حذّر الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي من أن العالم جميعا يتجه نحو كارثة كبرى، بسبب الدعم الغربي غير المشروط للاضطهاد وتفاقم السياسات الإسرائيلية التي أوصلت العالم إلى ما نعيشه من كوارث في الوقت الراهن.

جاء ذلك في مقال نشرته مجلة "ميديا بارت" الفرنسية للدكتور منصف المرزوقي موجه للرأي العام الفرنسي والغربي بعنوان "إلى أين يؤدي هذا المسار؟" في اليوم التاسع لعملية "طوفان الأقصى".



وقال المرزوقي أنه لا يمكن تصور العواقب الوخيمة لهذه السياسات، وقال "إننا جميعًا نسير على طريق كارثة أكبر".

وأضاف: "إن أي صانع قرار في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الإعلامية يواجه باستمرار خيارات صعبة. بمجرد اتخاذ القرار، فإن أفضل طريقة لتجنب التورط في عواقب الاختيار السيئ هي أن تسأل نفسك سؤالاً واحدًا فقط: أين يقود هذا الطريق الذي قررت أن أسلكه؟"؟

وتابع: "دعونا نفعل القليل من الخيال السياسي. لنفترض أن السياسيين الإسرائيليين من كافة المشارب طرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية قبل بضع سنوات: إلى أين تقود سياسة خنق غزة هذه منذ عام 2006؟ وإلى أين تقود هذه الحرب المتكررة التي لا تزيد إلا عزيمة عدونا؟ إلى أين يقود العنف المنهجي الذي أودى بحياة المئات من الضحايا المدنيين العام الماضي؟ إلى أين تقود سياسة احتجاز آلاف الفلسطينيين، دون أدنى مبرر قانوني في كثير من الأحيان؟ إلى أين تقود سياسة الاستعمار المتفشي في الأراضي المحتلة، مما يجعل مشروع الدولتين عفا عليه الزمن ويغرق الفلسطينيين في اليأس من أي حل لمحنة مستمرة منذ قرن من الزمان؟".

وأجاب المرزوقي عن تلك الأسئلة قائلا: "كان الجواب واضحا، ويتلخص في كلمة واحدة: كارثة على الجميع".

وحذّر المرزوقي من أن سياسة القوى الغربية التي تقدم الدعم غير المشروط لإسرائيل واستمرار السياسات الإسرائيلية وتفاقمها من شأنه "تعزيز التطرف في بلداننا والأحزاب اليمينية المتطرفة في البلدان الغربية".

وأشار إلى أن "سياسة الإعلام الغربي ستؤدي إلى إثارة الرأي العام الأمريكي والأوروبي الساخن ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين مجتمعين مع الهمجية، وبطبيعة الحال، فإن النتيجة هي اتساع الفجوة التي تفصل بالفعل بين الرأي العام لشعوبنا والرأي العام للشعوب الغربية، التي تشعر بأنها ضحية لمعايير مزدوجة لا تطاق عندما يتعلق الأمر بالحكم على "همجية" كل منهما."

وأضاف: "النتيجة الأكثر خطورة لهذه السياسات هي أنها لا تؤدي إلى كوارث سياسية واقتصادية فحسب، بل إلى أزمة عميقة في القيم".

واختتم المرزوقي مقاله قائلا: "إن المسؤولية السياسية والأخلاقية لجميع الجهات الفاعلة السياسية والإعلامية والاقتصادية هي أن تسأل نفسها السؤال الوحيد الذي يستحق أن نطرحه إذا لم نفعل ذلك. أريد أن تفتح أبواب الجحيم أمامنا جميعا: ما هو الطريق الذي يؤدي إلى نهاية سريعة للعنف والاسترضاء والمصالحة والسلام؟".



وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

وحتى صباح الأحد، قتل الجيش الإسرائيلي 2329 فلسطينيا وأصاب 9042 آخرين، فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 3526 وأسرت ما يزيد عن مئة آخرين، وفقا لمصادر رسمية من الجانبين.

إقرأ أيضا: "بي بي سي" تحقق مع بعض صحفييها بسبب تغريدات لهم عن "طوفان الأقصى"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين احتلال فلسطين غزة عدوان موقف سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اختبار التوحد الذي يستغرق 10 دقائق للكشف المبكر عن المرض

تقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي واحد من كل 100 طفل في جميع أنحاء العالم مصاب بالتوحد. ومع ذلك، قد لا يتم تشخيص التوحد إلا في مراحل متأخرة من الطفولة أو حتى في مراحل البلوغ. ويعزى ذلك أحيانا إلى فترات الانتظار الطويلة للحصول على التشخيص، مما يسبب تحديات كبيرة للأسر ومقدمي الرعاية الصحية في تحديد الحاجة إلى تدخل مبكر.

وطوّر العلماء اختبار "إيه كيو 10" (AQ-10)، الذي يعد أداة مساعدة للكشف المبكر عن التوحد، حيث يساعد على تحديد الحاجة لإجراء فحوصات إضافية، وبالتالي ضمان تقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب، وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية.

ما التوحد؟

عرّفت منظمة الصحة العالمية التوحد، أو ما يُعرف باضطراب طيف التوحد، بأنه اضطراب عصبي يؤثر في تطور الدماغ ويتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل، بالإضافة إلى أنماط سلوكية واهتمامات محدودة ومتكررة. وهو ليس مرضا قابلا للعلاج.

ويختلف تأثير التوحد من شخص لآخر، إذ يمكن لبعض الأشخاص المصابين به أن يعيشوا حياة طبيعية دون الحاجة إلى دعم مستمر، بينما يحتاج آخرون إلى مساعدة دائمة في العديد من جوانب حياتهم اليومية. كما أن بعضا منهم يمتلكون مهارات وقدرات فريدة تميزهم عن غيرهم، لدرجة أنهم قد يحققون نجاحات كبيرة مع الدعم المناسب.

إعلان

وتتعدد أعراض التوحد وتختلف حسب شدة الحالة، ولكن هناك بعض العلامات المشتركة التي قد تشير إلى وجود اضطراب في الطيف التوحدي، ومنها:

صعوبة في التواصل مع الآخرين وفهم مشاعرهم. التفاعل المحدود مع الأشخاص ممن حولهم. التصرفات المتكررة مثل تكرار الأفعال أو الكلمات. حساسية مفرطة للأصوات أو الأضواء أو اللمس. صعوبة في فهم النوايا والمشاعر من خلال تعبيرات الوجه أو لغة الجسد.

أداة سريعة وفعّالة للكشف المبكر

مقياس طيف التوحد "إيه كيو 10" هو استبيان يمكن للأطباء استخدامه لتحديد ما إذا كان الشخص بحاجة إلى فحوصات إضافية لتقييم التوحد. ويُعد هذا الاختبار أداة مساعدة على تسريع التشخيص وتوجيه الأفراد إلى الفحوصات المتخصصة، أي أنّ نتيجته لا تعني التشخيص النهائي، بل هي خطوة مساعدة نحو تقديم الرعاية المناسبة في وقت مبكر.

ويتكون هذا الاختبار من 10 أسئلة بسيطة، تهدف إلى قياس قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي، والتعامل مع المشاعر والمواقف الاجتماعية بطريقة تمكن الأطباء من تحديد إذا كان يحتاج إلى فحوصات إضافية، إذا حصل على 6 نقاط أو أكثر في هذا الاختبار.

وتتناول الأسئلة مجموعة من المواضيع مثل:

مدى قدرة الطفل على التركيز على التفاصيل الدقيقة. فهم نوايا الآخرين من خلال تعبيرات وجوههم. التفاعل الاجتماعي والشعور بالملل أو التوتر في المواقف الاجتماعية. قدرة الطفل على إدارة التحديات اليومية والضغوطات. قدرة الطفل على التركيز على المهام لفترة طويلة. الاهتمام بمجموعة متنوعة من الأنشطة بدلاً من التركيز على موضوع واحد فقط.

يُعد الكشف المبكر عن التوحد أمرا مهما لتوفير الدعم والعلاج المناسبين في الوقت الذي يكون فيه تأثير هذا الدعم أكبر. كلما تم التعرف على اضطراب التوحد مبكرا، زادت الفرص للأطفال للاستفادة من التدخلات التي يمكن أن تحسن مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية، مما يعزز قدرتهم على التكيف مع محيطهم ومواكبة تطور أقرانهم.

إعلان

ويشمل هذا الدعم العلاج السلوكي، والدعم التعليمي، والتوجيه الأسري، مما يساعد الأطفال على التكيف مع تحديات الحياة اليومية بشكل أكثر فعالية.

مقالات مشابهة

  • زيادة الدعم النقدي لـ«تكافل وكرامة» 25%.. الفئات المستحقة وشروط الحصول عليه
  • اختبار التوحد الذي يستغرق 10 دقائق للكشف المبكر عن المرض
  • بلدية رفح تحذر من كارثة إنسانية بسبب أزمة المياه وانقطاع الوقود
  • بلدية رفح الفلسطينية: نحن أمام كارثة إنسانية بسبب توقف آبار المياه إثر الحصار الإسرائيلي
  • FP: هل يتمكن حكام سوريا الجدد من مواجهة المشاكل التي زرعها الاستعمار الغربي
  • غزة تواجه كارثة بيئية مع استمرار الحصار ونقص الوقود
  • أولوية لهذه الفئات..إجراءات جديدة لتحديد الدعم الشهري بقانون الضمان الاجتماعي
  • الحكومة المصرية تقرر رفع الدعم نهائيا عن الوقود نهاية العام بسبب صندوق النقد الدولي
  • الخارجية الصينية: ندعم سياسة إيران بمواصلة التعاون مع وكالة الطاقة الذرية
  • مسؤولة أممية تحذر من كارثة تنتظر نساء السودان