منذ اندلاع المواجهة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى"، تتجه الأنظار نحو حزب الله في جنوب لبنان.

ويمثل موقف الحزب اللبناني من الانخراط في المواجهة من عدمه عاملا حاسما في مسار المعركة، حيث أثارت سلسلة من الاشتباكات على طول الحدود في جنوب لبنان وشمال فلسطين التساؤلات عن اندلاع جبهة ثانية، إذ لم تتوقف الاشتباكات والقصف المتبادل بين الجانبين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وكان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، أعلن منذ الساعات الأولى أن "حزب الله لا يقف على الحياد في هذه المواجهة".


ما أبرز المحددات التي تؤثر في اندلاع مواجهة بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان؟

تربط حركة حماس علاقة وثيقة مع حزب الله، ومن ورائه إيران، وقد تصاعد الحديث مؤخرا عما يسمى "وحدة الجبهات" أو "تعدد الساحات" في إشارة إلى اشتراك قوى المقاومة الفلسطينية؛ وبخاصة حركتا حماس والجهاد الإسلامي، مع حزب الله اللبناني والحركات المسلحة الموالية لإيران في مواجهة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وتشكل معركة "طوفان الأقصى" هذه الأيام اختبارا عمليا لإستراتيجية "تعدد الجبهات"، رغم أن هذه الإستراتيجية لم يعبر عنها بشكل رسمي من أي من المكونات المعنية كونها إستراتيجية متبعة وذات سياق ميداني.

وغالبا ما كان تتم الإشارة إليها في سياق الحديث عن وحدة الموقف من الاحتلال الإسرائيلي وتبني خيار المقاومة ضده، بالإضافة للإشارة إلى عمق العلاقة بين حركات المقاومة في المنطقة.

وفي ظل طبيعة علاقة حزب الله مع حركة حماس والتأثير المتبادل لوضعية كل منهما على الآخر، ومنذ اليوم الأول لاندلاع معركة "طوفان الأقصى"، باشر حزب الله بسلسلة من العمليات ضد أهداف عسكرية "إسرائيلية" في مزارع شبعا اللبنانية.

الأمر الذي جعل من سيناريو اندلاع مواجهة في الجنوب اللبناني مطروحا على طاولة جميع الأطراف المعنية.

في المقابل، بدا واضحا أن ردة الفعل الأولى لإدارة بايدن على عملية "طوفان الأقصى" كانت موجهة بالدرجة الأولى نحو منع تصعيد المواجهة بتحذيرها "أطرافا إقليمية"، يقصد بها حزب الله وإيران، من استغلال الموقف الهش الذي ظهرت به دولة الاحتلال الإسرائيلي وفتح جبهات أخرى.

ويشير الموقف الأميركي الذي عبّر عنه الرئيس جو بايدن، وتم التأكيد عليه عبر تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض، أن إدارة بايدن لا تستبعد هذا الخيار من حساباتها، بل وتعتبره التهديد الأبرز التي قد يؤثر بعمق في سير المواجهة مع المقاومة في قطاع غزة.


محددات موقف حزب الله

يرتبط موقف حزب الله من الدخول في المواجهة الحالية بعدة محددات أبرزها؛ الموقف الأميركي الأكثر تأثيرا على حسابات حزب الله.

حيث أرسلت إدارة بايدن رسائل واضحة في هذا الصدد، كما أرسلت حاملة طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط كتحذير لحزب الله وإيران من عدم تصعيد المواجهة.

كما تشكل وضعية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وقدرتها على الحفاظ على الإنجاز الإستراتيجي الذي تم تحقيقه منذ بداية "طوفان الأقصى"، وقدرتها على التعامل مع ردود الفعل الأميركية والإسرائيلية، عوامل مهمة جدا.

ويقاس هذا الموقف بالقدرة على مواصلة القتال وإدارة العمليات والمحافظة على القيادة والسيطرة.

الأمر الذي يشير إلى أن محدد مراعاة العلاقة الإستراتيجية مع حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية والتأثير المتبادل بينهما يظهر جليا في حسابات حزب الله.

بالإضافة لذلك، فإن الموقف الإيراني من المواجهة، وزاوية النظر وتقدير الموقف الإيراني لردة الفعل الأميركية والدولية تؤثر بشكل حاسم على موقف حزب الله، نظرا لطبيعة العلاقة شبه البنيوية بين الجانبين وتأثير ذلك على احتمالية توسع المواجهة لتشمل إيران نفسها.

فإيران ستكون أقرب للانخراط في المواجهة في حال تعرض كل من حزب الله وحماس لحرب قاسية بغطاء أميركي وغربي.

ولا تشير المعطيات السابقة لمعركة "طوفان الأقصى" أن إيران راغبة في التصعيد بالمنطقة، بل إنها اتخذت سلسلة من السياسات الإقليمية الهادفة لخفض التصعيد والاستفادة من موقف إدارة بايدن الساعي لنفس الاتجاه في التخفيف من الضغط وآثار العقوبات عليها، إلا أن الموقف الذي فرضته معركة "طوفان الأقصى" قد يجبر جميع الأطراف على إعادة حساباته.

كما يضع حزب الله في حساباته مواقف الأطراف اللبنانية المختلفة، فالانقسام السياسي والطائفي في لبنان معقد مع حسابات حزب الله، خاصة في حال أدت المواجهة لحالة تدمير واسعة ونزوح للسكان، ومما يعقد الموقف أكثر الحالة الاقتصادية المتردية التي يعيشها لبنان منذ سنوات.


خيارات حزب الله ما دون المواجهة

وفي ظل هذه المحددات، لدى حزب الله عدة خيارات للتعامل مع الوضع الذي فرضته معركة "طوفان الأقصى".

وأول هذه الخيارات ما يتم فعليا منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهة باقتصار العمليات العسكرية على مزارع شبعا كونها أراضي لبنانية محتلة.

بمعنى أن العمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ضمن قواعد الاشتباك التقليدية، ويمكن تبريرها في السياق الدولي والقانوني.

في الوقت نفسه، لدى حزب الله مساحة أخرى للمناورة عبر السماح لمجموعات المقاومة الفلسطينية في لبنان لتنفيذ عمليات عبر الحدود مع تأمين الغطاء السياسي والميداني لها دون الإعلان عن تبنيها.

الأمر الذي قد يستفيد منه الطرف الإسرائيلي الراغب أيضا بعدم توسع المواجهة لجبهة جديدة.

الأمر نفسه ينطبق على تنفيذ عمليات إطلاق للصواريخ والقذائف أو تنفيذ عمليات دون تبنيها من أي جهة.

وهذا يحقق لحزب الله مقدرة للضغط على دولة الاحتلال ومنع استفرادها بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ولا يحمله تبعات واسعة ومبررة، حيث عادة ما تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي برد محدود وموضعي لمثل هذه العمليات.

كما تشكل جبهة الجولان التي يمتلك حزب الله فيها وجودا عسكريا خيارا إضافيا لسلسلة الخيارات التي يدير بها حزب الله التصعيد في جنوب لبنان وفق تطورات المشهد القتالي في قطاع غزة.

الأمر الأكثر مراقبة من جميع الأطراف هو وصول حزب الله إلى لحظة الاضطرار لرفع وتيرة عملياته إلى ما يقرب من الحافة مع اشتداد الحرب في قطاع غزة وفرض التهجير على السكان وارتفاع الخسائر في الأرواح وتهديد وضعية المقاومة هناك، وخاصة في حالة حدوث توغل بري كبير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكلما اقترب حزب الله من مستوى من هذا الموقف، زادت احتمالات انخراطه في حرب واسعة.

وتشكل الساعات والأيام القليلة المقبلة اختبارا عمليا لقدرة الأطراف على تجنب مواجهة واسعة يشترك فيها حزب الله.

يأتي ذلك في ظل تصعيد نبرة الخطاب الإيرانية التي عبّر عنها وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان حين أكد "أنه لا أحد بإمكانه ضمان بقاء الوضع في المنطقة على ما هو عليه إذا استمرت جرائم النظام الصهيوني".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دولة الاحتلال الإسرائیلی المقاومة الفلسطینیة فی جنوب لبنان طوفان الأقصى فی قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان وتؤكد ثقتها بقدرة حزب الله على الرد

يمانيون../

أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان، والذي تمثل بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية “البيجر”، في عددٍ من المناطق اللبنانية، وتؤكد ثقتها بقدرة حزب الله على الثأر والرد القوي على الاحتلال، على نحو يلجم العدوان.

حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أدانت بشدة، العدوان الصهيوني الإرهابي الذي استهدف مواطنين لبنانيين، عبر تفجير أجهزة اتصالات في مناطق متعددة من الأراضي اللبنانية، وأدى إلى إصابة الآلاف بين المواطنين، من دون تفريقٍ بين المقاومين والمدنيين، واستشهاد عدد منهم.

ورأت حماس أن العدوان “جريمة تتحدى كل القوانين والأعراف”، محمّلةً حكومة الاحتلال “المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الجريمة الخطيرة”.

وأشارت الحركة، في بيانها، إلى أن هذه الجريمة “تأتي في إطار العدوان الصهيوني الشامل على المنطقة، وسياسة العربدة والغطرسة التي تتبناها حكومة الاحتلال، متسلحة بدعم أميركي يوفر غطاءً لجرائمها”، مؤكدةً أن “هذا التصعيد الإجرامي لن يقود كيان الاحتلال الإرهابي إلا إلى مزيد من الفشل والهزيمة”.

وثمنت حركة “حماس جهاد إخواننا في حزب الله وتضحياتهم، وإصرارهم على مواصلة دعم شعبنا الفلسطيني في غزة وإسناده”، مؤكدةً تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني وحزب الله، ومشددةً على أن “جرائم الاحتلال الفاشي لن توهن عزيمة شعوبنا الحرة، ولن تكسر إرادة المقاومة لديها”.

ورأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن “العملية الغادرة التي نفذتها أجهزة الكيان الصهيوني عبر تفجير أجهزة اتصال، هي جريمة حرب موصوفة، ألحقت أضراراً بالغة بعدد كبير من المدنيين الآمنين داخل بيوتهم، بناءً على نية غدر مبيتة”.

وقالت الحركة، في بيانٍ، إن لجوء العدو إلى هذا الخيار يدل على مستوى الإحباط وضيق الخيارات التي بات يمتلكها بعد الضربات التي تلقاها من أكثر من جبهة من جبهات إسناد الشعب الفلسطيني.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي ثقتها التامة بأن المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) قادرة على امتصاص هذه الضربة الغادرة واحتواء نتائجها سريعاً، وأنها سترد بما يتلاءم مع حجم الجريمة واستهداف المدنيين داخل بيوتهم، ولاسيما منهم عوائل المقاومين.

وأدانت حركة المجاهدين الفلسطينية، بدورها، “الجريمة القذرة وغير الأخلاقية، والتي استهدفت أجهزة اتصالات لبنانية، وأدت إلى استشهاد (9 لبنانيين) واصابة الآلاف من أشقائنا في لبنان، ويقف وراءها العدو الصهيوني الجبان”.

ورأت الحركة في الجريمة “جزءاً من الحرب الإجرامية التي تقودها حكومة نتنياهو ضد أمتنا، بدعم من الإدارة الأمريكية المجرمة”، محملةً الأخيرة “المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة النكراء وكل الجرائم الصهيونية”.

وأكدت حركة المجاهدين أن العدو لن يفلح في سعيه من خلال جرائمه الجبانة والغادرة لكسر إرادة المقاومة في أمتنا، أو ثني المجاهدين في حزب الله ولبنان عن مواصلة إسنادهما قطاع غزة، الذي يتعرض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية.

وشددت الحركة على “تدفيع العدو الصهيوني المجرم ثمن جرائمه البشعة بحق شعبنا وأمتنا”، مؤكدةً أن “عليه أن يدرك أنه في معركة مفتوحة مع كل القوى الحية في الأمة”.

ودعت حركة المجاهدين، في بيانها، الأمة وقواها الحية إلى “التوحد والاصطفاف في مواجهة عدو الأمة المركزي، الكيان الصهيوني المجرم، وراعيته الإدارة الأمريكية المجرمة”.

وأدانت ألوية الناصر صلاح الدين الجريمة الهمجية بحق أبناء الشعب اللبناني الشقيق، والتي أدت الى إرتقاء عدد من الشهداء، وأوقعت مئات الجرحى والمصابين.

وقالت، في بيانٍ، إن الجريمة الصهيونية المروعة جاءت نتيجة الفشل الصهيوني العسكري الكبير في إيقاف جبهة الاسناد اللبنانية، خلال معركة طوفان الأقصى المستمرة، ورأت فيها محاولة يائسة لإيقاف جبهة الإسناد اللبنانية المشتعلة، والتي يمثل حزب الله والمقاومة الإسلامية رأس حربتها.

وشدّد بيان ألوية الناصر صلاح الدين على الثقة بـ”قدرة الأشقاء في المقاومة الإسلامية وحزب الله على الثأر والرد على هذه الجريمة النكراء، والاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته ودعمهما، مهما كانت التضحيات”.

وأدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين العمل الإجرامي بحق لبنان واللبنانيين، مؤكدةً أنه مجزرة وجريمة حرب جديدتان، تتطلبان الإدانة الدولية والمحاسبة.

ورأت الجبهة أن الجريمة دليل واضح على فاشية كيان الاحتلال، مؤكدةً أنه ما كان ليجرؤ على ارتكابها لولا الصمت الدولي والدعم الأمريكي والأطلسي الفاضح لسياسته ومجازره المستمرة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وسعيه لإشعال الحرب في الإقليم بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه في العدوان على غزة.

وقالت الجبهة الديمقراطية إن هذا العدوان لن يزيد المقاومة في لبنان إلا ثباتاً وإصراراً على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني، عبر مختلف الأشكال الممكنة.

وشددت على ثقتها بقدرة المقاومة على التعامل مع هذا العدوان الذي يدل على فشل الاحتلال وهزيمته في ضرب المقاومة، التي لن تثنيها هذه المجازر عن مواصلة مقاومتها ومواجهتها الاحتلال الإسرائيلي.

ورأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن العدوان الأخير الغادر يمثّل “تصعيداً صهيونياً خطيراً، ويأتي في سياق محاولة جديدة لإرباك الوضع الأمني في لبنان وزعزعة استقراره”.

وقالت الجبهة، في بيان، إن “هذا التصعيد الصهيوني الواسع يُشن بتنسيقٍ مؤكدٍ مع الولايات المتحدة وقوى غربية، ويهدف إلى ضرب العمق اللبناني ومحاولة إضعاف المقاومة، التي أثبتت مراراً قدرتها على مواجهة هذه الأحداث الخطيرة”.

وأكدت الجبهة وقوفها وتضامنها الكاملين مع لبنان والمقاومة فيه، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين.

وشددت الجبهة الشعبية على تيقنها من “قدرة المقاومة على امتصاص هذا العدوان الغادر، والرد بصورة قوية تعكس تماسكها وصلابتها”، جازمةً بأن هذه العمليات “لن تثني المقاومة في لبنان عن مواصلة دعمها للمقاومة في غزة في معركتها المستمرة ضد الاحتلال”.

وأكدت الجبهة أن التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن عدوان واسع على لبنان لن تواجَه إلا بمزيدٍ من الصمود والمقاومة، مشيرةً إلى أن أبناء الشعب اللبناني وقواه المقاومة أثبتوا مراراً أنهم قادرون على إفشال أي مخطط يستهدفهم، والرد على التصعيد بتصعيدٍ أكبر.

حركة الأحرار الفلسطينية، أدانت بدورها الاعتداء الصهيوني الغاشم على لبنان الحبيب، معتبرةً أن هذه الجريمة النكراء ضد سيادة لبنان وشعبه هي استمرار لعنجهية نتنياهو وحكومته المتطرفة الهاربة إلى الأمام.

ورأت أن نتنياهو يعتقد أنه بعدم قبوله وقف العدوان على غزة ونقل المعركة إلى الجبهة الشمالية بسبب الضغط الشديد الذي يواجهه في الجبهة الجنوبية، سيطيل عمر حكومته من خلال استمرار حالة الطوارئ.

وأكدت الحركة أن نتنياهو يجر كيانه إلى الهاوية، وأن ما لقيه في قطاع غزة سيواجه أضعافه في لبنان، مشيرةً إلى أنه إن كان يعتقد أنه بهذه الجريمة سيضعف من محور المقاومة وجبهة الإسناد، فالأيام القليلة القادمة كفيلة بصفعه على وجهه.

وشددت حركة الأحرار على ثقتها برجال المقاومة الإسلامية في لبنان وبأن “ردهم القاسي سينسي نتنياهو وساوسه ويسقط حكومته”.

وأدانت جبهة التحرير الفلسطينية جريمة الاحتلال الاسرائيلي بالتفجيرات التقنية، مؤكدةً تضامن الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهته.

ودعت الجبهة إلى “تكاتف كل الجهود لمواجهة هذا العدو المجرم الذي تخطى كل المحرمات الإنسانية في استهدافاته من غزة إلى الضفة الغربية وآخرها اليوم.”

وأدانت حركة فتح الانتفاضة بأشد العبارات “الجريمة الإرهابية التي أقدم عليها الاحتلال ضد الشعب اللبناني الشقيق ورفقاء الدم والسلاح في حزب الله”، مؤكدةً بأن “هذا الإجرام ناتج عن فشله امام المقاومة اللبنانية”.

وأكدت الحركة في بيانٍ لها “وقوفها إلى جانب الإخوة الأعزاء في حزب الله والشعب اللبناني الشقيق”.

وأعرب حزب الشعب الفلسطيني، أيضاً، عن إدانته الشديدة لـ”الهجوم الإجرامي الذي استهدف آلاف المواطنين من أبناء الشعب اللبناني الشقيق”، مؤكداً “وقوف أجهزة استخبارات الاحتلال الصهيوني وراء هذا العمل الإرهابي”.

البرغوثي: نتنياهو سيفشل ومخططاته ستنكسر

وقال الأمين العام للـ”مبادرة الوطنية الفلسطينية”، مصطفى البرغوثي، إن الهجوم الإجرامي عمل إرهابي ومس بالمدنيين الأبرياء، ويمثل تنفيذاً لمؤامرة نتنياهو وحكومته الفاشية لتفجير حربٍ شاملةٍ على لبنان، وجر المنطقة إلى حربٍ إقليمية، ولمنع الوصول إلى اتفاق لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة.

وشدد البرغوثي على أن نتنياهو لم يكن ليتجرأ على ارتكاب كل هذه الجرائم لولا الدعم الأمريكي المطلق والصمت الغربي، مؤكداً أنه سيفشل أمام صمود شعوب المنطقة ومقاومتها، وخصوصاً الشعبين اللبناني والفلسطيني، وستُكسر مخططاته كما تحطمت مؤامرات من سبقه من المعتدين.

في سياق متصل، قال السفير الفلسطيني لدى لبنان، أشرف دبور، إن المستشفيات الفلسطينية كافةً في لبنان  فُتحت، عبر توجيهات من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وتم استنفار كل الطواقم الطبية، سواء التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، أو الموجودة في المخيمات، لاستقبال الجرحى وتقديم الدعم والمساندة إليهم.

وكان حزب الله حمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن عدوانه الإجرامي، الذي ‏طال مدنيين، عبر تفجير أجهزة اتصال لاسلكية، “بايجر”، في عددٍ من المناطق اللبنانية، يوم الثلاثاء.

وقال الحزب، في بيانٍ، إنه يحمّل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة”، واصفاً ما جرى بـ”العدوان الآثم”، ومعلناً أن “العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد القصاص العادل، ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب”.

وجاء ذلك على أثر إعلان وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، مقتل 9 لبنانيين حتى الآن نتيجة انفجار أجهزة اتصال لاسلكية “البايجر”، مشيراً إلى وقوع  2750 جريحاً، بينهم نحو 200 في حالة حرجة، في 100 مستشفى.

ولفت الأبيض، في مؤتمر صحافي، إلى أن أغلبية الإصابات، في الحصيلة الأولية التي أعلنها، هي في الوجه أو العيون أو اليد أو في منطقة البطن.

مقالات مشابهة

  • “حماس” تعقيبًا على مقترح “الممر الآمن” الإسرائيلي.. “مقترح لا يساوي الحبر الذي كتب به”
  • تطورات اليوم الـ350 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • حماس: تكثيف اقتحامات الأقصى استمرار لخطوات فرض واقع جديد
  • حماس: تكثيف اقتحامات الأقصى استمرار لخطوات فرض واقع جديد فيه
  • تطورات اليوم الـ349 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الإسلاميون والقوميون والسابع من أكتوبر: مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان: كلنا ثقة بحزب الله
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان وتؤكد ثقتها بقدرة حزب الله على الرد
  • تطورات اليوم الـ348 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • المقاومة الفلسطينية: نثق بقدرة حزب الله على لجم العدوان الإسرائيلي بعد التفجيرات الأخيرة في لبنان