الأسبوع:
2025-01-23@04:08:58 GMT

سقط القناع

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

سقط القناع

كشف حلف الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عن وجهه الحقيقي الذي ظل يخفيه طوال العقود الماضية، بزعم أنه يقف مع حل الدولتين في فلسطين، وأنه مع حق الشعب الفلسطيني في الحياة والوجود على أرضه.. كان الكثير من العرب يصدق الأكذوبة، وأنفقتِ السلطات العربية وقتًا وأموالًا مذهلة جريًا وراء هذا السراب.

فأمريكا التي تقود أوروبا، وأوروبا التي تلهث خلف أمريكا، خططا ودبَّرا معًا لإبادة الشعب الفلسطيني، وشطب حقوقه، بل ووجوده من الخارطة الكونية، ولا يمكن تفسير هذا الدعم الذي يفوق الخيال من جميع الدول الأوروبية للموقف الصهيوني بأنه غضب موقف أو رد فعل تلقائي على هزيمة إسرائيل.

إنه القناع الذي أسقطته شجاعة الأبطال عندما أذلُّوا قادة العدو قتلًا وأسرًا، في معركة السابع من أكتوبر، فتداعت هذه الأمم لكي تسارع بتنفيذ خطتها التي وضعتها وكانت تريد تنفيذها بأيدي العرب.

كان حلف أمريكا وأوروبا يحاول إقناع إسرائيل بأن خطة إبادة فلسطين، وشطب حل الدولتين يجب أن يأتي بقناعة عربية، وليس بالقوة الغاشمة، وهم خططوا أن يضعوا الفلسطينيين بين أمرين، إما أن يقبلوا بقتلهم وسحلهم وتدنيس مقدساتهم، وطردهم من أرضهم وبيتوهم، مع الإبقاء على حياتهم، وهي الخطة طويلة الأمد.. أو أن تعيد إسرائيل وأوروبا وأمريكا مرة أخرى نهج عصابات شتيرن والهاجاناه (الهجَّامات) التي أبادت قرى وأحياءً فلسطينية بالكامل، وفرَّ أهلها من القتل بحثًا عن الحياة، ولا يزالون في مخيمات اللجوء منذ عام 48 في لبنان والأردن وسوريا حتى الآن.

الصورة إذًا يُعاد تنفيذها بالكامل دون انتقاص ولكن فقط اختلفتِ الجغرافيا، حيث جاءت سيناء لتحل محل مناطق اللجوء في لبنان وسوريا والأردن. اليهود الذين كانوا في الشتات في كل أنحاء الدنيا جاءوا برعاية أمريكية أوروبية كي يقتلعوا الفلسطينيين من أرضهم، ويستبعدوهم إلى شتات آخر في كل دول العالم. إنها مأساة الإجرام والخديعة والتترُّس خلف القوة دون أي اعتبار للقانون الدولي أو لحقوق الشعوب في الحياة، وفي العيش داخل أرضهم بأمان. لم يكنِ اليهود يفصحون عن خطتهم في تدمير غزة، وكانتِ الخطة (التي استبق تنفيذها الأبطال بخطة مضادة) هي بالضبط ما أعدوا له من طائرات وصواريخ وأنظمة دفاع جوي تقتل وتدمر وتدك الأرض تحت حماية حاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية، وبتوظيف كامل لكل أجهزة الاستخبارات في أوروبا.

سوف يسجل التاريخ أن مجموعة من شباب فلسطين حاصرهم العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه، أكثر من ثلاثة عشر عامًا، منعوا عنهم الخبز والدواء، وحتى الهواء، وعندما ضاقت بهم وعليهم الأرض بما رحُبت نزلوا أسفلها وأقاموا أنفاقًا ومدنًا تحت الأرض هربًا من طائرات وصواريخ وكاميرات التجسس التي جاءتهم من كل أنحاء الدنيا تقتلهم وتلاحقهم، وتتلصص عليهم.. نقلوا للمرة الأولى في تاريخ الصراع الحرب إلى داخل الأراضي الفلسطينية التي يسيطر عليها العدو منذ العام 1948.

وكانتِ المشاهِد تدعو إلى الفخر والعزة والكرامة، لأن شبابًا لا يملكون إلَّا عقولهم وسواعدهم، انتصروا على كل تلك التقنيات التي تلاحقهم من السماء، ومن تحت الأرض، ومن البحار والمحيطات، اخترقوا كل ذلك وعادوا إلى غزة المحاصَرة بقادة من جيش العدو وضباط وجنود.. كتب توماس فريدمان، إن ما قام به الأبطال سوف يُدرَّس في الكليات العسكرية والاستخبارية طوال الخمسين عامًا المقبلة.. ونكتب نحن أن هذه الأمة أنتجت من قبلُ أبطالًا في رأس العش وكبريت وعشرات العمليات الأخرى نجح فيها أبطال مصريون في اختراق كل هذا التفوق الأمني والعسكري، والعودة بأسرى من سيناء إلى غرب القناة.

كما أن أبطال القسَّام هم أيضًا الذين نجحوا في كشف أخطر عملية تجسس قامت بها إسرائيل منذ عامين، عندما دخلوا بسيارة بالشكل والماركة تشبه تمامًا سيارة إحدى العائلات الفلسطينية، وزوَّروا أوراقًا ثبوتية بأسماء تلك العائلة لمستعربين يهود، وعندما اقتحموا الحدود ودخلوا كي يزرعوا أجهزة تجسس في داخل غزة، نجح هؤلاء الشباب أيضًا في كشفها بل والنجاح في الحصول عليها بكل ما تحمله من أجهزة وتقنيات حديثة للتجسس، رغم اشتراك تشكيل من الطائرات العسكرية والهليكوبتر في محاولة إنقاذ الجواسيس وتدمير السيارة.

سقطتِ الأقنعة إذًا وأصبحتِ الحرب مكشوفةً ليختار مَن يختار بين العمل مع مَن يريد إبادة أمتنا بكاملها، ومع مَن يريد أن يدافع عنها حتى آخر قطرة دم.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

سهيرعبدالرحيم: مجهولان في الأرض

□ من المشاهد الموثقة و الخالدة في تحرير مدني مشهد نقيب في القوات المسلحة لا أعرف اسمه ولا أعتقد أنه لفت انتباه أحدٍ، كان يحمل بندقيته بيده اليسرى ويده اليمنى بها كانيولا (Cannula ) أو ما نسميها فراشة الدِّرب .

هذا الضابط لم يعتذر بالمرض وقال “اتركوني أكمل المحلول الوريدي” ولم يختبئ خلف أورنيك طبي ولم يتخلف عن الواجب وأداء ضريبة الوطن مثل أعراب غِفار ومزينة وجهينة وأسلم وأشجع والديل الذين كانوا حول المدينة و تخلفوا عن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلم – حين أراد السفر إلى مكة عام الفتح ، بعد أن كان قد استنفرهم ليخرجوا معه حذراً من قريش.
(سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا ) صدق الله العظيم.

هذا الضابط المغوار مجهول الاسم في الأرض وعند أجهزة الإعلام لكنه معروف في السماء لم يلتفت إليه أحد ولكن وطنه والتاريخ سيظلان شهيدين على رجولته وإقدامه؛ لله درك ورفاقك يا بطل، لله درك من سيفٍ بتار.. ووالله لن يُضام وطنٌنا وفيه امثالُك …

غير بعيدٍ من ضابط الكانيولا، لا يعرف كثيرون تعقيدات تحرير مجمع الرواد السكني والانفتاح شمالاً ، كنت قريبة إلى حد ما من عدد من الضباط والقادة في الخطوط الأمامية، تابعت معهم لحظات كاد قلبي أن يتوقف خوفاً عليهم من غدر الميليشيا التشادية و طابورها .

يا تُرى من يخبر الجنجويد أن رجالنا اقتلعوا ليس الخوف من فؤادهم فحسب ولكنهم خلعوا قلوبهم من صدورها وزرعوا مكانها صخوراً من سجيل يرفرف علمُ السودان عليها.
بتلك الصورة وبذات الحماس والبسالة اندفع ضابطان من هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة متقدمين الصفوف لتحرير مجمع الرواد من دنس المرتزقة التشاديين فارتقت روحاهما فداءً للوطن و تعبيداً لطريق سكان الرواد ليعودوا لمنازلهم .

الآن …البعض يسأل عن حال بيته و أثاثه ومتاع الدنيا، الشركة صاحبة المجمع تُعاين حجم الدمار وكيفية إعادته سيرته الأولى، الجميع يُعاين تفاصيل الحياة الزائفة والخسائر المادية ، ولكن خلف هذه الصورة التي سعِد بها المواطنون الشرفاء ارتقت روحا اثنين من أبطال هيئة العمليات .

نعم.. الشهيد عبد الرحيم 28 عاماً؛ المحاضر بكلية الهندسة جامعة كرري، و الشهيد عبد العظيم 38 عاماً مفجر الدبابة صرصر أمام مسجد الحرمين والذي خاض كل معارك فك حصار المهندسين وتحرير الإذاعة وأول من تقدم الصفوف واقتحم مجمع الرواد.

خارج السور:
على إدارة مجمع الرواد تغيير اسم المجمع باسْميْ هذين الشهيدين، فلولاهما، من بعد فضل الله، لما كان هنالك مجمع ولا كان هنالك (رواد) ، وإن استكثر بعض الخبثاء وأصحاب المرض المخلَّفون الاسم فليعلموا أن عبد الرحيم وعبد العظيم لن يضيرهما شيء أنهما مجهولان في الأرض لأنهما مشهوران و معلومان في السماء.

سهيرعبدالرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • غضب داخل إسرائيل.. كيف رد الاحتلال على ظهور قائد بيت حانون بعد إعلان اغتياله بـ8 أشهر؟
  • هـل تغيـر المنـاخ فعـلًا ؟
  • سهيرعبدالرحيم: مجهولان في الأرض
  • توقيع إعلان مشترك لتطوير مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي بين الجزائر وأوروبا
  • هدية من القمر إلى أبوظبي
  • رئيس الوزراء الفرنسي: أوروبا ستُسحق إذا لم تواجه ترامب
  • شاهد.. جيمس ويب يرصد أثر نجم مات قبل 350 سنة
  • رئيس الوزراء الفرنسي: باريس وأوروبا يجب أن تقفا في وجه ترامب وإلا ستواجهان السحق
  • ميساء علوش ملكة جمال العرب وأوروبا تكشف سر فوزها باللقب
  • شهادات مرعبة من الأسيرات المحررات عن عمليات التنكيل داخل سجون إسرائيل