تساءل الكثيرون: أين كانت قوات الدفاع الإسرائيلية أثناء تلك الساعات الطويلة التى كان يتجول خلالها مقاتلو حماس حول المجتمعات القريبة من غزة؟ وشهد شاهد من أهلها عندما بادر بالرد على هذا التساؤل قائلا: " لقد فشل جيشنا تماما كقوة رد سريع، مما اضطر بعض المجتمعات التي تعرضت للهجوم الفلسطينى إلى الاعتماد على قوات الحماية المدنية فى منطقتها أثناء انتظارها وصول الجيش.
وهكذا أخفقت المخابرات الإسرائيلية فى معرفة تفاصيل مخططات حماس لتنفيذ الهجوم. ويبدو أن حماس نفذت برنامج خداع طويل الأمد لإعطاء الانطباع بأنها غير قادرة أو غير راغبة فى شن هجوم طموح. كما أنها مارست، بحرفية، الأمن التشغيلي لتنفيذ العملية وغالبا ما ابتعدت عن الاتصالات الإلكترونية، واعتمدت فيما بعد على ما قد يعقب ذلك من حيث نطاق وسرعة الهجوم غير المسبوقين. أطلقت آلاف الصواريخ كغطاء جوى، وشنت ضربات بطائرات بدون طيار على معدات المراقبة التي تستخدمها إسرائيل على السياج الحدودي لمراقبة ما يحدث هناك. وبعد هذه الضربات أحدثت المتفجرات الناسفة والمركبات ما يصل إلى 80 ثغرة في السياج الأمنى. كما أسهمت الطائرات الشراعية الآلية والدراجات النارية فى هذا الهجوم حيث تدفق ما بين 800 إلى ألف رجل مسلح من غزة لمهاجمة مواقع متعددة.
يبدو أن تكتيكات الاجتياح الفلسطيني قد نجحت فى التغلب على دفاعات إسرائيل، ومن الممكن أن يكون هذا الحجم من العمليات قد أدى إلى فوضى داخل مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية التي كانت هادئة صباح السابع من أكتوبر الجاري الذي وافق عطلة دينية. وقام بعض مقاتلي حماس في استهداف تجمعات المدنيين، بينما استهدف آخرون نقاطا عسكرية مخصصة لحماية المدنيين. وتملكت إسرائيل حالة من الصدمة عندما نشرت صور دباباتها التي وقعت في أيدى حماس. كانت هناك ثغرات ناجمة عن أن الدفاعات وقوات الأمن ركزت خلال الأشهر الأخيرة على الضفة الغربية بدلا من غزة. بيد أن حماس راهنت على حالة الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلى حول سياسات نتنياهو، مما زاد من تشتيت انتباه المؤسسة الأمنية. كما استهانت إسرائيل بقدرات خصومها اعتمادا على أن القدرات العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية هي الأفضل في منطقة الشرق الأوسط.
أيا ما كان، سيتم بحث كل هذه الأمور في التحقيقات التي ستفتحها إسرائيل. غير أن التركيز على المدى القصير سيكون على ما الذي يتعين القيام به بعد ذلك بدلا من النظر إلى الخلف. ولكن يظل الثابت أن المخابرات الإسرائيلية أخفقت في معرفة تفاصيل مخططات حماس لتنفيذ الهجوم الذي قامت به. حيث تعمدت تنفيذ برنامج خداع لإعطاء الانطباع بأنها غير قادرة أو غير راغبة في شن هجوم طموح.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
3 قتلى في هجوم بإطلاق النار على مركبات بالضفة الغربية المحتلة
القدس المحتلة - قال الجيش الإسرائيلي ومسعفون الإثنين 6يناير2025، إن مسلحين أطلقوا النار على مركبات بينها حافلة ركاب بالقرب من قرية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
وقع الهجوم قرب قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية.
وأكدت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء مقتل ثلاثة أشخاص "هم امرأتان ورجل". وأضافت أن القتيلتين في الستينيات من العمر في حين أن القتيل الثالث عمره حوالى أربعين عاما.
وأفاد الجيش الإسرائيلي إن قواته "تلاحق الإرهابيين وتقيم الحواجز وتطوق عدة بلدات في المنطقة" لاعتقال المنفذين. موضحا أن الهجوم استهدف حافلة وسيارات مدنية.
وقالت خدمة الإسعاف إن مسعفيها نقلوا ثمانية أشخاص إلى المستشفى بينهم السائق الذي وصفت حالته بالخطيرة وعمره 63 عاما.
وقال المسعف إفيخاي بن زرويا في بيان "كان هجوما قويا، طال عدة مواقع وأصيبت المركبات والحافلة بطلقات نارية".
وأوضح "خلال عمليات البحث الأولية عن الضحايا، عثرنا على امرأتين في الستين من العمر في سيارة ... مصابتين بطلقات نارية وأعلنا وفاتهما".
من جانبه، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس "وجهتُ الجيش الإسرائيلي للتحرك بشدة في أي مكان تقود إليه آثار القتلة".
وأضاف "من يسير على طريق حماس ... سيدفع ثمنا باهظا".
أما وزير الأمن الداخلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير فأكد أن "حياة المستوطنين أهم من حرية تنقل سكان السلطة الفلسطينية".
وقال "يجب أن نتوقف عن التوهم بوجود شريك للسلام، ونتذكر أن السلطة الفلسطينية تدعم الإرهاب وأن نوقف كل تعاون معها ونقيم أكبر عدد ممكن من نقاط التفتيش ونغلق الطرق".
من جهته، أكد وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي يقيم في مستوطنة "كدوميم" القريبة من موقع الهجوم "يجب أن تصير الفندق (القرية التي نفذ قربها الهجوم) ونابلس وجنين مثل جباليا (في غزة)، حتى لا تصبح كفار سابا (مدينة وسط إسرائيل) ... غزة المستقبلية".
فلسطينيا، قالت حركة حماس أن العملية "تؤكد أن المقاومة ستتواصل رغم إرهاب الاحتلال وإجراءاته الأمنية".
أما حركة الجهاد الإسلامي التي "باركت" العملية فاعتبرت أنها "رد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا في غزة والضفة المحتلة".
تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس المباغت على إسرائيل.
ووفقا لوزارة الصحة في رام الله، قُتل ما لا يقل عن 818 فلسطينيا في الضفة الغربية في هجمات للجيش الإسرائيلي أو برصاص مستوطنين، منذ ذلك الوقت.
كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.
Your browser does not support the video tag.