المارثون في كازاخستان: ركض في قلب آسيا الوسطى
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
كازاخستان، دولة آسيوية ذات مناظر طبيعية خلابة وتاريخ غني، قد لا تكون الوجهة الأولى التي تتبادر إلى الأذهان عند الحديث عن الماراثون. ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت كازاخستان نموًا ملحوظًا في شعبية سباقات الماراثون.
مع مجموعة متنوعة من التضاريس التي تتراوح بين السهول الشاسعة والجبال الشاهقة، توفر كازاخستان تحديات فريدة للعدائين.
علاوة على ذلك، يساهم الدعم المحلي والثقافة الرياضية المتنامية في كازاخستان في جذب العديد من العدائين الدوليين. الجماهير الحماسية والتشجيع المستمر من قبل المجتمع المحلي يجعل من المشاركة في ماراثون كازاخستان تجربة فريدة.
ومن بين أبرز الماراثونات في البلاد، يعد ماراثون مدينة الماتي واحدًا من الأحداث الرياضية المتميزة. يجذب هذا الحدث العديد من العدائين المحترفين والهواة على حد سواء، ويعكس التطور الرياضي للدولة.
سواء كان ذلك هو مارثون هونغ كونغ. وماراثون لندن وبوسطن ونيويورك؛ سباق فرنسا للدراجات؛ جائزة سنغافورة الكبرى للفورمولا 1؛ رويال أسكوت في إنجلترا؛ أو جائزة تايلاند الكبرى في بوريرام؛ يجذب كل منها عشرات الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم ويحظى بتغطية صحفية هائلة عبر كل أنواع وسائل الإعلام تقريبًا، ولا يغطي الحدث نفسه فحسب، بل كل ما تقدمه الوجهة أيضًا.
ففي عام 2023، على سبيل المثال، اجتذب ماراثون لندن أكثر من 48 ألف مشارك، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ 40643 الذين شاركوا في عام 2022 وكذلك 42000 الذين شاركوا في عام 2019، قبل كوفيد-19.
وفي ماراثون نيويورك في نوفمبر 2022، شاركت 131 دولة بأكثر من 50 ألف شخص، تمكن 47839 منهم من إنهاء السباق. وفي نوفمبر 2019، تمكن 53,629 شخصًا من 141 دولة من إنهاء السباق مع عدم تمكن 576 شخصًا فقط من إكماله.
في حين أن مثل هذه الأرقام قد تبدو وكأنها حلم بعيد المنال بالنسبة للأحداث الأحدث، إلا أن هناك ماراثون واحد، هو بالفعل الأكبر في آسيا الوسطى، والذي يكتسب زخما سريعا ويجذب كل عام المزيد والمزيد من المشاركين من خارج البلاد – ماراثون ألماتي.
أُقيم ماراثون ألماتي الأول في عام 2012 واستقطب 2500 مشارك، بعد عشر سنوات، واستقبل الحدث 12000 شخص من 40 دولة وجمع حوالي 100000 دولار أمريكي للأطفال المحتاجين.
هذا العام، مع انعقاد ماراثون ألماتي 2023 في 1 أكتوبر وفتح التسجيل في أبريل، وضع المنظمون أنظارهم على أعداد أكبر – سواء من حيث المشاركة أو أيضًا المبلغ الذي تم جمعه للأطفال المحتاجين في كازاخستان.
نناقش كيف سيكون ماراثون ألماتي 2023 مختلفًا عن السنوات السابقة، وعدد المشاركين الذين يستهدفون، وما هي التكنولوجيا الجديدة التي ستعزز تجربة السباق، ومتى من المتوقع إغلاق التسجيل.
نناقش أيضًا الجانب الخيري من ماراثون ألماتي، والمبلغ الذي يأملون في جمعه والغرض من استخدام الأموال.
من التحديات التي تواجهها الشركة من حيث الخدمات اللوجستية، وما إذا كانت هناك غرف فندقية كافية في المدينة وما إذا كانت الفنادق في ألماتي تقدم الدعم الكافي لهذا الحدث، وكذلك كيف تساعد طيران أستانا في الترويج للماراثون وتشجيع الناس على المشاركة فيه. سافر للمشاركة في توسيع أسطولها بطائرات جديدة تحلق إلى وجهات جديدة.
نناقش أيضًا خطط نمو ماراثون ألماتي وكيف يعملون على زيادة عدد المشاركين من خارج كازاخستان، وخاصة من جنوب شرق آسيا، وما إذا كانت الشركة قد دخلت في شراكة مع أي ماراثون في تلك المنطقة لإطلاق مبادرات التسويق المتبادل.
ويمكن للعدائين الاختيار بين المسافة الكاملة البالغة 42.2 كيلومترًا، أو نصف الماراثون (21 كيلومترًا)، أو الجري لمسافة عشرة كيلومترات، أو نسخة رياضة المشي الشمالي، والتي تبلغ أيضًا 10 كيلومترات. وبدلاً من ذلك، من الممكن المشاركة في سباق تتابع الماراثون، حيث يقوم ستة مشاركين من كل فريق بإكمال مسافة الماراثون الكاملة.
يمكن للراغبين في التسجيل لهذا الحدث القيام بذلك على موقع ألماتي ماراثون.
طيران أستانا تقدم خصومات خاصة للمشاركين في ماراثون ألماتي 2023
تقدم طيران أستانا خصمًا بنسبة 10 بالمائة على جميع الرحلات الدولية والمحلية المتاحة في الدرجة الاقتصادية ودرجة رجال الأعمال للمشاركين في ماراثون ألماتي 2023.
تقوم طيران أستانا، باستثناء شركتها التابعة منخفضة التكلفة فلاي أريستان، بتشغيل ما متوسطه 38 رحلة يوميًا من/إلى مطار ألماتي.
تقوم شركة الطيران حاليًا بتشغيل خدمات دولية من ألماتي إلى أنطاليا وباكو وبانكوك وباتومي وبكين وبيشكيك وبودروم ودلهي ودبي ودوشنبه وهيراكليون واسطنبول ولندن (عبر أكتاو) وبوكيت وبودغوريتشا وسيول وطشقند وتبليسي.
تشمل الخدمات المحلية لشركة طيران أستانا من ألماتي: أكتاو، وأكتوبي، وأستانا، وأتيراو، وكيزيلوردا، وأوسكمين، وشيمكنت، وأورالسك.
في الختام، تُعد كازاخستان وجهة متميزة لعشاق الماراثون. من خلال توفير تجربة ركض فريدة وسط المناظر الطبيعية الأسطورية، وبدعم من المجتمع المحلي، تستحق كازاخستان مكانتها على خارطة السباقات العالمية.
http://www.alhakea.com/word/wp-content/uploads/2023/10/WhatsApp-Video-2023-10-15-at-14.33.57.mp4بقلم الكاتب | خالد الوسمي
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: فی ماراثون فی عام
إقرأ أيضاً:
قمة منظمة شنغهاي في أستانا.. التعاون رغم غياب الانسجام
موسكو- انطلقت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، اليوم الأربعاء، أعمال القمة الموسعة الـ24 لزعماء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
وبالإضافة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيحضر القمة زعماء ومسؤولون رفيعو المستوى من 8 أعضاء دائمين آخرين هم: الصين والهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان.
أما الدول المراقبة فهي بيلاروسيا (متوقع أن تصبح عضوا كاملا خلال القمة الحالية) وأفغانستان ومنغوليا، بينما الدول "الشريكة في الحوار" هي تركيا وقطر وأذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وسريلانكا.
ومن المنظمات الدولية، سيحضر القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لرابطة الدول المستقلة سيرغي ليبيديف، والأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إيمان غالي تاسماغامبيتوف، بالإضافة إلى رؤساء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنظمة الإسلامية للغذاء والأمن.
وتتولى كازاخستان حاليا رئاسة منظمة شانغهاي للتعاون، ومن النصف الثاني من العام الجاري ستحلّ الصين مكانها.
وهذه القمة غير مسبوقة من حيث عدد المشاركين، وتكمن أهميتها كذلك في كونها منصة إضافية لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول المشاركة في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية.
نحو حوار نوعيووفقًا للرئيس الكازاخستاني قاسم توكاييف، ستكون من بين أهداف القمة مناشدة المجتمع الدولي "بدء حوار عالمي صادق ومفتوح، وقبول نموذج أمني جديد، وإنشاء نظام أمني جديد وبيئة اقتصادية عادلة وبذل الجهود اللازمة لحماية الكوكب من التلوث".
وستقدم المنظمة أيضًا مقترحات لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية وتحسين رفاهية الإنسان، وستتخذ قرارات تهدف إلى تطوير التعاون البيئي، بما في ذلك حماية البيئة وإدارة النفايات وضمان سلامة مياه الشرب.
ويشار إلى أن نحو نصف سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي للكوكب يأتي من دول هذه المنظمة. ومن هنا تأتي أهمية اللقاءات الثنائية التي شهدتها القمة في يومها الأول، حيث انصبّ التركيز على تعزيز العلاقات البينية المباشرة مع إبقاء الهامش الأكبر للخروج بمواقف واحدة حيال الأهداف التي حددها رئيس كازاخستان للقمة.
وهذا ما أشار إليه مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف؛ حيث من المنتظر أن يتم التوقيع على "إعلان أستانا" ومبادرة "الوحدة العالمية من أجل السلام والوئام العادل" وغيرها من الوثائق.
فضلًا عن الموافقة على مقترحات لتحديث أنشطة المنظمة فيما يتعلق بـ"الحقائق الحالية" حسب تعبيره، والمقترحات المتعلقة بإصلاح الآلية الأمنية، وخوارزميات التفاعل مع شركاء الحوار والدول المراقبة.
ورغم انعقاد القمة في ظروف تشهد تصاعدًا في التوتر بين روسيا والصين من جهة والغرب من جهة مقابلة، فمن غير الممكن الحديث لأسباب موضوعية عن أن منظمة شنغهاي تعبّر عن شكل للمواجهة بين ما يسمى بـ"الغرب العالمي" و"الجنوب العالمي" نظرًا لطبيعة مكوناتها.
فَدول "الجنوب العالمي" المشاركة في القمة غير متجانسة فيما بينها بما يكفي للحديث عن أن المنظمة بنسختها القائمة حاليا يمكن أن تشكل ثقلا مواجها للغرب.
كما أن العديد من هذه الدول تتمتع بعلاقات وثيقة وإستراتيجية مع الدول الغربية الرائدة، كما -على سبيل المثال- الهند مع بريطانيا والسعودية مع الولايات المتحدة.
تحولات هيكلية
يعود تاريخ تأسيس المنظمة إلى عامي 1996 و1997، عندما وقعت 5 دول هي روسيا وكازاخستان والصين وقرغيزستان وطاجيكستان على اتفاقيات لبناء الثقة في المجال العسكري وتقليص القوات المسلحة بشكل متبادل على الحدود.
وانتقلت المنظمة من حل مشكلة التفتت الناجم عن انهيار الاتحاد السوفياتي كترسيم الحدود والأمن الإقليمي، إلى مستوى أعلى من التفاعل القائم على "الثقة والمنفعة المتبادلة، والمساواة، والنقاشات المستمرة للمشاكل، واحترام الحضارات المختلفة، والرغبة في التنمية المشتركة" كما أكدت على ذلك البيانات الختامية للقمم السابقة للمنظمة، وخلافا للأفكار بشأن صراع الحضارات وديمومة عقلية الحرب الباردة كما يقول مراقبون.
إلى جانب ذلك، تعتمد اقتصاديات بلدان المنظمة إلى حد كبير على بيئة آمنة، وهو ما يجعل من "مكافحة الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف" أولوية بالنسبة للمنظمة، كما أشارت لذلك تصريحات مسؤولين من الدول الأعضاء أكثر من مرة.
ومن بين أمور أخرى، تشكّل القمة اختبارًا لـ"الشراكة الإستراتيجية" بين موسكو وبكين في سعيهما لإنشاء ما يسمى بالنظام العالمي "المتعدد الأطراف" الذي لم تعد واشنطن تهيمن عليه. ومع ذلك، فإن هذه القمة ستضع هذه الشراكة على المحك، حيث يسعى كلا البلدين إلى فرض نفوذهما في آسيا الوسطى.
فمع تواصل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تعمل الصين بسرعة على توسيع نفوذها في آسيا الوسطى، وهي المنطقة التي كانت ذات يوم ضمن دائرة نفوذ الكرملين.
ومن بين أبرز الملفات التي من المتوقع أن يتم حسمها في الدورة الحالية، عضوية أفغانستان في المنظمة؛ فحاليا يتمتع هذا البلد بوضع دولة مراقبة في المنظمة ولكن بما أنه لا توجد دولة تعترف بحكومة طالبان، فلا يمكن لممثلي الحركة المشاركة في اجتماعات المنظمة.
وأمس الثلاثاء، قامت كازاخستان بإزالة حركة طالبان من قائمة "المنظمات الإرهابية"، ومن شبه المؤكد أن تقوم روسيا بالخطوة نفسها قريبا، وذلك بعد أن أوصت وزارتا الخارجية والعدل الروسيتان بأن يقوم الرئيس فلاديمير بوتين بإزالة الحركة من قائمة المنظمات المحظورة.
وصرّح الرئيس الروسي في مايو/أيار الماضي بأن "حركة طالبان تسيطر حاليًا على أفغانستان بأكملها، لذلك فإن موسكو ستبني علاقات مع ممثليها على أساس حقائق اليوم".
من هو الكاتب الصحفي عزت إبراهيم المرشح لرئاسة الهيئة العامة للاستعلامات؟