جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@12:29:48 GMT

الشيطان الأكبر يتنزه في غزة الأبية!

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

الشيطان الأكبر يتنزه في غزة الأبية!

 

محمد بن رضا اللواتي

mohammed@alroya.net

 

عندما رفض كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وصف مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران للولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر"، قال في دفاعه: "نحن لسنا الشيطان الأكبر، وأعتقد أننا الحامي الأكبر لنظام قيم كوني"! إلّا أنه سرعان ما عاد يقود الجيوش إلى العراق لغزوها، هذا بعد أن ألقى خطابًا في مجلس الأمن يُدافع فيه بحرارة عن قرار غزو بلاده للعراق، ثم عاش شكوكًا في آخر عمره أكثر من أي وقت مضى على صدق الدلائل التي ساقها في خطابه ذاك!

حينها، كان قد قال للعراقيين في مُؤتمر صحفي: "نحن لسنا مُحتلين.

لقد جئناكم كمحررين!" ليرد عليه إدوارد سعيد قائلًا: "إنَّ كولن باول في خطابه للأمم المتحدة والهادف لسوقها إلى الحرب قد بلغ الحضيض من الرياء الأخلاقي والغش السياسي".

الحامي الأكبر لنظام كوني للقيم نراه اليوم منهمكاً في لعق دماء أطفال غزة الجريحة!

لقد كان على العالم أن ينتظر كثيرًا حتى يتأكد من صدق وصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر، وكان الزميل المكرم حاتم الطائي في مقاله المنشور في هذه الجريدة الغراء بعنوان "عودة العدوان الثلاثي" على غزة، قد وصف من يُعادي الفلسطينيين بالشيطان الأعظم الذي يُدمر هذا الشعب الأعزل السليب بأكثر من 4 آلاف طن من المتفجرات عبر الغُدة السرطانية التي زرعها في قلب الشرق الأوسط والمسماة إسرائيل.

هذا هو قدر الولايات المتحدة، كما وصفها تمامًا هارت بنتون في خطاب كان قد ألقاه أمام مجلس الشيوخ عام 1946 قال فيه: "إن قدر أمريكا الأبدي هو الغزو الأوسع، إنها مثل عصا هارون- يقصد موسى- التي صارت أفعى، هكذا ستغزو أمريكا الأراضي، ذلك هو قدرها المتجلي". (انظر: أمريكا والانهيار الحضاري حقيقة أم وهم؟ خباب مروان الحمد ينقله عن: أمريكا التي تُعلمنا الديمقراطية والعدل للدكتور فهد العرابي ص28).

غزة الأبية اليوم تشهد تنزه الصهاينة على أجساد رجالها العزل ونسائها وأطفالها بتشجيع ودعم كامل من أمريكا، والعجب أن ذلك لا يزال يُذهلنا ويُحيرنا! كأننا ما قرأنا تاريخ جرائم هذا البلد وشدة هوسه بسرقة مقدرات البلدان والاستيلاء على ثروات الأمم وحصار العالم لأجل مصالحه، بل والقيام بأبشع الجرائم المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية.

كتب جيف سيمونر في كتابه "حرب الخليج وحرب العراق" يقول: "أعرف مراقبين غربيين أصيبوا بالكآبة والانهيار العصبي بسبب ما شاهدوه من التعذيب الأمريكي لأطفال العراق". (انظر خباب الحمد ينقله عن: رسالة من مكة للدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي ص45).

لا تزال الذاكرة حُبلى ببعض تلك الصور- من مجموع ألفي صورة- التقطتها كاميرا الجندي الأمريكي جوزيف داربي لجرائم الأمريكان في سجن أبو غريب، من قبيل صور الإجبار على ممارسة الشذوذ، وصور اغتصابٍ للفتيات الصغيرات، وصور لمصرع 60 طفلًا عراقيًا بعد تقطيع أطرافهم، وصور لوفاة العديد من النساء العراقيات بالصدمة بعد إطلاق الكلاب عليهن للتحرش الجنسي بهن.

لقد مورست في ذلك السجن- الذي يرمز اليوم إلى وحشية ولا أخلاقية الولايات المتحدة- 12 أسلوبًا للتعذيب النفسي، مقترحة من قبل البنتاجون، ناهيك عن الاغتصاب العلني الجماعي للمعتقلات العراقيات. (راجع: أمريكا والانهيار الحضاري حقيقة أم وهم؟ خباب مروان الحمد).

لم يعد اليوم يشك أحدٌ أن وصمة الشيطان الأكبر تليق بالولايات المتحدة على نحو غير مسبوق في التاريخ، وها هي هذه الأيام سارعت بتحريك أشد سفنها الحربية فتكًا باتجاه شعبٍ يُعاني منذ عقود من التشرد والقتل وسفك الدماء وهدم المنازل وإباحة الحرمات، فيما وزير دفاعها منهمك في التخطيط لقتل العُزل من النساء والرجال والكهول والأطفال، ووزير خارجتها منهمك في التخويف والتهديد بغية تكميم الأفواه وتهديد كل موقف سياسي يفكر في الخروج باللوم على جرائم الأمريكان بلباس الصهاينة شركائهم في العداء للإنسانية.

وليس من المؤسف أن يقف الغرب، هذه المرة وبكل علانية وبلا حياء، في الموقف الداعي لاضطهاد الشعب الفلسطيني الذي ينزف اليوم في غزة، إذ لم تكن هي إلا مسألة وقت فقط، وها هو اليوم قد أظهر ملامحه البشعة بكل علانية، فالتظاهرات السلمية المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في أرضه ممنوعة، في بلدان طالما تشدقت بالحريات وبالثقافات والديموقراطيات، من قبيل فرنسا وألمانيا، وغيرها من البلدان، وكانت الأخبار قبل هذه الأزمة لا تكف تنقل هوس هذه البلدان بشن الحروب الثقافية على "الجندر" والتعاطي العنيف بكل من يخالفها الرأي.

اليوم.. سقطت كل الأقنعة، وباتت الحقيقة سافرة، فإمَّا أن تقف مع الدم النازف في البلد الذي يضم على أرضه أولى القبلتين، وإما أن تقف على النقيض من الإنسانية. هذا هو المفرق الجديد والزاوية الحادة التي صنعتها غزّة العزيزة، والتي ستظل عصيّة على العدو إلى آخر نفس.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمريكا تنهي 5 مشاريع منح دولية

البلاد – جنيف
قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس (الثلاثاء)، إنها تلقت من الحكومة الأمريكية رسائل إنهاء لخمسة مشاريع منح، مما سيضطر المفوضية لوقف بعض البرامج ومن بينها مساعدة ضحايا التعذيب في العراق.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، إن “الإخطارات تتعلق بمشاريع في عدم دول منها العراق وغينيا الاستوائية وأوكرانيا وكولومبيا وكذلك بصندوق للسكان الأصليين، والتي تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية”.
وأضافت للصحافيين في جنيف أن “هناك دول سيتعين علينا خفض بعض أعمالنا فيها ومنها العراق وكولومبيا، وسنحاول إعادة توزيع التمويل في أماكن أخرى”.
وأوضحت أن “البرنامج في العراق، الذي ساعد ضحايا التعذيب وأسر المختفين، سيغلق تماما”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقالت شامداساني “هذا هو الوقت المناسب لزيادة الاستثمار في حقوق الإنسان، وليس لتقليصه. (حقوق الإنسان) تساعد في منع الصراعات، وتساعد في حل الأزمات وتساعد في منع الأزمات، لذلك يدعو (المفوض السامي فولكر تورك) جميع الدول إلى تكثيف استثماراتها”.
وكانت واشنطن في السابق أكبر مانح للمفوضية، إذ قدمت ما يقرب من 14% من ميزانية المفوضية العام الماضي بالإضافة إلى الرسوم الإلزامية للأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خفض مليارات الدولارات من برامج المساعدات الخارجية على مستوى العالم كجزء من إصلاح كبير للإنفاق من قبل أكبر مانحي المساعدات دوليًا.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تنهي 5 مشاريع منح دولية
  • نجل ترامب الأكبر يزور صربيا ويلتقي برئيسها
  • «الجامعة التي لا تهدأ».. تاريخ من التصعيد والاحتجاجات في كولومبيا
  • ملياردير “مرشح ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ .. من هو؟
  • من هو الملياردير “رجل ترامب” الذي سيدير غزة في اليوم التالي للحرب؟ (صور)
  • الصين تستعد لحرب أمريكا
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • الرسوم الجمركية لن تحل مشاكل أمريكا
  • أمريكا تأمر موظفيها بمغادرة جنوب السودان فورًا
  • ماسك يصدم أوروبا: على أمريكا الانسحاب من الناتو