جريدة الوطن:
2024-10-06@04:42:22 GMT

من هو المؤهل لمواجهة إسرائيل؟

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

من هو المؤهل لمواجهة إسرائيل؟

لَمْ يتعرَّض كيان الاحتلال الإسرائيلي، طوال تاريخه القصير، إلى تهديد وجودي كذلك الذي حدث يوم السبت 7/10/2023 إذ شكَّلت عمليَّة ”طوفان الاقصى»، إثر ذلك ضغطًا نفسيًّا أثقل وقعًا من آثار جميع الحروب التي خاضتها «إسرائيل»، وبضمِنْها الحروب العربيَّة الإسرائيليَّة (1948 و1956 و1967 و1973).
وإن دلَّ هذا على شيء، فإنَّه يدلُّ على أنَّ «إسرائيل» لَمْ تَعُد تخشى الحروب التقليديَّة (أي الحروب بَيْنَ جيشها وبَيْنَ جيش دَولة عربيَّة معيَّنة أو أكثر)، بقدر ما تخشى المواجهة مع أبناء الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة، بدليل فقدان الأعصاب والفتك والعنف الذي ميَّز ردود أفعال حكومتها كلَّما حدَث حراك فلسطيني من النَّوع أعلاه: وربَّما كان هذا العامل من أهمِّ عوامل مثابرة أجهزة الكيان الصهيوني على سبيل تفتيت المنظَّمات الفلسطينيَّة ومحاولة فكِّ ترابطها ودقِّ إسفين بَيْنَ الواحدة والأخرى، بغَضِّ النظر عن تنوُّع مشارب هذه المنظَّمات الأيديولوجيَّة! ومُسبِّبات عدم خشية الحكومة الإسرائيليَّة من مواجهات عسكريَّة تقليديَّة مع جيوش دوَل المواجهة (مصر وسوريا والأردن ولبنان) ليست عصيَّة على الفطن من المراقبين: فبقدر تعلُّق الأمْرِ بالعسكريتاريَّة الإسرائيليَّة (ممثَّلةً بالقوَّات المسلَّحة وقيادتها) يصعب على أيِّ جيش تقليدي لدَولة عربيَّة أن يهزمَ الجيش الإسرائيلي، نظرًا لتجهيز الأخير بأقوى وأفتك الأسلحة الحديثة التي لا تتوانى الدوَل الغربيَّة (وعلى رأسها الولايات المُتَّحدة) من تجهيزها لـ»إسرائيل»، بل هي تمتلك أسلحة ذريَّة يُمكِن أن تحسمَ أيَّ مواجهة عسكريَّة مع أيِّ جيش من جيوش الشرق الأوسط، وذلك باستخدام هذا النَّوْع من الأسلحة الكتلويَّة التي لَمْ تألَفْها جيوش دوَلنا، بطبيعة الحال.


وهنا، يُمكِن للمرء أن يستذكرَ ما ذهب إليه الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم وهو يشهد في بغداد تأسيس نواة الحركات والمنظَّمات الفدائيَّة الفلسطينيَّة الأولى (بداية ستينيَّات القرن الماضي) حين قال «لا يُحرِّر فلسطين سوى أهلها». وقَدْ صدَقَ في هذا الرأي؛ لأنَّ أهل فلسطين هُمُ المظلومون الأوائل والمتضرِّرون رقم واحد من الاحتلال الصهيوني، وهُمْ مَن يدفع ثمَن بقائه من دماء أهل فلسطين وأرواح شبَّانهم. بل إنَّ هذا هو ما يُبرِّر اليد الحديديَّة التي تضرب بها الحكومة الإسرائيليَّة حركات المقاومة الفلسطينيَّة؛ لأنَّها تدركُ جيِّدًا خطورة هذه الحركات والمنظَّمات على وجود الكيان الصهيوني.
«إسرائيل» لَمْ تَعُد تخشى الحروب التقليديَّة (أي الحروب بَيْنَ جيشها وبَيْنَ جيش دَولة عربيَّة معيَّنة أو أكثر)، بقدر ما تخشى المواجهة مع أبناء الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة..

أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟

سرايا - تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عمّا أسمته "الوحل اللبناني العميق والمغرق"، وذلك بالتزامن مع عدة محاولاتٍ فاشلة قام بها الجيش الإسرائيلي بهدف التسلّل والدخول براً إلى جنوبي لبنان، متوقّعةً "جولة طويلة ومعقّدة".

وفي أبرز التحليلات التي عرضتها قناة "كان" الإسرائيلية ضمن هذا الإطار، قال اللواء في احتياط الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً عوزي دايان، إنّ "لدى إسرائيل تجربة، بحيث يجب دائماً تذكّر ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في لبنان".

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت ستتعلّم إسرائيل من الإخفاقات في المعارك السابقة في لبنان، قال رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، إنّه "في العام 2006، كانت هناك عملية فاشلة من ناحية عسكرية، بحيث لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً، ولم تكن لديه معلومات استخبارية جيدة عن لبنان ولا خطط جيدة بخصوصه، كما كانت تقنية القتال لديه في الحضيض".

وأضاف عميدرور أنّه "يجب، في هذه العملية، أن يكون واضحاً تماماً ما تريده الحكومة، وما هي خطط الجيش من أجل إنجاز ذلك"، مشيراً إلى أنّ "ما يقوم به الجيش حالياً يشبه العام 1978 أكثر من فترة الحزام الأمني".

وتعقيباً على ما قالته "كان" عن "التاريخ يعلّم إسرائيل ويحذّرها من أنّ الوحل اللبناني عميق ومغرق"، ورداً على سؤال عن المدة التي سيستغرقها الجيش الاسرائيلي حتى يخرج من لبنان في المرة الرابعة، قال عميدرور إنّ "إبعاد حزب الله على الأقل حتى الليطاني وعشرة كيلومترات، سيستغرق وقتاً طويلاً".

بدوره، قال غاي تسور، قائد ذراع البر سابقاً، لقناة "كان" إنّه "يمكن اخذ قرار بعدم وجود حزب الله، ولكن ممنوع القيام بذلك لوحدنا، بل يجب ضم دول لها تأثير على حكومة لبنان".

ولفت تسور إلى أنّ "تصرّف حزب الله منذ العام 1982 هو تصرّف مشابه جداً، أي إنّه لا يهرب، بل يعتمد على تمركز مع نيران من بعيد ومن أماكن استتار"، مضيفاً أنّ "الأمر لن يكون مختلفاً، وسنتكبّد أثماناً وسيسقط قتلى.. الحرب هي الحرب".

وفي السياق عينه، ذكرت "القناة الـ 13" الإسرائيلية أنّه "بعد حرب لبنان الثانية، ساد هدوء مضلل نسبي جنوبي لبنان، تعاظم خلاله حزب الله بالوسائل القتالية والأنفاق".

كذلك، ذكرت القناة أنّ "إسرائيل خرجت إلى جولة جديدة على الأراضي اللبنانية، يُتوقّع أن تكون طويلة ومعقّدة وأن تجبي أثماناً باهظة".


مقالات مشابهة

  • الهباش: إسرائيل لن تنجح في تحقيق أهدافها والشعب الفلسطيني أكثر تمسكًا ووجودًا
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل وظفت أحداث 7 أكتوبر لتحقيق أهدافها الخبيثة
  • ما هي عقيدة الضاحية التي تستخدمها إسرائيل في الحروب منذ 2006؟
  • ‎الفيفا يرد على طلب الاتحاد الفلسطيني بإيقاف إسرائيل
  • كاتب صحفي: حزب الله لقن الاحتلال الإسرائيلي درسا في جنوب لبنان
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • الرئيس الفلسطيني: العدوان الإسرائيلي المتواصل دمر نحو 90% من مرافق قطاع غزة
  • الرئيس الفلسطيني: تدمير 90% من مرافق غزة في العدوان الإسرائيلي
  • الرئيس الفلسطيني: نسعى إلى الخلاص من الاحتلال والاستيطان ووقف العدوان الإسرائيلي بغزة
  • الرئيس الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان