العين الهندي يكتب : جولة الملك الأوروبية .. وفي “الوجدان” أهل غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
صراحة نيوز- كتب العين عبد الحكيم الهندي
لم تعد إذن قضية صراعٍ بين فصيلٍ فلسطيني ودولة الاحتلال، بل هي مُنعرجٌ خطير تدخل معه المنطقة الى المجهول.
هي “الشيفرة” التي التقط جلالة الملك عبدالله الثاني تفاصيلها، وفككها بمجسّات السياسي المحنك الذي ينظر بِبُعد وبنظرة ثاقبة الى الأمور.
والصمت كذلك لم يعد مجدٍ، والعمل من خلف الطاولة وعبر الشاشات، وسياسة الهاتف، ليست هي الحل، فلا بد من التلاقي مع أصحاب القرار في العالم، ولا بد من الحوار وجهاً لوجه، ولا بد من شرح تفاصيل الموقف أكثر.
ولأجل التّحَصّل على مواقف ناجعة أكثر، والوصول الى نتائج تُفضي الى وقف آلة القتل والتدمير، ورفع الظلم عن أهلنا في قطاع غزة، قرر الملك عبدالله الثاني، كأول زعيم عربي، أن يقوم بجولة الى عواصم العالم المؤثرة، وفي الضمير والوجدان، أهل غزة.
وفي الأجواء كثير من التصعيد، فهنا بارجة في الطريق، وهناك فرقاطات تتحرك، وبين هذا وذاك تهديد بتدخل من خارج إطار إسرائيل وحماس، وهذا يعني أن المنطقة باتت على فوهة بارود حقيقي، ولربما تتسع دائرة الصراع لتدخل المنطقة في أتون حرب لا يعرف أحد مداها، فلا بد إذن من صوت عقل، ولا بد من حِكمة تنزع فتيل الانفجار الأكبر، وعلى الرغم من أن جلالة الملك كان أول زعيم عربي يتلقى اتصالاً من الرئيس الأميركي جو بايدن، وبالتأكيد أن جلالته نقل لسيد البيت الأبيض كل المخاوف، وأعطاه مفتاح الحل الذي طالما أكدت عليه عمان، وهو السلام العادل والشامل الذي يفضي الى قيام دولة فلسطينية ناجزة تُشعر الفلسطيني بأنه قد حصل على حقه المسلوب منه، إلا أن جلالته يدرك بأن دائرة البحث عن حل لا بد وأن تتسع، ولا بد أن تتحرك المياه الساكنة في كثير من العواصم العالمية المؤثرة، ولا بد من نقل حقيقةٍ لربما هذا العالم يتعامى عنها، وأهمها، أن اسرائيل لطالما ضربت بعرض الحائط كل التحذيرات التي أطلقها الأردن ومخاطر إزهاق عملية السلام، وبأن العنف هو البديل الوحيد للسلام، وكان آخر هذه التحذيرات من خلال المنصة الأممية التي استصرخ فيها الأردن ضمائر العالم الحي ليهب وينقذ السلام الذي بات مهدٌ بالزوال.
ولا بد أيضا أن ينقل الأردن الى العالم بأن ما جرى على مدى الأيام الماضية في قطاع غزة، هو جراء رفع هذه العواصم، لا سيما رعاة السلام منها، اليد عن المنطقة وعن “العملية” التي تكفلوا بحمايتها ورعايتها، وعليه فإنه لا بد وأن يتحملوا المسؤولية وأن يمارسوا دورهم وضغطهم على إسرائيل حتى تُسكِتَ آلة الحرب، وأن تجلس الى طاولة الحوار، فإذا ما كانت هذه الحرب “مُحرّكاً” لصراع أكبر في المنطقة، فإنها في الوقت عينه يمكن أن تكون “سبباً” لسلام يُرضي جميع الأطراف ويضع حداً لإسالة الدماء والدمار والتهجير، وتفجير المنطقة بين كل حينٍ وحين.
وفي خضم الانشغال الملكي في النظر الى عواصم العالم لتحقيق الهدف السامي الذي يشغل بال الملك، فإن التنسيق مع العواصم العربية المؤثرة، كان على رأس سلم الأولويات، فقد تلقى جلالته اتصالاً هاتفياً من أخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تناول التصعيد الخطير في قطاع غزة وسبل تقديم المساعدة الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين، ولعل مثل هذا التواصل بين جلالة الملك وزعيم عربي مؤثر مثل سمو الشيخ محمد بن زايد آل النهيان، يصب ولا شك في مصلحة أهلنا في غزة، ويعمل على رفع سوية التنسيق العربي الرسمي تجاه الوضع المتفجر.
ما أراه أمام عيني، وربما ما أتفاءل به بدافع الإيمان المطلق بحِكمة قيادة جلالة الملك، وبدبلوماسيته الفذة، وبخطابه المُقنِع، وبما يحظى به من احترام كبير في عواصم العالم، أن هذه الحرب، ورغم قساوتها ودمويتها غير المعهودة، وشراستها، يمكن أن تتحول الى فرصة حقيقية لتحقيق السلام في المنطقة، ولتحصيل الحق الفلسطيني بصاعٍ وافٍ.
لننتظر النتائج.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة جلالة الملک ولا بد من
إقرأ أيضاً:
برعاية نائب أمير مكة.. انطلاق أعمال “مؤتمر الاتصال الرقمي” في جامعة الملك عبدالعزيز
جدة – واس
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، انطلقت اليوم أعمال مؤتمر الاتصال الرقمي تحت شعار “الاتصال.. إعلام وأكثر”؛ في جامعة الملك عبدالعزيز، بمشاركة أكثر من 140 باحثًا وخبيرًا يمثلون 56 جامعة ومؤسسة أكاديمية ومهنية من 13 دولة حول العالم.
ويعد شعار المؤتمر الذي تستمر أعماله على ثلاثة أيام؛ انعكاسًا لرؤية مستقبلية طموحة نحو بناء بيئة إعلامية مبتكرة ومتجددة، وذلك بتنظيم من كلية الاتصال والإعلام بوصفه أحد أبرز المنصات الأكاديمية المتخصصة في استشراف مستقبل الاتصال الرقمي، وتعزيز التكامل بين التعليم الأكاديمي والممارسات المهنية.
وأوضح رئيس جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور طريف بن يوسف الأعمى، أن الجامعة استثمرت في مجالات التقنية الرقمية، وتبنّت العديد من المبادرات التي جعلت من هذا الصرح علامة بارزة في دعم التنمية المستدامة التي تعيشها المملكة، مشيرًا إلى أن التعاون والشراكة مع مختلف القطاعات والجهات مكن الجامعة من تحقيق قفزات نوعية للطلاب والطالبات في الحقل المعرفي وخدمة المجتمع بتخصصات في مجالات التقنية وتوظيفها لخدمة سوق العمل وفق رؤية 2030.
من جانبه أكّد نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أمين بن يوسف نعمان، أن المؤتمر يجسد التزام الجامعة بدعم التحول الرقمي، وتعزيز الشراكة بين البحث الأكاديمي والممارسات المهنية، بما يتواكب مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
بدوره أبان عميد كلية الاتصال والإعلام، الدكتور أيمن بن ناجي باجنيد، أن مؤتمر الاتصال الرقمي يمثل خطوة إستراتيجية نحو إعادة تموضع تخصصات الاتصال والإعلام بما يواكب التحولات الرقمية العالمية، مشددًا على أهمية مواكبة التطورات التقنية وتحدياتها في قطاع الإعلام.
وافتتح المؤتمر بجلسات حوارية ناقشت قضايا محورية؛ حيث تناولت الجلسة الأولى موضوع “التواصل الحكومي في الأزمات”، تلتها جلسة بعنوان “الاتصال والتقنيات الرقمية”، ثم جلسة “دور الإعلام في التوعية الأمنية”، وجلسة “الاتصال المؤسسي والأزمات تجارب في قطاع الطيران والمطارات”، وجلسة “رحلة الخريج إلى الاحتراف في الاتصال المؤسسي والتسويق”، وجلسة “الأبعاد الاتصالية في التخصصات العلمية والإدارية”؛ بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء في القطاعين الأكاديمي والمؤسسي.
كما تطرقت أعمال المؤتمر عبر سلسلة من ورش العمل المتخصصة لموضوعات حيوية في طليعتها صناعة البودكاست، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وتصميم تجربة المستخدم للمنصات الرقمية، وإدارة منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الكتابة المسرحية، وصناعة الأفلام القصيرة، وتحليل البيانات النوعية، وتخصيص الذكاء الاصطناعي لتقييم المحتوى، وتقنيات صناعة الرأي العام في الإعلام الرقمي.
ويحظى المؤتمر بدعم من شراكات إستراتيجية ورعايات متعددة، تعزز من محتوى فعالياته وتجربة المشاركين؛ ليصبح نموذجًا رياديًا في استشراف مستقبل الاتصال والإعلام، ويأتي ضمن مساعي الجامعة، ممثلة بكلية الاتصال والإعلام؛ لتحقيق هدفها في أن تصبح مرجعًا رياديًا في الاتصال الرقمي محليًا وعالميًا.
وبعد مؤتمر الاتصال الرقمي، المتخصص في الاتصال والإعلام الأول من نوعه الذي يركز على التحولات الرقمية ومواكبة الاتصال الرقمي؛ حيث يتضمن 13 جلسة حوارية، و 13 ورشة عمل تخصصية، إضافة إلى معرض “رحلة التأثير” الذي يستعرض مراحل تطور الاتصال، والعديد من الفعاليات المصاحبة، إلى جانب الجلسات العلمية، ويضم المؤتمر مبادرة “مستشارك”، واجتماعات اللجنة التشاورية، ومسيرة التخرج لطلبة الدراسات العليا.
كما تسلط مستهدفات المؤتمر الضوء على أبرز التوجهات الاتصالية والتقنيات التي تسهم في رسم ملامح الاتصال، في حين تم تصميم المؤتمر؛ لتحسين تجربة الاتصال لدى الأكاديميين والمهنيين، ودعم المؤسسات الأكاديمية والطلبة، لتحقيق تقدم مزدهر في المجال.
ويُنتظر أن يشهد المؤتمر خلال أيامه المقبلة عرض أحدث الابتكارات البحثية في ميدان الاتصال الرقمي، ومناقشة أفضل الممارسات التعليمية والمهنية، بما يسهم في تأهيل كوادر وطنية قادرة على قيادة مستقبل الاتصال والإعلام، انسجامًا مع أهداف الخطة الإستراتيجية لكلية الاتصال والإعلام “تأثير”.