من أشكال الإصلاح الاجتماعى.. !!
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
كتبت كثيرًا عن ضرورة تقليل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية لإيماني التام بأن تجانس نمط الحياة بين الأفراد يصنع مجتمعًا متحابًا متماسكًا قويًّا عند الأزمات، ويكون أفراده على قلب رجل واحد.
لذلك يجب إلزام القطاع الخاص بِرَبْط أجور العمال والموظفين بما يناسب حجم الإنتاج، وأرباحه مع عدم الإضرار بالكيان الاقتصادي للمؤسسة، كما تُلزِمُهُ الحكومة، وبشكل قانوني بِربْط الضرائب المستحقة عليها تصاعديًّا ليذهب جزءٌ منها إلى زيادة المرتبات الحكومية الضئيلة، ولزيادة معاشات كبار السن الذين أفنوا أعمارهم في خدمة مصر، والآن تُهددّهم الأمراض وتُرهِقَهم الالتزامات، وقد يستغرق هذا وقتًا، وربما لن تكفى الأموال المتوفرة لتحقيق ذلك، ولكن بشكل أسرع يمكن إعادة النظر في تخفيض عدد الوزارات بالإلغاء أو الدمج وتخفيض مرتبات كبار موظفي الحكومة، ومدراء البنوك، ورؤساء مجالس إدارات الشركات التابعة للدولة، وما تشمله من بدلات مكافآت قد تصل إلى ٢٥٠٠٠٠ج بينما لا تزيد رواتب بعض الموظفين عن ٣٠٠٠ج تُعْجِزَهم عن شراء الغذاء والدواء، والدروس الخصوصية.
فهناك طبقة اجتماعية من أصحاب المليارات تحيا في ثراء فاحش، وأخرى تعيش على الكفاف، وتلاشت الطبقة المتوسطة التى تمثل الكتلة الصَلبة في كيان المجتمع، والتى تحمل على عاتقها مهمة التعمير والتصنيع وحماية أمن الوطن، وتلاشت معها القيم الإنسانية الجميلة إلا قليلاً منها. وهذا يؤكد الترابط القوي بين الدخل، والسلوك الناتج من التنشئة إيجابيًّا أو سلبيًّا،
فالتفاوت الكبير في دخول الأفراد يصنع مجتمعًا مُحتقِنًا، ويُولِّد حقدًا طبقيًّا يزيد من معدلات جرائم السرقة، والقتل من أجل المال، وأحيانًا الاتجار في الممنوعات، وانحراف الشباب والفتيات لعدم القدرة على الزواج.
ويُرجِع المسئولون تدني مستوى الخدمات في بعض المرافق إلى العَجز في العمالة فإذا ما تم خَفْض الدخول المرتفعة للفئات المذكورة، واستُغِلت الفروق في تحسين الخدمات، وتعيين آلاف الشباب سنقضي على مشاكل تأخير الإجراءات الإدارية في المصالح الحكومة، والمرافق العامة لتسهيل الخدمة للمواطن، كما نزيد من أعداد عُمَّال النظافة في المُدُن، والقرى لتختفي أكوام القمامة المنتشرة بشكلها المُقَزِّز، وأضْرَارِها الصِحيَّة على الإنسان والحيوان.
فمن أجل حياة مستقرة، وسلوك إنسانى معتدل، ومجتمع لا أحقاد طبقية فيه، ولا أزمات اجتماعية يجب على الحكومة إعادة النظر بحيث يكون الحد الأدنى لأجر الموظف (الحكومي والخاص) لا يقل عن ٥٠٠٠ج، والأقصى ٢٠٠٠٠ج، ومع ضبط الأسواق بتسعيرة جبرية، أو تحديد هامش ربح للحد من جشع التجار سيشعر (الأسوياء) بالرضا ومن ثم يتحقق الانتماء مُتَمثلاً في عطاء المواطن، ودفاعه عن الوطن بروحه إذا لزم الأمر.
الخلاصة:
التفاوت الكبير لشخصين في وطن واحد لا يمثل فروقًا طبقيةً فقط بل وإنسانية أيضًا.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بدلا من الصراع على حكومة موازية
كلام الناس
نورالدين مدني
تابعت الحوار الذي دار بين الأساتذة صلاح جلال ومحمد عصمت وفضيلي جماع وفيصل محمد صالح حول مشروع الحكومة الموازية .
رغم خلافي مع طرحهم الذي فيه إشارات واضحة للقبول بمشاركة قوات الدعم السريع و الحركات المسلحة في الحكومة الموازية فإنني لا أنكر وجود هذه القوات بمبرراتها التأريخية.
كذلك اتحفظ على مشاركة حزب المؤتمر الشعبي الاب الروحي لحزب المؤتمر الوطني المباد بالتوقيع على بيان مع مجموعة(صمود) حول التوافق على تصميم عملية سياسية تشمل كل القوى السياسية عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته!!!!.
نبهنا منذ بدء التامر على قوى الحرية والتغيير من مخاطر تسلل الانتهازيين من مخلفات نظام الإنقاذ بل ومن مواقف حزب الأمة القومي والحرب الشيوعي التي أضعفت شوكة قوى الحرية والتغيير وفتحت الباب لاعداء الثورة الشعبية كي يجدوا فرصتهم للانقلاب عليها وعلى الحكومة الانتقالية واشعال هذه الحرب اللعينة.
لذلك أكدنا أهمية سد الفرقة وسط القوى المدنية الديمقراطية حتى لا يتسلل اعداء الثورة الشعبية مرة أخرى ويواصلوا تامرهم ضد الإرادة الشعبية.
ماتزال الحاجة ماسة لسد الفرقة وسط القوى المدنية الديمقراطية وتوحيد منصة الحراك السياسي لاسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية بدلا من الصراع حول حكومة أمر واقع جديدة ضررها أكبر من نفعها.
إننا نتطلع مع كل الجماهير الثائرة لاسترداد الحكم المدني الديمقراطي مبرا من عيوب الماضي البعيد والقريب و استعجال تنفيذ عمليات الإصلاح المؤسسي في أجهزة الدولة ألمدنية والعسكري خاصة الإصلاح المؤسسي العسكري والأمني إضافة للإصلاح الحزبي بمشاركة فاعلة من الشباب والكنداكات لتأمين السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.