"الموج للجولف" ينظم أول دوري جولف للشركات بالسلطنة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
مسقط- الرؤية
أعلن الموج للجولف إطلاق دوري جولف عمان والذي يعد أول بطولة جولف للشركات في السلطنة، بهدف إتاجة الفرصة للعديد من محبي الجولف من مختلف الشركات الرائدة المشاركين في البطولة التي تُدار بأسلوب "ستيبلفورد" لاحتساب النقاط، إذ يستضيف هذه البطولة ملعب الجولف الشهير المكون من 18 حفرة والحائز على العديد من الجوائز المرموقة.
وتشهد هذه الفعالية الفريدة التي تهدف إلى تعزيز بناء العلاقات بين الشركات من خلال الرياضة، مشاركة عدد من الفرق التي تتنافس للحصول على لقب "بطل دوري جولف عمان" في فبراير من العام القادم.
ويتميّز الموج للجولف- جوهرة التاج بالنسبة للعبة الجولف في السلطنة- بموقع مثالي على ساحل مسقط الساحر، وهو واحد من أفضل 100 ملعب مطل على المحيط في العالم، كما صُنّف أكثر من مرة ضمن أفضل ملعبين في المنطقة، وحصل على العديد من الجوائز الدولية بفضل تصميمه المليء بالتحديات ومرافقه الرائعة، ما يضمن للاعبين تجربة لعب لا مثيل لها.
وقال ناصر بن مسعود الشيباني الرئيس التنفيذي للموج مسقط: "سوف يكون دوري جولف عمان بمثابة علامة فارقة في جدول أعمالنا السنوي، حيث يسعى الموج للجولف من خلاله إلى دعم مفهوم بناء العلاقات التجارية وسط أجواء رياضية رائعة، ما يجعله وجهةً لدعم الأعمال وتعزيز التواصل بين الشركات".
وأضاف: "لقد حرصنا أثناء تجهيزنا لكل تفاصيل الدوري على منح الفرق تجربة غامرة على ملعبنا المصمم لاستضافة البطولات."
وتضم قائمة الفرق المشاركة في الدوري عددًا من أبرز الشركات في السلطنة، من بينها نماء لخدمات المياه وتنمية نفط عمان وأسياد وبنك نزوى وعمانتل ويوروبكار، ما يجعله فرصة فريدة للشركات لمشاركة شغفهم بالجولف وبناء العلاقات المثمرة.
وافتُتح الموج للجولف في عام 2012، وهو أول ملعب في السلطنة بنظام المروج الشاطئية ويمتد بطول 2 كيلومتر على ضفاف الساحل مما يمثّل تجربة لعب مليئة بالتحديات والمتعة للاعبين من مختلف المستويات، كما أنه أول ملعب في السلطنة يحصل على تصنيف من رابطة لاعبي الجولف المحترفين (PGA)، حيث استضاف بطولة عمان المفتوحة (الجولة الأوروبية) ثلاث مرات، وهو أول ملعب في المنطقة يستضيف الجولة العمانية ضمن البطولة الآسيوية، وهي منافسة آسيوية دولية بدعم من ليف جولف.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تأثير الحرب التجارية الأمريكية على القطاع اللوجستي العُماني
د. منصور القاسمي **
بعد إعلان الحرب التجارية العالمية التي تقودها الولايات المُتحدة الأمريكية تحت شعار "التعرفة المُتبادلة"، من خلال فرض تعريفات جمركية جديدة تراوحت بين 10% إلى 45% لتحرير الاقتصاد الأمريكي (بحسب وجهة نظرهم) وتعزيز قدرتها على التحكم في الأسواق العالمية، من خلال تقليص الهيمنة الاقتصادية والتجارية للدول المنافسة، نعتقد أنَّ هذه الحرب ستؤثر بشكل كبير على القطاع اللوجستي وسلاسل التوريدات العالمية؛ مما يُوجب علينا إعادة التفكير خارج الصندوق.
الولايات المُتحدة الأمريكية حريصة كل الحرص على استمرار تدفق المنتجات الأمريكية إلى دول العالم، ومن غير المُنصِف أن تكون هناك دول تفرض رسوماً جمركية أعلى على المنتجات الأمريكية بـ200% من الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على منتجات تلك الدولة، لكن فرض التعريفات الجمركية الجديدة سيكون له تبعات اقتصادية واجتماعية وسياسية. والقائمة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضم معظم الدول الكبرى، وتتصدرها الصين التي بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية لها لعام 2024 ما يقارب 43.85 تريليون يوان (حوالي 6 تريليونات دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 5% مُقارنة مع العام السابق (2023) من هذا المجموع، وبلغت قيمة الصادرات الصينية 3.58 تريليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 5.9% مُقارنة بالعام السابق. وتُشكّل الآلات، مثل: أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، إضافةً إلى معدات النقل والملابس، الجزء الأكبر من الصادرات الصينية لكثير من الدول. وأعتقدُ أن زيادة التعرفة الجمركية سوف تتسبب في تضخم الأسعار بمعظم الدول التي ترتبط بالتجارة مع الصين، وخصوصًا فيما يخص الاستراتيجيات المتعلقة بالشحن بمختلف المراحل؛ سواءً كان برًا أو بحرًا أو جوًا، إلى جانب عمليات النقل والتوزيع؛ مما يتطلب إعادة النظر في توسيع التعاون التجاري بين الدول المُنتِجة والمُستهلِكة.
وتعد سلاسل الإمداد العالمية واللوجستيات من أبرز القطاعات التي ستتأثر بشكل كبير نتيجة لارتفاع الأسعار؛ مما سيجعل من الصعب على الشركات الحصول على المواد الخام أو المنتجات المصنعة بشكل فعّال وبالأسعار المناسبة، وهذا بدوره سيؤدي إلى تقليل الكفاءة اللوجستية في التصنيع والنقل والتوزيع على مستوى العالم، ومن ثَمَّ تدهور كفاءة المنتج وارتفاع التكاليف اللوجستية وتباطؤ عمليات الشحن والتوزيع. كما إنَّ رفع الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات المستوردة، سيكون له الأثر المُباشر على تكلُفة المُنتَج. لذا سيكون من الضروري على الدول المُتأثِّرة إيجاد بدائل وحلول من خلال أنظمة لوجستية أكثر فاعلية وذكاء.
سلطنة عُمان بما لها من موقع استراتيجي مُتميِّز في منطقة الخليج العربي، تُعد من أبرز الدول في مجال النقل البحري واللوجستيات بمنطقة الشرق الأوسط. كما إنها من الدول المُصدِّرة للنفط والغاز، إضافة إلى العديد من المواد الأولية الأخرى مثل: النحاس، والحديد، والجبس، والرخام. وفي عام 2020، بلغ إنتاج سلطنة عُمان من النفط حوالي 1 مليون برميل يوميًا؛ ما يجعلها من أكبر المُنتِجين في المنطقة. وتذهب 70% من صادرات السلطنة النفطية إلى أسواق آسيا؛ بما في ذلك الصين والهند، وفي ظل استمرار هذه الحرب الاقتصادية، من المحتمل أن تتأثر أسواق السلع العُمانية المُصدِّرة إلى الأسواق الأمريكية والعالمية نتيجة للتعريفات الجمركية الجديدة، عدا المنتجات النفطية ومشتقاتها؛ مما سيرفع بالتالي تكاليف التصدير.
ومع مشاركة سلطنة عُمان في مشروع "الحزام والطريق" لتعزيز التعاون التجاري واللوجستي، يمكن لعُمان زيادة صادراتها إلى الأسواق الآسيوية من خلال الموانئ العُمانية. وقد بذلت السلطنة جهودًا كبيرة لتحسين بنيتها الأساسية اللوجستية، منها على سبيل المثال: ميناء صحار، الذي يُعد أكبر ميناء في السلطنة، وشهد في عام 2020 حركة حوالي 1.1 مليون حاوية نمطية؛ مما يبرز دور عُمان كمركزٍ رئيسيٍّ في التجارة البحرية الإقليمية. إضافة إلى ذلك، فإنَّ السلطنة قد استثمرت بشكل كبير في تطوير المنطقة الحرة في الدقم، وهي منطقة اقتصادية استراتيجية تهدف إلى جذب الاستثمارات وتعزيز التجارة، خاصة مع الدول الآسيوية. ولا تقتصر السلطنة فقط على استثمارات النقل البحري؛ بل تبذل السلطنة أيضًا جهودًا كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة.
ومن أبرز هذه المشاريع "محطة الدقم للطاقة الشمسية"، التي تعد من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في المنطقة، مما يعكس التزام السلطنة بتنويع مصادر طاقتها وتقليل الاعتماد على النفط. أما على الصعيد الإقليمي، تسعى السلطنة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وزيادة التجارة مع الدول العربية الأخرى لتخفيف آثار القيود الاقتصادية.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تفرضها الحرب الاقتصادية، فإن تأثيرها على السلطنة ستكون طفيفة على المستوى الاجتماعي وستتمكن من العبور بأمان بفضل استعدادها المسبق، فقد عملت السلطنة على تحسين البنية التحتية اللوجستية والتكنولوجية بشكل مستمر، وتعزيز التعاون مع دول أخرى. وهذه الخطوات ستساعد عُمان على مواجهة آثار الحرب الاقتصادية بشكل فعال وبخسائر أقل، كما ستسهم في تقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية وتوسيع نطاق تجارتها لتشمل أسواقًا جديدة بالمستقبل القريب.
** أكاديمي في علم اللوجستيات وسلاسل التوريد