بعد أكثر من أسبوع على بداية أحداث طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الجارى، وبعيدًا عن تفاصيل ما يجرى، وما سيترتب على تلك المواجهات الدائرة، نكتب عن أهم ما صاحب تلك العملية الضخمة من ظواهر كانت واضحة على مواقع التواصل وفى أحاديث النخب المثقفة بل وعامة الناس في بلادنا الطيبة.
ما زالت القضية الفلسطينيه فى قلب ووجدان الشعوب العربية مهما طال الزمن، ومهما خُيّل للبعض أن الأجيال الشابه ليس لديها هذا الاهتمام والشغف بمتابعة ما يجرى علي الأرض المحتلة، لم يكن الأمر مجرد تعاطف ولكنه تخطى ذلك ليصل لمرحلة الفخر والتضامن والقلق علي الأشقاء، ومتابعة ما يحدث لحظة بلحظه ليتحول عالمنا الواقعي والافتراضي إلى منشور طويل لا ينتهى يتحدث عن فلسطين وأهلها وما يجرى هناك.
على صعيد المواقف الرسمية ايضًا ما زالت فلسطين فى القلب، وما زالت مصر تضطلع بدورها المحتوم تجاه الأشقاء فى فلسطين المحتلة، وتُكمل هذا الدور التاريخي الذى دفعنا فى سبيله كل غالٍ ونفيس عبر العصور منذ حرب ٤٨ وإلي أن يشاء الله، مصر لا تتخلي أبدًا عن إخوانها مهما كلفنا الأمر سواء بإدخال المساعدات الغذائية والطبية، أو بألمساعي الدبلوماسية لإنهاء القتال وتجنيب المدنيين الأبرياء ويلات الحصار والدمار الذى يخلفه القصف العنيف. مصر لم ولن تدخر أي جهد مهما زايد البعض علينا، ولكن فى النهاية مصر هى الكبيرة وهى مفتاح الحل دائمًا.
فلسطين فى القلب مهما حشد الغرب كل دعمه للكيان المحتل، ومهما روجت وسائل الإعلام هناك لما يحدث من جانب واحد فقط وتغاضوا عن أساس المشكلة وهو أن هناك دولة وشعب تحت الاحتلال الغاشم الذى طال ولم يعد له معني. فلسطين فى القلب مهما بدت العنصرية واضحة فى إدارة مواقع التواصل العالمية، ومهما حذفوا من منشورات داعمة للفلسطينيين أو أغلقوا صفحات أبناء العروبة ومن يتعاطفون مع القضيه بدعوى مخالفة معايير المجتمع، فعن أى مجتمع وأى معايير يتحدثون وقد غضوا الطرف طوال سنين عن الاحتلال ومعاناة أصحاب الأرض الأصليين؟
فلسطين فى القلب مهما خطط المحتل ومن يدعمه، ومهما رسموا فى خيالهم من سيناريوهات لإنهاء القضية للأبد على حساب دول وشعوب اخرى، لن تُحل القضيه إلا بحل الدولتين النهائى والاعتراف الدولي الكامل والرسمي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، ولن ينعم أبناء الكيان المحتل بالأمان إلا إذا عم السلام العادل أرجاء فلسطين مهما طال الزمن، ففى النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا يضيع حق وراءه مُطالب. المجد لفلسطين وتحيا مصر.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
خبير أمني يُفصل مصطلحا دينيا إسرائيليا يسعى لاحتلال الدول.. هل العراق منهم؟ - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
قدم الخبير الأمني أحمد التميمي، اليوم الثلاثاء (4 اذار 2025)، رؤية حول مصطلح "النهوض والبعث" الذي اعتمده رئيس وزراء الكيان المحتل في خطابه الأخير.
وقال التميمي في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "نتنياهو يمثل عمق التطرف الصهيوني وهو الأقرب إلى اليمين المتطرف، وبالتالي فإن إشاراته تعتمد على أسس دينية تأتي من العقيدة الصهيونية التي تسعى لإعادة مجرى التاريخ وإنشاء ما يعرف بدولة إسرائيل الكبرى".
وأضاف التميمي أن "اعتماد نتنياهو مؤخراً لعبارة النهوض والبعث ليس مصطلحاً سياسياً بل دينيًا، يهدف من خلاله إلى الزحف واحتلال المزيد من الأراضي العربية سواء في الضفة الغربية أو الأردن أو جنوب لبنان، وربما يتجاوز الأمر ذلك".
وأشار إلى، أن "نتنياهو يرى في وصول ترامب إلى البيت الأبيض وتفاعل الأخير مع اللوبي الصهيوني في واشنطن فرصة ذهبية لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط بما يضمن مصالح تل أبيب".
وبين أن "حديث نتنياهو عن (سبع جبهات) يعني المضي في عمليات التصعيد، وأنه لا يسعى للسلام والاستقرار، بل يخطط لتجدد الحرب في غزة، وربما وضع يده على ما تبقى من المدن الفلسطينية مثل الضفة الغربية في انتظار الضوء الأخضر، ما يدل على وجود دعم للمرحلة المقبلة من الحرب التي قد تكون في اتجاهات متعددة".
وتابع، أنه "من غير المستبعد تعرض العراق لضربات من الكيان المحتل في حال استمرت التوترات، إلا أن الفيتو الأمريكي يسهم في إيقاف مثل هذه الضربات، خاصة وأن هناك مصالح استراتيجية بين واشنطن وبغداد تتعلق بالطاقة والاستثمارات، إضافة إلى وجود اتفاقية الإطار الاستراتيجي المتعلقة بالدفاع".
وأعرب التميمي عن أن "المنطقة برمتها أمام مستجدات ومتغيرات كبيرة"، لافتًا إلى أن "نتنياهو يعمل من منطلق ديني لتحقيق غايات كيانه المحتل".
واكمل، بأن "ما يحدث في سوريا من ضربات والتوغل في أكثر من 10 مناطق جنوب دمشق والقنيطرة وغيرها يعد مؤشراً على سعي إسرائيل لتوسيع خارطتها إلى حدود أكبر ضمن مسعى لتحقيق (دولة إسرائيل الكبرى)".
يذكر ان إسرائيل تنوس بناء جدار في الأشهر القريبة المقبلة على طول حدودها مع الأردن، كما مع الضفة الغربية المحتلة "لمنع تهريب السلاح وتشجيع الإرهاب، وتعزيز الاستيطان" بحسب بيان صدر عن مكتب وزير الأمن الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، وفيه توقع أن ينتهي الجدار خلال 3 سنوات.
وكان كاتس، قد قام يوم امس الاثنين، (3 آذار 2025)، بجولة في الأغوار الفلسطينية، ذكر خلالها أنه أوعز "بدفع إقامة مستوطنات على طول مسار الجدار من أجل تعزيز سيطرتنا على المنطقة" وقال إنه يرى علاقة مباشرة بين القضاء على المجموعات المسلحة في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية وبين إقامة الجدار، الهادف إلى "إحباط محاولات إيران لإقامة جبهة إرهاب شرقية ضد إسرائيل" وفق البيان.