إسرائيل تستعد لعملية برية وشيكة وسكان غزة يواصلون النزوح
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
يترقب المدنيون في غزة بقلق التحضيرات الإسرائيلية لهجوم بري وشيك
يواصل الجيش الإسرائيلي الأحد (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) استعداداته لهجوم بري وشيك على قطاع غزة، بعد أن أمهلت إسرائيل سكان شمال القطاع وقتا إضافيا لإخلاء المنطقة، وذلك بعد أكثر من أسبوع على هجوم حماس الإرهابي غير المسبوق على أراضيها.
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه عقد اجتماعا "مثمرا للغاية" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن هجوم بري على قطاع غزة.
وفي هذا السياق دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد إلى فتح ممرات إنسانية لمساعدة المحاصرين في قطاع غزة وجدد مناشدته للإفراج عن المحتجزين لدى الحركة الإسلاموية المسلحة. وقال البابا في موعظته الأسبوعية للآلاف في ساحة القديس بطرس اليوم الأحد "أرجو بشدة ألا يصبح الأطفال والمرضى والمسنون والنساء وجميع المدنيين ضحايا للصراع". وأضاف "يتعين احترام حقوق الإنسان قبل أي شيء في غزة، حيث من العاجل والضروري ضمان فتح ممرات آمنة لمساعدة السكان جميعهم".
وقال: "مات كثيرون بالفعل. من فضلكم، لا مزيد من إراقة دماء الأبرياء سواء في الأراضي المقدسة أو في أوكرانيا أو في أي مكان آخر".
وتردّ إسرائيل على الهجوم الذي نفذته في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حركة حماس انطلاقا من قطاع غزة وخلف مئات القتلى على الجانب الإسرائيلي، بقصف مكثف لهذه المنطقة، بينما تواصل حماس إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية. واستحالت أحياء كاملة في مدينة غزة إلى أنقاض، وتكتظ المستشفيات بآلاف الجرحى في القطاع المحاصر، مع مخاوف من تدهور إضافي في الوضع.
وقُتل أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال في إسرائيل منذ بدء العملية التي شكّلت صدمة للإسرائيليين. واحتجز خلال العملية قرابة 150 شخصا قالت السلطات الإسرائيلية إنه تم تحديد هوية 120 منهم، وإنها عثرت على جثث بعضهم خلال عمليات توغل في قطاع غزة. بينما ذكرت حركة حماس أن 22 من الأسرى والمحتجزين قتلوا في قصف إسرائيلي.
وقُتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل في العمليات العسكرية بقطاع غزة وجُرح أكثر من 9000، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن مركز عمليات حماس التي تعتبرها ألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية، يقع في مدينة غزة شمال القطاع.
وتمهيدا لهجوم بري، دعا الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي المدنيين في شمال القطاع - أي 1,1 مليون من 2,4 مليون نسمة هو عدد سكان القطاع -، إلى الانتقال إلى الجنوب، وحثهم السبت على عدم الإبطاء. وتقول الأمم المتحدة إنه لا يمكن نقل عدد كبير من الأشخاص بأمان داخل غزة دون التسبب في كارثة إنسانية.
البابا فرانسيس دعا إلى وقف هرق الدماء في الأراضي المقدسة
تفاقم الوضع الصحي
وفي مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، حيث يرقد أطفال يعتمدون على أجهزة تنفس صناعي، قال الطبيب حسام أبو صفية: "إذا أردتم قتلنا اقتلونا ونحن نواصل العمل هنا فلن نغادر. نحتاج لأيام وأسابيع لتحضير مكان آخر". وأضاف "الوضع خطير حقا... نقل هؤلاء الأطفال من هذا المكان يعني الحكم عليهم بالإعدام. سيموتون.. تلك المعدات لا تعمل إلا بالكهرباء والأكسجين".
وتقول المستشفيات إن الأدوية والوقود تنفد بسبب الحصار الإسرائيلي. وقال شهود في مدينة غزة لرويترز إن الهجوم الإسرائيلي أجبر المزيد على الخروج من منازلهم. واكتظت مستشفى الشفاء أكبر المستشفيات بمن فروا من منازلهم. وقالت امرأة في الخامسة والثلاثين من عمرها "نعيش أسوأ كوابيس حياتنا. حتى هنا في المستشفى لسنا آمنين. استهدفت ضربة جوية المنطقة خارج المستشفى مباشرة عند الفجر".
تقديم المساعدات الإنسانية
بدوره أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن نتانياهو بأن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة ودول في الشرق الأوسط "لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية". وأكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس "دعمه الكامل" لجهوده الرامية إلىتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين "خاصة في غزة".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إيصال مساعدات إنسانية "فورية" إلى القطاع الفقير، وفي هذا السياق قال الصليب الأحمر في بيان إنّ "الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر رُوِّع جراء مشاهدة البؤس الإنساني خلال الأسبوع الماضي في إسرائيل وغزة".
في الرياض، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الضغط على حركة حماس.
إجلاء الرعايا الأجانب
وقالت وزارة الدفاع الألمانية إن طائرة نقل عسكري ألمانية تقل على متنها 51 راكبا هبطت في ألمانيا في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2023). ومن المقرر أن تهبط طائرة أخرى، تقل على متنها 29 راكبا، في ألمانيا في وقت لاحق اليوم الأحد بعد أن أقلعت من تل أبيب اليوم الأحد. وقال الجيش الألماني: "إنه يجري حاليا تجهيز المزيد من الرحلات الجوية".
من جهتها أكدت السفارة الأمريكية في إسرائيل أن الولايات المتحدة ستجلي رعاياها في إسرائيل إلى قبرص بحرا الإثنين في ظل التصعيد بين الدولة العبرية وحركة حماس التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى، كمنظمة إرهابية.
وقالت السفارة في تنبيه أمني إن الوضع الأمني واستعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة، استدعى نقل "مواطنين أمريكيين وعائلاتهم الذين يحملون وثائق سفر صالحة" من حيفا إلى ليماسول في قبرص. ويوجد عشرات الآلاف من حملة الجوازات الأمريكية في إسرائيل. وتم تأكيد مقتل 29 منهم في الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وما زال 15 في عداد المفقودين ويعتقد أن حركة حماس تحتجزهم. ولم تعلن الولايات المتحدة عدد الأشخاص الذين سيتم نقلهم بحرا مشيرة إلى أن "الصعود على متن السفينة سيبدأ بحسب ترتيب الوصول" في الثامنة صباح الاثنين. وسيتوجب على كل مسافر توقيع وثيقة يتعهد فيها إعادة دفع كلفة الرحلة وسيسمح له بحمل حقيبة سفر واحدة. وسيتم ترتيب بعض الرحلات الجوية المستأجرة من قبرص لمواصلة العملية.
يشار إلى أن إجلاء الأجانب من غزة شهد رفضا مصريا حيث صرح مصدر أمني مصري رفيع، لوكالة الأنباء الألمانية بإن السلطات المصرية رفضت فتح معبر رفح الدولى من الجانب المصري لعبور الأجانب الفلسطينيين من حاملي الجنسيات الأجنبية المتواجدين في معبر رفح في الجانب الفلسطيني في غزة، إلا بالتزامن مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة عن طريق معبر رفح البري.
ع.أ.ج/ ع غ/ ص.ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: غزة عملية غزة عملية برية غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النزوح في غزة غزة عملية غزة عملية برية غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النزوح في غزة الجیش الإسرائیلی الیوم الأحد تشرین الأول فی قطاع غزة فی إسرائیل حرکة حماس أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة
#سواليف
حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 #بدائل وصفتها بالقاتمة أمام #تل_أبيب للتعامل مع قطاع #غزة تمثلت في #حكم_عسكري مطول أو #تهجير_السكان أو إقامة #حكم_فلسطيني “معتدل” أو بقاء الوضع القائم.
وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان ” #البدائل_الإستراتيجية لقطاع غزة” إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على #الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.
وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.
مقالات ذات صلة “أونروا”: نفاد إمدادات الدقيق في قطاع غزة 2025/04/24ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.
بدائل “قاتمة”
وترى الدراسة أن إسرائيل “تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة”.
أما البديل الثاني فهو “احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل”.
وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة “إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة”.
كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو “استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها”.
وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.
إستراتيجية ثنائية الأبعاد
وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي “جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري”.
ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية “تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي”.
وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو “أفق استقلال وسيادة محدودين”.
أما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.
واعتبرت الدراسة أن “هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى”.
حماس متجذرة
ولفتت الدراسة إلى أنه “من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه”، وفق تعبيرها.
وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.
وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.
وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.
واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.
ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.
وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات “حماس” وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.
وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.