• الـتأخر في العلاج قد يعرّض حياة المريض للخطر
• زراعة الخلايا الجذعية أو زراعة نخاع العظم هي العلاج الوحيد المعتمد للشفاء من المرض

في إطار الحملات الصحية التوعوية التي تستهدف زيادة الوعي ضد بعض الأمراض الموروثة، التي يزيد الإصابة بها عامًا بعد عام، مثل الأنيميا المنجلية، صرح الطبيب عبدالله آل زايد، استشاري باطنية وأمراض دم ومدير برنامج زمالة أمراض الدم بشبكة القطيف الصحية، بأن فقر الدم المنجلي هو مرض يلازم المريض منذ ولادته، ويعيش معه طيلة حياته.

وإضافة إلى أعراض الأنيميا فإن الألم يعتبر السمة البارزة في مرض فقر الدم المنجلي؛ إذ يتأرجح مريض فقر الدم المنجلي بين الآلام المزمنة والآلام الحادة، كما أنه يكون عرضة للالتهابات مما ينتج عنه عدوى وتدهور في حالة المريض، وخصوصًا إذا أصيب بنوبة الصدر الحاد أو بالنوبات الدماغية، وكلتاهما يجب معالجتها على وجه السرعة وإلا تعرضت حياة المريض للخطر.
وأضاف بأن هناك فرضيتَين في تفسير انتشار فقر الدم المنجلي في دول الخليج؛ إذ يعتقد بعض العلماء أن سمة الأنيميا المنجلية ظهرت إما نتيجة طفرة جينية، حدثت بسبب طفيل الملاريا؛ إذ كانت المنطقة موبوءة بالملاريا وقتها، أو بسبب الهجرات التي كانت تحدث بين الهند ودول الخليج، وكذلك هجرات الأفارقة وجنوب المملكة. ويلاحظ أن النوع المنتشر في المنطقة الشرقية هو النوع نفسه الموجود في شبه القارة الهندية، بينما النوع الموجود في جنوب المملكة هو النوع نفسه الموجود في إفريقيا.
يذكر أن أول حالة يتم تشخيصها بالأنيميا المنجلية في المملكة كانت بين موظفي شركة أرامكو، ولكن يجب أن نذكّر بأنه قبل عام 1958م لم يتم تشخيص أي حالة لفقر الدم المنجلي في منشآت أرامكو الصحية، ولا بين موظفي أرامكو، سواء السعوديون أو الأجانب. وأول تقرير تم نشره عن فقر الدم المنجلي كان في سنة 1963م، وكان بين موظفي الشركة، وذكر التقرير حينها أن أغلب الموظفين المصابين كانوا من القطيف والأحساء.
تجدر الإشارة إلى أن مرضى الشرقية في المملكة العربية السعودية لديهم سمة ثلاسيميا ألفا أكثر من مرضى الجنوب، كما أن مستوى الهيموجلوبين الكلي والهيموجلوبين الجنيني أعلى في مرضى الشرقية ومرضى دول الخليج؛ وهذا ما يجعل شدة المرض تبدو أخف ظاهريًّا، ويتأخر ظهور المضاعفات في مرضى الشرقية -نوعًا ما- مقارنة بمرضى مناطق جنوب الجزيرة العربية.
وعلى أية حال، فإن كلا النوعين يشترك في أغلب الأعراض والمضاعفات وإن تفاوتت النسب بينهما من حيث الانتشار والشدة.
وعن العلاجات الجديدة يُذكر أن هناك أكثر من 30 علاجًا، لا تزال تحت الدراسة، ولكن ينبغي الإشارة إلى أن أفضل العلاجات المتاحة حاليًا هو علاج الهيدروكسي يوريا، وهو علاج فعال جدًّا، وله أكثر من خمسة وعشرين عامًا يُستخدم لهذا المرض.
كما أن هناك بعض العلاجات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة، مثل: فوكسلوتور وإل-غلوتامين L-gutamine. وتهدف هذه العلاجات إلى السيطرة على المرض وليس الشفاء منه.
وتبقى زراعة الخلايا الجذعية أو زراعة نخاع العظم هي العلاج الوحيد المعتمد للشفاء من المرض. ويُفضل أن تكون الزراعة قبل عمر ستة عشر عامًا لتكون النتائج أفضل، ولكن قد تتم الزراعة بعد هذا العمر وبنتائج جيدة جدًّا.
كما أن هناك العلاج الجيني الذي يعتبر أحد العلاجات الواعدة لفقر الدم المنجلي. وفي الحقيقة، نحن على وشك الوصول للحظة تاريخية لهذا العلاج! فبالتأكيد نحن أقرب إليه بكثير مما كنا عليه في أي وقت مضى؛ إذ كنا نسمع عن العلاج لأكثر من عقدين من السنوات، ولم نصبح أقرب إليه مثل الآن؛ فهناك أمل كبير في أن نتمكن من تقديم علاج شافٍ لـمرضى فقر الدم المنجلي قريبًا، والمتوقع أن يكون في غضون أقل من ثلاثة أشهر.

اقرأ أيضاًالمجتمعوزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان يتفقد عدداً من المشاريع التنموية بمنطقة حائل

* نبذة عن تاريخ اكتشاف المرض عالميًّا:
في عام 1904م، وتحديدًا في اليوم التالي للكريسمس، دخل مريض اسمه والتر كليمنت نويل أحد مستشفيات شيكاغو شاكيًا من ضيق في التنفس. وعند فحص فيلم الدم وُجدت “أشكال خلايا تشبه شكل الكمثرى وأخرى ممدودة”؛ فهرع طالب الامتياز والمتدرب إرنست آيرونز إلى مشرفه الدكتور جيمس هيريك، الذي أكد وجود هذه “الخلايا منجلية الشكل”.
وفي عام 1910 نشر هيريك أول ورقة بحثية تتحدث عن حالة والتر كلمنت نويل، وهي حالة أصبحت تُعرف فيما بعد باسم فقر الدم المنجلي.

عبدالله آل زايد (استشاري باطنية وأمراض دم ومدير برنامج زمالة أمراض الدم بشبكة القطيف الصحية)
المملكة العربية السعودية – 16 أكتوبر 2023

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية أن هناک علاج ا کما أن

إقرأ أيضاً:

8 قواعد ذهبية تحميك من المرض أثناء الرحلات الجوية الطويلة

#سواليف

بين #مقاعد_متقاربة و #هواء_جاف ومساحات لا تخلو من #الجراثيم، تتحوّل #الرحلات_الجوية_الطويلة في كثير من الأحيان من بداية لمغامرة إلى بوابة للإرهاق أو العدوى. ورغم صعوبة تجنّب التعرّض لبعض الملوثات على متن الطائرة، إلا أن خبراء الصحة يؤكدون أن بعض الخطوات البسيطة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في حماية المسافرين من الأمراض.

فيما يلي 8 نصائح ذهبية تقيك من متاعب السفر وتحافظ على نشاطك وصحتك من الإقلاع حتى الهبوط، وفقاً لما ورد في “ndtv”.

الماء أولاً.. لا تدع الجفاف يُفسد رحلتك

انخفاض الرطوبة داخل الطائرات قد يصل إلى أقل من 20%، ما يعرّض الأغشية المخاطية للجفاف ويُضعف مناعة الجسم. لتفادي ذلك، يُوصى بشرب كوب ماء (250 مل) كل ساعة، والابتعاد عن الكحول والكافيين، مع استخدام مرطبات للوجه والبشرة.

مقالات ذات صلة تعرف على الدخل السنوي للملك تشارلز 2025/07/03 جهّز مناعتك مسبقاً.. لا تنتظر الطائرة

ضغط السفر يؤثر سلباً على الجهاز المناعي. ولتحصينه، احرص على النوم الكافي، وتناول أطعمة غنية بالفيتامينات، ويمكنك الاستعانة بالمكملات مثل فيتامين C والزنك، لكن بانتظام لا على شكل جرعات طارئة.

الكمامة لم تفقد أهميتها

رغم انحسار استخدامها، تظل الكمامة خياراً ذكياً، خاصة عند الجلوس قرب مسافر يعاني من أعراض برد أو سعال. احمل كمامة من نوع N95 أو FFP2، وارتدِها عند الحاجة.

طاولات الطعام.. بؤر خفية للبكتيريا

تشير دراسات إلى أن طاولات الطائرة قد تكون من أكثر الأسطح تلوثاً، خاصة في الرحلات المتعاقبة. عقم الطاولة، وحزام الأمان، ومسند الذراع، وتجنّب وضع الطعام مباشرة دون حاجز.

تحرّك.. دمك بحاجة إلى دورة

الجلوس لفترات طويلة يزيد خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة. يُنصح بالتحرك كل ساعتين على الأقل، أو أداء تمارين بسيطة للقدمين والساقين أثناء الجلوس.

نم بذكاء.. لا بعشوائية

النوم أثناء الطيران ضروري للتعافي الجسدي. استخدم سدادات الأذن، وقناعاً للعين، ووسادة رقبة داعمة. وتجنّب الكافيين، ويمكنك استشارة طبيبك بشأن استخدام الميلاتونين.

لا تلمس وجهك.. دون وعيك

يلمس الإنسان وجهه عشرات المرات في الساعة، ما يزيد احتمال نقل الجراثيم. احمل معقّم يدين يحتوي على 60% كحول، وكن حذرًا بعد لمس الأسطح العامة.

لا تأمن لبطانيات الطائرة

في رحلات قصيرة، قد لا يتم غسل البطانيات والوسائد بين الرحلات. الأفضل أن تحمل وسادتك الخاصة ووشاحاً ناعماً يمنحك الدفء والطمأنينة.

الوقاية تبدأ قبل الإقلاع

الطائرة بيئة مزدحمة ومغلقة، لكن بالإعداد المسبق والعادات الصحية السليمة، يمكنك تقليل خطر العدوى بشكل كبير. لا تنتظر أن تشعر بالتعب، بل كن أنت من يمنح جسمك أماناً حتى في الجو.

مقالات مشابهة

  • 8 قواعد ذهبية تحميك من المرض أثناء الرحلات الجوية الطويلة
  • عطل يصيب منصة إكس
  • قومي البحوث يدعم المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة
  • مصرع شخص وإصابة 11 آخرين فى انقلاب ميكروباص على طريق جمصة المنصورة
  • شاهد على شجاعة البيشمركة.. الإهمال يصيب واحد من أكبر التماثيل بالعراق
  • استشاري: الكشف المبكر عن سرطان العظام يرفع نسب الشفاء إلى 70%
  • انهيار شرفة في بوسطن يصيب 9 أشخاص
  • تصاعد التوتر بين العليمي وطارق صالح.. بين طموحات الأخير وأوهام السلطة الوراثية (تقرير)
  • الأردن.. تسمم كحولي يصيب العشرات بين وفاة وحالة حرجة
  • كل ما لا تعرفه عن مرض الصفراء للأطفال