسرائيل يجىء أيضًا مع الباحث الفلسطينى بسّام جرّار فى كتابه: « زوال إسرائيل 2022.. نبوءة قرآنية أم صدف رقمية؟» الذى يستنتج فيه أنَّ الإفساد والعلوّ الإسرائيليَّين الأوّلين قد وقعا قبل الإسلام بعد عهدَى داود وسليمان – عليهما السلام – وأنَّ الإفساد والعلو الإسرائيليّين الآخَرين قد بدآ بقيام دولة «إسرائيل» عام 1948م، وأننا على مشارف مرحلة وعد الآخرة بتدمير الإفساد والعلوّ الإسرائيليّين، ممثلًا فى إزالة دولة اليهود الصهاينة. وهذه الرؤية العقلانية التزمت بضوابط التفسير القرآنى، والآية الكريمة: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا».

المتيقنون من المؤرخين والمفكرين العرب بفكرة زوال دولة إسرائيل يولد منهم المئات كل يوم، ولكن ماذا عن اليقين الصهيونى بزوال دولتهم؟

المفاجأة فيما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود باراك فى مقال أنه يخشى أن تنزل بإسرائيل لعنة العقد الثامن التى أصابت دولاً يهودية سابقة كدولة داود أو دولة الحشمونائيم.

وكان رئيس الوزراء الصهيونى السابق بنيامين نتنياهو قد أعلن عام 2017 أنه سيجتهد من أجل ضمان أن تعمّر إسرائيل 100 عام، وأن هذا ليس بديهياً، لأنه لم يسبق لدولة يهودية بلوغ الـ80.

بدوره، أكد المؤرخ الإسرائيلى بينى موريس أن إسرائيل مكان ستغرب شمسه وسيشهد انحلالاً أو غوصاً فى الوحل، وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية فى هذه الأرض، إما مطارَدين أو مقتولين.

ختامًا: القادم سيشهد نهاية الأكذوبة الإسرائيلية.. رغم الحصار والقصف الجنونى على قطاع غزة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل كتب التاريخ

إقرأ أيضاً:

ماكرون في مصر.. ما الذى ستقدمه هذه الزيارة؟.. مدير المنتدى الإستراتيجي يوضح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، سياسيًا واقتصاديًا، في ظل الاضطرابات الإقليمية والدولية.

وأوضح خلال لقاء ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، أن الزيارة تحمل بعدين رئيسيين: الأول اقتصادي يتمثل في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، خاصة في ظل طموح القاهرة لرفع الاستثمارات الفرنسية إلى مليار يورو هذا العام، والثاني سياسي يرتبط بالوضع المتأزم في الشرق الأوسط، خصوصًا في قطاع غزة.

وأشار أبو شامة إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن، لمناقشة التصعيد الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أن الأزمة هناك تمثل "مفتاحًا" لباقي ملفات المنطقة.

وفيما يخص السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، أوضح أن علاقات باريس بالمنطقة تتأرجح على طريقة "البندول"، بين دعمها التقليدي لإسرائيل منذ 1948، وبين محاولتها الحفاظ على توازن في علاقاتها مع الدول العربية.

وأكد أن فرنسا كانت داعمًا قويًا لإسرائيل بداية أزمة "طوفان الأقصى"، لكنها بدأت تنحو نحو مواقف أكثر انحيازًا للحقوق الفلسطينية، خاصة مع تصاعد التوترات بين باريس وتل أبيب، نتيجة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، والصور "الوحشية" القادمة من غزة.

وأضاف أن هذا التحول في الموقف الفرنسي جاء نتيجة ضغط إنساني وأخلاقي، حيث بات من الصعب على فرنسا أن تستمر في دعم تسليحي لإسرائيل بينما تُرتكب مجازر في غزة، مشيرًا إلى أن زيارة ماكرون تهدف أيضًا لدفع جهود وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

كما أكد على أن لفرنسا دورًا نشطًا في ملفات لبنان وسوريا، خاصة في ما يتعلق بمحاولة تثبيت الهدنة في الجنوب اللبناني، وسحب إسرائيل من بعض النقاط التي تحتلها، قائلاً إن هذه الملفات ستُبحث بعمق بين الجانبين المصري والفرنسي خلال الزيارة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الرئيس السيسي لـماكرون بخان الخليلي: أنا حضرت اليهود والإنجليز والأرمن
  • ماكرون في مصر.. ما الذى ستقدمه هذه الزيارة؟.. مدير المنتدى الإستراتيجي يوضح
  • عبدالله بن زايد يبحث مع وزير خارجية إسرائيل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة
  • ذكريات من "السيرك"
  • نتنياهو الخسران الأكبر
  • بينما يقضي «نتنياهو» عطلته في هنغاريا.. الاحتجاجات تعمّ إسرائيل
  • غازي فيصل: إسرائيل تسعى لتحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح وسط صمت دولي
  • نائب: إدخال قرابين اليهود للمسجد الأقصى يمثل تصعيدًا خطيرًا للحرب الدينية
  • مدير أوقاف أبين مهما تجبر اليهود فإن مصيرهم إلى زوال
  • تركيا تُطالب إسرائيل بالانسحاب من سوريا.. أصبحت أكبر تهديد لأمن المنطقة