تتجه حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس  أيزنهاور" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، على أن تنضم إلى "جيرالد فورد"، كجزء من الجهود "لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل"، حسب ما أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الأحد.

وفي بيان نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكد أوستن أن إرسال حاملة الطائرات إلى المنطقة يعد جزءا من الجهود الأميركية لردع توسيع الحرب، في أعقاب هجوم "حماس" على إسرائيل.

وأوضح البيان أن المجموعة الضاربة تضم طراد الصواريخ الموجهة "يو إس إس فلبين سي"، ومدمرات الصواريخ الموجهة "يو إس إس غرافلي" (دي دي جي 107) و مدمرة "يو إس إس ميسون" (دي دي جي 87)، و الجناح الجوي الناقل 3، مع تسعة أسراب طائرات.

وستنضم حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد"، التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة في أعقاب هجوم "حماس" قبل أسبوع.

ويشير  التعزيز العسكري الأميركي إلى التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل و"تصميمنا على ردع أي دولة أو جهة فاعلة من غير الدول تسعى إلى تصعيد هذه الحرب"، وفق بيان "البنتاغون".

وتأتي الخطوة الأميركية الجديدة بعد مرور أسبوع على الهجوم الذي أطلقته حركة "حماس" المصنفة إرهابية ضد إسرائيل، وفي وقت تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأيام المقبلة.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، قوله إن "وصول هذه القوات ذات القدرات العالية إلى المنطقة يعد إشارة قوية للردع إذا فكرت أي جهة معادية لإسرائيل في محاولة الاستفادة من هذا الوضع".

وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن "انضمام أيزنهاور إلى فورد" بمثابة المرة الأولى التي يتم فيها نشر حاملتين في المنطقة منذ مارس 2020، عندما أدت الهجمات الصاروخية التي استهدفت معسكر التاجي، وهي منشأة عسكرية عراقية شمال بغداد، إلى مقتل جنديين أميركيين وبريطاني واحد.

ما هي "أيزنهاور"؟

تعمل حاملة الطائرة بالطاقة النووية، وهي من فئة نيميتز، وتم تشغيلها في عام 1977، بينما تعتبر أول سفينة تحمل اسم الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة "دوايت أيزنهاور".

وشهدت "أيزنهاور" عمليات انتشار خلال حرب الخليج في التسعينيات والحروب اللاحقة في العراق وأفغانستان، وصولا إلى الحملة الأخيرة ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

ويمكن لـ"أيزنهاور"، حسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن تحمل أكثر من 60 طائرة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة من طراز  "إف/إيه-18"، بينما يمكن لـ"فورد" حمل أكثر من 75 طائرة.

أميركا تحرك حاملة طائرات صوب إسرائيل.. ما هي "يو إس إس فورد" أكبر قوة فتاكة بالعالم؟ بعد ما يقرب من 20 عامًا على تصميمها بتكلفة 13 مليار دولار، تتجه سفينة "يو أس أس جيرالد آر فورد" (CVN-78)، الأحد، نحو شرق البحر الأبيض المتوسط باتجاه المنطقة الجنوبية من إسرائيل، رداً على هجوم حماس، السبت. مجموعة من الخيارات

وتوضح وكالة "أسوشيتد برس" أن وجود حاملتي طائرات في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط "يمكن أن يوفر مجموعة من الخيارات".

وتضيف: "يمكن أن تتفرقا وتكونا بمثابة مراكز عمليات القيادة والسيطرة الأساسية، لتغطية مساحة واسعة من المنطقة، بالإضافة إلى شن حرب معلومات".

ويمكن للحاملتين أيضا "إطلاق واستعادة طائرات المراقبة "E2-Hawkeye" التي توفر إنذارات مبكرة عند إطلاق الصواريخ، وإجراء المراقبة وإدارة المجال الجوي".

وتحمل كلتا السفينتين طائرات مقاتلة من طراز F-18 يمكنها الطيران للاعتراض أو ضرب الأهداف.

ولدى "أيزنهاور وفورد" أيضا قدرات كبيرة للعمل الإنساني، بما في ذلك مستشفى على يضم مسعفين وجراحين وأطباء، ويبحرون بطائرات هليكوبتر يمكن استخدامها لنقل الإمدادات الحيوية جوا أو للضحايا. 

ويشير تقرير لموقع "بوليتكو" إلى أن "الخطوة النادرة المتمثلة في وجود حاملتي طائرات، مصحوبة بالطرادات والمدمرات والطائرات المقاتلة كجزء من مجموعاتها الضاربة، في نفس المنطقة ستكون إشارة رئيسية لحماس بأن الجيش الأميركي يدعم إسرائيل".

وقام "البنتاغون" بنشر حاملتين في الشرق الأوسط في مارس 2020 وسط تصاعد التوتر مع إيران.

وفي ذلك الوقت، كانت كل من سفينة "أيزنهاور" و"يو إس إس هاري إس ترومان"، مع مرافقتيهما، تعملان في بحر العرب.

وكان البنتاغون أعلن، الثلاثاء، أن "جيرالد فورد" التي تم إرسالها إلى قبالة إسرائيل كإجراء رادع ضد "الأعداء" الإقليميين من مغبة التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل، وصلت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.  

بعدها، أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الولايات المتحدة مستعدة لنشر حاملة طائرات ثانية في شرق المتوسط لردع أطراف إقليمية عن الانخراط في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.  

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، في مؤتمر صحفي إنه من المقرر منذ فترة طويلة، قبل هجوم حماس على إسرائيل، أن تبحر حاملة الطائرات "يو إس إس  آيزنهاور" نحو البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أنه يمكن "إذا اقتضى الأمر" توجيهها إلى شرق المتوسط للالتحاق بحاملة الطائرات "جيرالد فورد". 

وشنت إسرائيل غارات على قطاع غزة وأعلنت فرض حصار عليها عقب الهجوم الأكثر دموية على المدنيين في التاريخ الإسرائيلي والذي نفذته حركة حماس، في 7 أكتوبر.

وأسفر الهجوم الذي شنته حماس واستهدف مدنيين بالإضافة إلى مقرات عسكرية عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة إن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس المصنفة إرهابية ارتفع إلى أكثر من 1300 شخص، معظمهم مدنيون.

كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي على القطاع ليصل إلى أكثر من 2300 قتيل، معظمهم مدنيون.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: شرق البحر الأبیض المتوسط حاملة الطائرات جیرالد فورد یو إس إس أکثر من

إقرأ أيضاً:

حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟

الاعتراف بالهزيمة والفشل مسألة غاية في الصعوبة، خصوصا من كيان يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة وجيش مدرب على أحدث التقنيات والتكتيكات العسكرية، لكن ماذا يعني الاعتراف المتكرر بأن حماس فكرة لن تختفي، سواء كان ذلك على لسان الناطق باسم جيش الاحتلال "دانيال هغاري" أو على لسان "بيني غانتس"، العضو السابق في حكومة الحرب المنحلة -زعيم معسكر الدولة المعأرض- الذي قال الثلاثاء الماضي بأن حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها ولكن يمكن القضاء على تطبيقاتها؟

عبارة غامضة لا تختلف عما قاله هغاري عندما أكد استحالة القضاء على حركة حماس؛ مطالبا الحكومة التي يترأسها نتنياهو تقديم رؤية واستراتيجية لليوم التالي للحرب، ذلك أن اليوم التالي إن أطل برأسه فإن حماس لن تغيب عنه، بل ستكون حاضرة في تفاصيله وفي تفاصيل الرؤية والاستراتيجية المقترحة إسرائيليا وأمريكيا.

فكرة حماس التي لن تهزم أقر بها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قبل أشهر قليلة، داعيا الكيان المحتل لضرورة إعداد خطة لليوم التالي للحرب، الأمر الذي يعجز الاحتلال عن صياغته لغياب البدائل الممكنة أو القادرة على الصمود في وجه المقاومة الفلسطينية كقوة صلبة، وفي مواجهة الفكرة التي تمثلها حماس كمقاومة وثقافة ملتصقة بالحاضنة الاجتماعية.

تكرار العبارة "حماس فكرة" إقرار غير مباشر وصريح بالفشل والعجز عن إقصائها وهزيمتها كحركة مقاومة فلسطينية، إلا أن التعامل مع هذه الحقيقة لا زال يتم بوضع سياق طويل من المقترحات لمواجهة الفكرة التي تمثلها حماس، إما لمحاصرتها واحتوائها، وإما بهزيمتها بأدوات عسكرية وسياسية وبمجهود دولي وأوروبي، والأهم عربي،
تكرار العبارة "حماس فكرة" إقرار غير مباشر وصريح بالفشل والعجز عن إقصائها وهزيمتها كحركة مقاومة فلسطينية، إلا أن التعامل مع هذه الحقيقة لا زال يتم بوضع سياق طويل من المقترحات لمواجهة الفكرة التي تمثلها حماس، إما لمحاصرتها واحتوائها، وإما بهزيمتها بأدوات عسكرية وسياسية وبمجهود دولي وأوروبي، والأهم عربي، وهي رؤية تتجاهل الموقف الدولي المنكشف لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي بعد المجازر المقترفة في قطاع غزة، في مقابل صمود المقاومة وتجذر فكرتها في الإقليم وتحولها إلى أيقونة تعوزها تحالفات إقليمية يصعب القفز عنها أو فصل ساحاتها، وأخيرا صراع وتنافس دولي لن يسمح لأمريكا و"إسرائيل" بحسم المعركة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا التي تخوض مواجهة مع الصين وروسيا.

فكرة حماس تدعمها بيئة دولية وإقليمية يغلب عليها الاستقطاب والصراع، وصمود يكاد يتم شهره التاسع منتقلا إلى الشهر العاشر، فما بعد رفح التي راهن على اجتياحها نتنياهو لا زالت حماس القوة الفاعلة والمؤثرة في الميدان وفي الإقليم كونها أحبطت مخططات الاحتلال في الحسم وأعجزته عن رسم ملامح المرحلة بتعزيز انقساماته وتناقضاته الداخلية.

حركة حماس بهذا المعنى تجاوزت كونها فكرة نحو كونها حقيقة مادية واقعة على الأرض ومؤثرة في فضائها المحلي والإقليمي، فهي جسم سياسي وعسكري لا زال فاعلا، ما يجعل الرهان على تفككها من خلال الضغط العسكري وهْم وسراب، في حين المراهنة على منظومة التحالفات السياسية والعسكرية للولايات المتحدة في المنطقة العربية والإقليم لتفكيك المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس يضاعف الضغوط على الشراكة الأمريكية العربية، ويهدد بتفكك وخلخلة النفوذ الأمريكي وإضعافه.

الضغوط على بنية النفوذ الأمريكي عنصر حاسم في إضعاف تحالفاتها وشراكاتها، إذ يتوقع أن تدفع دول المنطقة للبحث عن خيارات أقل ضررا كما حدث في الموقف المتخذ من الحرب الأوكرانية
الضغوط على بنية النفوذ الأمريكي عنصر حاسم في إضعاف تحالفاتها وشراكاتها، إذ يتوقع أن تدفع دول المنطقة للبحث عن خيارات أقل ضررا كما حدث في الموقف المتخذ من الحرب الأوكرانية، بتمسك دول الإقليم العربية باتفاق "أوبك بلس" النفطي مع موسكو، ورفض الانضمام لتحالفات وشراكات أمريكية عنوانها محاصرة الصين والصراع في منطقة الباسيفيك.

أمريكا تختبر تحالفاتها وشراكاتها وتضغط للدفع بها نحو أقصى طاقتها، ضغوط يتوقع أن تُلحق مزيدا من الضرر بنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية التي فقدت تأثير قوتها الناعمة لحساب المقاومة الفلسطينية وفكرة حماس الصلبة على الأرض التي هزمت فكرة أمريكا التطبيعية في المنطقة العربية، وهو السر الكامن وراء تكرار المسؤولين الأمريكان والإسرائيليين القول: إن حماس فكرة، فهو تعبير مجازي يتجاوز الإشارة إلى الصمود الميداني والحاضنة الاجتماعية التي أشارت لها مجلة فورين أفيرز (Foreign Affairs) الأمريكية التابعة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، في مقالة للكاتب الأمريكي روبرت بيب، "حماس تنتصر"، نحو هزيمة استراتيجية إقليمية أعمق في شقيها الناعم والصلب (التطبيعي والعسكري)، هزيمة وفشل أُخفيا خلف عبارات منمقة اعتقد الأمريكي والإسرائيلي أن التلاعب بتوصيفهما يحد من أثرهما ويساعد في احتوائهما مستقبلا.

x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • كيف يتم مطاردة اليمنيين بالبارجة “أيزنهاور”؟
  • فتح: انضمام إسبانيا إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل انتصار لقيم الإنسانية
  • إظهار القوة في البحر الأحمر… كيف طرد اليمنيون البارجة “أيزنهاور”؟
  • روسيا تزعم استعداد أوكرانيا لاستخدام قنبلة ذرية.. ماذا يحدث؟
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • 7 مشاهد توضح ماذا حدث في مناظرة بايدن وترامب
  • قائد حركة أنصار الله يحذر حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” من مصير “أيزنهاور”
  • عن الحرب في غزة والدولة الفلسطينية.. ماذا قال ترامب وبايدن في مناظرتهما التاريخية؟
  • عبد الملك الحوثي: نفذنا عمليات مشتركة مع "المقاومة في العراق" ضد إسرائيل
  • قائد الحوثيين: بعد هزيمة آيزنهاور وصول أي حاملة طائرات جديدة ستصبح هدفا لقواتنا