مركز الثقل في عملية ” طوفان الأقصى “
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
مركز الثقل في عملية ” #طوفان_الأقصى “
#موسى_العدوان
مركز الثقل هو مصطلح عسكري يستخدم في التخطيط العسكري الاستراتيجي والعملياتي للحرب. ويمكن توضيحه بصورة مبسّطة بالقول : أنه العمود الفقري الذي ترتكز عليه جميع النشاطات العسكرية، والذي يجب أن توجه نحوه كافة الطاقات المتوفرة، بغرض تدميره أو احتلاله لإسقاط مقاومة العدو.
وقد يكون هذا المركز قوة عسكرية، أو تحالفا عسكريا، أو قوة اقتصادية، أو منطقة حيوية، أو عاصمة معينة، أو شخصية معينة. وعرّف الخبير العسكري الاستراتيجي البروسي ” كارل فون كلاوزفتز ” قبل أكثر من قرنين مركز الثقل : ” بأنه محور الطاقة والحركة التي يعتمد عليها كل شيء “.
وإذا ما تمعّنا في عملية ” طوفان الأقصى ” التي نفّذها رجال المقاومة الفلسطينيون الأبطال يوم 7 أكتوبر 2023، وحققوا خلالها مفاجأة استراتيجية للعدو، عندما هاجموا وسيطروا – ولو مؤقتا – على مواقع عسكرية معادية وأسروا بعض العسكريين، إضافة لسيطرتهم على مستوطنات أخرى، أقيمت على أرض فلسطين المغتصبة.
مقالات ذات صلة إسرائيل دولة كرتونية بلا جذور وهي زائلة لا محالة 2023/10/15وبهذا العمل استطاع رجال المقاومة أن يكسروا ” هيبة الجيش الذي لا يقهر ” وأن يلفتوا أنظار العالم لقضيتهم العادلة، إضافة لكشف انحياز ودعم العالم الغربي، خاصة أمريكا وبريطانيا لإسرائيل، سياسيا وعسكريا ومعنويا، متجاهلين حق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه المغتصبة.
ومن المهم عند التفكير في القيام بأي حرب أو عملية قتالية، سواء كانت من قبل قوات عسكرية أو من قبل منظمات مقاومة، عليها أن تأخذ في اعتبارها تحديد ” مركز الثقل لدى العدو ” وتوجيه كافة الجهود لإسقاطه أو تحجيمه على الأقل. وفي الوقت نفسه عليها حماية مركز الثقل لدى قواتنا.
ففي عملية ” طوفان الأقصى ” يظهر أن مركز الثقل لدى العدو هو ” سلاح الجو وقدرته على إيقاع الدمار والقتل، واستهداف المنشآت والسكان المدنيين “.
وكان هذا العمل يتطلب من المقاومة الفلسطينية، التخطيط لتحجيم ( على الأقل ) قدرات مركز الثقل المعادي في عمليات القصف الجوي، وحماية السكان المدنيين في غزة، وذلك باتخاذ الإجراءات التالية، رغم صعوبة تحقيق البعض منها، بسبب الحصار المفروض عليهم منذ 17 عاما، وعدم توفر الإمكانيات المالية لشراء أو صناعة المطلوب :
إيجاد ملجأ لكل منزل على حدة، يقوم سكانه بتزويده بوسائل الإنارة البسيطة، وكميات من الطعام المُعلب والماء تكفي لمدة مناسبة، إضافة لبعض العلاجات الأولية. تأمين وسائل الإنذار والإبلاغ المحلي للسكان من قبل المعنيين، عن أي هجوم جوي محتمل، والطلب منهم الدخول في الملاجئ، أو الخروج من المنازل إلى الخلاء، قبل وقوع الغارات الجوية، للتخفيف من الإصابات. تدعيم أعمدة وأسقف المنازل في الطوابق السفلية، بحيث تتحمل انهيار الطوابق العليا إذا حدثت، حماية لسكانها عند تواجدهم في الطوابق السلفية. الحصول على صواريخ ضد الجو محمولة على الكتف، موجهة بالأشعة تحت الحمراء ( ستنجر أو ستريلا ) على الأقل، والتي يتراوح مداها الجوي بين 4 – 5 كيلومترا من دول صديقة، لمقاومة الطيران المنخفض، وخاصة ضد الطائرات العمودية المسلحة. الحصول على قنابل تدمير مدارج الطائرات، واستنباط وسائل إلقائها، والتي قد تكون بالطائرات المسيرة أو خلافها، لتعطيل المدارج عن استخدام الطائرات المعادية، أو تدمير الطائرات نفسها على المدارج قبل إقلاعها. محاولة الحصول على وسائل التشويش الإلكتروني إذا أمكن، لتضليل الطائرات عن الأهداف المنوي قصفها.أما من ناحية تحديد مركز الثقل لدى المقاومة، والذي يتمثل بِ ” قدرة المقاومة على الانتشار والقتال داخل المنطقة المبنية بعد إخلائها مؤقتا من السكان “. وعليهم أن يستعدوا لاستقبال العدو في العمليات البرية، وتحويل المدينة إلى منطقة تقتيل تكبد العدو خسائر كبيرة بالأفراد والمعدات.
وهذا يتطلب عمل مخططات مصغرة للمدينة، وتقسيمها إلى قطاعات محددة، مع تعيين قائد مسؤول لكل منها، وزرع الألغام ضد الآليات، وتركيز أسلحة مقاومة الدروع قصيرة ومتوسطة المدى على المقتربات، التي يحتمل استخدامها من قبل آليات العدو. كما عليهم الابتعاد عن التجمعات مهما صغر عددها، لتقليل الإصابات الجماعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل يستطيع العدو تحقيق هدفة المعلن، في القضاء على حماس والمنظمات الفلسطينية ؟ وجوابي على ذلك أنه لن يستطيع تحقيق هدفه المعلن، رغم تجاوز كل قوانين وأعراف الحروب العالمية، واتباع سياسة الأرض المحروقة ؟ وذلك لأربعة أسباب رئيسية.
أن رجال المقاومة ومن خلفهم كامل الشعب الفلسطيني، وصلوا بعد ما يزيد على ثلاثين عاما من المفاوضات السياسية العبثية، إلى استحالة تحقيق السلام مع الإسرائيليين، الطامعين بالتوسع على حساب دول الجوار. والدليل على ذلك إمعانهم في اقتحام المدن الفلسطينية في مختلف المناسبات، وقتل الرجال والنساء والأطفال، إضافة لمحاولاتهم المتكررة في السيطرة على المسجد الأقصى. إيمان الشعب الفلسطيني بالصمود في أراضيهم وعدم الهجرة منها، ومهما كانت الضغوطات عليهم، ومهما كلفهم الثمن. سقوط مقولة ” الجيش الذي لا يقهر” بعد أن تمكن المقاومون، من اقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات في العمق الإسرائيلي وأسر العديد من جنوده، وما حققوه بهذا الانتصار العظيم والمفاجئ، الذي سيسجله التاريخ كعملية نادرة في حرب المقاومة الشعبية. لم يحدث في التاريخ أن استطاعت دولة معينة، إنهاء مقاومة وطنية قبل تحقيق أهدافها، لأن رجالها يحملون رسالة شريفة، يتناقلونها جيلا بعد جيل مهما طال الزمن، كما يفعل المقاومون الفلسطينيون الأحرار، الصامدون على أرضهم المباركة هذه الأيام.رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، مع التمنيات بالشفاء للمصابين في هذه الحرب الظالمة، وعاشت فلسطين حرة عربية، رغم أفعال المجرمين، في مختلف أرجاء العالم . . !
التاريخ : 15 / 10 / 2023
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: طوفان الأقصى موسى العدوان طوفان الأقصى فی عملیة من قبل
إقرأ أيضاً:
“قرارات إفراج وهدايا”.. تسليم أسيرات إسرائيليات ضمن صفقة “طوفان الأقصى”
غزة – تم تسليم الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ضمن المرحلة الأولى من “صفقة طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى.
وظهر في الفيديو تسليم حركة الفصائل للأسيرات الإسرائيليات هدايا تذكارية وقرارات إفراج.
وسلمت حركة الفصائل الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم بموجب الاتفاق الموقع في قطر بين إسرائيل وحركة الفصائل، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.
وتشمل الصفقة في مرحلتها الأولى تحرير 290 أسيرا من المحكومين بالمؤبد؛ وتضم أيضا جميع الأشبال والنساء وعددهم 95 شخصا، بينهم 87 أسيرة. ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يوما، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيليا محتجزين في قطاع غزة من أصل 98، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، وذلك مقابل الإفراج بالمرحلة الأولى عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق عودة الهدوء وتبادل المزيد من الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، دون الكشف بالمرحلة الراهنة عن الأعداد من الطرفين، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة. وتركز المرحلة الثالثة من الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 أعوام، وتبادل جثث الموتى ورفاتهم الشهداء، وفتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع.
المصدر: RT