لطالما أدت المرأة دورا محوريا في بناء وتشكيل المجتمعات على مر العصور، ومع ذلك غالبا ما يتم التغاضي في الاعتراف بالقوة المذهلة للمرأة وتسخيرها لخدمة النمو المتعاظم الذي يشهده عصرنا، سواء كان ذلك في السياسة أو الاقتصاد وغيرها
من القطاعات الحيوية التي لا تستوي الحياة إلا بها، حيث بدأت المرأة تكسر الكثير من الحواجز وتتحدى الصور النمطية، لتثبت أن إمكاناتها لا تعرف حدودا، فمع دخول المزيد من النساء في سوق العمل أصبحت المرأة صانعة قرار لا مستهلكة فقط، وقد أثبتت كثير من الدراسات أن وجود المرأة في موضع صنع القرار أسهم في رفع ربحية الشركات بشكل ملحوظ، وهو ما دعا كثير من الدول ومن ضمنها السلطنة إلى أن تحرص على وجود المرأة في مجالس إدارات شركات المساهمة العامة.
وكذلك مشاركة المرأة في السياسة آخذة في الارتفاع على مستوى العالم وباتت الكثير من النساء يشغلن مناصب قيادية، مما جعل لهن تأثيرا كبيرا على القرارات السياسية بقيادتهن التغيير في قضايا المساواة في التعليم والرعاية الصحية وتغير
المناخ، التي لم تكن تحظى باهتمام حتى وقت قريب، وحققت النساء اكتشافات وابتكارات رائدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا حيث تقود النساء في مجال التكنولوجيا التقدم في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية واستكشاف الفضاء.
ولأن التعليم هو المحرك الرئيسي لتمكين المرأة، عندما يتم تعليم المرأة، فمن المرجح أن تتخذ قرارات مستنيرة بشأن حياتها وصحتها وعائلتها، الأمر الذي ينعكس على رخاء المجتمعات بشكل عام، لهذا تعمل المنظمات والمبادرات في جميع أنحاء
العالم على ضمان حصول الفتيات على تعليم جيد، وكسر الحواجز التي أعاقت النساء لأجيال.
وقد أظهرت النساء مرونة في مواجهة الشدائد، وخير مثال على ذلك رئيسة وزراء نيوزيلاندا، وقبلها رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية، ويشهد العالم اليوم معجزة اقتصادية في بنجلاديش مع وجود رئيسة وزرائها على رأس الحكومة، ويرى الخبراء أن وراء تلك الصفات القيادية التي تنفرد بها المرأة والتي تتميز بالمثابرة، والتعاطف والتعاون والقدرة على توحيد الناس نحو هدف مشترك.
قوة المرأة هي القوة التي تعيد تشكيل العالم كما نعرفه، يمتد عبر المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية، مع استمرار النساء في كسر الحواجز والضغط من أجل المساواة، فإن مساهماتهن تفتح إمكانيات جديدة وتمهد الطريق لمستقبل أكثر شمولا وإنصافا، واحتضان قوة المرأة وتسخيرها ليس مجرد مسألة مساواة بين الجنسين؛ بل هو طريق إلى عالم أكثر إشراقا وازدهارا للجميع.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية تقاطع احتفالات في البيت الأبيض بسبب غزة
قاطعت رئيسة الوزراء في أيرلندا الشمالية ميشيل أونيل، فعاليات يوم القديس باتريك في البيت الأبيض اعتراضا على موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.
وقالت أونيل في مؤتمر صحفي في دبلن: "قلوبنا جميعا فطرت ونحن نشهد معاناة الشعب الفلسطيني وتصريحات الرئيس الأمريكي في الآونة الأخيرة حول الطرد الجماعي للشعب الفلسطيني من غزة، وهو أمر لا يمكنني تجاهله".
وأضافت "قرار عدم السفر إلى البيت الأبيض لم يكن هينا، لكننا اتخذناه من واقع إدراكنا بالمسؤولية التي تقع على عاتق كل منا كأفراد في مواجهة الظلم".
وعادة ما يتجه القادة السياسيون من أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا إلى الولايات المتحدة للاحتفال بهذا اليوم في 17 آذار/ مارس آذار، والذي يمثل احتفالا سنويا بالثقافة الأيرلندية.
وأعلن ترامب في الرابع من شباط/ فبراير عن خطة للسيطرة الأمريكية على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، مما يضرب عرض الحائط بجهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة منذ عقود استنادا إلى حل الدولتين.
As First Minister, I’ve decided not to attend the White House events this year.
The US President’s comments on forced expulsion of the Palestinian people of Gaza cannot be ignored.
I will continue to engage with senior figures in the US for peace and economic growth.
In the… pic.twitter.com/033oUqQaGv — Michelle O’Neill (@moneillsf) February 21, 2025