أعلنت الجمعية التونسية للمحامين الشبان، اليوم الأحد، عن مقاطعتها كافة الأنشطة العلمية والثقافية المنظمة من قبل مجلس عمادات المحامين بفرنسا الذي قالت إنّه أصدر "بيانا مخزيا" في علاقة بالوضع في قطاع غزة، إلى جانب مقاطعتها كافة الأنشطة التي تكون سفارات أو منظمات غير حكومية تابعة للدول المساندة للإجرام الصهيوني طرفا فيها.

واستنكرت الجمعية، في بيان لها اليوم، تواطؤ جزء من القادة العرب مع كيان يزدريهم وينتهك أعراضهم ويعدم شرفهم أو ما تبقى منه.

في المقابل، عبّرت الجمعية عن فخرها بالموقف التونسي سلطة وشعبا، داعية الدبلوماسية التونسية إلى إعادة النظر في علاقة الدولة التونسية بكافة البلدان المشاركة في العدوان على غزة سواء بالدعم أو بالتواطؤ أو بالصمت.

كما حثّت الشعب التونسي على الانخراط في حملة مقاطعة حازمة وجدية لمنتجات هذه الدول مطالبة مجلس نواب الشعب بسن قانون يجرم كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

 

* تقرؤون أيضا:

نداء عاجل من حماس: 'انقذوا مليونيْ فلسطيني من القتل..'

لتضامنه مع فلسطين.. حملة ألمانية ضدّ العيدوني والتونسيون يعكسون الهجوم

طائرة مساعدات تونسية لفلسطين تقلع هذا الصباح نحو مطار العريش (فيديو + صور)

وزير الخارجية يبحث مع نظرائه العرب سبل دعم الشعب الفلسطيني

طوفان الأقصى: وتحرّكت الجغرافيا ..هنا فلسطين! (فيديو)

'طوفان الأقصى' يشلّ حركة الطيران في تل أبيب

الناطق باسم كتائب القسام متوعدا الاحتلال: 'جيشكم تساقط كالجراد أمامنا'

تونس تُعرب عن وقوفها إلى جانب الفلسطينيين وتُؤكد حقهم في استعادة أرضهم

هجمات صاروخية من غزة.. وحماس تعلن انطلاق 'طوفان الأقصى'

الناطق باسم سرايا القدس: أسرى إسرائيليون في قبضتنا

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

في ظلال طوفان الأقصى “85”

في ظلال #طوفان_الأقصى “85”

الاعتياد على مشهدية #العدوان موت للضمائر وتبلدٌ للمشاعر

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في قطاع غزة ليس أمراً اعتيادياً يُسكتُ عنه ولا يُعارض، ولا مشاهد يومية لا تلفت الأنظار ولا تسترعي الانتباه ولا تثير الغضب، ولا هي أنشطة طبيعية للجيش لا تثير الشك ولا الريبة، ولا تخالف القوانين الدولية ولا أعراف الحروب ونُظمها، ولا هي برامج يومية ومهام دورية اعتاد عليها العالم واعتبرها مهام قانونية وأفعالاً مشروعة تجيزها القوانين وتقبل بها الأمم، ولا هي أفعالٌ يستطيع أن يقوم بها جيش الاحتلال بحريةٍ دون مسائلة، ووفق رغباته دون معارضة، وكأنه لا يقتل بشراً، ولا يدمر بلداً، ولا يقضي على حياة شعبٍ.

مقالات ذات صلة في الصميم 2024/06/26

بل هي جرائم دولية موصوفة، لم يشهد العالم مثلها أو ما يشبهها، لا لجهة نوعية الأسلحة التي تستخدم، أو الصواريخ التي تطلق، أو حجم القنابل وأوزانها، أو قوتها التفجيرية وآثارها التدميرية، وتواصلها واستمرارها، وشمولها واتساعها، ومداها ونطاقها، أو لجهة الأهداف التي تقصف، والمساكن التي تدمر، والمقار الدولية التي تنتهك، والمستشفيات وهيئات الدفاع المدني التي لا تحترم، والصحفيين والإعلاميين والأجانب الذين يعدمون،  والمدنيين الذين يقتلون، وعدد الأطفال والنساء الذين يستهدفون، أو مساحة المنطقة الضيقة التي تجري فيها العمليات الحربية، فضلاً عن حصارها وخنقها وتجويع سكانها وتعطيشهم، وحرمانهم من الغذاء والدواء والماء، بما يجعل حياتهم فيها مستحيلة، وبقاءهم فيها متعذراً.

الحقيقة التي يجب أن يدركها العالم وتعلم بها الشعوب، أن العدو الإسرائيلي يريد كي وعي الشعوب والأمم، وتخذير أذهانهم، وموت ضمائرهم، وكبت أصواتهم، وسلب إرادتهم، ومنع حراكهم، بل وخصي رجولتهم، وتقييد حريتهم، وإجبارهم على تجرع السم برضا، والقبول به بابتسامةٍ ورحابة صدر، ليجعل من عدوانه على الشعب الفلسطيني أمراً طبيعياً، وشيئاً عادياً متقبلاً، وكأنه ليس جريمةً دولية، ولا فعلاً شائناً، ولا عملاً كريهاً، فلا ينبغي استنكاره ولا التنديد به، وكأن ما يقومون به لا يستفز المشاعر، ولا يوخز الضمائر، ولا يثير الأحرار، ولا يفتت القلوب، ولا يفجر الغضب، ولا ينبغي أفعاله أن تحرك المشاعر الإنسانية لدى الشعوب أبداً، وأن تخلق رأياً عاماً شعبياً معارضاً له وناقماً عليه.

مضى على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم 264 يوماً متواليةً، كأشد ما تكون أيام الحرب والقتال، وكأثقل ما تكون اليالي وأصعب الأيام، لم تهدأ خلالها عمليات القصف والغارات الجوية، ولم تتراجع وتيرة القتل الوحشي، ولا أعداد الشهداء من كل الفئات العمرية والجنسين، ولم تتوقف مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن نقل الصورة، وبث الأخبار، وتسليط الأضواء وكشف الحقائق، وفضح ممارسات العدو وبيان جرائمه، من خلال الصور الموثقة والمشاهد المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية، ولا يخجل منها مدعو الحضارة والتمدن والديمقراطية.

إلا أن صمت العالم يزداد، وعجزه يتفاقم، وسلبيته تستمر، وغير مبالاته تخزي، فقد اعتادت عيونهم مشاهد القتل والدمار، وصور المذابح والإبادة، وتأقلمت آذانهم مع الصرخات والآهات، والشكاوى والأنات، وباتت عقولهم تتقبل ما يجري، وتتفهم ما يقوم به جيش العدو، وتراه عملاً طبيعياً لا ينبغي له أن يستفز المشاعر ويحزن النفوس، وكأن الذين يقتلون ليسوا بشراً، وليسوا شعباً يستحق الحياة، وبعضهم أصبح يبرر له جرائمه، ويفسر أمام الرأي العام عملياته، ويدعو المجتمع الدولي لحمايته من ضحاياه، والدفاع عنه أمام من يقتلهم ويدمر بيوتهم، والوقوف معه ضد من يقتلعهم من أرضهم ويطردهم من مناطقهم.

لم تعد الأخبار تصدم المتابعين وتفاجئ المراقبين، أو تغضبهم وتخرجهم عن طورهم، فالصورة تتكرر والخبر لا يتغير، والضحايا هم أنفسهم، والعائلات هي ذاتها، وبات خبر ارتكاب العدو عدداً من المجازر أمراً مألوفاً غير مريعٍ ولا يلفت الأنظار، ولا يعيره أحدٌ اهتمامه، وخبر “مقتل” مئات الفلسطينيين أمراً عادياً طبيعياً، يضاف عددهم إلى أعداد الشهداء السابقين، وإذا نقص العدد يوماً بضع عشراتٍ عن شهداء اليوم السابق، فإن العالم يصفق لجيش الاحتلال، ويتوجه قادة الدول الكبرى بالشكر إلى الحكومة الإسرائيلية، ويشيدون بسياستها المسؤولة التي أدت إلى تقليص عدد الضحايا الفلسطينيين، ويبالغون في شكرها وتمجيد رئيسها إذا سمح بعض الشاحنات التي تحمل ما لا يكفي أحداً من الطعام والشراب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

إنها جريمة تفوق الجريمة، وظلمٌ يتجاوز الظلم، وشراكةٌ في العدوان ولو بالصمت، ومسؤوليةٌ في الجريمة ولو بالعجز، إذا أصبح العالم يرى أن ما يجري في قطاع غزة أمراً يمكن احتماله، أو من الممكن التعامل معه وقبوله، فما يقوم به العدو الصهيوني يفوق الوصف، ويتجاوز الخيال، ولا يقبل به عاقل، ولا يوافق عليه غير قاتل، ولا يصمت عليه غير متآمر، ولا يتأخر عن استنكاره إلا شريكه، ولا يجبن عن صده إلا متخاذل، ولا يعتاد عليه إلا جاهل، ولا يبرر له إلا غِرٌ عاجزٌ.

بيروت في 26/6/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

مقالات مشابهة

  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ267 من "طوفان الأقصى"
  • تطورات اليوم الـ268 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ267 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عملية طوفان الأقصى تدخل يوماً جديداً.. أبرز التطورات
  • تطورات اليوم الـ266 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • جمعية الاجتماعيين تنظم ندوة حول آفة المخدرات
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي يبدأ نقل قواته إلى الحدود مع لبنان
  • في ظلال طوفان الأقصى “85”
  • مشعل: طوفان الأقصى فرض تحدٍ كبير على "إسرائيل"