وزارة المالية تماطل في صرف مرتبات الجيش بمبرر شروط المنحة السعودية
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
في بيان لها أصدرته الأسبوع الماضي، برّرت وزارة المالية في الحكومة الشرعية تأخير صرف مرتبات الجيش للأشهر الماضية، بأن ترتيبات المنحة السعودية المقدمة لدعم موازنة الحكومة الشرعية تشترط صرف المرتبات عبر البنوك المؤهلة، متهمة وزارة الدفاع بعدم الالتزام بالضوابط الواردة في تعميمات المالية بخصوص تلك الترتيبات.
البيان حاد اللهجة تضمن أيضا اتهامات لجهات لم يسمها باللجوء إلى "إثارة الفتن والبغضاء والمشاحنات بهدف الضغط على وزارة المالية لتمرير مصالح شخصية وفردية تضر بمصلحة منتسبي وزارة الدفاع وتضر بكيان هذا الدرع الواقي والمتين للوطن وصمام أمانه".
تؤكد مصادر عسكرية أن وزارة الدفاع لاتعترض ولاترفض آلية صرف المرتبات عبر البنوك، رغم أن هذا الأمر قد يحدث إرباكا في صفوف القوة البشرية للجيش في حالة حرب، وسبق ان رفض هذا الاجراء حتى قبل الحرب وقبل ٢٠١١ لعدم مناسبته للقوات المسلحة!
وأضاف المصدر أن صرف المرتبات عبر البنوك سوف يحد من قدرة القادة العسكريين على ضبط الافراد من خلال الحضور والمناوبة وكشوفات الاحداثيات في مواقعهم ومعسكرات طالما ان كل فرد سيذهب في النهاية لاستلام مرتبه من المصرف، فضلا عن مسألة ربط بيانات القوة بالبنوك والصرافات.
وتحدث المصدر عن حزمة مراجعة واجراءات مستمرة لكشوفات الجيش تمت خلال السنوات الماضية وخاصة منذ الهدنة لتنقيحها من الازدواج او استبدال الفرار او انزال اسماءهم، عبر عملية الترقيم بالبصمة للضباط وكذلك الافراد.
وتؤكد قيادة الجيش -حسب المصدر- صعوبات وتحديات متعددة، وتحتاج لوقت كاف لتنفيذ اجراءات لازمة لذلك، خصوصا في ظل طبيعة إدارة مهام القوى والمناطق والمحاور العسكرية وطبيعة نطاق تمركزها وانتشارها ومسرح عملياتها نتيجة الحرب والظروف الراهنة في المناطق المحررة، إضافة إلى عدم استقرار الحكومة في الداخل وعدم توفر بيئة آمنة في العاصمة المؤقتة عدن والتهديدات الماثلة أمام انتظام عمل مؤسسات الدولة وتنظيم الربط بين الهيئات والمؤسسات والأجهزة.
وتقول مصادر في وزارة الدفاع إن وزارة المالية ترفض صرف مرتبات شهري اغسطس وسبتمبر2023 للمناطق العسكرية إلا عبر البنوك، وتصر على ضرورة تسليم الدفاع البيانات للبنوك. فيما تؤكد مصادر أن وزارة المالية تستقطع شهريا مبلغ مليار ونصف المليار ريال من مرتبات الجيش في المناطق العسكرية في المحافظات الشمالية والشرقية.
علاوة على الصعوبات الإدارية والفنية التي تواجه قيادة الجيش وتعقيدات إدارة وتنظيم هياكل وملاكات القوات وربط تكويناتها وتحديات ضبط حركة القوة البشرية في ظل حرب رحاها لانزال دائرة، خصوصا في المناطق الملتهبة، فيما لم تلتزم الحكومة طوال فترة الحرب بتوفير موازنة نفقات تشغيلية كافية ومنتظمة للجيش وللوحدات العسكرية وعدم توفير موازنة كافية لحرب تستنزف مقدرات هائلة.. اضافة إلى صعوبات في توفير متطلبات فاتورة الخسائر البشرية الكبيرة ورعاية وعلاج الجرحى وأسر الشهداء.
وطوال سنوات الحرب ظلّت الحكومة تتعامل مع مرتبات الجيش بكثير من التقصير والتسويف وتأخير عملية الصرف وعدم العدالة بين المناطق العسكرية. هذا التقصير الذي يعتبره كثيرون متعمدا ومقصودا هو انعكاس لطبيعة تعاطي الحكومة الشرعية مع المعركة والخلل الذي يعتور طريقة تعاملها مع واجباتها في توفير متطلبات المعركة وعدم دعم الجيش باحتياجات وقدرات كافية ومرجحة ماليا وتسليحا. وصل الأمر حد المساس براتب الجندي المقاتل، باعتباره حق أساسي له والدخل الرئيسي لأسرته.
يكشف تقرير أعدته لجنة من مجلس النواب تم تكليفها بالاطلاع على أوضاع الجيش في مأرب، أبريل 2022، أن الحكومة لم تدفع مرتبات 22شهرا للجيش في إقليم سبأ خلال الفترة 2017-2021. أي أنها خلال فترة 5سنوات من الحرب لم تدفع مرتبات عامين كاملين لا تزال دينا في ذمة الحكومة، دفعت فقط مرتبات 3سنوات.
الوضع الذي وجدته اللجنة البرلمانية مثّل صدمة لأعضاءها خلال نزولهم ميدانيا لتقصي حقيقة أوضاع جيش يخوض حربا متداخلة ومعارك مصيرية فاصلة، وصنوف القذائف والطيران المسير والصواريخ الحوثية الإيرانية تتساقط على مواقعه وتفتك بقواته وقدراته.
يكشف التقرير أن الجيش في المحافظات الشمالية المحررة التي تركزت فيها أكبر المعارك وتشمل المناطق العسكرية الثالثة والسادسة والسابعة وهيئات ودوائر وزارة الدفاع ورئاسة الاركان، لم يتسلم مرتبات 8أشهر للعام 2021، ولم يتسلم مرتبات 5أشهر من مستحقات 2020، و4 أشهر من مرتبات 2019، ومرتبات شهرين من مستحقات 2018، وشهرين من مرتبات 2017.
عدم التزام الحكومة بدعم الجيش وتوفير مرتبات منتسبيه عدّه البعض وجها قاتما من أشكال التضييق على الجيش ومحاصرته وخذلانه، بما يعني ذلك من اضعاف كفاءة القوة المقاتلة وتقديم هدية مجانية لعدوها الحوثي ولخصوم الدولة الشرعية.
فيما اعتبر فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي مشكلة تأخير مرتبات الجنود ونقص قدرات القوات العسكرية والأمنية بأنها تشكل "تهديدا للسلام والامن والاستقرار في اليمن" وتشكل عائقا أمام تنفيذ حظر الأسلحة. داعيا في تقريره المقدم نهاية 2020، مجلس الأمن إلى اتخاذ قرارات بشأن مرتبات ودعم القوات الأمنية والعسكرية التابعة للسلطة الشرعية.
تدهور قيمة مرتبات الجنود
تقول مصادر عسكرية إن الحكومة لم تعتمد أية تعزيزات مالية منذ عام 2016 خصوصا في المناطق الاكثر معارك، وأن سقف الاعتمادات المالية لايزال كما حددته اللجان الحكومية في 2016. اضافة إلى عدم اعتماد استعواض القوة البشرية في المناطق التي تدور في نطاقها أشد المعارك وأعنفها منذ ثمان سنوات. حيث تشير المعلومات إلى إن ما يقارب نصف القوة في تلك المناطق، خرجت عن الجاهزية، بين شهداء ومعاقين وجرحى. في وقت لم تلتزم الحكومة باعتماد وصرف مخصصات واحتياجات علاج الجرحى ولم تقم بواجباتها في رعاية أسر الشهداء.
وبالنظر إلى قيمة راتب الجندي في المناطق العسكرية المُلتهبة فقد تم تحديده في 2016 بمبلغ 60 ألف ريال شهريا، حيث كان يساوي حينها ألف ريال سعودي، وأصبحت قيمته اليوم حوالى 150 ريال سعودي، وفي حال تم تحويله عبر البنوك فقد يتم خصم ضرائب واستقطاع الرسوم التأمينية والتقاعدية التي كان معمول بها قبل الحرب.
في حال فكر الجندي إرسال راتبه لأهله في صنعاء والمناطق المحتلة فأن عليه أن يدفع 70% من الراتب كرسوم تحويل، وفي حال قرر إنفاقه على نفسه فلن يكفيه لشراء 100 كيلوا من الدقيق. بينما يتسلم الجندي في القوات والتشكيلات التي لاتخضع لوزارة الدفاع رواتبه بالريال السعودي بانتظام وبمبلغ لايقل عن ألف ريال سعودي شهريا.
ومع بقاء القوات والتشكيلات العسكرية والأمنية خارج اطار وزارتي الدفاع والداخلية، وفقا لنصوص اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات الرياض على دمجها في الجيش والأمن، فلن تشملها مصفوفة الاصلاحات الحكومية الواردة في آليات المنحة السعودية لتبقى تلك القوات تتلقى الدعم والرواتب بالعملة الأجنبية بعيدا عن وزارة المالية والبنك المركزي.
وتقول مصادر إن اللجنة العسكرية والأمنية العليا المشكلة بموجب اعلان انتقال السلطة قد تقدمت بمقترحات لمعالجة الفوارق بين رواتب منتسبي الجيش والأمن ورواتب منتسبي التشكيلات والقوات الأخرى وتوحيد المرتبات وتحسين قيمتها، وتم الرفع بها لمجلس القيادة الرئاسي إلا أن ذلك لم يتم بسبب اختلاف الاجندة داخل المجلس الرئاسي واستقرار وانتظام رواتب معظم التشكيلات التي يديرها اعضاء من المجلس، بينما الجيش يعاني فيما تقع عليه عاتق الجبهات الملتهبة منذ سنوات!
انتقاء اشتراطات المنحة السعودية
تقول وزارة المالية أنها مستعدة للتعاون مع وزارة الدفاع وبقية المناطق العسكرية في تذليل الصعوبات أسوة بالمنطقة الرابعة التي قالت انها نفذت الاجراء بشكل مستقل عن بقية الجيش، تؤكد قيادات عسكرية أن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان تستكمل حتى الآن عملية حصر وفحص القوة البشرية لجميع القوى والمناطق العسكرية، حيث استكملت اللجان المرحلة الأولى لحصر الضباط والبصمة البيلوجية وبصمة العين وصرف البطاقة في المناطق العسكرية الأولى والثانية والثالثة والسادسة والسابعة وفي الهيئات والدوائر والوحدات المستقلة، ويجري حاليا العمل على استكمالها في المنطقة الخامسة.
وتُفصح القيادات عن صعوبات في تنفيذ عملية الحصر والفحص في المنطقة الرابعة وبقية القوى المنضوية تحت اطار وزارة الدفاع. فيما تستعد الوزارة لحصر الملاك البشري للأفراد وما دون الضباط، وصولا إلى قاعدة بيانات واحدة وموحدة ومحدثة خاصة منذ بدء الهدنة ووجود هامش للاشتغال على هذا الملف الذي وصل الى مراحله الاخيرة.
وبينما تؤكد وزارة المالية في بيانها تمسكها بالمضي فيما وصفه بطريق الاصلاح من منطلق أمانة الدين والضمير.. يقول عسكريون ان الحكومة ووزارة المالية تقوم بالانتقاء في تنفيذ اشتراطات المنحة السعودية، مع استمرار البذخ في الانفاق الحكومي وعدم ترشيد انفاق الموارد، فضلا عن التضخم الهائل في هياكل الدولة وتشكيلات المؤسسات والوزارات وطواقمها التي يفترض أن تكون حكومة حرب وتعتمد التقشف في نفقاتها واعطاء الاولوية للجيش المُقاتل وتسخير كل الامكانات لحربه الوجودية.
ووفقا لمراقبين فأن الحكومة لم تلتزم بدفع مرتبات الموظفين النازحين. كما أن الحكومة في الوقت الذي تسعى لفرض اشتراطات المنحة السعودية على الجيش تُنفق ملايين الدولارات على المسئولين المقيمين في الخارج منذ سنوات. فمنذ تدشين آلية تنفيذ شروط المنحة وصدور توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مطلع اغسطس المنصرم، بعودة الوزراء ونوابهم والمحافظين والوكلاء ورؤساء الهيئات التنفيذية إلى الداخل صرفت الحكومة ثلاثة مرتبات بالعملة الصعبة للمسئولين في الخارج، المفترض أن تشملهم بدرجة رئيسية تلك الاصلاحات الحكومية. مع الفساد الذي تكشف عنه تقارير اللجان البرلمانية في ملفات الكهرباء والاتصالات والنفط والغاز ومشتقاتهما.
المنطقة الرابعة.. قوات شبه مستقلة
بيان وزارة المالية فيه اعتراف صريح بالتعامل الحكومي مع المنطقة العسكرية الرابعة بمعزل عن بقية المناطق والمحاور والقوى العسكرية. فبينما لا تزال المنطقة العسكرية الخامسة تتلقى الرواتب والدعم بعيدا عن مالية وزارة الدفاع وعن الحكومة، ظلّت المنطقة العسكرية الرابعة، ومقرها في عدن، غير خاضعة لوزارة الدفاع ماليا واداريا، منذ ما بعد وقوع التمرد الحوثي في صنعاء، سبتمبر2014 بقت المنطقة تتلقى مرتباتها ودعومات مالية عبر وزارة المالية والبنك المركزي اليمني مباشرة بعيدا عن مالية وزارة الدفاع وووزير الدفاع أو رئيس الأركان ومرور الاجراءات عبرهم.
تستحوذ المنطقة الرابعة على ما يزيد عن 70% من القوة البشرية للقوات المسلحة اليمنية، وعلى ذات النسبة من الموازنات والمخصصات المالية المبوبة حسابيا لوزارة الدفاع. الملاك البشري للمنطقة يوازي ضعف القوات في المحافظات الشمالية في الجيهات مجتمعة، بل ويزيد.
كانت المرتبات المدفوعة للمنطقة أكثر انتظاما مع أنها أقل المناطق انخراطا في معارك مواجهة الحوثي باستثناء محور تعز، رغم أن معظم قوامها توزع على القوات والتشكيلات العسكرية والامنية الموازية التي تشكلت خلال الحرب ولاتخضع لمؤسسة الجيش والأمن.
تشير المعلومات إلى أن معظم منتسبي المنطقة انضموا لقوات تابعة لمايسمى المجلس الانتقالي والأحزمة الأمنية وغيرها من التشكيلات، ويتلقون مرتباتهم كمنتسبي المنطقة عبر شركات الصرافة وعبر البنوك لاحقا بانتظام دونما تواجد في وحداتهم المنضوية ضمن المنطقة الرابعة وبدون انضباط وضبط وربط مالي وإداري، فمعظم الوحدات لاوجود لها على الواقع. ويتسلم الجنود أكثر من راتب في نفس الوقت، رواتب من المنطقة وأخرى من التشكيلات الموازية المنخرطين فيها.
وبينما تصر وزارة المالية خلال السنوات الماضية على اعاقة وتاخير صرف مخصصات الجرحى ومرتبات الجيش تواصل الان التذرع باجراءات بيروقراطية فنية تتعامل مع القوات المسلحة بشكل لا يعي طبيعة وخصوصية الجيش ومهمته وطبيعة انتشاره، وترديد اسطوانة محاربة الفساد من قبيل الابتزاز بينما يقول ضباط عسكريون انهم اكثر حرصا على اليات الرقابة والمحاسبة والتدقيق المستمر.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: المناطق العسکریة المنحة السعودیة المنطقة الرابعة وزارة المالیة القوة البشریة وزارة الدفاع عبر البنوک فی المناطق
إقرأ أيضاً:
الأحرار: الحكومة تضمن الإستدامة المالية للبرامج الإجتماعية وتضبط التوازنات الماكرواقتصادية
زنقة 20 | الرباط
جدد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار المنعقد أمس الخميس، التنويه بالمقاربة الملكية التي تم اعتمادها بخصوص مراجعة مدونة الأسرة.
كما عبر عن انخراطه التام في التواصل مع المواطنين، لاطلاعهم على مستجدات هذا الورش الإصلاحي، معبرا عن ثقته الكاملة في الحكومة لإخراج نص قانوني في آجال معقولة، وفق التوجيهات الملكية السامية.
وعلى المستوى الحكومي، نوه المكتب السياسي بنجاح الحكومة، في انسجام مع التوجيهات الملكية السامية، في مواجهة مختلف التحديات، وذلك عبر تبني إجراءات وخيارات صحيحة، مبنية على رؤية واضحة، وهو ما يعكسه بحسب بلاغ الحزب، تنزيل سياسات عمومية مبتكرة ومتكاملة في إطار سعيها لترسيخ دعائم الدولة الاجتماعية، من قبيل تعميم ورش الدولة الاجتماعية، وتنزيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، وبرنامج دعم السكن، ودعم القدرة الشرائية للمواطنين، والوفاء بالالتزامات الحكومية في تنزيل مختلف مخرجات الحوار الاجتماعي، علاوة على الإصلاحات الجوهرية والعميقة في قطاعي الصحة والتعليم، إضافة إلى الحلول المبتكرة التي تبنتها الحكومة في العديد من القطاعات الأخرى على غرار دعم الاستثمار، والسياحة، وتدبير إشكالية الماء ذات الطابع الاستراتيجي، والانتقال الطاقي، والرقمنة.
و أكد الحزب، أن هذه الاختيارات الوجيهة أثبتت نجاعتها، وتعكسها المعطيات الأخيرة، على غرار استقبال بلادنا خلال العام الماضي لأزيد من 17.4 مليون سائح كرقم غير مسبوق في تاريخ بلادنا والقارة الإفريقية. ونجاح الحكومة في ضمان الاستدامة المالية لمختلف البرامج والاستراتيجيات التي أطلقتها، وضبطها للتوازنات الماكرو اقتصادية للمحفظة المالية للدولة، وهو ما يؤكده انخفاض الدين الخارجي،ومواصلة عجز الميزانية لمنحاه التنازلي ليستقر في 4% برسم سنة 2024 مقابل 7% في سنة 2021، وضبط نسبة التضخم التي لم تتجاوز 1% خلال العام الماضي، وارتفاع نسبة النمو التي سجلت 4.2% خلال الربع الثالث من سنة 2024، علاوة على ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية، والمداخيل الجبائية.