الأسبوع:
2024-07-07@07:52:45 GMT

سقط القناع

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

سقط القناع

كشف حلف الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عن وجهه الحقيقي الذي ظل يخفيه طوال العقود الماضية، بزعم أنه يقف مع حل الدولتين في فلسطين، وأنه مع حق الشعب الفلسطيني في الحياة والوجود على أرضه.. كان الكثير من العرب يصدق الأكذوبة، وأنفقتِ السلطات العربية وقتًا وأموالًا مذهلة جريًا وراء هذا السراب.

فأمريكا التي تقود أوروبا، وأوروبا التي تلهث خلف أمريكا، خططا ودبَّرا معًا لإبادة الشعب الفلسطيني، وشطب حقوقه، بل ووجوده من الخارطة الكونية، ولا يمكن تفسير هذا الدعم الذي يفوق الخيال من جميع الدول الأوروبية للموقف الصهيوني بأنه غضب موقف أو رد فعل تلقائي على هزيمة إسرائيل.

إنه القناع الذي أسقطته شجاعة الأبطال عندما أذلُّوا قادة العدو قتلًا وأسرًا، في معركة السابع من أكتوبر، فتداعت هذه الأمم لكي تسارع بتنفيذ خطتها التي وضعتها وكانت تريد تنفيذها بأيدي العرب.

كان حلف أمريكا وأوروبا يحاول إقناع إسرائيل بأن خطة إبادة فلسطين، وشطب حل الدولتين يجب أن يأتي بقناعة عربية، وليس بالقوة الغاشمة، وهم خططوا أن يضعوا الفلسطينيين بين أمرين، إما أن يقبلوا بقتلهم وسحلهم وتدنيس مقدساتهم، وطردهم من أرضهم وبيتوهم، مع الإبقاء على حياتهم، وهي الخطة طويلة الأمد.. أو أن تعيد إسرائيل وأوروبا وأمريكا مرة أخرى نهج عصابات شتيرن والهاجاناه (الهجَّامات) التي أبادت قرى وأحياءً فلسطينية بالكامل، وفرَّ أهلها من القتل بحثًا عن الحياة، ولا يزالون في مخيمات اللجوء منذ عام 48 في لبنان والأردن وسوريا حتى الآن.

الصورة إذًا يُعاد تنفيذها بالكامل دون انتقاص ولكن فقط اختلفتِ الجغرافيا، حيث جاءت سيناء لتحل محل مناطق اللجوء في لبنان وسوريا والأردن. اليهود الذين كانوا في الشتات في كل أنحاء الدنيا جاءوا برعاية أمريكية أوروبية كي يقتلعوا الفلسطينيين من أرضهم، ويستبعدوهم إلى شتات آخر في كل دول العالم. إنها مأساة الإجرام والخديعة والتترُّس خلف القوة دون أي اعتبار للقانون الدولي أو لحقوق الشعوب في الحياة، وفي العيش داخل أرضهم بأمان. لم يكنِ اليهود يفصحون عن خطتهم في تدمير غزة، وكانتِ الخطة (التي استبق تنفيذها الأبطال بخطة مضادة) هي بالضبط ما أعدوا له من طائرات وصواريخ وأنظمة دفاع جوي تقتل وتدمر وتدك الأرض تحت حماية حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية، وبتوظيف كامل لكل أجهزة الاستخبارات في أوروبا.

سوف يسجل التاريخ أن مجموعة من شباب فلسطين حاصرهم العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه، أكثر من ثلاثة عشر عامًا، منعوا عنهم الخبز والدواء، وحتى الهواء، وعندما ضاقت بهم وعليهم الأرض بما رحُبت نزلوا أسفلها وأقاموا أنفاقًا ومدنًا تحت الأرض هربًا من طائرات وصواريخ وكاميرات التجسس التي جاءتهم من كل أنحاء الدنيا تقتلهم وتلاحقهم، وتتلصص عليهم.. نقلوا للمرة الأولى في تاريخ الصراع الحرب إلى داخل الأراضي الفلسطينية التي يسيطر عليها العدو منذ العام 1948.

وكانتِ المشاهِد تدعو إلى الفخر والعزة والكرامة، لأن شبابًا لا يملكون إلَّا عقولهم وسواعدهم، انتصروا على كل تلك التقنيات التي تلاحقهم من السماء، ومن تحت الأرض، ومن البحار والمحيطات، اخترقوا كل ذلك وعادوا إلى غزة المحاصَرة بقادة من جيش العدو وضباط وجنود.. كتب توماس فريدمان، إن ما قام به الأبطال سوف يُدرَّس في الكليات العسكرية والاستخبارية طوال الخمسين عامًا المقبلة.. ونكتب نحن أن هذه الأمة أنتجت من قبلُ أبطالًا في رأس العش وكبريت وعشرات العمليات الأخرى نجح فيها أبطال مصريون في اختراق كل هذا التفوق الأمني والعسكري، والعودة بأسرى من سيناء إلى غرب القناة.

كما أن أبطال القسَّام هم أيضًا الذين نجحوا في كشف أخطر عملية تجسس قامت بها إسرائيل منذ عامين، عندما دخلوا بسيارة بالشكل والماركة تشبه تمامًا سيارة إحدى العائلات الفلسطينية، وزوَّروا أوراقًا ثبوتية بأسماء تلك العائلة لمستعربين يهود، وعندما اقتحموا الحدود ودخلوا كي يزرعوا أجهزة تجسس في داخل غزة، نجح هؤلاء الشباب أيضًا في كشفها بل والنجاح في الحصول عليها بكل ما تحمله من أجهزة وتقنيات حديثة للتجسس، رغم اشتراك تشكيل من الطائرات العسكرية والهليكوبتر في محاولة إنقاذ الجواسيس وتدمير السيارة.

سقطتِ الأقنعة إذًا وأصبحتِ الحرب مكشوفةً ليختار مَن يختار بين العمل مع مَن يريد إبادة أمتنا بكاملها، ومع مَن يريد أن يدافع عنها حتى آخر قطرة دم.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

بلال العقايلة .. بأي ذنب سجنوك ؟

#سواليف

كتب الصحفي … #بلال_العقايلة

كل ليلة يبيتها الزميل الصحفي #أحمد_حسن_الزعبي في سجنه، حجة علينا وعلى أقلامنا وإعلامنا ومسيرتنا الصحفية… كثير من #حكومات الدنيا تضيق بالنقاد و #الناقدين، لكنها تدرك حقهم في #حرية_الرأي والكلمة، فتمنحهم تلك الفسحة من التعبير.

لأنّ ذلك من سنن التدافع في الأرض… يقول تعالى: “ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”.

مقالات ذات صلة ارتفاع الحرارة في أوروبا ..ما تأثيره على الجزيرة العربية والأردن الفترة المقبلة 2024/07/04

فأول ما يصطدم به المثقف بعد نضج الوعي لديه، تلك الأوضاع القائمة في بلاده، من فساد واستعباد.. فيبدأ حالة الدفاع والتدافع فينتهي به المطاف ضحية لدفاعه عن المجموع، فالسوط له بالمرصاد، وغياهب #السجن هي المصير… فهناك وأد الحقيقة و قتل الكلمة وكتم الأصوات.. فحينئذ يخيّم الشؤم، ويتكرر السؤال المؤلم……بأي ذنب سجنوك؟!

مقالات مشابهة

  • إسرائيل وحماس تستأنفان المفاوضات اليوم - ترقّب وتفاؤل حذر
  • هجمات صنعاء تُضاعف أسعار شحن الحاويات من الصين إلى أمريكا وأوروبا
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل بوجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • كيف كانت مدينة العلمين قبل 85 عاما؟.. من «الحرب» إلى «الجنة على الأرض»
  • «إكسترا نيوز»: إسرائيل تمنع دخول المساعدات إلى غزة لليوم الثاني تواليا
  • “كلاب وتعذيب”.. تفاصيل مروّعة لمعتقلين داخل سجون إسرائيل
  • الشمري توج الأبطال في ختام آسيوية السنوكر 2024
  • أمين عام الناتو يرفض دعوات إجبار أوكرانيا على قبول مبدأ "الأرض مقابل السلام" لإنهاء الحرب
  • صراخ لا يتوقف من المستوطنين في شمال إسرائيل.. ساعات صعبة داخل الاحتلال
  • بلال العقايلة .. بأي ذنب سجنوك ؟