فعاليات فنية وثقافية تجسد إسهامات نساء عُمان
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
احتفالا بيوم المرأة العمانية، تم تخصيص الثقافة والأدب مجالا للاحتفاء هذا العام، وذلك عبر إقامة عدد من الفعاليات التي يحتضنها مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض لمدة 3 أيام.
وأقيمت اليوم أصبوحة شعرية حملت عنوان «امرأة من ضلع الوطن» برعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، حيث تغنى عدد من الشعراء العمانيين بالمرأة العمانية احتفاء وتكريما لها ولدورها البارز في المجتمع، مجسـدين بقصائدهم الشـعرية إسـهاماتها وإنجازاتها في شـتى المجالات، وقدمت الأصبوحة مشاعل بنت سعيد القاسمية، بمشاركة الشعراء فوز بنت عبدالله الحارثية وسعيد بن سلطان الحجري ومطر بن ضحي البريكي.
معرض مخطوطات
وضمن فعاليات الاحتفال افتتح معرض «المخطوطات والوثائق الوطنية» في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية.
وشهد المعرض ضمن أركانه استعراض العديد من الوثائق الخاصة بتوثيق أحـداث وشـواهد وأدوار المرأة العمانية منذ عام 1728م وحتى يومنا هذا، حيث يتضمن المعرض نحـو 50 وثيقة تتنوع بين مراسـلات ومخطوطات وصور وأخبار ومقالات وإقرارات ووصايا لنساء عمانيات في مختلـف المجالات العلمية والأدبية والعسـكرية والاجتماعية. ويهدف المعرض إلى إبراز أدوارها ومكانتها عبر العصور ونشر الوعي في مجال الوثائق والمحفوظات، وحث المواطنين على المبادرة بتسجيل وثائقهم والحفاظ عليها للذاكرة الوطنية.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة حنان بنت محمود أحمد مديرة دائرة المعارض الوثائقية: جاءت المشاركة ضمن فعاليات يوم المرأة للتأكيد على الشراكة المجتمعية مع المؤسسات الحكومية وفرصة لإتاحة وثائق ومراسلات ومخطوطات تعنى بالمرأة العمانية في كافة المجالات الاجتماعية والأدبية والفكرية والدينية ونماذج جميلة من الإقرارات والوصايا والصور والأخبار المميزة التي وثقت أحداثا لها علاقة بالنساء العمانيات.
وتضيف: يحتوي المعرض على وثيقة لأول امرأة عمانية نالت وسام الاستحقاق العماني وأول خبر لأول عمانية حصلت على الدبلوم العالي في القاهرة وإقرارات ووصايا للسيدة ثريا وكيف وهبت أموالها في مجال العلم والعلوم والمعرفة، ومخطوطات مميزة لنساء عمانيات قمن بخطها ونسخها وكتابتها، وأبرز مثال على ذلك مذكرات الأميرة سلمى التي تعود لعام 1888 وندعو الجميع للاطلاع على الكنز المعرفي المتنوع في المعرض، حيث قامت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بحفظ وصيانة المخطوطات والوثائق بدءا من تعقيمها وترميمها وحفظها إلكترونيا حتى إتاحتها للعموم، ودائما لدينا قناعة بأن العلم والمعرفة والوعي لا بد أن نقوم بنشرها للمجتمع من خلال إتاحة المخطوطات للعموم.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
شكراً دكتور أحمد زايد
لهذه الحكاية بداية ونهاية، ولكل منهما قصة تستحق أن تروى. ولمن يهوى رؤية الأمور من ثقب الإبرة، ويظن أنها محض حكاية شخصية، لا أقل ولا أكثر، إما يمتنع عن القراءة، أو هو حر. لماذا؟ لأن للحكاية أبطالاً، وهم من قال عنهم الصوفى الكبير «ابن عربى»: القِلُ دان له، والكُثردان له، فليس يعجزه قل ولا كثر.
قبل ثلاثة أيام مرت الذكرى السابعة لرحيل الكاتب والمؤرخ والمناضل «صلاح عيسى». وبعد رحيله فى الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2017 بثلاثة أشهر، سلمت مكتبة الإسكندرية فى 20 مارس 2018 مجموعة هائلة من الوثائق السياسية، التى جمعها طوال نحو أكثر من أربعين عاماً، من شتى مظانها، إن فى وزارة العدل أو دار الوثائق القومية أو دار الكتب لكى يستكمل بما هو منشور فى الصحف والدوريات بعض نواقص تلك الوثائق، أو حتى من أفراد من كل التيارات السياسية، ممن وردت أسماؤهم فى تلك الوثائق، كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
وعكف صلاح عيسى على العمل فى تلك الوثائق لاستكمال الناقص منها وفهرستها وتجليدها ووضع هوامش توضيحية لما هو غامض من نصوصها، فى سياق مشروع بحثى، كان قد بدأ العمل من أجل إنجازه، وهو دراسة ونشر مجلدات للحركة الشيوعية المصرية منذ نشأتها فى الربع الأول من القرن العشرين حتى بداية الألفية الجديدة. هذا فضلاً عن وثائق مماثلة لقضايا جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الجهادية المنبثقة عنها فى نفس الفترة. تضمنت تلك الوثائق محاضر التحقيقات والتحرى والأحكام القضائية الصادرة بحق المتهمين بها، والمنشورات والبيانات المتعلقة بفصيلين من فصائل الحركة السياسية هما التيار الإسلامى والتيار اليسارى اللذان شكلا محورالصراع السياسى فى تاريخ مصر المعاصر. لكن الحياة لم تكن سخية معه بما يكفى، ورحل قبل إنجاز مشروعه. وكما يبدو، فتلك ثروة معرفية للباحثين والدارسين، والمحامين والقضاة وللسلطات التنفيذية.
تسلمت منى مكتبة الإسكندرية تلك الوثائق، التى كنت قد رفضت كل المغريات لإيداعها فى جهات غير مصرية، ووعدنى مستلموها برقمنة تلك الوثائق لإتاحاتها على أسطوانات مدمجة ووضعها فى ركن باسم صلاح عيسى للتعريف بما تنطوى عليه. بعد عام من ترك المسئولين عن تلك الوثاق مواقعهم الإدارية فى مكتبة الإسكندرية لأسباب غير واضحة لى حتى الآن، بجانب هبوب جائحة كورونا، بدأت أتلقى إشارات سلبية حول مصير تلك الوثائق. وبعد طول عناء فى التحرى لما آل إليه ذلك الوعد، قيل لى «وش كده» كلغة شباب اليوم، إن المكتبة لا تقيم أركاناً لصحفيين، بل لرؤساء وزعماء فقط، وهو قول جاء مرفقاً ببعض تطمينات بأن الوثائق فى الحفظ والصون، وأن المشكلة تكمن فى أن رقمنتها تحتاج إلى وقت. ولأننى من نماذج البشر الذين يصنفون لدى البعض بـ«الهبل» ولدى غيرهم بـ«سلامة الطوية» لم أجد مبرراً لكيلا أثق بمن وعدنى بأن المشروع فى حيز التنفيذ، أو أشكك فى عدم تنفيذ وعده.
لكن أربع سنوات مرت دون أن ينجز أى شىء. وقبل نحو عام التقيت صدفة بالدكتور «أحمد زايد» الذى كان قد تولى رئاسة مكتبة الإسكندرية قبل عام آخر من هذا اللقاء. وحين شرحت له محنتى مع المكتبة، قال لى إنه يسمع بذلك الموضوع للمرة الأولى، ما زاد من توجسى. وقطع لى وعداً فى برنامج الإعلامى «خيرى رمضان» بحل تلك المشكلة.
وكشأن كل الكبار، والعلماء الأجلاء، نفذ الدكتور أحمد زايد ما تعهد به، وأوفى بوعده. ويوم الثلاثاء الماضى دشنت مكتبة الإسكندرية احتفالية رائعة للإعلان عن رقمنة وثائق «صلاح عيسى» على موقع ذاكرة مصر المعاصرة الذى يضم نخبة عالية التأهيل والكفاءة من خبراء شباب فى وسائل الرقمنة، برئاسة الدكتور «سامح فوزى». لم يكن ممكناً الوصل إلى تلك اللحظة لولا توجيهات ورعاية الدكتور زايد، الذى قادته ثقافته الرفيعة وولعه بالتاريخ بجانب العلوم الاجتماعية، إلى إدراك قيمة تلك الوثائق ومدى أهميتها لخدمة مصالح عامة،وثقته فى قيمة صاحبها كمفكر ومؤرخ وصاحب رسالة ومدرسة. شكراً دكتور زايد ودامت لنا كل جهودك المتنوعة لخدمة مصالح الشعب والوطن.