من هو المؤهل لمواجهة إسرائيل؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
لَمْ يتعرَّض كيان الاحتلال الإسرائيلي، طوال تاريخه القصير، إلى تهديد وجودي كذلك الذي حدث يوم السبت 7/10/2023 إذ شكَّلت عمليَّة ”طوفان الاقصى»، إثر ذلك ضغطًا نفسيًّا أثقل وقعًا من آثار جميع الحروب التي خاضتها «إسرائيل»، وبضمِنْها الحروب العربيَّة الإسرائيليَّة (1948 و1956 و1967 و1973).
وإن دلَّ هذا على شيء، فإنَّه يدلُّ على أنَّ «إسرائيل» لَمْ تَعُد تخشى الحروب التقليديَّة (أي الحروب بَيْنَ جيشها وبَيْنَ جيش دَولة عربيَّة معيَّنة أو أكثر)، بقدر ما تخشى المواجهة مع أبناء الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة، بدليل فقدان الأعصاب والفتك والعنف الذي ميَّز ردود أفعال حكومتها كلَّما حدَث حراك فلسطيني من النَّوع أعلاه: وربَّما كان هذا العامل من أهمِّ عوامل مثابرة أجهزة الكيان الصهيوني على سبيل تفتيت المنظَّمات الفلسطينيَّة ومحاولة فكِّ ترابطها ودقِّ إسفين بَيْنَ الواحدة والأخرى، بغَضِّ النظر عن تنوُّع مشارب هذه المنظَّمات الأيديولوجيَّة! ومُسبِّبات عدم خشية الحكومة الإسرائيليَّة من مواجهات عسكريَّة تقليديَّة مع جيوش دوَل المواجهة (مصر وسوريا والأردن ولبنان) ليست عصيَّة على الفطن من المراقبين: فبقدر تعلُّق الأمْرِ بالعسكريتاريَّة الإسرائيليَّة (ممثَّلةً بالقوَّات المسلَّحة وقيادتها) يصعب على أيِّ جيش تقليدي لدَولة عربيَّة أن يهزمَ الجيش الإسرائيلي، نظرًا لتجهيز الأخير بأقوى وأفتك الأسلحة الحديثة التي لا تتوانى الدوَل الغربيَّة (وعلى رأسها الولايات المُتَّحدة) من تجهيزها لـ»إسرائيل»، بل هي تمتلك أسلحة ذريَّة يُمكِن أن تحسمَ أيَّ مواجهة عسكريَّة مع أيِّ جيش من جيوش الشرق الأوسط، وذلك باستخدام هذا النَّوْع من الأسلحة الكتلويَّة التي لَمْ تألَفْها جيوش دوَلنا، بطبيعة الحال.
وهنا، يُمكِن للمرء أن يستذكرَ ما ذهب إليه الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم وهو يشهد في بغداد تأسيس نواة الحركات والمنظَّمات الفدائيَّة الفلسطينيَّة الأولى (بداية ستينيَّات القرن الماضي) حين قال «لا يُحرِّر فلسطين سوى أهلها». وقَدْ صدَقَ في هذا الرأي؛ لأنَّ أهل فلسطين هُمُ المظلومون الأوائل والمتضرِّرون رقم واحد من الاحتلال الصهيوني، وهُمْ مَن يدفع ثمَن بقائه من دماء أهل فلسطين وأرواح شبَّانهم. بل إنَّ هذا هو ما يُبرِّر اليد الحديديَّة التي تضرب بها الحكومة الإسرائيليَّة حركات المقاومة الفلسطينيَّة؛ لأنَّها تدركُ جيِّدًا خطورة هذه الحركات والمنظَّمات على وجود الكيان الصهيوني.
«إسرائيل» لَمْ تَعُد تخشى الحروب التقليديَّة (أي الحروب بَيْنَ جيشها وبَيْنَ جيش دَولة عربيَّة معيَّنة أو أكثر)، بقدر ما تخشى المواجهة مع أبناء الأرض الفلسطينيَّة المحتلَّة..
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
نقابة الصحفيين تناقش في حوار مفتوح: “تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات”
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين حوارًا مفتوحًا بعنوان “تحديات صحفيي الحروب في مناطق النزاعات وسبل المواجهة”، بمشاركة ممثلين عن دول العراق، فلسطين، سوريا، السودان، اليمن، ولبنان، بالإضافة إلى مدرب الصحافة الحربية وإدارة المخاطر أحمد العميد.
يقام الحوار يوم الإثنين القادم الموافق 3 فبراير 2025، في تمام الثالثة عصرًا، بالقاعة المستديرة في الدور الثالث بمبنى النقابة.
يأتي اللقاء في إطار تعزيز النقاش حول التحديات التي تواجه الصحفيين في مناطق النزاعات و الحروب، وطرح حلول عملية لحمايتهم أثناء تغطية الأحداث في بيئات خطرة.