كتب- محمد غايات:

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً تحت عنوان "صناعة البتروكيماويات في ظل التوجه نحو الطاقة الخضراء"، سلط من خلاله الضوء على صناعة البتروكيماويات وخاصة الخضراء منها، وسلاسل القيمة، وأهمية هذا التحول "نحو صناعة البتروكيماويات الخضراء" لما لها من دور مهم في الحد من تداعيات تغير المناخ، بالإضافة إلى التطرق لأهم الفاعلين الرئيسين في صناعة البتروكيماويات، والاتجاهات الحديثة لصناعة البتروكيماويات الخضراء، كما يتطرق التقرير إلى واقع وآفاق صناعة البتروكيماويات الخضراء في مصر، وأبرز المشروعات الكبرى في البتروكيماويات الخضراء في مصر.

وأشار المركز أنه مع تحول العالم نحو مستقبل أكثر استدامة وأكثر اخضرارًا، أصبحت صناعة البتروكيماويات تخضع للتطوير المستمر، لكونها أساسًا لصناعة منتجات متنوعة في حياتنا اليومية، بالإضافة إلى تأثيرها البيئي حيث تساهم في انبعاثات كربونية عالية، وفي ظل الاتجاه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية والعمل على تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، واستجابة الدول للتغيرات المناخية العالمية، ظهر ما يسمى بـ "البتروكيماويات الخضراء" تلك الأكثر اعتمادًّا على موارد الطاقة النظيفة والمتجددة.

وأوضح التقرير ارتفاع الطلب على المواد الأولية التي تعتمد عليها صناعة البتروكيماويات، فووفقًا للوكالة الدولية للطاقة، تدخل البتروكيماويات اليوم في مجموعة واسعة من المنتجات الضرورية للحياة اليومية، حيث توجد في المنازل والمكاتب، والسيارات، وتتضمن بعض الاستخدامات الشائعة للبتروكيماويات: البلاستيك، والألياف الاصطناعية، ومنتجات المطاط، والكيماويات الزراعية، ومواد التنظيف، والمستحضرات الصيدلانية، والمواد اللاصقة، ومانعات التسرب.

وعن مراحل الإنتاج المتسلسلة اللازمة لتحويل النفط الخام والغاز الطبيعي إلى مواد كيميائية عالية القيمة ومنتجات تامة الصنع، تتضمن سلسلة القيمة ست مراحل أساسية، وهي: الاستكشاف والإنتاج، والتكرير والمعالجة، ومعالجة المواد الأولية، إنتاج البتروكيماويات، التسويق والتوزيع، تصنيع وإنتاج البضائع التامة الصنع.

وذكر التقرير أنه وفقاً للوكالة الدولية للطاقة، تعتبر البتروكيماويات عنصراً رئيساً بالفعل في نظام الطاقة العالمي، وتزداد أهمية البتروكيماويات بشكل أكبر، فقد تجاوز الطلب على المواد البلاستيكية – أكثر المنتجات البتروكيماوية شيوعاً- جميع المواد السائبة الأخرى (مثل الفولاذ أول الألومنيوم أو الأسمنت)، حيث تضاعف تقريباً منذ بداية الألفية، كما تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وغيرهما من الاقتصادات المتقدمة حالياً ما يصل إلى 20 ضعف كمية البلاستيك وما يصل إلى 10 أضعاف كمية الأسمدة التي تستخدمها الهند وإندونيسيا والاقتصادات النامية الأخرى على أساس نصيب الفرد، مما يؤكد الإمكانات الهائلة للنمو في جميع أنحاء العالم.

وقد استعرض التقرير بعض من الحلول المحتملة لتحويل صناعة البتروكيماويات إلى خضراء، وتقليل التأثير البيئي للبتروكيماويات في المستقبل الأخضر، حيث يتمثل أحد الأساليب في زيادة كفاءة إنتاج البتروكيماويات، مما قد يقلل من كمية الطاقة المطلوبة، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام التقنيات المتقدمة، مثل تحسين العمليات، واستعادة الحرارة المهدرة، واحتجاز الكربون وتخزينه، فضلًا عن تطوير مواد أولية جديدة أكثر استدامة لإنتاج البتروكيماويات فعلى سبيل المثال يمكن استخدام المواد الأولية الحيوية مثل السكريات النباتية والكتلة الحيوية للنفايات لإنتاج مواد كيميائية وبلاستيكية متجددة، وهذا يمكن أن يقلل من التأثير البيئي للبتروكيماويات عن طريق تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاعتماد على الوقود الأحفوري كما أن هناك أيضًا إمكانية كبيرة لتقليل التأثير البيئي للبتروكيماويات من خلال تحسين إدارة المنتجات عند نهاية عمرها الافتراضي من خلال إعادة التدوير وإعادة استخدام المنتجات البلاستيكية، فضلًا عن تطوير مواد بلاستيكية جديدة قابلة للتحلل بسهولة أكبر في البيئة.

وأشار إلى تسجيل الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات عالمياً ما يقرب من 2.3 مليار طن متري في عام 2021، ويتوقع أن تنمو بشكل أكبر بحلول عام 2030، نتيجة الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيماوية إلى جانب انخفاض استهلاك الوقود السائل المشتق من الوقود الأحفوري في قطاع النقل، الذي بدوره يجعل البتروكيماويات أكبر محرك للطلب على النفط في المستقبل القريب، بالإضافة إلى الإعلان. عن أو التخطيط لإضافات الطاقة البتروكيماوية في الصين والهند وإيران حيث تخطط الصين وحدها لإضافة سعة إضافية تبلغ 134 مليون طن متري سنوياً، لتهيمن على السوق على المدى المتوسط.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية توسع صناعة البتروكيماويات واستهلاكها للمواد الأولية من النفط، حيث تستحوذ على أكبر مساهمة في نمو الطلب على النفط خلال الفترة (2022 – 2028)، وستشكل المواد الأولية الكيميائية ما يقرب من 40٪ من إجمالي نمو الطلب على النفط خلال فترة التوقعات، ويمثل هذا النمو تحديًا كبيرًا للانتقال إلى مستقبل أخضر، حيث أن إنتاج واستخدام البتروكيماويات مصدر رئيس لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث البيئي.

وذكر التقرير أن حجم سوق البتروكيماويات العالمية قُدر بنحو 584.50 مليار دولار أمريكي في عام 2022، بزيادة قدرها 5% مقارنة بالعام السابق، وتشير التوقعات إلى زيادة في سوق البتروكيماويات في السنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة بلغت 7.0% من عام 2023 إلى 2030 نتيجة الطلب على المنتجات من مختلف الصناعات ذات الاستخدام النهائي مثل البناء والمستحضرات الصيدلانية والسيارات، وهو عامل رئيس يدفع إلى النمو.

وعن التوزيع الجغرافي لمبيعات البتروكيماويات عالميًّا، فقد استحوذت الصين على 45.6% من مبيعات البتروكيماويات العالمية خلال عام 2021، كما حصلت الولايات المتحدة الأمريكية على ثاني أكبر حصة من مبيعات البتروكيماويات عالمياً، حيث شكلت 8.4%، وحلت اليابان ثالثاً وشكلت نسبة 6.4%، ثم ألمانيا رابعاً بنسبة 5.7% وكوريا الجنوبية في المرتبة الخامسة بنسبة 4.5%.

وأبرز التقرير استحواذ الصين على نسبة 14.8% من صادرات البتروكيماويات عالمياً خلال عام 2021، تليها الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر حصة من الصادرات، حيث شكلت 9.9%، وتليها في المرتبة الثالثة هولندا حيث شكلت 7.4%، وبالنسبة للواردات فقد شكلت الصين نحو 13.5% من واردات البتروكيماويات العالمية في عام 2021، تليها الولايات المتحدة ثاني أكبر حصة من الواردات حيث شكلت ما يقرب من 10%.

واستعرض التقرير مراحل تطور صناعة البتروكيماويات المصرية منذ 1945، مشيراً أنه مع بداية الألفية الجديدة وتزايد نشاط البتروكيماويات محليًا، تم تشكيل كيان أشمل لتلك الصناعة الواعدة؛ حيث تم إنشاء الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات (ECHEM) في عام 2002 لتنفيذ الخطة الرئيسة للبتروكيماويات لمدة 20 عامًا في مصر؛ بهدف تحسين القيمة المضافة للموارد الطبيعية، بما يضمن أفضل استثمار للمقومات التنافسية المتاحة محليًا لتطوير صناعة البتروكيماويات، بالإضافة إلى الترويج للمنتجات البتروكيماوية في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. وبالفعل نجحت الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات (ECHEM) في تسريع صناعة البتروكيماويات في مصر من خلال تنفيذ عدة مشاريع ضخمة، وفي ظل استجابة صناعة البتروكيماويات لأي تطور وتقنية جديدة، تُعد المرحلة الحالية، هي مرحلة تطويع صناعة البتروكيماويات المحلية للاستجابة للتغيرات العالمية المناخية، والاتجاه العالمي نحو تقليل الانبعاثات الكربونية المتولدة من احتراق الوقود الأحفوري والعمل على تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، للحد من التغيرات المناخية، حيث ظهر ما يسمى بالبتروكيماويات الخضراء تلك الأكثر اعتمادًا على موارد الطاقة النظيفة والمتجددة، هذا التطور لاقى استجابة من الدولة المصرية التي سارعت إلى تدشين العديد من مشروعات البتروكيماويات الصديقة للبيئة والمناخ إذا جاز التعبير.

وعن الوضع الراهن لصناعة البتروكيماويات المصرية، ذكر التقرير أن قطاع البتروكيماويات يُعد من القطاعات الاقتصادية المهمة في مصر حيث يمثل نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي و12% من القطاع الصناعي، مضيفاً أن صناعة البتروكيماويات في مصر تلقت دفعة وقوية وجيدة خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت الطاقة الإنتاجية المحلية للبتروكيماويات لتسجل نحو 4.3 مليون طن سنوياً لعام 2021/ 2022 مقارنة بــ 2.1 مليون طن سنوياً لعام 2015/ 2016، وفي يونيو 2023 كشفت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية عن خطط لاستثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع جديدة للتكرير والبتروكيماويات، من المفترض أنها ستساعد في زيادة الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات بشكل أكبر.

وأوضح أنه لا شك أن قطاع البتروكيماويات المصرية لا يزال يستشرف آفاقًا واعدة للاستثمار، حيث أوضح تقرير الوكالة الدولية "فيتش" ارتفاع السعات الإنتاجية من المنتجات البتروكيماوية المصرية خلال عام 2022، وتبين أن الحصة الكبرى كانت للأمونيا وتليها اليوريا، والميثانول وبولي إيثيلين تيرفثالات، كما توقع تقرير فيتش ارتفاع السعات الإنتاجية من المنتجات البتروكيماوية المصرية خلال عام 2027 مقارنة بعام 2022 لكل من (البولي بروبلين بنسبة بلغت 826.9%، وبولي إيثيلين بنسبة بلغت 532.8%، والإيثيلين بنسبة بلغت 460.5%، والميثانول بنسبة بلغت 74.9%، والبولي إيثلين ثيرفثالات بنسبة بلغت 38.6%، والبولي فينيل كلورايد بنسبة بلغت 33.1%، والأمونيا بنسبة بلغت 8.6%)، بينما سيبقى حجم الإنتاج ثابتًا لكل من (اليوريا، وكلوريد الفينيل، وثنائي كلوريد الإيثيلين، والبوليسترين).

كما تناول التقرير ما شهدته صادرات المنتجات البتروكيماوية من ارتفاع ملحوظ خلال السنوات الماضية، ففي عام 2022 نمت صادرات مصر من الكيماويات بنسبة 22.1% مقارنة بعام 2021، ووفقاً لتوقعات وكالة فيتش فإنه سيستمر ارتفاع صادرات المنتجات البتروكيماوية مع تطوير صناعة البتروكيماويات الموجهة للتصدير، وكذلك صادرات المواد الكيميائية الأساسية.

وقد تم الإشارة خلال التقرير إلى سعي وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية بين عامي 2020و 2035 لتنفيذ 11 مشروعاً جديداً كجزء من استراتيجيتها المحدثة وبرنامجها الوطني لتطوير صناعة البتروكيماويات في مصر.

ويُعَدُّ قطاع النفط والغاز في مصر محركًا رئيسًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تتمحور استراتيجية القطاع حول 3 ركائز رئيسة هي: أمن الطاقة، والاستدامة المالية، وحوكمة القطاع. وتماشيًا مع النهج الشامل للتنمية المستدامة، تم تضمين إزالة الكربون والانتقال إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون ضمن هذه الركائز الاستراتيجية. وبناءً على ذلك، يعمل القطاع على تعزيز أنشطة إزالة الكربون، وتحقيق الدخل من فرص إزالة الكربون، والتركيز على مستوى القطاع على إزالة الكربون. وترتكز خطة وزارة البترول والثروة المعدنية على الأنشطة الرامية إلى دعم إزالة الكربون وتحول الطاقة من خلال ست ركائز رئيسة، وهي: إصلاح دعم الطاقة، والغاز الطبيعي منزوع الكربون لاستكمال الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، وإزالة الكربون (تقليل كثافة الكربون)، والطاقة المتجددة والبتروكيماويات الخضراء، والهيدروجين، كما اتخذت مصر قرارًا استراتيجيًا منذ أكثر من 20 عامًا باستخدام أنواع وقود أنظف وأقل كثافة من الكربون وأكثر صداقة للبيئة، وأصبح الغاز الطبيعي الخالي من الكربون بشكل متزايد هو الوقود المفضل في مصر لاستكمال توليد الطاقة المتجددة، وهو ما يتماشى مع استراتيجية قطاع الطاقة في مصر من أجل تحول الطاقة وتعزيز إزالة الكربون.

ووفق التقرير، ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي في مصر أكثر من ثلاثة أضعاف من السنة المالية 1999/ 2000 إلى 2022/ 2023. وجاءت هذه الزيادة في ضوء رؤية مصر لتنويع مزيج الطاقة لديها، وتعزيز التحول نحو الوقود الأخضر، وتعزيز إزالة الكربون في قطاع الطاقة. كما توسع استخدام الغاز الطبيعي في القطاعات الصناعية الأخرى لزيادة قيمته المضافة، بما في ذلك إنتاج البتروكيماويات والأسمدة.

وأظهرت البيانات أن أكثر القطاعات استهلاكًا للغاز الطبيعي هو قطاع الكهرباء والذي مثل نحو 56% من إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي خلال العام المالي 2022/ 2023، ويليه قطاع البتروكيماويات والأسمدة بنسبة بلغت 16%. كما تلاحظ ارتفاع نسبة استهلاك الغاز الطبيعي في قطاع البتروكيماويات والأسمدة خلال السنوات الماضية، وهو ما يؤكد توفير مصدر صديق للبيئة في هذا القطاع.

والفترة الأخيرة قد شهدت العمل على تنفيذ عدد من المشروعات التي تستهدف إنتاج منتجات بتروكيمياوية صديقة للبيئة، تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 2.1 مليون طن متري من الكربون سنويًا.

وقد أبرز التقرير أهم المشروعات الاستثمارية الحديثة في مجال البتروكيماويات الخضراء:

- مشروع إنتاج حمض البولي لاكتيك (بلاستيك قابل للتحلل)؛ حيث يعتمد المشروع على المخلفات الزراعية والسكر الخام، حيث يستهدف إنتاج حمض البولي لاكتيك بحجم إنتاج 75 ألف طن/سنة، ويُعد المشروع في طور الدراسات الأولية، بتكلفة استثمارية مقدرة بنحو 600 مليون دولار، وسيدخل المشروع مرحلة التشغيل عام 2026.

- مشروع الإيثانول الحيوي بميناء دمياط؛ تنفذه الشركة المصرية للإيثانول الحيوي، باستخدام مادة المولاس المنتجة بشركات السكر المحلية لإنتاج 100 ألف طن سنويًا من مادة الإيثانول الحيوي؛ لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية مع تصدير الفائض.

- مشروع إنشاء الألواح الخشبية من قش الأرز؛ حيث تم تدشين مشروع تكنولوجيا الأخشاب الجاري تنفيذه في مدينة إدكو بمحافظة البحيرة؛ لإنتاج 205 آلاف متر مكعب سنويًا من الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF)؛ لتلبية جزء من احتياجات السوق المحلية وإحلال الواردات، بالإضافة إلى المساهمة في الحد من التلوث البيئي الناتج عن حرق قش الأرز.

- مشروع إنتاج النافتا الخضراء من الطحالب.

- مشروع إنتاج البولي سيلكون بالعلمين.

- مشروع مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس.

- مجمع التكرير والبتروكيماويات بمدينة العلمين الجديدة.

كما أشار التقرير أيضاً إلى وجود مشروعات أخرى تخدم صناعة البتروكيماويات الخضراء، وهي:

- مشروع الأمونيا الخضراء.

- مشروع الميثانول الأخضر.

- مشروع إنتاج مشتقات الميثانول.

- مشروع بولي أسيتال.

- شركة شمال أبوقير للمغذيات الزراعية (مشروع إنتاج سماد نترات الأمونيوم).

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني معلومات الوزراء صناعة البتروكيماويات الطاقة الخضراء إنتاج البتروکیماویات قطاع البتروکیماویات الولایات المتحدة المواد الأولیة إزالة الکربون الغاز الطبیعی بالإضافة إلى مشروع إنتاج بنسبة بلغت بحلول عام استهلاک ا الطلب على ملیون طن خلال عام من خلال عام 2022 عام 2021 فی عام فی مصر

إقرأ أيضاً:

روائح الزمن الماضي.. 9 حرف يدوية بالفيوم تواجه الاندثار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواجه عدد من أصحاب الحرف والمهن القديمة في محافظة الفيوم خطر الاندثار، فهم الذين اعتادوا على تلك الأعمال التقليدية، والتي تعد معظمها من الحرف والمهن اليدوية القديمة، التي تحتاج إلى جهد كبير، ولها طابع خاص، كما أنها تساهم في رسم تاريخ وحضارة وهوية محافظة الفيوم لعراقتها والاحتفاظ بأصالتها، وعلى المدى الطويل أخذت هذه الصناعات التقليدية والحرف اليدوية بالتلاشي بشكل تدريجي حتى باتت نادرة الوجود.

مبيض النحاس

في شارع العامود بإحدي المناطق الشعبية بمدينة الفيوم وهو شارع الحرفيين تجد مهنة  "مبيض النحاس" والذي  كان له دور كبير حتى قبل 20 عاما، و كانت لا غنى عنها في زمانها، فهي مهنة توارت واندثرت مع مرور الزمن إلى أن اختفت تماما مع بداية القرن العشرين، بعدما بدأت تنتشر الأواني المصنعة من الألومنيوم الأخف وزنا والأرخص ثمنا والتي لا تحتاج إلي تبييض، وغيرها من الأواني المصنوعة من الاستانلس والزجاج المطلي والسيراميك والصاج المطلي.

عويس محمود اقدم مبيض نحاس في الفيوم

فعند شراء الأواني النحاسية تتميز بلونها الأحمر الطوبي الداكن، ولكن مع استخدامها تتأكسد وتصبح كما كانوا يطلقون عليها «مجنزة»، أي يميل لون نحاسها الأحمر المجنزر إلى الاخضرار، حتى أصبح الأستالس والسيراميك والزجاج المطلي بديلا للنحاس، والذي يعتبر أكثر صحة فى الاستخدام من النحاس، ومنذ ذلك الوقت بدأت مهنة "المبيض" فى الانقراض حتى اختفت تماما فى وقتنا الحالي، لتصبح مهنة من زمن فات.

فعندما تطأ قدماك بهذا الشارع العريق تجد أقدم مبيض نحاس توارثها من والده وجده قبل قرن من الزمان منذ أن كان عمره ١٤ عاما، وهو «عويس محمود» صاحب السبعين ربيعا يجلس داخل محل متهالك وبه آثار انهيار متأثرا بزلزال ٩٢ لا يتعدى ٥ أمتار على جانب الطريق المار بمقامي سيدي علي الروبي وأبو العدايب في الأزقة الضيقة، رغم كبره إلا أنه تجده يلمّع بعض الأواني البسيطة التي لا يزال محتفظا بها منذ تسعينيات القرن الماضي.

دبغ الجلود 

قبل 70 عاما أنشئت المدابغ في الفيوم وهي المنطقة الأشهر والأقدم بين أحياء الفيوم، هذه المنطقة التي يقطنها نحو 140 ألف نسمة، والتي تعج بروائح الجلود، أطلق عليها الاسم لانتشار صناعة دبغ الجلود بها، ومع بداية الزحف العمراني للمنطقة بدأت الملامح القديمة للمنطقة تتغير، وهو ما قلل فرص انتشار المدابغ، فتناقص وأصبح  لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، ومازالت حتى الآن تحمل مسماها القديم، الذي أطلق عليها نسبة إلى صناعة المدابغ بها، وكان يصنع من الجلود عدة منتجات مثل الأحذية والجواكت الجلدية، والشنط وخلافه. 

ورغم قدم صناعة المدابغ بهذه المنطقة، وانتعاشها الفترات الماضية، إلا أنها بدأت في الاندثار، وبعدما كانت تقترب من 100مدبغة، وصلت الآن إلى أقل من 5 مدابغ في الحي، بسبب ارتفاع الأسعار وذلك بسبب عدم الاهتمام بالصناعة وتطويرها، وكثرة مشكلاتها ومشكلات المنطقة ذاتها، حتى أصبحت المهنة علي وشك الاندثار، متأثرة بالوضع الاقتصادي الراهن، ووقف تصدير الجلود وانهيار السوق المحلي.

دبغ الجلود

 

ضرب الطوب اللبن

في قرية اللاهون التابعة لمركز الفيوم وكذلك مركز إطسا حرفة ومهنة صناعة الطوب اللبن "الني" وهو الاسم الشائع لدى المصري القديم وفي ريف الفيوم منذ قديم الأزل، فهو الطوب النى أو الطوب الأخضر "أى الطوب قبل حرقه والذى يسمى بالأمينة"، والوحدة التى تنتج منه تسمى قالب طوب والوحدة المصنوعة من الطوب اللبن يكون طولها حوالى 30 سم وعرضها 13 سم وارتفاعها حوالى 8 سم أو 10 سم وتسمى عملية صنع الطوب اللبن"ضرب الطوب"، ويفضل دائماً فى صناعة الطوب اللبن أن يتكون فى مكان قريب من مصدر مياه لكى يتم نقل المياه بسهولة أثناء عمل العجينة "خلطة الطوب اللبن".

والطوب اللبن هو نوع من أنواع الطوب البدائي، ويصنع خليطا من التربة والتي تحتوى على الطين والرمل والماء معاَ، وهى أفضل أنواع الترب التي يمكن العمل بها، مع مادة للربط بينهم مثل قشورالأرز أو في بعض الأحيان القش، ويتم تركه لمدة حوالى 25 يوما حتى يجف، ليصنع الطوب منه، ويتم استخدام تلك الطريقة في البلاد التي بها درجة الحرارة عالية، ولا يتوافر الحطب لإشعال الفرن.

 ويقوم الفلاح برش الأرض بالتراب الأحمر الناتج عن استخدام القش وحرقه فى الفرن البلدى الذى تستخدمه النساء فى عملية خبز العيش ويقوم برش الأرض بالقش والتبن ويغطى الطوب بالتراب الأحمر حت يجفف الطوب من الماء ويقوم بتسوية الطوبة بمسطرة من الخشب من أجل تغطية الطوب جيداً بالتراب ولكى تصبح مستقيمة ومضبوطة مثل بعضها، ويضعها في الشمس لتجف وتستخدم في بناء الحظيرة في الاراضي الزراعية وعشش الطيور أعلى المنازل في الريف وكذلك في بناء بعض المصاطب أمام المنازل وبناء الفرن البلدي الذي تقوم من خلاله السيدة الريفية بصنع الخبز، وما زال أهالي القرى في الفيوم يستخدمون الطوب اللبن حتى الآن في البناء والحنين للمظهر الريفي القديم.

ضرب الطوب  اللبن

 

صناعة الأقفاص

تعد صناعة الجريد أو التقفيص، إحدى الصناعات التراثية الريفية البسيطة، التي تشكل مصدر رزق لأكثر الأسر في قرية العجميين التابعة لمركز أبشواي، وفي هذه القرية تتنوع منتجات الجريد بين الأقفاص المستخدمة في حفظ الفاكهة والكراسي وأطقم الحدائق والأسرّة.

ويسخدم صانعو الأقفاص الخشبية بهذه القرية، جريد النخيل، في صناعة الأقفاص ذات الأحجام المختلفة، والتي ينقل فيها الخضراوات من الأراضي الزراعية، إلى أسواق البيع، وهي الأفضل من حيث التأثير الصحي والبيئي، عن الأقفاص البلاستيكية، التي دخلت في منافسة معها، مؤخرا.

صناعة الاقفاص


صناعة حصر البردي والسمار

تواجه صناعة حصير البردي والسمار الاندثار في محافظة الفيوم وتحديدا بقرية العجميين قلعة صناعة الصناعات اليدوية التي كانت تستخدمها الأسرة الريفية قديما حتى تسيعينيات القرن الماضي،  حيث يصنع الحصير البلدي من حشائش البوص'الغاب'، الموجود في المصارف الزراعية، وكان الحصير يصنع قديما بشكل يدوي من حشائش الحلفا التي تنمو طبيعيا دون زراعة، والبوص ذي اللون البيج الفاتح، أما الخيوط التي تربطه فقد صنعت من ألياف الكتان، ويتم شراؤها من منطقة الحسين بالقاهرة'.

وعن طرق تصنيعه يبدأ صانعو الحصر في الصناعة فور قطع الحشائش، وهي خضراء حتى يتمكن من ثنيها يمينا وشمالا، دون أن تتكسر، كما كانوا يستخدمون الحبل الليف، وكان يسمي السدة، وكان طول الحصير من متر وحتى 10 أمتار، حيث كانت تدر على صانعها أموالا كثيرة، لأنه كان يكثر عليها الطلب صيفا وشتاء'، والفرق بين حصر السمار وقرينتها البلاستيكية هو أن السمار نظيف، وأحسن بكتير من البلاستيكي، خصوصا وقت الشتاء، مضيفا: 'هذا بخلاف أنه يتحمل الرطوبة والتراب".
ومع مرور السنوات ظهر السجاد والموكيت، الذي أثر بصورة كبيرة على تراجع مبيعات القرية، لكن ارتفاع أسعار السمار فيما بعد، ووصوله إلى أكثر من 400 جنيه، كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر الصناعة، وأتت على ما تبقى منها فى القرية، فهجرها الشباب تباعا، وبات من يعمل بها العواجيز فقط.
السروج 
في حي الصوفي تلك الحي الشعبي العريق تقع ورش فن صناعة السروج والتي يبلغ عمرها نحو قرن من الزمان توارثتها الأجيال التي يعملون بها حتى أصبحت ورشة واحدة تقاوم الزمن حتى الآن، حيث كانت الدواب في الفيوم هي وسيلة المواصلات الأولي ليس في القرى فحسب بل في المدينة أيضًا، ثم تطور الأمر وظهرت الكارتة فقد تم العثور على صور قديمة للفيوم تظهر سير كارته في الشارع إلى جانب امتطاء البعض للدواب، وكان منظرًا مألوفًا رجلًا يمتطي حمارًا ويسير به في أحد شوارع المدينة، لكن المظهر الأحدث والذي ارتبط بالمكانة الاجتماعية هو اقتناء بعض الأسر للكارته لكن الحنطور كان وسيلة نقل هامة عامة لباقي المواطنين. قبل تسعينيات القرن الماضي وما قبله، فأصبح في الفيوم مع تطورات وسائل المواصلات واقتناء الخيل ورشة واحدة في الفيوم التي تنتج سرج الخيل، والتي تعمل في إنتاج سرج  خيل”الأدب” والفروسية”، حيث يختلف زبون سرج الخيل عن زبون السرج البلدي.. ، حيث يقوم الأول بشراء السرج كنوع من الفخامة للحصان.. فقد يكون مطعمًا بفضة أو بمعدن.. كما أن شغل الخيل مختلف فالذي يصلح لخيل الفروسية لا يصلح لخيل الركوب العادي.. ويتم تصنيع السرج بشكل نهائي بعد استخدام بعض منتجات النجار والحداد وصانع الجلود والمدابغ.. فأنا أصنع داخل الورشة الرأس والسرع، الأصعة ، الفوطة ،الركاب، الزخمة، الحزام، الصدرية.. وغيرها من أدوات.

سروج الخيل


أما عن الألوان المستخدمة، فهناك لونان وهما الأسود والبني من السرج المصنعة من الجلد الطبيعي واللباد.. ويستخدمان دائما لخيل الفروسية.. بينما الألوان الزاهية مثل الأحمر والأزرق والبنفسجي وغيرها.. فهي الألوان التي يفضلها بعض الذين يقتنون خيولًا ويسعون لإضفاء مظهر مميز لخيولهم.. كما يفضل تلك الألوان أيضًا من يتعاملون مع خيل الأدب “الخيل الراقص” مع إضافة بعض الحلي. مثل الخلاخيل والأعقاد للحصان لتحسين مظهره والتباهي به.  كما يزين أيضًا السرج ببعض الخيوط والعقد اليدوية والدلايات.


جدريات الحج والأفراح
يعد فن الرسم على جدار المنازل بريف الفيوم في تسعينيات القرن الماضي وما قبلها من المهن التى انقرضت، ويحاول إحياءها بشكل آخر بعض الشباب على جدران المؤسسات الحكومية والمبان التراثية والسياحية التي تتميز بها المحافظة، والتى لا تزال تحتفظ  حتى الآن بأشكال المنازل البسيطة المبنية بالطوب اللبن، ويحاول ساكنوها تجميل هذا المنزل من خلال دهانه بالألوان وبعض من رسم بعض النقاشات للريف المصري القديم، وإبراز الرسومات المختلفة عليه والمتعلقة بالمناسبات الاجتماعية المختلفة، سواء حج بيت الله الحرام أو ليال الزفاف أو غيرها من المناسبات، التى يحتفل بها أبناء الفيوم بشكل خاص.

فقد اندثرت تلك المهنة في فن الجداريات القديمة، واندثرت مع قدوم الألفينات ومن أبرز الأعمال التي كانت تشتهر بها قرى وريف الفيوم البسيط تعبيرا عن فرحتهم واحتفالهم بالمناسبة، وهي تجسيد رحلة الحجاج، سواء فى رسومات الطواف بالكعبة أو طائرة السفر أو الوقوف بعرفة مع كتابة بعض الجمل الخاصة بمناسك الحج أو العمرة مثل: "لبيك اللهم لبيك" أو "حج مبرور وذنب مغفور"، بالإضافة إلى رسومات الخيول فى ليال "المرماح".


مكواة الرجل 
تقاوم  مهنة مكوة الرجل الاندثار ومن يعملون بمهنة مكوجي الرجل في الفيوم لا يزيد عددهم علي فردين، فهي إحدي المهن التي يتردد عليها أصحاب الثياب البلدي"الجلابية"، وخاصة التي تكون من الصوف لأن أثر مكواة الرجل يكون رائعا مع الأصواف.

ففي أحد الشوارع الشعبية بمدينة الفيوم تجد أقدم مكوجي رجل في الفيوم صاحب الـ79 ربيعا محمد سكران، والذي ورث المهنة عن والده منذ أكثر من ٦٠ سنة، وهو يعمل في هذه المهنة منذ أن كان صبيا مع والده، وعاصر وقت أن كانت أجرة كي الجلابية البلدي تعريفة "نصف القرش" حتي وصلت الآن ٥ جنيهات الجلابية، أيضا ارتفع إيجار المحل من ٣ جنيهات في الشهر ووصل الآن ٣٠٠ جنيه، رغم أنه لا يزيد على 5 أمتار.

المكوة الرجل

فمعظم زبائنه من مستخدمي الجلابية البلدي، وهذا لا يمنع أن يأتي زبائن لكي البدل وغيرها من الملابس الرجالي، ولكن المعظم من مستخدمي الجلابية خاصة من أهل القري، وتعد مهنة مكوجى الرجل من أقدم المهن الموجودة  فى مصر، ولكن بمرور الوقت وبتطور التكنولوجيا ظهرت أشكال أخرى للمكواة، حتى تخلى المكوجية عن مكواة الرجل.

 

المنجد البلدي
تعد مهنة التنجيد من المهن التي لها جذور في تاريخ  الأفراح الريفيه بقرى محافظة الفيوم، فهي مهنة كانت تقوم بها الحضارات القديمة مثل الفرعونية والإغريقية والرومانية، وفي العصر الحديث لا نكاد نجد مكاناً إلا وبه أثر لمهنة التنجيد. فهي تعتبر من أهم المهن التي عرفت في تاريخ العرب، فقبل انتشار تكنولوجيا صناعة الوسائد والمراتب والبطانيات والفرش، لم يكن في المنزل سوى اللحاف كوسيلة للتدفئة والوقاية من برد الشتاء، وكانت هذه المهنة تدخل في مستلزمات تأسيس كل منزل جديد، فأيام زمان كان يخصص عدة أيام قبل الزفاف لكي يأتي المنجد ويقوم بتجهيز الفرش واللحاف والمخدات، كما أن أغلب الأسر الريفية البسيطة كانوا يجددون ما لديهم من مفروشات فيستدعون المنجد إلى المنزل.

المنجد البلدي بالقرى الريفية

وعلى مدى طويل أخذت هذه الصناعات التقليدية والحرف اليدوية بالتلاشي بشكل تدريجي حتى أصبحت “مهنة المنجد”  نادرة الوجود.

٢-2 24bf72e1-97d0-4e1e-8a8e-0af3099df1eb 723f4c18-6319-4290-8fc9-339e8fa9d0ed 3309da0d-c567-4b5b-b933-62c878f0f8c1 1036776 67979134_2333859280038118_6004290698428284928_n 20210216195948594 images (4) images (5)

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ في قفص الاتهام: حرائق لوس أنجلوس تعكس تصاعد المخاطر البيئية
  • مركز معلومات تغير المناخ: عاصفة شمسية قوية تضرب الأرض خلال أيام.. «فيديو»
  • تحذير عالمي بمواجهة تغير المناخ والتهديد النووي
  • خبير بيئي: الاعتراف بحقيقة تغير المناخ ضروري لمواجهة الانبعاثات الدفينة
  • دراسة تكشف سبب تفاقم حرائق لوس أنجلوس: تغير المناخ في قفص الاتهام!
  • وزيرة البيئة ونظيرها الأردني يناقشان خطة عمل «هيئة البحر الأحمر» لمكافحة تغير المناخ
  • روائح الزمن الماضي.. 9 حرف يدوية بالفيوم تواجه الاندثار
  • رئيس الوزراء: الفترة الحالية فارقة للبشرية وهناك تغير جوهري يحدث في العالم
  • معلومات الوزراء: مصر تمتلك فرصا واعدة في قطاع صناعة الأمونيا الخضراء
  • دراسة تحذر من أن تغير المناخ يزيد من خطر الوفيات بسبب الحرارة في المدن الأوروبية