هل تفجِّر الولايات المتحدة الوضع في اليمن لمعاقبة صنعاء على تضامنها مع غزة ؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
استنفرت الولايات المتحدة الأمريكية حاشدةً كل إمكاناتها وثقلها وتحالفاتها، في المنطقة العربية والعالم، من أجل دعم وحماية الكيان الإسرائيلي في حربه ضد المقاومة الفلسطينية التي لقنته درساً قاسياً خلال عملية "طوفان الأقصى"، السبت الماضي، واصطف إلى جانب واشنطن في دعمها الكبير والمعلن لإسرائيل الكثير من الدول الأوروبية والغربية، إلى درجة أن وزير الخارجية الأمريكية- خلال زيارته للمنطقة العربية لحشد المواقف والمساعدات الداعمة للكيان المحتل- أعلن أنه حضر إلى المنطقة بصفته يهودياً وليس وزيراً للخارجية، الأمر الذي فسّره مراقبون بأنه تأكيد واضح حد الوقاحة أن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض الحرب ضد الفلسطينيين كطرف لا يقل عن إسرائيل.
في المقابل، سجلت غالبية الدول العربية- خصوصاً المطبِّعة مع إسرائيل- مواقف مخزية خذلت الفلسطينيين وباعت بشكل نهائي قضية العرب المركزية، بل وأعلنت بدون أي تردد أو خجل تضامنها مع الصهاينة ضد أبناء فلسطين، ووضعت كل إمكاناتها العسكرية والسياسية والمالية رهن إشارة إسرائيل وتصرُّفها في كل ما تحتاجه، رغم أن استهداف الكيان الإسرائيلي للفلسطينيين بكل هذا العنف والحقد كان ملائماً جداً للإنهاء علاقاتها مع الكيان وتصحيح مواقفها والعودة إلى حيث ينبغي أن تكون، لكنها كما يبدو وصلت إلى نقطة اللا عودة إلى العز والكرامة العربية، وأصبحت تحمل عن إسرائيل أبرز صفاتها وهي الذلة والمسكنة.
لا شك أن معايير الدبلوماسية اختلَّت، ولم تعد وفق البروتوكولات والاتفاقات والقوانين الدولية الناظمة لعلاقات الدول مع بعضها، خصوصاً في حالات الحروب، فقد ذهبت تلك الدول إلى تصنيف المقاومة الفلسطينية المدافعة عن نفسها وشعبها والساعية إلى تحرير أرضها المغتصبة حركةً إرهابية، وجرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين حقاً دفاعياً مشروعاً، حتى وإن تجاوز ما يسمى قواعد الاشتباك التي تنص على حماية المدنيين والمنشآت المدنية خلال الحروب، لكن يبدو أن ما يدور على الأرض من الأفعال والاستمرار في المواجهة يتجاوز هذا الواقع المخزي، فصلابة ويقين الفلسطينيين تظهر أقوى من أي وقت مضى، وكشفت حتى الآن مدى عجز الجيش الإسرائيلي عن الاشتباك التلاحمي مع أبطال المقاومة، ومنذ الساعات الأولى للمعركة وهو يناشد ويطلب المساعدة من الولايات المتحدة، وحتى اللحظة لم يحقق أي انتصار فعلي، فحربه التي حشد العالم لدعمها لم تتجاوز قتل الأطفال والنساء والمدنيين قصفاً بطائراته الحديثة وقنابله المحرمة، أما على الأرض فلا يوجد سوى الرعب والاختباء في الملاجئ.
الإمارات، حصدت النصيب الأكبر من المذلة والعار، أكثر من غالبية الدول العربية، فقد اعتبرت وزارة خارجيتها عملية "طوفان الأقصى" تصعيداً خطيراً وجسيماً بحق الإسرائيليين، وأكد رئيسها محمد بن زايد- في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن- أن الإمارات تقف مع الكيان الإسرائيلي بكل إمكانياتها العسكرية والسياسية والإعلامية في حربه ضد الفلسطينيين، فكل ما يعني بن زايد ونظامه هو ألّا يتضرر تحالفه مع الإسرائيليين، ويتضح ذلك بشكل أكبر في مسارعة أبوظبي إلى إبلاغ اليهود- عبر الاتصالات المباشرة مع قياداتهم ومن خلال قنوات دبلوماسية متعددة- عن استعدادها التام للدعم والتضامن مع الكيان- قيادةً وجيشاً- وإسناده بكل ما تتطلبه حربه مع الفلسطينيين.
في السياق، تسعى الولايات المتحدة إلى معاقبة الدول والشعوب المتضامنة مع الفلسطينيين وتدفيعها ثمناً باهظاً لتلك المواقف، ففي اليمن وبالتزامن مع تنامي الغضب الشعبي والرسمي ضد وحشية الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وتهديد صنعاء بالتدخل ودعم وإسناد المقاومة، طالبت الخارجية الامريكية مواطنيها في اليمن بسرعة التسجيل عبر برنامج المسافر الذكي لتلقي رسائل الطوارئ، مشيرةً- في بيان- إلى أن إدارة بايدن وجهت سفاراتها في القاهرة وجيبوتي والرياض بسرعة التواصل مع رعاياها في اليمن.
من جهة أخرى- وعلى خلفية تضامن صنعاء مع فلسطين وتلويحها بالدخول على خط المواجهة- كشفت قناة "الحدث" السعودية أن الولايات المتحدة وافقت على استئناف تقديم الدعم العسكري، الذي كانت تقدمه للنظام السابق، إلى الفصائل الموالية للتحالف، الأمر الذي يعني استئناف المواجهات العسكرية التي توقفت بنسبة كبيرة منذ بدأت مشاورات الهدنة بين الرياض وصنعاء، وتفجير الأوضاع مجدداً لإبعاد صنعاء- التي تتنامى قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ- وإلهائها عن تطورات الحرب في غزة.
وأشارت "الحدث" إلى أن صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان بوزارة دفاع الشرعية، ناقش مسألة استئناف الدعم مع مسئول القيادة المركزية للقوات الأمريكية مايكل كوريلا، وهو ما يفسر استدعاء الولايات المتحدة "بن عزيز" لزيارتها الأسبوع الماضي ولا يزال هناك، بالإضافة إلى تحركات المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الساعية لتعقيد ملف التفاوض بين صنعاء والرياض خصوصاً ما يتعلق بصرف المرتبات وفتح الموانئ والمطارات، وكل ذلك يعني ضمنياً تأديب صنعاء نتيجة مواقفها الداعمة للفلسطينيين، وذلك ضمن تحوّل الولايات المتحدة إلى غرفة عمليات لإدارة حرب إسرائيل ضد المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة، وإسنادها بتحشيد الدعم للكيان الإسرائيلي على مستوى العالم .
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی الولایات المتحدة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو إلى حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحذر من تقويض حل الدولتين
دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى إيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لتجنب عواقب كارثية قد تمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط.
في هذا السياق، حذّر مهند هادي، نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، من أن أي محاولة لتقويض حل الدولتين قد تؤدي إلى انهيار المبادئ والهياكل المؤسسية المتعلقة بالصراع، مما سيترتب عليه تأثيرات مضاعفة على الأمن والاستقرار العالمي.
أهمية حل الدولتين وتأثيراته الإقليمية والدولية
في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي عبر الفيديو، شدد هادي على ضرورة أن يبقى الحل السياسي هو الخيار الوحيد للصراع، داعيًا إلى تجنب الحلول العنيفة التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة.
وقال إن إضعاف أو تدمير الحلول السياسية المستندة إلى حل الدولتين سيكون له تبعات كبيرة تمتد لأبعد من المنطقة نفسها، لتؤثر على الأمن الدولي والاستقرار السياسي.
وأكد هادي، الذي يشغل أيضًا منصب منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أن العنف المستمر، مثل هجمات 7 أكتوبر 2023، لا ينبغي أن يتكرر مرة أخرى.
كما أشار إلى أن التعامل مع المناطق الفلسطينية (غزة والضفة الغربية) يجب أن يكون بشكل موحد كأساس لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع ضرورة الحفاظ على السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.
الدور الحيوي للمجتمع الدولي في تحقيق السلامدعا هادي إلى دعم دولي متجدد لدعم الدبلوماسية وتوفير بيئة مواتية لتحقيق حلول سلمية للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وأكد على أهمية الضغط الدولي من أجل وقف إطلاق النار في المنطقة، والتفاوض على إطلاق الرهائن، وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال لضمان سلامة جميع الأطراف في الصراع، بما في ذلك الفلسطينيين والإسرائيليين.
الوضع الإنساني في غزة والمعاناة المستمرةوفي سياق متصل، وصف هادي الوضع الإنساني في غزة بأنه كارثي، حيث لا يزال الرعب مستمرًا دون أفق واضح.
وتطرق إلى أن العمليات العسكرية المكثفة من قبل الجيش الإسرائيلي في شمال غزة تسببت في وقوع العديد من الضحايا، إلى جانب تدمير البنية التحتية المدنية.
وأشار إلى أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية لا يزال يواجه صعوبات كبيرة، سواء بسبب العنف الناتج عن الجماعات المسلحة الفلسطينية أو بسبب حظر دخول المساعدات من قبل الأطراف المختلفة.
كما شدد على أن الإنسانية تواجه مخاطر كبيرة في غزة، حيث إن توفير الدعم الحيوي لملايين المدنيين أصبح مهددًا بشكل دائم.
التزام إسرائيل بتسهيل وصول المساعدات الإنسانيةشدد هادي على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية بشكل سريع وغير مقيد، وذلك لضمان سلامة المدنيين في غزة.
كما أكد أن الضغط الدولي على جميع الأطراف في الصراع مهم لضمان الوصول الآمن للمساعدات وتوفير احتياجات الحياة الأساسية للمتضررين.