يترقب المدنيون في غزة بقلق التحضيرات الإسرائيلية لهجوم بري وشيك

يواصل الجيش الإسرائيلي الأحد (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) استعداداته لهجوم بري وشيك على  قطاع غزة،  بعد أن أمهلت إسرائيل سكان شمال القطاع وقتا إضافيا لإخلاء المنطقة، وذلك بعد أكثر من أسبوع على هجوم  حماس الإرهابي غير المسبوق على أراضيها.

مختارات برلين تحذر مواطنيها من السفر لإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان لماذا لن يوقف الاتحاد الأوروبي مساعداته للفلسطينيين بعد هجوم حماس؟ الجيش الإسرائيلي: نحقق في مقتل الصحفي عصام عبد الله في لبنان بلينكن يناقش الضغط على حماس خلال لقائه ولي العهد السعودي

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه عقد اجتماعا "مثمرا للغاية" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري على قطاع غزة.

وفي هذا السياق دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد إلى فتح ممرات إنسانية لمساعدة المحاصرين في قطاع غزة وجدد مناشدته للإفراج عن المحتجزين لدى الحركة الإسلاموية المسلحة. وقال البابا في موعظته الأسبوعية للآلاف في ساحة القديس بطرس اليوم الأحد "أرجو بشدة ألا يصبح الأطفال والمرضى والمسنون والنساء وجميع  المدنيين  ضحايا للصراع". وأضاف "يتعين احترام حقوق الإنسان قبل أي شيء في غزة، حيث من العاجل والضروري ضمان فتح ممرات آمنة لمساعدة السكان جميعهم".

وقال: "مات كثيرون بالفعل. من فضلكم، لا مزيد من إراقة دماء الأبرياء سواء في الأراضي المقدسة أو في أوكرانيا أو في أي مكان آخر".

وتردّ إسرائيل  على الهجوم الذي نفذته في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حركة حماس انطلاقا من قطاع غزة وخلف مئات القتلى على الجانب الإسرائيلي، بقصف مكثف لهذه المنطقة، بينما تواصل حماس إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية. واستحالت أحياء كاملة في مدينة غزة إلى أنقاض، وتكتظ المستشفيات بآلاف الجرحى في القطاع المحاصر، مع مخاوف من تدهور إضافي في الوضع.

وقُتل أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال في إسرائيل منذ بدء العملية التي شكّلت صدمة للإسرائيليين. واحتجز خلال العملية قرابة 150 شخصا قالت السلطات الإسرائيلية إنه تم تحديد هوية 120 منهم، وإنها عثرت على جثث بعضهم خلال عمليات توغل في قطاع غزة. بينما ذكرت حركة حماس أن 22 من الأسرى والمحتجزين قتلوا في قصف إسرائيلي.

وقُتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل في العمليات العسكرية بقطاع غزة وجُرح أكثر من 9000، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. 

ويقول الجيش الإسرائيلي إن مركز عمليات حماس التي تعتبرها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية، يقع في مدينة غزة شمال القطاع.

وتمهيدا لهجوم بري، دعا الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي المدنيين في شمال القطاع - أي 1,1 مليون من 2,4 مليون نسمة هو عدد سكان القطاع -، إلى الانتقال إلى الجنوب، وحثهم السبت على عدم الإبطاء. وتقول الأمم المتحدة إنه لا يمكن نقل عدد كبير من الأشخاص بأمان داخل غزة دون التسبب في كارثة إنسانية.

البابا فرانسيس دعا إلى وقف هرق الدماء في الأراضي المقدسة

تفاقم الوضع الصحي

وفي مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، حيث يرقد أطفال يعتمدون على أجهزة تنفس صناعي، قال الطبيب حسام أبو صفية: "إذا أردتم قتلنا اقتلونا ونحن نواصل العمل هنا فلن نغادر. نحتاج لأيام وأسابيع لتحضير مكان آخر". وأضاف "الوضع خطير حقا... نقل هؤلاء الأطفال من هذا المكان يعني الحكم عليهم بالإعدام. سيموتون.. تلك المعدات لا تعمل إلا بالكهرباء والأكسجين".

وتقول المستشفيات إن الأدوية والوقود تنفد بسبب الحصار الإسرائيلي. وقال شهود في مدينة غزة لرويترز إن الهجوم الإسرائيلي أجبر المزيد على الخروج من منازلهم. واكتظت مستشفى الشفاء أكبر المستشفيات بمن فروا من منازلهم. وقالت امرأة في الخامسة والثلاثين من عمرها "نعيش أسوأ كوابيس حياتنا. حتى هنا في المستشفى لسنا آمنين. استهدفت ضربة جوية المنطقة خارج المستشفى مباشرة عند الفجر".

تقديم المساعدات الإنسانية

بدوره أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن نتانياهو بأن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة ودول في الشرق الأوسط "لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية". وأكد  للرئيس الفلسطيني محمود عباس "دعمه الكامل" لجهوده الرامية إلىتقديم المساعدات الإنسانية  للفلسطينيين "خاصة في غزة".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إيصال مساعدات إنسانية "فورية" إلى القطاع الفقير، وفي هذا السياق قال الصليب الأحمر في بيان إنّ "الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر رُوِّع جراء مشاهدة البؤس الإنساني خلال الأسبوع الماضي في إسرائيل وغزة".

في الرياض، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى  الضغط على حركة حماس.

إجلاء الرعايا الأجانب

وقالت وزارة الدفاع الألمانية إن طائرة نقل عسكري ألمانية تقل على متنها 51 راكبا هبطت في ألمانيا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2023). ومن المقرر أن تهبط طائرة أخرى، تقل على متنها 29 راكبا، في ألمانيا في وقت لاحق اليوم الأحد بعد أن أقلعت من تل أبيب اليوم الأحد. وقال الجيش الألماني: "إنه يجري حاليا تجهيز المزيد من الرحلات الجوية".

من جهتها أكدت السفارة الأمريكية في إسرائيل أن الولايات المتحدة ستجلي رعاياها في إسرائيل إلى قبرص بحرا الإثنين في ظل التصعيد بين الدولة العبرية وحركة حماس التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى، كمنظمة إرهابية.

وقالت السفارة في تنبيه أمني إن الوضع الأمني واستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة، استدعى نقل "مواطنين أمريكيين وعائلاتهم الذين يحملون وثائق سفر صالحة" من حيفا إلى ليماسول في قبرص. ويوجد عشرات الآلاف من حملة الجوازات الأمريكية في إسرائيل. وتم تأكيد مقتل 29 منهم في الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وما زال 15 في عداد المفقودين ويعتقد أن حركة حماس تحتجزهم. ولم تعلن الولايات المتحدة عدد الأشخاص الذين سيتم نقلهم بحرا مشيرة إلى أن "الصعود على متن السفينة سيبدأ بحسب ترتيب الوصول" في الثامنة صباح الاثنين. وسيتوجب على كل مسافر توقيع وثيقة يتعهد فيها إعادة دفع كلفة الرحلة وسيسمح له بحمل حقيبة سفر واحدة. وسيتم ترتيب بعض الرحلات الجوية المستأجرة من قبرص لمواصلة العملية.

يشار إلى أن إجلاء الأجانب من غزة شهد رفضا مصريا حيث صرح مصدر أمني مصري رفيع، لوكالة الأنباء الألمانية بإن السلطات المصرية رفضت فتح معبر رفح الدولى من الجانب المصري لعبور الأجانب الفلسطينيين من  حاملي الجنسيات الأجنبية  المتواجدين في معبر رفح في الجانب الفلسطيني في غزة، إلا بالتزامن مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة عن طريق معبر رفح البري.

ع.أ.ج/ ع غ/ ص.ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: غزة عملية غزة عملية برية غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النزوح في غزة غزة عملية غزة عملية برية غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النزوح في غزة الجیش الإسرائیلی الیوم الأحد تشرین الأول فی قطاع غزة فی إسرائیل حرکة حماس أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

بيان من "حماس" حول ازدياد حالات الوفاة في غزة بسبب البرد القارس

غزة - الوكالات

أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس " بيانا حول ازدياد حالات الوفاة في قطاع غزة بسبب موجة البرد القارس والمنخفض الجوي، واستشهاد سبعة من شعبنا بينهم ستة من الأطفال الرضع في خيام النزوح المتهالكة، جراء البرد الشديد وعدم توفّر وسائل التدفئة؛ فإننا ندعو وبشكل عاجل الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية لضرورة العمل على إدخال المستلزمات الإغاثية والخيام لحماية مئات الآلاف من المدنيين النازحين من البرد ومن الآثار الكارثية للعدوان الصهيوني المتواصل.
 
إن الواجب الإنساني والقانوني للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة يقتضي التحرك العاجل لإغاثة شعبنا في قطاع غزة الذي يتعرّض لجريمة إبادة وتطهير عرقي صهيوني مستمرة منذ نحو خمسة عشر شهراً، والعمل لتوفير الاحتياجات الأساسية من مأوى وغذاء وماء ودواء ووسائل تدفئة، وإلزام الاحتلال الفاشي بوقف عدوانه، ورفع حصاره عن أكثر من مليونَي إنسان يواجهون التطهير العرقي وظروفاً معيشية لا إنسانية يفرضها الاحتلال المجرم.
 

مقالات مشابهة

  • لليوم الثالث..إطلاق صاروخين من غزة على إسرائيل
  • بيان من "حماس" حول ازدياد حالات الوفاة في غزة بسبب البرد القارس
  • مصادر إسرائيلية: حماس لا تزال قادرة على حكم قطاع غزة
  • شاهد | العدو الإسرائيلي يواصل الاستباحة لـسوريا.. المسلحون يواصلون التصفيات
  • حماس: إسرائيل غير مستعدة للانسحاب الكامل من غزة والتوترات مستمرة
  • دعوة بإسرائيل لوقف حرب غزة واستئنافها بعد استعادة المحتجزين
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل باستخدام سلاح التجويع ضد سكان غزة (فيديو)
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل باستخدام سلاح التجويع ضد سكان غزة.. فيديو
  • إسرائيل تبدأ عملية برية جديدة في بيت حانون شمالي غزة
  • الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويكثف قصفه على غزة وحماس تؤكد: إسرائيل ترقض وقف إطلاق النار