مسارات إحياء محتوى الدولة الثقافي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أكتوبر 15, 2023آخر تحديث: أكتوبر 15, 2023
د. محمد وليد صالح
باحث وكاتب عراقي
صناعة السياحة الثقافية والآثارية ارتبطت بالرغبة الإنسانية في المعرفة وتخطي الحدود، وان حركتها تطورت مع الإعلام الرقمي التي تشمل المعلومات والصور والبيانات والمقاطع المرئية، فهي صناعة العالم الأكثر تطوراً وتفهماً وتفتحاً، لاسيما اهميتها في هذا المجال لاعتماد برامج ستراتيجية في التوعية السياحية الأثرية بين أفراد المجتمع، بوصفها نشاط اقتصادي ومورد مهم للدخل القومي في البلد، لتصحيح المفاهيم وترسيخها، كل ذلك يحتاج إلى توظيف امكانيات وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية المختصة واستثمار شعورها بالمسؤولية.
إن استحداث المناسبات من أطر تمييز المحتوى الثقافي التي لا يقتصر فيها مفهوم السياحة الثقافية في وقتنا الحالي على الثروات التأريخية والحضارية، وإنما أدخلت عليها عناصر جديدة، سواء أكانت المتاحف الوطنية الرقمية والمتاحف المتنقلة أو الجوالة والمهرجان والمسابقات الثقافية أم الرياضية، واستثمارها بما يحقق تنويع المنتج السياحي لجذب شرائح جديدة من السائحين، فضلاً عن إحياء المسارات القديمة والدروب الأثرية المحلية والدولية التي كانت مكرّسة لاستعمالات الناس، وبكل ما كان عليها من برك وآبار وخانات وشواهد وأعلام بطرازها القديم وأشكالها التأريخية لتعزيز السياحة الثقافية، مثل المسارات الدينية والرحالة المشهورين وطرق الحج والقوافل القديمة، ويمكن إنشاء أخرى سياحية جديدة بهدف توسيع الدائرة السياحية لتشمل مناطق متنوعة تحتوي على مقومات سياحية آثارية للمساهمة في عملية التطوير.
إذ تعد الوسائط الثقافية من أهم الحوافز التي تدفع السائح إلى زيارة منطقة معينة والبقاء فيها لمدة زمنية محددة ومن هذه الوسائط، الفرق المسرحية والعروض الكشفية والموسيقية في الأماكن التاريخية والأثرية لتقديم النشاطات الثقافية المتنوعة المرتبطة بالتنشيط السياحي والآثاري، ويعد التراث الأدبي والاجتماعي والموسيقي مادة ثقافية سياحية حيّة ومعبرة عن واقع البلد.
ويمكن أن تكون الأندية والمراكز الثقافية رافداً ناجعاً لتنشيط السياحة الثقافية بوساطة تنوع عروضها ونشاطاتها الفنية لجذب السائحين، كالمحاضرات وعرض التجارب الميدانية لفرق عمل التنقيبات الأثرية، وتكمل عملها افتتاح معارض الصور الوثائقية عن الحرف والصناعات اليدوية والفنون التشكيلية والأزياء والفلكلور الوطني والمأكولات الشعبية، لدورها الواضح في التعريف بالتراث الثقافي.
وتطل عبر نافذة سياحة المؤتمرات على العواصم المتنوعة حول العالم بالمشاركة في المؤتمرات والحلقات الدراسية والالتقاء مع الباحثين من جنسيات مختلفة فرص تطوير متعددة للمواهب والقدرات، فضلاً عن المهرجانات التأريخية والمواسم الفنية والأعياد لتبادل زيارات الوفود، وكثيراً ما تهتم الدول بعقد المؤتمرات العلمية والمنتديات الثقافية واللقاءات والحوارات الدولية والعالمية، لأهميتها للبلد ونقل صورة ذهنية ايجابية للدولة، وتهيئة مكانتها بين أعضاء المجتمع الدولي وتأييد الرأي العام العالمي لها والحصول على ثقته بمواقفها من القضايا السياسية المختلفة، إذ تمثل أسلوب دعاية سياحية ومصدر ترويج ثقافي وإعلامي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: السیاحة الثقافیة
إقرأ أيضاً:
كأس ليكورجوس.. قصة القطع الأثرية الغامضة من عصر الرومان
كأس ليكورجوس الغامض يعتبر إحدى القطع الأثرية المثيرة للجدل والدهشة في التاريخ الروماني، وبصفة عامة، ويعود السبب وراء ذلك إلى اكتشاف أدلة علمية تشير إلى استخدام تكنولوجيا النانو في صناعتها، أو على الأقل الوصول لكيفية الحصول على التأثيرات المرغوبة منها، قبل وقت طويل للغاية من ظهور التكنولوجيا الحديثة.
ما هي كأس ليكورجوس الغامض؟كأس ليكورجوس الغامض، عبارة عن مجموعة من القطع الأثرية المصنوعة من نوع خاص من الزجاج المعروف باسم ثنائي اللون، والذي يتغير لونه عند رفعه إلى الضوء، ولونه الأساسي هو الأخضر المعتم، لكنه يتحول إلى أحمر شفاف متوهج عندما يمر الضوء خلاله.
ويرجع الفضل في خصائص كؤوس أو كأس ليكورجوس غير العادية، إلى استخدام كميات ضئيلة من الذهب الغرواني (وهو هيكل مكون من عدة جزيئات للذهب والفضة)، بينما حافة الكأس مثبتة بشريط مطلي بالفضة من زخارف الأوراق، بحسب موقع «greekreporter» العالمي.
وتعرف هذه الكأس أيضا باسم «كأس القفص»، لأنها تتكون مما يشبه القفص حول الزجاجي.
استخدام تكنولوجيا النانو في صناعة الكأسوأثبتت التقارير العلمية، أن مبتكرو هذه الكؤوس استخدموا جزيئات نانوية من الذهب لتصميم الزجاج الياقوتي بها، وجزيئات نانوية أخرى من الفضة لتصميم اللون الأخضر، وتبقى التساؤلات المحيرة للعلماء: هل ما إذا كانوا الرومان القدماء على علم بالمادة التي كانوا يستخدمونها؟، أم جاء الأمر بمحض الصدفة العلمية فقط؟، أم كانوا على علم بها ولكنهم أشاروا إليها باسم آخر؟.
والكأس الرومانية الغامضة معروضة داخل المتحف البريطاني، وجرى صناعتها عام 300 ميلاديا، واستمدت اسمها من التصميم المعقد الذي يصور وفاة الملك الروماني ليكورجوس، وفي خمسينيات القرن العشرين، انتقلت إلى ملكية عائلة ألمانية.