“نهاية العالم في غزة”، “مذبحة غزة: مقتل 700 طفل بالفعل”، “النزوح الفلسطيني”، “الرعب المطلق في غزة”، عناوين تصدرت الصفحات الأولى لأشهر الصحف العالمية، وسط صدمة مما يحدث في فلسطين.

وسلطت الصحف العالمية بمختلف لغاتها الضوء على الأحداث الدائرة في قطاع غزة، واعتادت معظم وسائل الإعلام الأمريكية على تأطير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باعتباره حربا من جانب واحد، لتستخدم لغة متحيزة لإسرائيل.

فيما يرى الإعلام البريطاني أن إسرائيل في حالة حرب مع حماس، الجماعة المدرجة كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول الغربية، حيث اعتمد الرواية الإسرائيلية بأن هجوم حماس لا يقل عن أحداث 11 سبتمبر، ونجم عنه خسائر كبيرة في أرواح اليهود لأول مرة منذ المحرقة.

ولم يبتعد الإعلام الفرنسي كثيرا عن التناول الأمريكي والبريطاني المتضامن مع إسرائيل، خاصة أن فرنسا تضم أكبر جالية يهودية في أوروبا. لكنه كان محايدا بعض الشيء في معظم تغطيته المعروفة بتمايز مواقفه السياسية ضمن الكتلة الغربية.

ودخلت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” يومها التاسع، وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، فيما يشن غارات وقصفا جويا مكثفا على قطاع غزة.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: حرب غزة طوفان الاقصى غزة نهاية العالم

إقرأ أيضاً:

إعلانات الجزيرة الممولة.. نموذج للتأثير القسري على “يوتيوب”

محمد محسن الجوهري

أصبحت مشاهدة مقاطع “يوتيوب” تجربة مزعجة للكثيرين بسبب كثافة الإعلانات الممولة، لكن يبقى للمستخدم خيار حظر بعض الإعلانات أو الإبلاغ عنها إن لم يرغب في رؤيتها مجددًا. غير أن بعض الإعلانات، وعلى رأسها تلك الخاصة بمنصة الجزيرة 360، تبدو عصية على الحظر. فمهما حاولت تجاوزها، تبقى ماثلة أمامك بإصرار، لتطرح تساؤلات مشروعة حول آليات الانتشار والظهور التي تتحكم بها شركات التكنولوجيا العالمية.

هذا النموذج من الحضور الإعلامي القسري يكشف كثيرًا من الخفايا حول طبيعة التمويل الضخم لبعض المؤسسات الإعلامية، والدور الذي يلعبه المال في فرض خطاب معين على الجمهور، بغض النظر عن طبيعة هذا الخطاب أو صدقيته. فحين تتمكن مؤسسة إعلامية من احتلال صدارة التوصيات على المنصات العالمية، أو من فرض نفسها على شاشات المستخدمين دون خيار للرفض، فنحن أمام نموذج من الاستحواذ الإعلامي لا يقل خطرًا عن أشكال الاستبداد التقليدية.

وبالرجوع إلى قناة “الجزيرة” القطرية، نجد أن ما تملكه من أدوات ليس المحتوى بقدر ما هو المال السياسي الضخم الذي يُستخدم لتوجيه الرأي العام العربي والإقليمي. إذ لطالما اتُّهِمت القناة بلعب أدوار تتجاوز الإعلام إلى صناعة التأزيم، وتعزيز الانقسامات الداخلية بين مكونات المجتمعات العربية. ويكفي أن نراجع أرشيف تغطيتها للأحداث في سورية، أو العراق، أو ليبيا، لندرك كيف يمكن للإعلام الممول أن يُسهم في إذكاء النعرات الطائفية والعرقية، بل وحتى في تبرير الاقتتال الداخلي.

فعلى سبيل المثال، خلال السنوات الأولى للأزمة السورية، ركّزت تغطيات الجزيرة على تأجيج السرديات الطائفية، وسعت لتصوير الصراع وكأنه حرب بين مذهبين، بدلًا من عرضه كأزمة سياسية واجتماعية مركبة. وقد أشار كثير من الباحثين في الإعلام إلى خطورة هذا النوع من الخطاب، الذي يسهم في ترسيخ الكراهية بدلًا من فتح باب الفهم والحوار.

ولا يقتصر التأثير على الإعلانات وحدها، بل يمتد ليشمل نتائج البحث على محركات مثل “غوغل”، حيث تلعب الأموال دورًا جوهريًا في تحسين ترتيب الصفحات، وتمكين مؤسسات معينة من الظهور أولًا، حتى لو لم تكن الأكثر موضوعية أو مهنية. هذا التلاعب بخوارزميات الانتشار يُعد نوعًا من “الرقابة الناعمة”، حيث لا يُمنع المحتوى المنافس بشكل مباشر، بل يُدفن تحت سيل من المحتوى الممول والمهيمن.

إن خطورة هذا الوضع تكمن في أن التمويل الضخم لا يستخدم فقط لأغراض تجارية، بل بات يُستخدم كسلاح سياسي ناعم، يُعيد تشكيل وعي الجماهير، ويوجه النقاشات العامة نحو ما يخدم مصالح مموليه. وهذه الظاهرة باتت تستحق دراسة متعمقة من قبل خبراء الإعلام، وصانعي السياسات، للحفاظ على الحد الأدنى من التوازن والعدالة في الفضاء الرقمي.

إن التمويل الضخم لا يصنع فقط إعلامًا مهيمنًا، بل يصنع واقعًا إعلاميًا جديدًا تتحكم فيه القنوات الكبرى بالرأي العام، وتُحاصر الأصوات البديلة والمستقلة، في ظل تواطؤ خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وسياسات المنصات التجارية.

وحين يغيب التوازن، وتُفرض قناة ما على الجمهور رغمًا عنه، فإننا نكون أمام أزمة حرية إعلام حقيقية. فالمشكلة لا تكمن في وجود إعلام ممول، بل في غياب الحياد الرقمي، وضعف آليات حماية المستخدم من الإعلام القسري.

مقالات مشابهة

  • الخرج يكرّم أفضل معلم في العالم، لفوزه بجائزة “فاركي العالمية”
  • محلل عسكري إسرائيلي: نشاط الجيش ضد أنفاق “حماس” يشبه إفراغ البحر بالملعقة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: التحقيق الإسرائيلي في مقتل المسعفين "مزيف"
  • إعلانات الجزيرة الممولة.. نموذج للتأثير القسري على “يوتيوب”
  • العدو الإسرائيلي يواصل استهداف مخيمات قطاع غزة والمقاومة ترد بالمزيد من الكمائن
  • هكذا خطّط “أمير dz” و”محمد زيطوط” لاختراق مظاهرات مناصرة للشعب الفلسطيني واستهداف الجزائر
  • “الندوة العالمية” تدشن مركزًا تعليميًا جديدًا في قيرغيزيا
  • موقع "والا" الإسرائيلي: الجيش الإسرائيلي يعدّ العدة لعملية توغل كبرى في قطاع غزة
  • “واللا”: الجيش الإسرائيلي يستعد لمناورة “مستقبلية كبرى” يمكن خلالها تقسيم غزة إلى قسمين
  • عاجل:- جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لمناورة كبرى في غزة قد تقسمها إلى قسمين