جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-29@23:28:32 GMT

عندما تكون مريضًا

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

عندما تكون مريضًا

 

أحمد بن موسى البلوشي


الشخصية البشرية، مزيجٌ من الصفات والسلوكيات والمواقف والتصرفات، وردود الأفعال التي تميز الفرد عن غيره، وتتشكل الشخصية من خلال مجموعة من العوامل؛ بما في ذلك الوراثة، والتجارب الشخصية والبيئة المحيطة مثل الأسرة والأصدقاء، وغيرها الكثير من العوامل، وتختلف الشخصيات البشرية باختلاف الأفراد، فلا يوجد شخصان متشابهان تمامًا، ويمكن أن تُؤثر الشخصية على العديد من جوانب حياة الشخص، بما في ذلك العلاقات والنجاح المهني والرضا عن الأشخاص والحياة.

والتصرفات الشخصية بأنواعها المختلفة تمثل الأفعال والسلوكيات التي يقوم بها الفرد في مختلف المواقف والظروف، وتؤدي هذه التصرفات دورًا حاسمًا في الطريقة التي يتفاعل بها الفرد مع العالم من حوله. فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص يتمتع بسلوك اجتماعي جيِّد، فقد يُنظر إليه على أنَّه شخص مقبول ومحبوب، وإذا كان الشخص يتمتع بسلوك مهني جيد، فقد يُنظر إليه على أنه شخص ناجح وكُفء، وإذا كان الشخص يتمتع بسلوك عاطفي جيِّد، فقد يُنظر إليه على أنه شخص متوازن وسعيد، وإذا كان الشخص يتمتع بسلوك بدني جيد، فقد يُنظر إليه على أنه شخص صحي وقوي، ويمكن أن تتغير التصرفات الشخصية بمرور الوقت، ويمكنها أن تؤثر التجارب والعلاقات الجديدة على الطريقة التي يتصرف بها الشخص.

لكنَّ المشكلة تكمن عندما تكون هذه التصرفات والسلوكيات صادرة من شخص مريض، ولا أقصد هنا المرض العضوي أو المرض النفسي؛ بل السلوكيات والتصرفات المريضة التي تصدر من بعض الشخصيات بالمجتمع سواء كانت هذه التصرفات بالأفعال، أو الأقوال، أو بالكتابة وغيرها، مثل الاستنقاص من الآخرين، الخوف الشديد من ظهور بعض الشخصيات الناجحة بالمجتمع، الكذب الدائم في أغلب المواقف، الأعذار الواهية لأي فعل يصدر منه، محاربة الناجحين، التذمر الشديد، نسب النجاحات له، وغيرها الكثير من الأمثلة التي لا يمكن ذكرها هنا، وللأسف يكون هدف هذه التصرفات سلبيًا ولا يمكن أن يكون لها هدف إيجابي في كل الأحوال، ويكون للتصرفات المريضة تأثيرات سلبية كثيرة على الشخص نفسه، قد تؤدي إلى تدمير العلاقات الشخصية والاجتماعية، أو صعوبة التقدم في المسار الوظيفي، أو النجاح في الحياة، أو إلى مشاكل قانونية، وغيرها من التأثيرات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الهدف من ذلك؟

يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب وراء التصرفات الشخصية المريضة، قد تكون بسبب الحقد، أو الحسد، أو الإحساس بالنقص، أو الأنانية، وهذه الشخصيات دائمًا تكون غير مسؤولة وتُفكر بنفسها فقط دون دراسة تأثير تصرفاتها على الآخرين أو المجتمع المحيط بها، ويتميزون دائمًا بعدم المسؤولية والتفكير في الذات فقط، ولا يهتمون بعواقب تصرفاتهم على الآخرين أو المجتمع المُحيط بهم، وقد يكون هذا مدمرًا للعلاقات والحياة المهنية والمجتمع ككل.. لذلك يجب علينا أن نتعامل مع هذه الشخصيات بذكاء ونتجاهلها كثيرًا ولا نعطيها حجمًا أكبر من حجمها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا أكتب.. ؟

لماذا أكتب.. ؟

#زاهدة_العسافي

تتجسد المواقف امام ناظريّ منها مفرحة ومنها مؤلمة ومنها ذكريات بقيت قابعة في داخل الوجدان ولم تغادرها وكانت قد اصبحت مفهوما أو فكرة أو فلسفة حياة استقي منها دوافع لسلوك جديد مع الايام ..

اكتب عندما المس قيّما نبيلة مرت من امامي لا بدّ أن أقيدها في صفحة الزمن واتذكر واذكر كل الشمائل النبيلة التي جمعتها أمتي التي انا جزء منها من كرم وإباءٍ وإيثار ومرؤوءة وشجاعة ونكران الذات وغيرها لانها مواقف إنسانية لبشر تمتعت بكل هذه الفضيلة وتصبح قيمة معنوية وتاريخاً لأمة …

مقالات ذات صلة إذا أزهر الصبر هل تجف نبتة الصبر؟ 2024/06/29

اكتب عندما اتلمس غيّرةً تسكن دواخل امرأة عجوز أبت الاّ ان تكون حالة لمحو الحرمان والفقر عن أسرتها في زمن الفقر وغياب الرحمة …

اكتب عن شابٍ وهبه الله نوراً دخل روحه ترجمها الى صدقات والتحسس بمعاناة الغير وترجم طاعته لله أن يكون مؤمناً طائعا يضع نصب أعينه رضا الله عنه .. نور القرآن يسري في عروقه .. رضا الوالدين مبتغاه وغاية يدركها كل لحظة ليصطف مع الانبياء والصديقين في نقاء الروح والجسد من براثن الانانية ..

دمعة طفلٍ جائع .. شاب حيّره زمانه في اختيارٍ هو لم يكن طرفاً فيه سقط تحت سياسات ظالمة ازالت كرامته قبل حقوقه…

تذكرت كيف جسد نجيب محفوظ صورة مجتمع مصر من الفتوة والغلابة ونال عنها جائزة نوبل ودوستوفيسكي كتب مجسداً كل الامه بعد أن تعرض للاعتقال والملاحقة في مجتمع الروس ونظام حكم يعتقل ويحكم بالجملة على ادباء بالاعدام لانهم ينتقدون فترة حكمٍ لم ينصف كثيرهم وغيرهم من الادباء والشعراء الذين جعلوا من ليلى العامرية والخنساء في الرثاء وغيرها صفحة في التاريخ

ثم اكتب عن الربيع الذي لا يتخلف عن كل الفصول ليزيد البهجة في النفوس ويمنح الروح للورود وهي ايات جمال الله في الخلق .. هذا الورد الذي يغطي العالم كله بجمال ورقة والوان واريج ..

وابقى ارصد بالكتابة كل الصور التي تتعلق بالزمان والمكان وتبقى تاريخاً لا يغادر اذا غادر صاحبه وترك اسماً وهوية …

مقالات مشابهة

  • الحصانات الدبلوماسية الشخصية – مشاكلها
  • لماذا تصبون الزيت على النار ؟
  • كن لطيفًا.. نصائح ذهبية للتعامل مع مريض الزهايمر والخرف
  • إليك هذه النصائح لتحافظ على جلدك من الارتكاريا الحرارية
  • لماذا أكتب.. ؟
  • بالتقشف والصراعات الشخصية.. حكم المحافظين بالمملكة المتحدة يدفع الشباب إلى الفقر
  • 8 قواعد أساسية للمناظرة المرتقبة بين بايدن وترامب
  • سانيول: ما زلت أستوعب ما فعلناه أمام البرتغال وفخور كوني مدربًا لجورجيا
  • توثيق المأساة والمنفى.. شظايا من غزة
  • "ألم لم يتحمله بشر".. معاناة الكندية سيلين ديون ورحلتها مع متلازمة الشخص المتصلب