ندوة "انتصار أكتوبر" في بيت السحيمي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
يستضيف مركز إبداع بيت السحيمى بشارع المعز التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية في الساعة السابعة مساء اليوم الأحد الموافق 15 أكتوبر، البطل اللواء احمد المنصوري والملقب من قبل إسرائيل بالطيار المصري المجنون في ندوة بعنوان "انتصارات اكتوبر "احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.
بطولات حرب أكتوبر
يستعرض المنصوري البطولات المشرفة للقوات المسلحة المصرية وخاصةً القوات الجوية التي كان أحد أبطالها البارزين في فترة الحرب وصولًا إلى النصر، كما يتحدث عن دوره البارز في حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد، فقد كسر الأرقام القياسية وقواعد الطيران القتالي في العالم، إلى أن أصبحت معاركه الجوية ومناوراته ورفاقه من الأبطال -نسور القوات الجوية المصرية- تُدرس في الأكاديميات العسكرية المحلية والعالمية.
الطلعات الجوية
كما يتحدث المنصوري عن الطلعات الجوية التي قام بها على مدار تاريخه العسكرى حيث نفذ "إثنان وخمسون طلعة جوية" منها "معركة الخامس عشر من فبراير عام ١٩٧٣م" وهي الأشهر، فقد صدرت له الأوامر هو ورفيقه الطيار الشهيد البطل "حسن لطفي" بالتصدي لسرب طائرات "فانتوم" للعدو أمام طائرتي المنصوري ولطفي "الميج٢١" فقط، وكانت هذه العملية وبكل مقاييس العقل مستحيلة، إلا أن "المنصوري" بتوفيق من الله استطاع أن يُصيب طائرة قائد السرب الإسرائيلي بصاروخ ويُسقطها في أول ثلاثين ثانية من المعركة، وكيف نفذ هو ورفيقه الشهيد لطفي "مناورة الموت" بعد استمرار المعركة الجوية ما يقرب من ثلاثَ عشرة دقيقة، وهي أطول معركة جوية في التاريخ آنذاك، ونجا "المنصوري" بطائرته "الميج٢١" رقم ٨٠٤٠ الموجودة في بانوراما حرب أكتوبر كشاهد على التاريخ، واستشهد البطل لطفي" بعد أن قرر تحويل طائرته لصاروخ واصطدم بأحد طائرات السرب لتسقط طائرة العدو قبل طائرته وفر الباقي من طائرات العدو بعد كُبدوها خسائر فادحة بعد تصدي قوات الدفاع الجوي المصرية لها.
معركة المنصورة الجوية
كما يروي ذكرياته عن "معركة المنصورة الجوية" والتي سجلتها المراجع العسكرية كأطول وأقوى وأشرس المعارك الجوية فى التاريخ العسكرى فى العالم، حيث استمرت "ثلاثة وخمسون دقيقة من القتال"، وشارك فيها ٢٠٠ طائرة حربية منها ١٢٠ طائرة تابعة لقوات العدو من طراز "الفانتوم وسكاي هوك وميراج ٢٠٠٠"، مقابل ٨٠ طائرة حربية تابعة للقوات المصرية، من طراز "ميج٢١ وسوخوي٧، والتي انتهت بانتصار القوات الجوية المصرية، فرغم التفوق العددي والنوعي للطائرات الإسرائيلية، فإن حجم الخسائر بين صفوفها وصل إلى 17 طائرة إسرائيلية، بينما خسرت القوات الجوية المصرية خمس طائرات فقط، سقط إثنان منها بسبب نفاد الوقود.
جدير بالذكر أن اللواء المقاتل أحمد المنصوري تخرج من الكلية الجوية عام ١٩٦٧م الدفعة رقم ١٩ طيران، وهو أحد مؤسسي السرب المقاتل رقم ٤٩ بمطار بني سويف عام ١٩٧٢م، شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ب 52 طلعة عمليات واول ضربة جوية ضمن 225 طائرة، وقام بالعديد من البطولات: فهو صاحب أطول معركة جوية بين طائرتين ميج 21 ضد 6 طائرات فانتوم إسرائيلية واستطاع إسقاط طائرة قائد السرب الاسرائيلى في أول 30 ثانية من المعركة، كما استطاع الهبوط بنجاح على طريق ضيق وعر (مدق) بطائرته الميج 21 رقم (8040 ) والموجودة حاليا ببانوراما حرب اكتوبر، كما استطاع إسقاط طائرة فانتوم إسرائيلية واخرى ميراج في آخر معركة جوية يوم 24 اكتوبر أثناء معركة السويس، أطلق علية الاسراثيليون الطيار المجنون وتم عمل فيلم وثائقى اسرائيلى عنه حقق ملايين المشاهدات.
حصل المنصوري على العديد من الأوسمة والنياشين منها: "نوط الشجاعة والواجب" مرتين، و"ميدالية جرحى الحرب" مرتين، وكذلك "وسام النجمة العسكرية"، يدير الندوة هاني عبد الوهاب، ومن إعداد مصطفى الصباغ.
عرض فرق النيل للالات الشعبية
يعقب الندوة عرض فرق النيل للآلات الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة لتقديم باقه من الأغاني التراثية الوطنية بالإضافة إلى أوبريت "قولو معانا...الله مع جيشنا" من كلمات الفنان محمد عواد وألحان الفنان محمد خلف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: انتصارات أكتوبر بيت السحيمي صندوق التنمية الثقافية اللواء أحمد المنصوري
إقرأ أيضاً:
انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
في ليلةٍ امتزج فيها الألم بالأمل، وفي صباحٍ أشرقت فيه شمس الصمود، كتب الشعب الفلسطيني بدمائه وتضحياته فصلاً جديداً في تاريخ الحرية. خمسة عشر شهراً من الإبادة الجماعية والعدوان الوحشي لم تكسر عزيمة غزة، بل صنعت نصراً لم يكن مجرد تفوق عسكري، بل منعطفاً استراتيجياً غيّر موازين الصراع، وأعاد رسم معادلة الشرق الأوسط بدماء الشهداء وإرادة المقاومين الأحرار.
منذ اللحظة الأولى للعدوان، راهن الاحتلال على أن غزة ستنهار في أيام، وأن المقاومة ستستسلم خلال أسابيع، لكنه لم يدرك أن هذه الأرض الصغيرة تختزن قلوباً بحجم السماء، وأن من يسكنها ليسوا مجرد أرقام في قائمة الضحايا، بل رجال ونساء يكتبون التاريخ بصلابتهم وثباتهم.
لكن مع مرور الأيام، بدأت حسابات العدو تتهاوى أمام صمود غير مسبوق، فبدلاً من أن ينكسر الفلسطينيون تحت القصف والحصار، ازدادوا تصميماً على المواجهة، وتحولت الأزقة المدمرة إلى معاقل للمقاومة، مما أجبر الاحتلال على إعادة تقييم استراتيجيته الفاشلة.
لم يكن هذا الصمود محصوراً بين غزة والاحتلال فقط، بل امتد تأثيره إلى ميادين المواجهة الأوسع. وبينما كانت المقاومة الفلسطينية تخوض معركتها بشجاعة نادرة داخل القطاع، كانت جبهات الإسناد تبعث برسائل حاسمة من خارج الحدود.
من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى إيران، توالت المواقف العملية، لتتحول المواجهة من حرب محصورة جغرافيًا إلى صراع إقليمي شامل، مما فرض على الاحتلال معادلة جديدة لم يكن مستعداً لها.
على مدار خمسة عشر شهراً، استُخدمت كل وسائل القمع والإبادة الجماعية، حيث استهدف الاحتلال المدارس، والمستشفيات، والأسواق، وحتى الملاجئ، محاولاً إبادة الحياة قبل المقاومة. ومع ذلك، لم يجد العدو أمامه سوى شعب يقاتل الجوع والقصف والتخاذل الدولي، دون أن يتراجع خطوة واحدة عن حقوقه المشروعة.
لكن في لحظة فارقة، وجد الاحتلال نفسه أمام حقيقة صادمة: المقاومة لم تنتهِ، غزة لم تسقط، و”اليوم التالي للحرب” لم يكن يوم انتصار إسرائيلي، بل يوماً فلسطينياً بامتياز.
اليوم، بينما تعم الاحتفالات في غزة، يدرك الجميع أن هذا ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة أكثر حساسية في الصراع. فبرغم الهزيمة المدوية التي لحقت بالاحتلال، لن يستسلم بسهولة، وسيسعى لإعادة ترتيب أوراقه، لكن المقاومة أثبتت أنها لم تعد مجرد كيان داخل غزة، بل باتت جزءاً من منظومة إقليمية أقوى من أي وقت مضى.
لم يعد بإمكان الاحتلال أن يختبر صبر المقاومة أو يتجاهل امتدادها الإقليمي، فالمعادلة تغيّرت جذريًا، وأصبح أي عدوان جديد على فلسطين يعني اشتعال جبهات متعددة.
من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب، إلى الضربات البحرية التي شلّت الملاحة في البحر الأحمر، ومن المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، إلى الغضب الشعبي في الشوارع العربية والإسلامية، كان الرد واضحًا: كل محاولة إسرائيلية لكسر غزة ستؤدي إلى زلزال يضرب الاحتلال من كل الاتجاهات.
لم يكن هذا النصر مجرد إنجاز ميداني، بل إعادة إحياء للأمل بأن فلسطين لن تبقى محتلة إلى الأبد، وأن المقاومة ليست مجرد خيار، بل قدر لا مفر منه في معركة استعادة الحقوق.
لقد أثبت الفلسطينيون، مرةً أخرى، أن الشعوب لا تُهزم بالقنابل، وأن الاحتلال مهما طال، مصيره إلى زوال. فعلى الرغم من الركام، ودموع الأمهات، وصراخ الأطفال، خرجت غزة أقوى وأصلب، وأكثر إيماناً بأن النصر الحقيقي ليس في عدد القتلى أو حجم الدمار، بل في بقاء الإرادة التي لا تنكسر.
اليوم، يحتفل العالم الحر بانتصار غزة، لكن في قلوب المقاومين، هذه ليست النهاية، بل بداية نحو فجرٍ جديد، فجرٌ لا مكان فيه لمحتل، ولا مستقبل فيه لمن اعتقد أن القوة وحدها تصنع التاريخ.
غزة أثبتت أن الدماء تصنع النصر، وأن التضحيات تفتح أبواب الحرية، وأن شعبًا لم ينكسر تحت الحصار، لن ينكسر أبدًا حتى يرى وطنه محررًا من الاحتلال.
هذا ليس مجرد انتصار عسكري، بل إعلان بأن الاحتلال الإسرائيلي بدأ رحلته نحو النهاية المحتومة.