كل ما تريد معرفته عن مخطط غيورا آيلاند الإسرائيلي لتوطين سكان غزة بسيناء
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ عبد المومن حاج علي
أعادت مطالبة الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة بالتوجه نحو الجنوب، الجدل الذي لم يتوقف منذ سنوات طويلة حول تقارير عن مشروع إسرائيلي لتوطين فلسطينيي قطاع غزة في سيناء وإعلان الدولة الفلسطينية هناك، وهو المشروع الذي أعلنت السلطة الفلسطينية رفضه في مناسبات عديدة.
وسبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن كشف سنة 2013، أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي طرح عليه الأمر وعلى حركة حماس، حيث كان المخطط الإسرائيلي واحدا من بين مئات المخططات الأخرى التي رفض الفلسطينيون الإنخراط فيها، لكن ومع تبنيه من طرف مرسي وما نشر حول موافقة حماس آنذاك، عاد المخطط إلى الأضواء وصار مصدر قلق كبير لدى السلطة الفلسطينية التي عبرت عن رفضها القاطع له، وشنت هجوما على حركة حماس متهمة إياها بقبوله لتخرج حماس بعد ذلك وتنفي الأمر.
ومع تطور الأحداث بغزة، في ظل عزم الجيش الإسرائيلي على اجتياح القطاع، عاد إلى الواجهة مخطط "غيورا آيلاند" والذي استمد إسمه من واضعه، جنرال الاحتياط الشهير - غيورا آيلاند - الذي شغل منصب رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي من سنة 2003 إلى سنة 2006.
فما هو مخطط الدولة الفلسطينية في سيناء "غيورا آيلاند" ؟
تسربت ملامح المخطط لأول مرة في سنة 2000، وكانت مبنية على انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة والذي تحقق فعلا سنة 2005.
ونصت بنود المخطط على :
أولا: أن تنقل مصر إلى قطاع غزة، أراضي من سيناء المصرية، تبلغ مساحتها 720 كيلومترا مربعا، عبارة عن مستطيل ضلعه الأول يمتد على طول 24 كيلومترا على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط من رفح غربا حتى العريش، وبعرض 20 كلم جنوبا. إضافة إلى شريط يقع غرب كرم أبو سالم جنوبا، ويمتد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر. وتؤدي هذه الزيادة إلى مضاعفة حجم قطاع غزة البالغ 365 كيلومترا مربعا إلى نحو 3 مرات.
ثانيا: توازي مساحة 720 كيلومترا مربعا نحو 12٪ من أراضي الضفة الغربية. ومقابل هذه الزيادة على أراضي غزة، يتنازل الفلسطينيون عن 12٪ من أراضي الضفة الغربية التي ستضمها إسرائيل إليها، شاملة الكتل الاستيطانية الكبرى، وغلاف مدينة القدس آنذاك.
ثالثا: مقابل الأراضي التي ستتنازل عنها مصر لتوسيع قطاع غزة، ستحصل من إسرائيل على منطقة جنوب غربي النقب، توازي تقريبا مساحة المنطقة التي ستتنازل عنها، وبعد ذلك تسمح إسرائيل لمصر بارتباط بري بينها وبين الأردن، من خلال حفر قناة بينهما، وستمر القناة التي يبلغ طولها نحو 10 كيلومترات من الشرق إلى الغرب، على بعد 5 كيلومترات من إيلات، وتكون خاضعة للسيادة المصرية.
واقترح آيلاند من أجل تنزيل مخططه، أن تطرح أوروبا المشروع وتتبناه الولايات المتحدة ومصر والأردن، لكن الفلسطينيين رفضوه تماما، ليبقى حبيس المشاورات الإسرائيلية الأميركية، حتى اقترح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي توسيع غزة عبر أراضي سيناء على قادة حماس وعلى عباس كذلك.
وكان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد صرح في وقت سابق : "كان هناك تفكير، غيورا آيلاند هو الذي اقترحه، نأخذ من سيناء قطعة ونضيفها إلى غزة يعيش فيها الفلسطينيون ونبني الدولة الفلسطينية، هذا كلام هراء، كيف أبني دولتي على حساب أرض مصر هذا المشروع نرفضه رفضا قاطعا إنه تدمير للقضية".
وأكد عباس أن مرسي عرض عليه توسيع غزة بـ1600 كم، وأوضح: "قلت له إن هذا كلام لا نقبله. قلت له إن إسرائيل تريد أن تلقي بغزة في مصر وهذا يخرب المشروع الوطني الفلسطيني. لم يعجبه الكلام". وقال لي: "هم كم عددهم في غزة بنحطهم في شبرا".
وأثير مجددا أمر المخطط الإسرائيلي في شتنبر من سنة 2014 حيث أفادت تقارير صحفية أن مصر عبد الفتاح السيسي طرحته مجددا على محمود عباس، غير أن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نغى نفيا قاطعا ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية وتناقلته وسائل إعلام فلسطينية وعربية حول عرض قدمه السيسي لعباس، يقضي بتوسيع قطاع غزة من أراضي سيناء مقابل التنازل عن حدود 4 يونيو 1967.
وقال أبو ردينة إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يعرض ولم يتطرق لمثل هذا الموضوع المرفوض فلسطينيا ومصريا وعربيا لا من قريب ولا من بعيد".
وأوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية آنذاك: "إننا لن نقبل أي عرض لا يلبي طموحات وأهداف شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف"، مشيرا أن "هذا المشروع وغيره من المشاريع الإسرائيلية القديمة الجديدة معروفة لدينا ولدى شعبنا".
وأضاف: "هذا المشروع الذي اقترحه غيورا آيلاند يفضي لإقامة دولة فلسطينية في غزة وعلى جزء من سيناء مع حكم ذاتي للضفة الغربية لتصفية القضية الفلسطينية والذي رفضته القيادة الفلسطينية في حينه بينما لاقى قبولا عمليا من قيادة الإخوان المسلمين التي كانت تحكم مصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وشكّل أحد أسباب ثورة 30 يونيو في مصر".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الدولة الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تجري اليوم.. ما تريد معرفته عن انتخابات إقليم العاصمة الهندية دلهي
دلهي – بدأ أكثر من 15.5 مليون ناخب من سكان هند منذ صباح اليوم الأربعاء بالتوجّه إلى صناديق الاقتراع في إقليم العاصمة الوطنية الهندية دلهي لانتخاب 70 عضوا في الجمعية التشريعية.
وتأتي هذه الانتخابات في ظل سعي حزب "عام آدمي"، الذي يتولى الحكم في إقليم العاصمة منذ عام 2015، للفوز بولاية ثالثة على التوالي بعد انتصاره في انتخابات عامي 2015 و2020.
في المقابل، يسعى حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي يقود الحكومة المركزية بقيادة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، إلى كسر هيمنة حزب "عام آدمي" على المشهد السياسي في دلهي بعدما أخفق في الفوز بانتخابات الجمعية التشريعية للإقليم على مدى عقود.
ووفقًا للجنة الانتخابات في دلهي، من المقرر إعلان نتائج الانتخابات يوم السبت المقبل.
تنقسم الهند إلى 28 ولاية و8 أقاليم اتحادية، حيث تتمتع الولايات بحكومات منتخبة يقودها رئيس وزراء الولاية وجمعية تشريعية، مما يمنحها درجة كبيرة من الحكم الذاتي، إلى جانب سيطرتها على الأمن والشرطة والأراضي.
في المقابل، تخضع الأقاليم الاتحادية للإدارة المباشرة من الحكومة المركزية باستثناء ثلاثة أقاليم تتمتع بحكم ذاتي نسبي عبر جمعيات تشريعية منتخبة، وهي: دلهي، وجامو وكشمير، وبودوتشيري.
ورغم أن دلهي تُصنف بوصفها إقليما اتحاديا، فإنها تتمتع بوضع خاص باعتبارها "إقليم العاصمة الوطنية"، مما يمنحها بعض الصلاحيات الإدارية، لكنها تظل خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية في قضايا رئيسية، أبرزها الأمن والشرطة والأراضي.
إعلان ما الأحزاب السياسية الرئيسية المشاركة في الانتخابات؟ حزب "عام آدمي" الذي يحكم دلهي منذ عام 2015، حيث فاز في فترتين متتاليتين ويسعى الآن للاحتفاظ بالسلطة لولاية ثالثة. وكان زعيم الحزب أرفيند كيجريوال رئيس وزراء حكومة إقليم دلهي حتى سبتمبر/أيلول 2024، قد استقال من منصبه بعد اتهامات بالفساد ليحل محله في رئاسة الحكومة أتيشي مارلينا من حزبه.ويُصنف الحزب عادة على أنه يسار الوسط في الجمعية الحالية، ويُعتبر "عام آدمي" الحزب الحاكم، إذ يمتلك 62 مقعدا من أصل 70 في الجمعية التشريعية. حزب بهاراتيا جاناتا الذي حكم دلهي من 1993 إلى 1998 بعد إعلان دلهي إقليم العاصمة الوطنية للهند بموجب تعديل دستوري، مما منحها وضعا خاصا. ولكن بعد فترة ولايته الأولى، لم يتمكن الحزب من تشكيل حكومة في دلهي، رغم فوزه بـ31 مقعدا من أصل 70 مقعدا في انتخابات 2013، لفشله في الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة.
وفي الجمعية الحالية، يمتلك حزب بهاراتيا جاناتا 8 مقاعد من أصل 70 مقعدا، ويشغل دور حزب المعارضة. حزب المؤتمر الوطني الهندي الذي حكم دلهي من 1998 إلى 2013، فقد نفوذه بعد ذلك بحصوله على 8 مقاعد من أصل 70 في انتخابات 2013. وفي انتخابات 2015 و2020 لم يتمكن الحزب من الفوز بمقعد واحد رغم كونه حزب المعارضة الرئيسي على المستوى الوطني.
تعهّد حزب "عام آدمي" بتنفيذ عدة مبادرات للرعاية الاجتماعية تشمل: توفير الأدوية المجانية لكبار السن، والسفر المجاني بالحافلات للطلاب، وخلق فرص عمل للشباب، وصرف مخصصات شهرية للنساء، وضمان مياه شرب نظيفة، إضافة إلى تغطية تأمينية للسائقين.
من جانبه، أعلن حزب بهاراتيا جاناتا عن تعهده بتوفير وظائف حكومية وفرص عمل حر، إضافة إلى تحويل دلهي إلى مدينة تعتمد على الحافلات الكهربائية. ويشمل برنامجه منح حقوق الملكية الكاملة للمستعمرات غير المرخصة، وتوفير التأمين الصحي للعاملين المؤقتين.
إعلان ما أهمية هذه الانتخابات لحزبي "عام آدمي" وبهاراتيا جاناتا؟في حديث للجزيرة نت، يقول الكاتب الهندي المتخصص في السياسة الهندية والقوميين اليمينيين الهندوس نيلانجان موخوبادياي إن هذه الانتخابات تشكل محطة مهمة لحزب "عام آدمي" لسببين:
تعرض الحزب لهجمات متكررة من حزب بهاراتيا جاناتا على مدى السنوات الماضية، حيث اعتُقل العديد من وزرائه في حكومة دلهي بمن فيهم زعيمه كيجريوال. يُعد حزب عام آدمي، إلى جانب حزب المؤتمر الوطني الهندي، من بين قلة من أحزاب المعارضة التي تمتلك نفوذا في أكثر من ولاية على مستوى الهند، في حين أن معظم الأحزاب المعارضة الأخرى تقتصر قوتها على ولاية واحدة في أغلب الأوقات.ويرى موخوبادياي أنه إذا تمكن حزب "عام آدمي" من الاحتفاظ بالسلطة في دلهي، فسيعزز موقعه كقوة معارضة رئيسية على المستوى الوطني.
كما أوضح موخوبادياي، فإن هذه الانتخابات تعد مهمة لحزب بهاراتيا جاناتا، إذ لم يتمكن من الفوز بأي انتخابات لتشكيل حكومة في دلهي منذ عام 1998، مما جعله بعيدا عن السلطة في الإقليم.
ويعتبر موخوبادياي أن الحزب يسعى إلى إحياء نفسه بالفوز في الانتخابات بدعم من قادة بارزين مثل رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ووزير الداخلية أميث شاه، ورئيس وزراء ولاية أوتار براديش ويوجي أديدياناث، وجميعهم من خارج إقليم دلهي. وفي الوقت ذاته، يشير إلى أن الحزب يفتقر حاليا إلى زعيم محلي يتمتع بالشعبية نفسها.
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فاز حزب بهاراتيا جاناتا بجميع المقاعد السبعة في دلهي، ومع ذلك يرى موخوبادياي، في حديثه للجزيرة نت، أن هذا لن يؤثر على فوز حزب "عام آدمي" في الانتخابات الحالية.
إعلانوأشار إلى أنه رغم فوز حزب بهاراتيا جاناتا بجميع المقاعد السبعة في دلهي في الانتخابات البرلمانية السابقة في 2014 و2019 و2024، فإن حزب "عام آدمي" نجح في الفوز في انتخابات إقليم العاصمة الوطنية على التوالي منذ عام 2015.
وأضاف للجزيرة نت "قرر الناس التصويت لصالح حزب عام آدمي في الانتخابات على مستوى الإقليم، وحزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات على المستوى الوطني".