لجريدة عمان:
2025-05-02@13:19:45 GMT

كلام فنون: فلسطين الأغنية الخالدة

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

طل سلاحي من جراحي

يا ثورتنا طل سلاحي

ولا يمكن قوة في الدنيا

تنزع من إيدي سلاحي

دربي مر ودربك مر

ادعس فوق ضلوعي ومر

قديش هذا الشعب الثائر ضحى

وقدم تَيعيش حر

طل سلاحي.. طل سلاحي

هذا مطلع أغنية وطنية فلسطينية قديمة، ولعلها من أقدم أغاني الثورة الفلسطينية، كانت لي معها قصة شخصية أقصها في هذا المقال البسيط الذي أكتبه تضامنا مع الشعب الفلسطيني الصابر والمجاهد لتحرير أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة.

محطات مؤلمة كثيرة واجهها الشعب الفلسطيني في مسيرته النضالية، وهذا الأيام نشاهد واحدة من هذه المحطات، حيث استعر القتال مجددا في السابع من أكتوبر الحالي وبدأ الطرفان يستعدان لمقتلة عظيمة. وعلى إثر ذلك بدأت «إسرائيل» حربا مدمرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تقتل البشر وتدمر الحجر. إن هذه الهمجية الإسرائيلية والعنصرية البغيضة التي لا ترى في الفلسطينيين سوى «حيوانات بشرية» مستمرة منذ أن فرض المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين العربية المغتصبة وتشريد معظم شعبها إلى مختلف بقاع الأرض. والغريب أن صاحب الأرض الأصلي غير مسموح له من المجتمع الدولي العجيب أن يعود إلى أرضه فيما هو يسمح لذلك الملموم من شتى بقاع الأرض بالاستيلاء على أرض غير أرضه وبيت غير بيته وبحماية كاملة. لذلك لن يتوقف هذا العنف والصراع إلا بنيل الفلسطينيين حقهم المشروع في أرضهم سلما أو حربا.

دربي مر ودربك مر ادعس فوق ضلوعي ومر

هذا البيت من نص الأغنية الفلسطينية أعلاه يلخص واقع الحال اليوم في غزة وكل فلسطين، كفاح مستمر ضد الاحتلال حتى النصر. والفلسطينيون يعرفون كيف يصنعون نصرهم المؤكد ويكتبون أغانيهم الخالدة وفيهم من الشعراء والملحنين المبدعين والمحافظين على تراثهم وهويتهم الثقافية والفنية.

منذ عدة سنوات التقيت الموسيقار الفلسطيني حسين نازك عندما حضر ممثلا لدولة فلسطين اجتماعا للمجلس التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، ولكن لم يتسن لي التعرف عليه عن قرب وقد توفي في هذا العام 2023. والموسيقار حسين نازك لحن العديد من الأغاني الوطنية الفلسطينية وأسس فرقة موسيقية باسم «فرقة العاشقين» التي لعبت دورا مهما في أداء الكثير من الأغاني الوطنية الفلسطينية. ولعل من بين الألحان المشهورة له في الخليج لحن مسلسل الأطفال الشهير «افتح يا سمسم».

وصورة الفلسطيني مع فرقة العاشقين وغيرها من الفرق الفلسطينية صورة المناضل المكافح المحافظ على هويته وأرضه بالأغنية والسلاح. ونادرا نشاهد الفنان الفلسطيني على خشبات المسارح بغير اللبس العسكري والكوفية الفلسطينية الشهيرة. فلا فرق في معركة التحرير والعودة بين المقاتل بالسلاح والمقاتل المحافظ على الهوية الثقافية.

عهد الله ما نرحل

عهد الله نجوع نموت ولا نرحل

عهد الثور والثوار والجماهير ما نرحل

واحنا قطعة من هذي الأرض وعمر الأرض

وعهد الله ما نرحل.

في الثمانينيات من القرن العشرين الماضي كنت طالبا أدرس الموسيقى في مدينة كييف الأوكرانية، وفي بداية العام الدراسي الأول طلبت مني دكتورة القيادة أن أحضر لها أي نوتة موسيقى عربية، وأعتقد إنها كانت تريد في ذلك الوقت أن تجعلني قريبا من هويتي الثقافية العربية. وعلى كل حال لم يكن بيدي حينها سوى كتيب صغير كنت أحتفظ فيه منذ سنوات ويتضمن عددا من نوتات أغاني وطنية فلسطينية، كان قد أهداني إياه معلم فلسطيني. طلبت مني الدكتورة أن اختار واحدة من النوتات، فوقع الاختيار على أغنية «طل سلاحي» من ألحان مهدي سردانه التي كنت قد تدربت عليها مسبقا وأحفظها من المعلم الفلسطيني، ولكن مقام الأغنية (سيكاه) كان غريبا عليهم وأول مرة يشاهدون علامات تدوين الموسيقى العربية.. وعلى كل حال كانت تلك الأغنية المعبرة ضمن سياق برنامجي الدراسي في السنة الأولى.. وبهذه المناسبة أدعو الله سبحانه وتعالى أن يتوقف هذا القتل الهمجي للفلسطينيين الصابرين المحتسبين، وأن يكلل نضالهم بالنصر المبجل وتحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة.

اللي بدمه يجود ما يهمه

لو سال دمه وغطى الأرض

طول ما سلاح الثورة في إيدي

يبقى وجودي مفروض فرض

طل سلاحي.. طل سلاحي

مسلم الكثيري موسيقي وباحث

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الباعور يستقبل السفير الفلسطيني ويؤكد موقف طرابلس الثابت

استقبل وزير الخارجية بالإنابة بحكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، سفير دولة فلسطين لدى ليبيا، محمد رحّال.

وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين ليبيا وفلسطين، إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، كما تم التطرق إلى أوضاع الأشقاء الفلسطينيين المقيمين في ليبيا، وسبل تسهيل إجراءاتهم ومعاملاتهم، تنفيذًا لتوجيهات وقرارات دولة رئيس حكومة الوحدة الوطنية.

وأكد الطاهر الباعور، خلال اللقاء، موقف ليبيا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مشددًا على وقوف ليبيا إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

هذا تتميز العلاقات بين ليبيا وفلسطين بتاريخ طويل من الدعم والتعاون، تعود جذوره إلى بدايات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويُقيم في ليبيا عدد كبير من الفلسطينيين، ممن يعملون في مجالات التعليم والطب والاقتصاد، وتحرص الدولة الليبية على تسهيل إجراءات إقامتهم ودعمهم، تقديرًا لظروفهم الوطنية والإنسانية، واستنادًا إلى روابط الأخوّة القومية.

مقالات مشابهة

  • بوغالي: دعم الشعب الفلسطيني التزام راسخ
  • مسيرات كُبرى في عشرات الساحات بصعدة نصرة للشعب الفلسطيني
  • هل مصدر كلام النبي وحي أم اجتهاد؟.. خالد الجندي يوضح
  • الباعور يستقبل السفير الفلسطيني ويؤكد موقف طرابلس الثابت
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • الاتحاد الأوروبي يرحب بتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية
  • وزير الخارجية: مصر لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني
  • منصور : الشعب الفلسطيني في قفص يُقتل ويُجَوَّع يومًا بعد يوم
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: ندعو كل الدول لـ دعم الحكومة الفلسطينية وخطة إعمار غزة