وسائل الإعلام العمانية عين الأمة الوطنية «التوجيهات السامية»
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
من بَيْنِ مجموعة التوجيهات السَّامية التي تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (أعزَّه الله) ووجَّه مجلس الوزراء بتنفيذها والعمل عَلَيْها في الاجتماع الذي انعقد بقصر البركة العامر يوم الأربعاء الموافق 11 أكتوبر 2023 مسألة الارتقاء بقِطاع الإعلام العُماني بما يُسهم في تحقيق الأهداف الوطنيَّة، تماشيًا مع ما يشهده من تطوُّرات متسارعة على كافَّة الأصعدة، لا سِيَّما التطوُّرات المتعلِّقة بمنصَّات الإعلام الحديث وأدواته المختلفة، فلماذا التركيز والاهتمام الدَّائم والمستمرُّ من قِبل جلالته (حفظه الله) بقِطاع الإعلام؟
لعلَّ اختصار جواب السؤال السَّابق يكمن في أنَّ الإعلام في أيِّ أُمَّة وطنيَّة هو عَيْنُها التي يفترض أن ترى بها وحارسها الأمين في مواجهة أعداء الداخل والخارج، العَيْنُ التي تشاهد الوطن يكبر ويتقدَّم فترسم له تلك الصورة الرائعة لاندفاعه وتقدُّمه للأمام، تكتب له شهادة ميلاده وتحفظ مراحل عمره في سفر التاريخ لتطَّلعَ عَلَيْها الأجيال القائمة والقادمة، العَيْنُ التي يفترض أن تنقلَ للعالَم مَن هي سلطنة عُمان قيادةً وشَعبًا وحكومةً؟
وهي الحارس الأمين كما يفترض على المقدَّرات والمال العامِّ الوطني، المدافع عن حقوق ومصالح هذا الوطن عَبْرَ مختلف وسائل الإعلام، وهي أدوات لا تقلُّ إمكاناتها وقدراتها عن القوَّة العسكريَّة والسياسيَّة لو استغلَّت بشكلٍ استراتيجي صحيح، الناقل الأمين للمتطلَّبات والتحدِّيات التي يُمكِن أن تواجهَ أبناء هذا الوطن العزيز، الأمين على الكلمة والصورة والهُوِيَّة والتاريخ والحضارة، وهذا هو الإعلام كما يفترض وكما يجِبُ أن يكُونَ وكما ينتظر مِنْه الجميع، قيادةً وشَعبًا وحكومةً.
الإعلام الوطني في وقت السَّلام والاستقرار منظومة من الوسائل التي تُسهم في تعزيز التنمية الشاملة وتمكين الحكومة، وتعزيز مكانة الإنسان والعمران في بيئة وطنيَّة داخليَّة ودوليَّة تحتاج إلى الوضوح والشفافيَّة والثِّقة، العَيْنُ التي تنقل للقيادة الخريطة الوطنيَّة للأحداث والتحدِّيات والمطالبات المُجتمعيَّة، تربط الداخل بالخارج بكُلِّ مسؤوليَّة، أمَّا في وقت الحرب واختلال الأوضاع ووقوع الكوارث الدوليَّة فهي القوَّة النَّاعمة التي تتحوَّل إلى قوَّة صلبة تحُولُ دُونَ اضطراب الكلمات وانتشار الشَّك والريبة وانعدام الثِّقة في الداخل الوطني، المُحفِّز للهِمَم، السَّد المنيع لكُلِّ أشكال الحروب المضادَّة، السَّيف المُسلط على رقاب الأعداء وكُلِّ مَن تُسوِّل له نَفْسُه الإخلال بأمن واستقرار وسلامة هذا الوطن الكريم.
إذًا جلالة السُّلطان (أعزَّه الله) عِندما يستمرُّ بالدَّفع الدَّائم والتوجيهات المستمرَّة بالعناية بوسائل الإعلام، وضرورة الاهتمام بالإعلامي العُماني كُلٍّ في مجاله وتخصُّصه، الاجتماعي والثقافي والسِّياسي والاقتصادي والأمني وغير ذلك، فهو يؤكِّد أهمِّية هذه العَيْنِ الوطنيَّة، أهمِّية وسائل الإعلام العُمانيَّة، أهمِّية العمل على قِطاع الإعلام الوطني بما يُحقِّق أهداف الداخل الوطني والمصالح الوطنيَّة في البيئة الأمنيَّة الدوليَّة.
الإعلام العُماني المنتَظر، الإعلام الوطني خلال العقد القادم على أقلِّ تقدير، يجِبُ أن يواكِبَ تطلُّعات وأهداف رؤية سلطنة «عُمان 2040»، وهذا الأمْرُ لا يُمكِن أن يتحقَّقَ إلَّا بتعزيز مكانة الإعلام والإعلامي العُماني، تمكين أصحاب الأقلام والأعمدة، تمكين المثقَّفين والباحثين العُمانيين كُلٍّ في مجال اختصاصه. باختصار، المُجتمع الثقافي والأدبي الذي يثري تلك الوسائل، وإن كان من أمْرٍ يجِبُ التأكيد عَلَيْه فهو أهمِّية استشعار مكانة الإعلامي والصحفي والكاتب والباحث العُماني، مكانتهم اللائقة لدى القيادة والحكومة، المكانة التي يستشعر فيها مَن يحمل أمانة الكلمة بأنَّه محلُّ تقدير واعتزاز.
أخيرًا، الفترة الزمنيَّة المتبقية من العام 2023 والتي كما تعوَّدنا تحمِل في طيَّاتها التغيير الاستراتيجي الوطني على مستوى القيادات والقرارات أرجو أن تحملَ معها من التغيير والتمكين، وتعزيز دَوْر قِطاع الإعلام وكفاءات هذا القِطاع، بالإضافة إلى مَنْ لهُمْ دَوْر وإسهامات وطنيَّة في بناء وتحريك عجلة هذا القِطاع بكُلِّ وسائله وأدواته وفي مختلف المجالات الأدبيَّة والثقافيَّة. فوسائل الإعلام العُمانيَّة بمثابة عَيْنِ الأُمَّة الوطنيَّة.
محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
في عيد ميلادها الـ78.. نجوى إبراهيم أيقونة الإعلام التي صنعت طفولة أجيال (تقرير)
ولدت الإعلامية والممثلة القديرة نجوى إبراهيم، الشهيرة بـ”ماما نجوى”، في 28 أبريل 1946 بالقاهرة. بدأت مشوارها الإعلامي مبكرًا عام 1963، حين التحقت بالتلفزيون المصري، وتميزت بسرعة لفتت الأنظار بموهبتها وحضورها البسيط والآسر، فجمعت بين الجاذبية الإعلامية والخبرة الفنية على مدار أكثر من ستة عقود.
من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الكبيرة
لم تقتصر موهبة نجوى إبراهيم على العمل التلفزيوني؛ بل اقتحمت مجال التمثيل السينمائي بقوة. كانت أولى خطواتها الفنية مع المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلم “الأرض” عام 1970، الذي يُعد من علامات السينما المصرية، تتابعت أعمالها السينمائية بعد ذلك، فشاركت في أفلام بارزة مثل “الرصاصة لا تزال في جيبي” مع محمود ياسين، و”فجر الإسلام”، و”المدمن” مع أحمد زكي، مما أثبت تعدد مواهبها وقدرتها على التأثير في مختلف الفنون.
“ماما نجوى”.. الحلم الجميل لطفولة أجيال كاملة
رسخت نجوى إبراهيم صورتها في ذاكرة الأطفال العرب عبر برنامجها الشهير “ماما نجوى”، الذي قدمته بمشاركة شخصية “بقلظ”، والذي أصبح رمزًا للبراءة والتعليم الترفيهي في البيوت العربية، كما تميز البرنامج بقيمه الراقية ومحتواه الإبداعي، مما جعله مرجعًا رئيسيًا في برامج الأطفال بالوطن العربي خلال الثمانينات والتسعينات.
محطات بارزة في مسيرة التألق
خلال مسيرتها الإعلامية، قدمت نجوى إبراهيم عددًا من البرامج الجماهيرية الناجحة، أبرزها “صباح الخير يا مصر”، “ستة على ستة”، و”فكر ثواني واكسب دقائق” الذي استمر في تحقيق النجاح الجماهيري لمدة خمس سنوات متتالية، وقد عُرفت بمهارتها في إدارة الحوار، وقدرتها الفطرية على التواصل مع مختلف الفئات العمرية.
في عام 1995، حصلت على لقب “المذيعة التلفزيونية الأولى في العالم العربي”، لما قدمته من إسهامات رائدة في الإعلام. كما تولت رئاسة قناة النيل للأسرة والطفل، حيث عملت على تطوير المحتوى الأسري والطفولي حتى عام 2002.
عودة إلى الأضواء في الدراما
بعد فترة من التفرغ للإعلام، عادت نجوى إبراهيم إلى التمثيل التلفزيوني، فشاركت في مسلسلات لاقت نجاحًا لافتًا، مثل “عواصف النساء” عام 2005، ومسلسل “أستاذ ورئيس قسم” مع الزعيم عادل إمام عام 2015.
معلومات عن نجوى إبراهيم
• حصلت نجوى إبراهيم على جائزة التفوق الإعلامي أكثر من مرة خلال مشوارها.
• درست الأدب الإنجليزي قبل أن تلتحق بالعمل الإعلامي، ما أكسبها ثقافة واسعة ظهرت في أسلوبها الراقي.
• مثلت مصر في العديد من المحافل الإعلامية والثقافية الدولية