الأسبوع:
2025-05-02@21:50:23 GMT

الصهاينة وبراعة تسويق الكذب

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

الصهاينة وبراعة تسويق الكذب

هم صهاينة حقًّا بارعون.. ولكن بارعون في فن التضليل وقلب الحقائق وتسويق الكذب والأوهام والأساطير.. يجيدون فن التباكي والمسكنة ولعب دور الضحية وهم في الأساس مجرمون وماكرون ومخادعون يجندون كل الوسائل والسبل غير المشروعة من أجل الوصول لغاياتهم الدنيئة التي لا حدود لها. ومن بين تلك الأكاذيب التي حاولوا تسويقها مؤخرًا للمجتمعات الغربية ولحلفائهم مع بداية عملية طوفان الأقصى هو تسويقهم لكذبة قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين على أيدي كتائب المقاومة الفلسطينية، وهي الكذبة التي انطلت على الإدارة الأمريكية وعلى رأسها بايدن الذي راح يدين ويندد بأشد العبارات بل ويتوعد المقاومة الفلسطينية، ولكن سرعان ما وجدت تلك الإدارة الأمريكية نفسها في مأزق بعدما تأكد لها وللعالم أن تلك الصور عن قطع رؤوس الأطفال ما هي إلا مزاعم إسرائيلية ساقها قادتها وآلتها الإعلامية المضللة على طول الخط.

وعلى الرغم من أن اليهود لا يتوقفون عن نسج الأساطير والأوهام وممارسة التضليل وضرب الثوابت بشكل محترف منذ أن تشكلت تلك العصابات وتبلورت بدعوة زعيمهم هيرتزل لمؤتمر صهيوني دولي في بازل بسويسرا عام ١٨٩٧- إلا أن تاريخهم حافل بالأكاذيب البارزة والمميزة وجميعها أكاذيب تخدم وتدور في فلك الكذبة الكبرى وهي وطنهم المزعوم الذي يريدون إقامته على حساب جثث الشعوب العربية ومقدراتها وتحديدًا أرض فلسطين. ومن بين تلك الأكاذيب البارزة على سبيل المثال زعمهم بأحقيتهم في القدس والمسجد الأقصى عن طريق كذبة اسمها هيكل سليمان المدفون تحت المسجد الأقصى، وزعمهم بأن حائط المبكى جزء منه، والحقيقة أنه لا يوجد هيكل ولا حائط وإنما هي أساطير وأكاذيب ليس إلا. بل ويمتد تسويقهم للكذب بأن المسجد الأقصى أصلًا في السماء وليس له مكان في الأرض!! كذبة تلو الأخرى حتى صار الكيان الصهيوني محترفًا وبارعًا في فن الكذب واستخدام تكنيكات الدعاية بحِرفية شديدة للتأثير في الرأي العام العالمي وتحديدًا الغرب لأجل التجنيد الفكري والمادي والعسكري لخدمة أسطورتهم المزعومة وهي إقامة وطن على أرض الميعاد أرض الشعب الفلسطيني. وتتسم الدعاية الصهيونية بالتخصص الشديد بحيث تخاطب كلَّ مجتمع أو مجموعة من الناس بالمفردات والأوتار التي تناسبها. فأحيانًا تلعب على الجانب العقلاني المنطقي المزيف، وتارة تلعب على الجانب الوجداني العاطفي أو مخاطبة الغرائز. كما أنها دعاية تتسم بالتخطيط بعيد المدى تنفَّذ وفق أچندة ثابتة لا تتغير بتغيُّر القائمين عليها. وتصل احترافية الدعاية الصهيونية لدرجة أنه يصعب اكتشافها إلا من بعض المتخصصين المتمرسين في فن الاتصال السياسي، لذا تجد لها أرضًا خصبة في الانتشار والرواج خاصة فى ظل غياب الوعي لدى العرب، وغياب الإعلام العربي المضاد لتلك الدعاية.. باستثناء بعض المحاولات الفردية أحيانًا كالتي قام بها حسام زملط السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة مع اندلاع عملية طوفان الأقصى، والذي استطاع من خلال بعض اللقاءات التليفزيونية وباستخدام مفردات بسيطة أن يثبت للمشاهِد الغربي أن الإعلام والسياسة الغربية نحو القضية الفلسطينية متحيزان بشكل واضح لطرف واحد هو طرف كيان الاحتلال المغتصب للأرض العربية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الواقع المأساوي في المسجد الأقصى

منذ ثمانية عقود، هي عمر الدولة العبرية، لم تترك اسرائيل فرصةً، على المستوى الدولي أو الاقليمي أو المحلي، إلا استغلتها من أجل التوسع وبسط النفوذ والهيمنة وتغيير الواقع على الأرض ومسح كل ما له علاقة بالفلسطينيين وتذويب أية علامة على الهوية الفلسطينية المزروعة على هذه الأرض منذ مئات السنين.

لكن أخطر الأماكن التي يستهدفها الاسرائيليون كلما سنحت لهم الفرصة هي الحرم القدسي الشريف، الذي هو في نهاية المطاف عنوان الصراع مع الاحتلال، والذي هو رمز الوجود العربي والاسلامي في المدينة المقدسة، إذ يعمل الاسرائيليون ليل نهار على تغيير هويته وتهويده وتهجير كل من يسكن حوله من الفلسطينيين المتمسكين بالأرض والهوية.

أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة تشير الى أن 53 ألفاً و488 مستوطناً اسرائيلياً قاموا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال العام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ على الاطلاق، إذ في العام 2003 لم يتمكن سوى 289 اسرائيلياً فقط من دخول الحرم الشريف والعبث فيه. 

ومن المعلوم بطبيعة الحال أن انتفاضة الأقصى الكبرى اندلعت في العام 2000 عندما اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى وتصدى له المصلون هناك، وسرعان ما هبت كل الأرض الفلسطينية في انتفاضة شاملة استمرت لسنوات وحملت اسم "الأقصى" لأنها بدأت من هناك وسقط أول شهدائها هناك أيضاً دفاعاً عن الحرم الشريف أمام اقتحام شارون الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي وأحد رموز اليمين المتطرف.

ولمن يظن بأن تسارع وتيرة الاقتحامات للأقصى له علاقة بالحرب الحالية في غزة، أو بعملية السابع من أكتوبر، فإن بيانات العام 2022 تشير الى أن 48 ألفاً اقتحموا المسجد الأقصى، وهو ما يؤكد بأن اسرائيل تعمل منذ أكثر من ربع قرن على تغيير الواقع في المدينة المقدسة، ولكن بشكل تدريجي ومدروس وبعيداً عن الأضواء. 

هذه البيانات تعني بأن نحو 150 اسرائيلياً يدخلون الى المسجد الأقصى يومياً، وفي المقابل فإن الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وغزة، وحتى من سكان القدس ذاتها، ممنوعون من الصلاة والتردد بحرية على الحرم الشريف، وهذا يعني بالضرورة أن اسرائيل تتجه الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، بل بدأت بالسيطرة عليه بشكل كامل وذلك على غرار الوضع في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل. 

ثمة واقع مأساوي بالغ البؤس في القدس المحتلة، وهذه المعلومات تؤكد بأن اسرائيل تقوم بتغيير الوقائع بالقوة، وذلك بالتزامن مع جمود العملية السياسية وتوقف المفاوضات، وهو ما يعني أن اسرائيل تستخدم القوة في السيطرة والنفوذ والهيمنة، وكل هذا يحدث بينما العربُ يتفرجون دون أن يحركوا ساكناً.

مقالات مشابهة

  • 179 مسيرة جماهيرية في الحديدة نصرة لفلسطين وتنديداً بجرائم الصهاينة والمستكبرين
  • الكذب يبدأ من رأس الشليلة
  • المفتي: الكذب على الجناب النبوي لا يقتصر على اختلاق الأقوال ونسبتها زورًا إلى مقامه الشريف
  • علي جمعة: الكذب حرام والتلبيس أشد منه لانه من الكبائر
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • عشرات المستوطنين الصهاينة يدنسون الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية في باحاته
  • شاهد | انتفاضة الجنود الصهاينة وعائلاتهم ضد حروب نتنياهو اللامتناهية
  • حرائق القدس المحتلة تجبر المستوطنين الصهاينة على الفرار والكيان يطلب مساعدة دولية لإخمادها
  • الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى المبارك