أصداف : لماذا نتحاشى ولا نواجه؟
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
في كُلِّ مواجهة مع «إسرائيل»، يضطر الناشطون والإعلاميون والمشاهير من المؤيدين للحقِّ الفلسطيني والمتصدِّين للجرائم الإسرائيليَّة بحقِّ أبناء فلسطين اللجوء إلى خندق «الدفاع»، عِند فضح حقيقة ما يجري؛ ذلك لأنَّ أشْهَر منصَّات التواصل الاجتماعي تعمل لصالح «إسرائيل» أو داعمة لها بصورة مباشرة.
هذه المنصَّات وفي مقدِّمتها «فيس بوك» التي يرأسها مارك زوكربرج والمملوكة للشركة الأُم «ميتا»، ومنصَّة أكس «تويتر سابقًا» والتي يملكها ويُشرف على سياساتها إيلون ماسك، والكثير من المنصَّات الأخرى، تقف بالضدِّ من جميع الأصوات والأقلام والفعاليَّات الإعلاميَّة التي تدافع عن الحقِّ الفلسطيني، ولا تتردَّد هذه المنصَّات في التفاخر بأنَّها تحذف يوميًّا عشرات الآلاف من الحسابات وأعداد هائلة من المنشورات، التي يصنفها هؤلاء بأنَّها تدعم «الإرهاب» من وجهة نظرهم، ولأنَّهم لا يروِّجون للمُجرِم الحقيقي، ووفق ذلك فإنَّهم وظَّفوا الذَّكاء الاصطناعي في هذه المنصَّات لاصطياد الحسابات والمنشورات التي لا تروق لهم فينهال هذا الذَّكاء بفؤوسه على جميع تلك النشاطات ويخفيها أو يُلغيها نهائيًّا.
طبعًا، هذا السلوك يدفع بالكثيرين من النشطاء للبحث عن طُرق ووسائل للتحايل وصياغات تمنحهم إجازة الولوج للمنصَّة، وهذا يكلف هؤلاء الكثير، فإنَّ أيَّ نشاط لهُمْ يدافع عن القضيَّة الفلسطينيَّة قَدْ يتسبَّب بقتل تلك الحسابات ونحرها بلا تردُّد ولا رأفة، وبهذا يخسر هؤلاء نوافذ بذلوا الكثير من الجهد والعمل المتواصل للوصول إلى ما هي عَلَيْه، وفي أفضل الأحوال فإنَّهم يضطرون لتخفيف الخِطاب والطرح والتناول في عمليَّة النشر وتقليل صوت الحقِّ ووقعه، وقَدْ يصل ذلك إلى درجات متدنِّية وربَّما ضعيفة. وللمحافظة على النزر اليسير الذي يُمكِن الخروج به أمام الرأي العام فإنَّه مضطر للتوقف وتأمل منشوره قبل ضغط زر النشر أو البث، يضاف كما يتعرض الكثيرون للتهديد والبعض قَدْ يفقد عمله في حال واصل إعلان الحقيقة وعرضها بكُلِّ ما في جنباتها من ظلمٍ وإجرام بحقِّ النساء والأطفال والأرض والممتلكات، ويلجأ الكثير من الناشطين لابتكار وسائل المراوغة وتقسيم الكلمات إلى أجزاء أو التلميح بدلًا من التصريح، ومعروف أنَّ تشتُّتَ الجهد في ساحات الحرب يضعف وقع السيف ويقلِّل من أثَره وتأثيره.
لذلك فإنَّنا نعْلَم أنَّ هذه المنصَّات ـ الشركات الإعلاميَّة ـ تغرف أموالًا طائلة من إعلانات المنطقة العربيَّة، وفي الوقت نَفْسِه، فإنَّها تجمع الكثير من المعلومات والتوجُّهات وتبيعها لجهات ودوَل وشركات، رغم ذلك فإنَّها تذبح ناشطينا وتضيِّق عَلَيْهم وتقف مع عدوِّنا جهارًا نهارًا، وتحصد الثروات الطائلة، ما يستدعي موقفًا حكوميًّا أو من جامعة الدول العربيَّة لفرض شروط النشر وبما لا يخالف القوانين والأنظمة الداخليَّة والدوليَّة، وبخلاف ذلك يُمكِن حظر هذه المنصَّات ما يرغمها على الرضوخ للمطالب المشروعة.
وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
تامر كروان: هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى لا تعتمد على الموسيقى
قال المؤلف الموسيقي تامر كروان إن الموسيقي شيء مجرد من الوجدان وبتلعب دائما أدوار خفية داخل العمل.
وأضاف تامر كروان خلال محاضرته على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، يجب أن يجيد المؤلف الموسيقي فهم اللغة السينمائية حتى يجيد تحليل العناصر السينمائية ويوصل المشاعر الحقيقية للجمهور.
وأستكمل تامر كروان: ان احيانا الموسيقى تخرب متعة الأعمال السينمائية وتشتت ذهنه، لذلك هناك الكثير من الأعمال التى لا تعتمد على الموسيقى لكنه يجيد صنع المشاهد الصامتة.
وأقيم اليوم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، محاضرة مع الملحن تامر كروان عضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.
وذلك بحضور مدير المهرجان عصام زكريا لأستكشاف من خلالها فن تأليف ووضع الموسيقى التصويرية للأفلام مع تامر كروان الذي يعد أحد أهم الموسيقيين البارزين في صناعة السينما.
وبداية من 1999، وضع كروان الموسيقى التصويرية لأفلام مصرية شهيرة، نذكر منها: "باب الشمس" و"احكي يا شهرزاد".
فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.
تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.