جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-27@02:33:57 GMT

معادلة بقاء إسرائيل "الصعبة"

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

معادلة بقاء إسرائيل 'الصعبة'

 

ناجي بن جمعة البلوشي

 

بعد أن بدأت حركة المُقاومة الفلسطينية حماس عمليتها العسكرية المُباغتة "طوفان الأقصى" في يوم 7 أكتوبر الذي سيخلده التاريخ لا شك، خاصة بعدما استنزفت هذه العملية العدو الصهيوني لأول مرة في تاريخ إسرائيل بعد حربها مع العرب في 6 أكتوبر 1973؛ ففي تلك الحرب قتل ما يقارب 2600 إسرائيلي في حرب مع عدة دول عربية، بينما اليوم تحارب إسرائيل فصيل مقاومة واحد وعدد قتلاها تعدى حتى تاريخ هذا اليوم 1300 قتيل و2300 مصاب وما يقرب من 150 أسيرًا.

وإذا ما قامت إسرائيل بعملية برية مزعومة فإنِّها ستصل إلى خسائر بشرية كبيرة لا يمكن أن تقدر بالرقم الذي وصل فيه قتلاها إلى ما وصل في حرب أكتوبر العرب بل سيزيد وهذا يعني أن الفاتورة لهذه المهمة باهظة الثمن. ولأن القرآن الكريم يقول عن اليهود أنهم يحبون الحياة كما يحب أحدهم أن يعمر ألف سنة، فإنَّ الموت في غزة سيجعلهم جبناء إلى الأبد، ولن يستطيعوا أن يتجرأوا على محاربة الجنود في أي جيش كان. كما إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اختار المواجهة والحرب هو يفكر في أشياء لا يمكن أن تخطر على عقل إنسان عاقل إطلاقا فهو يعتقد جزما بأنه سيحرر أسراه ويقضي على حماس وسينهي كل الوجود للمقاومة في غزة من مجرد استخدام القوة والأسلحة وكأن جنوده وحدهم هم من سيستخدمون الأسلحة والمقاومة الفلسطينية ستسخدم الرمال لتذرها على وجوه جنوده الجبناء، ثم إنه استغاث بأمريكا ودول حلف شمال الأطلسي أو الدول الأوربية الكبرى وكأنه لا يدري أن الحرب ستكون في حدود دولة إسرائيل المسروقة وهذا الذي لم يحدث إطلاقًا منذ الحرب العربية الإسرائيلية المذكورة كما إن تلك الدول لم تقم على حدودها أي حرب أبدا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهي لا تمتلك خطط الدفاع عن الحدود؛ بل هي قادرة على ضخ الكثير من الأسلحة والدعم والأموال كما هو الحال في أوكرانيا الآن.

هذا يعني أن إسرائيل ستواجه مصيرها وحدها لتقابل مقاتلين يود كل واحد منهم أن يُقدم نفسه للشهادة قبل الآخر وهذا يعني أن إسرائيل قد تخسر ما كسبته منذ 1948م خاصة إذا تدخل حزب الله وإيران وحلفائها في المواجهة الحتمية لتشمل سوريا والعراق وجنود من اليمن ومن دول أخرى، حتى وإن تدخلت أمريكا والدول الأخرى في هذه المعركة، فعلى الأرض الأمر مختلف ولن تكون قادرة على فعل شيء سوى القصف الذي سيدمر كل شيء سوى الإنسان، فإنه سيبقى كما بقيت فيتنام والعراق وأفغانستان وكل دولة وضعت أمريكا عليها يدها.

القصف سيقابله قصف متبادل، لكنه هذه المرة سيصل إلى إسرائيل وإلى مواطنيها وكل ما فيها وهنا لن يبقى ذلك الشعب اللقيط في الأرض المسروقة؛ بل سيغادر إلى حيث أتى وسيترك إسرائيل تحترق عن بكرة أبيها حتى الجنود الإسرائيلين أنفسهم سيغادرون وسيتركون الموت ويلتحقون بالحياة التي يحبونها؛ فالخصم هذه المرة ليس كما عرفوه في 1973م كدولة قائمة ومعدات وطائرات وبنى تحتية، يدمرونها حتى يستجيب الرئيس ليتوقف وليعقد معاهدة سلام؛ بل الخصم اليوم أشباح بشرية لا يمكن لإسرائيل وحلفائها معرفة وقت ظهورهم أو وقت مهاجمتهم وهذا يعني استمرار الحرب يقابله استمرار الموت في صفوف الجنود فالحرب هنا ليست قصفاً كما تفعل أمريكا في كل حروبها؛ بل هو مجابهة جندي لجندي وهذا مكلف جدا لليهود العاشقين للحياة وقد حصل نفس هذا السيناريو في اجتياح جنوب لبنان أو في اجتياح غزة وعاد كل من أرادت إسرائيل بهم شرا ومسحا إلى ما هم عليه بل وأقوى وأعنف.

يقال إن السلام وحده هو الضامن الوحيد لبقاء إسرائيل، لكن إسرائيل وحدها لا تؤمن بالسلام نفسه، وإلا كانت قد كسبت ود جيرانها من أجل البقاء، ولأنها لا تُريد السلام فستبقى كما هي مهددة خائفة مرعوبة، حتى وإن طبّعت مع كل العالم؛ فهناك ورقة لن تحترق أبدًا من مجرد التطبيع الرسمي، ألا وهم الشعوب العربية والإسلامية، الذين سيظلون الحرس الأمين للقضية الإسلامية العربية، فكيف يمكن لإسرائيل أن تكسب ودهم من مجرد رفع الأعلام وتبادل السفراء؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غلوبس: عودة الارتفاع الحاد بالإيجارات في إسرائيل

ذكرت منصة غلوبس الإسرائيلية أن أسعار الإيجارات في إسرائيل والتي توقفت عن الارتفاع الحاد خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب المستمرة شهدت عودة ملحوظة إلى الارتفاع في الأشهر الأخيرة، مما أثر بشكل خاص على المستأجرين الجدد.

وتكشف البيانات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء عن اتجاه مقلق يزيد من الضغوط على المستأجرين والمؤشرات الاقتصادية الأوسع نطاقًا.

سخونة في المدن الرئيسية

ووصل متوسط الإيجار الشهري لشقة مكونة من 4 غرف على مستوى البلاد في الربع الثالث من عام 2024 إلى 5.200 شيكل (1425 دولار) وفق المنصة. وتظهر البيانات تفاوتًا كبيرًا بين المناطق:

تل أبيب: ارتفع متوسط الإيجار إلى 8.500 شيكل (2330 دولارا)، ما يعكس مكانتها كأغلى مدينة في البلاد. القدس: بلغ متوسط الإيجار 5.900 شيكل (1620 دولارا). حيفا: ظلت أكثر تكلفة بقليل عند 3.800 شيكل (1050 دولارا) شهريًا. بئر السبع: كانت الأكثر توفيرًا بمتوسط 3.000 شيكل (822 دولارا).

وفي منطقة وسط إسرائيل، أصبحت الإيجارات الآن شبه متطابقة مع الأقساط الشهرية للرهن العقاري، مما يضيف تحديات إضافية للمستأجرين، وفق غلوبس.

التضخم وما بعده

وتشكل أسعار الإيجارات نسبة 25% من مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بحسب غلوبس. وخلال العام الماضي، ارتفع مؤشر خدمات السكن -الذي يعكس تغيرات الإيجارات- بنسبة 4%، متجاوزًا التضخم العام الذي بلغ 3.4%.

إعلان

ولولا هذه الزيادات الحادة في الإيجارات، لكانت نسبة التضخم الإجمالية أقرب إلى 3%، مما يُبرز كيف أن الإيجارات تدفع الضغط الاقتصادي الأوسع.

وفي الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى فبراير/شباط 2024، توقفت زيادات الإيجار بسبب الحرب بحسب بيانات اطلعت عليها المنصة.

ومع ذلك، منذ مارس/آذار 2024، بلغ الارتفاع السنوي في مؤشر خدمات السكن 5.5%، مما يعكس زخمًا متجددًا للارتفاع.

تحديات تواجه المستأجرين الجدد

ولا يزال المستأجرون الجدد هم الأكثر تضررًا، تقليديًا، يرفع الملاك الإيجارات بنسبة 6-9% عند تأجير الشقق لمستأجرين جدد مقارنة بالمستأجرين السابقين.

وخلال الحرب، تقلصت هذه الفجوة بشكل ملحوظ:

في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، انخفضت الزيادة إلى 5%. وبحلول أبريل/نيسان 2024، تقلصت أكثر إلى 2%، نتيجة ظروف الحرب التي قللت من البحث عن شقق جديدة وزادت الطلب على العقارات التي توفر مناطق حماية.

ومع ذلك، في الأشهر الأخيرة، ارتفعت الزيادة المتوسطة للإيجارات بالنسبة للمستأجرين الجدد إلى 4%، ويبدو أن الاتجاه يتسارع، بحسب غلوبس.

وتذكر غلوبس أن الحرب كان لها تأثير أولي في كبح سوق الإيجارات، حيث ركز العديد من الملاك والمستأجرين على السلامة وخدمة الاحتياط وغيرها من الاضطرابات المرتبطة بالحرب.

والآن، ومع انحسار هذه العوامل، استعاد الملاك السيطرة، لا سيما في المناطق ذات الطلب المرتفع.

وعلاوة على ذلك، تعزز بيانات المكتب المركزي للإحصاء الاعتقاد بأن الضغط التصاعدي على الإيجارات من المرجح أن يستمر، مدفوعًا بالعرض المحدود والطلب المرتفع.

تحدّ أوسع

ولا تؤثر عودة ارتفاع أسعار الإيجارات بعد الحرب على المستأجرين فحسب -بحسب المنصة- بل تفاقم التحديات الاقتصادية التي تواجه إسرائيل.

ومع ارتفاع تكاليف السكن، تمتد الآثار إلى الاقتصاد الأوسع، مما يزيد من تضخم مؤشر أسعار المستهلك ويُثقل كاهل ميزانيات الأسر، لا سيما بالنسبة للمستأجرين الجدد الذين يتحملون العبء الأكبر من زيادات الأسعار.

إعلان

مقالات مشابهة

  • التعيينات في العراق: توزيع منصف بناءً على معادلة جديدة
  • صحف عالمية: إسرائيل تحاول تغيير المنطقة لكن الأمر ليس سهلا
  • محلل إسرائيلي: إستراتيجية إسرائيل ضد حزب الله يمكن أن تغير موقف الحوثيين وتمنع هجماتهم
  • غلوبس: عودة الارتفاع الحاد بالإيجارات في إسرائيل
  • مصدر سعودي: الرياض لا تريد ان تتدخل في الحرب بين “إسرائيل” و”اليمن” 
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟
  • استغل نزوح سكان راشيا الفخار في الحرب وهذا ما فعله.. سارق في قبضة قوى الأمن
  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة