الدفاع عن الضعيف وعدم إيذاء الآخرين، جميعها أخلاقًا حميدة وضوابط مجتمعية ثابتة نشأنا عليها ونحاول غرسها في نفوس أبنائنا. 

هذا هو كل ما قام به آباء الطالب أمير - طالب بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة لغات خاصة – الذي لم يفعل سوى محاولة صد الأذى عن طلاب في المرحلة الابتدائية عندما حاول ثلاثة طلاب بالمرحلة الثانوية – من مدرسة أخرى – إيذائهم أثناء وقوفهم أمام مدرسة اللغات الخاصة يوم الخميس الماضي.

ذهب الطالب أمير – أحد أبناء مدرسة خاصة لغات في محيط منطقة الهرم وفيصل - بكل شهامة للطلاب الثلاثة موضحًا لهم أن إيذائهم لطلاب أصغر منهم ليس بالأمر الصحيح وطالبهم بالابتعاد عنهم، لكنهم قاموا بنهره مما أدى إلى حدوث مشادة كلامية بينهم وتدخل المارة لفض النزاع. 

وقالت أماني والدة الطالب أمير - طالب الصف الثالث الإعدادي – إلى صدى البلد أن نجلها ذهب بعد ذلك إلى مقر درسًا خاصًا له وكأن شيئًا لم يكن. وبعد انتهائه من درسه وهو في طريقه للذهاب إلى منزله، شعر بشخص يمشي ورائه؛ فنظر خلفه وإذا به أحد طلاب الثانوية الثلاثة الذي قد تشاجر معهم قبل ساعات قليلة. 

دفع ثمن شهامته غاليًا

وأوضحت والدة الطالب لصدى البلد، أن أمير سأل الطالب، "لماذا تمشي خلفي؟"، وحينها، لم يرد الطالب بلسانه بل رد بسلاح أبيض "قَطَر" في وجهه مصيبًا الجانب الأيسر منه بجرح بالغ بعمق 2 سم وطول 12 سم أدى إلى ظهور عضم الفك وقطع في العصب مسببًا عاهة مستديمة في الكلام وحركة الشفاه وهو ما يمنع أمير عن تحقيق حلمه بدخول كلية الحربية أو كلية الشرطة. كما أنه مُنِع من الحديث لمدة 3 إلى 6 أشهر.

وأخبرت أماني صدى البلد ، أن "نجلها رأي هؤلاء الطلاب الثلاثة في وقت لاحق من يوم الخميس أمام مدرسته (بعد انتهاء اليوم الدراسي) محاولين إيذاء أحد زملائه بالتشاجر معه وإخراج سلاح من جيبهم لإصابته لكن زميله تنبه للأمر فقام بدفعهم بعيدًا عنه ثم اتصل بأخيه الأكبر الذي أتى إليه مسرعًا مما أخاف هؤلاء (البلطجية) وفروا هاربين ثم عادوا مرة أخرى وقاموا بإيذاء طلبة الابتدائي".

معتادي الإجرام

وأكدت أماني، أنها علمت بعد ذلك أن طالب بالمرحلة الإعدادية في مدرسة نجلها تشاجر مع زميل له في الفصل (نجل مُدرسة بالمدرسة) فطلب من هؤلاء البلطجية المجيء أمام المدرسة لمساعدته في الانتقام من زميله. كما أنها علمت أن هؤلاء البلطجية معتادين على المجيء إلى محيط مدرسة نجلها التي تجاورها مدرسة حكومية. فضلًا عن أنهم معروفين بإيذائهم للآخرين لكنها لا تعلم إذا كان هؤلاء الطلاب من المدرسة الحكومية المجاورة أم من مدرسة أخرى.

وأشارت والدة الطالب أمير إلى أنه تم إبلاغ الشرطة التي تبذل قصارى جهدها لإيجاد المجرم الذي انهى حلم نجلها المستقبلي، لكن لم يتم العثور عليه حتى الآن. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بلطجية

إقرأ أيضاً:

الساحل السوري وانكشاف الزيف الإنساني

يمانيون../
تتوارد الأخبار السوريّة المفجعة: صور ومشاهد يندى لها جبين الإنسانية، مجازر تتنقّل بحسب خطوات القتلة، إعدامات ميدانية مشهودة والتّهمة “علويّ” أو “مسيحيّ”. الساحل السوري أصبح بركة دم مسفوك بسيف التكفير والإرهاب المتعدّد الجنسيات. أطفال ونساء وعُجّز ورجال يتعرّضون لأبشع أنواع التعذيب قُبيل القتل. كلّ هذا يجري في ما يواصل المبتهجون بسقوط النظام السابق رقصهم فوق جثث ضحايا إرهاب النظام الحالي، وينكشف زيف إنسانيّتهم للمرّة الألف: هؤلاء الذين بكوا بحرقة لأجل سجناء صيدنايا يصفقون اليوم لمجازر الإبادة التي تُرتكب بحقّ الأبرياء فقط لأنّ القاتل لا يعادي “أميركا”. هذه الإنسانية المشوّهة العاملة بخدمة الشرّ، هي نفسها التي اختلقت ألف ذريعة تبيح للصهيوني أن يدوس بدباباته فوق أجساد الفلسطينيين في غزّة.

بثّت “العربية” يوم أمس تقريرًا يتحدّث عن توزيع “هدايا رمضانية” على سكان الساحل السوري، ولم يصلها تعداد الضحايا الذين ملؤوا الشوارع والبيوت مغرقين بدمهم. للوهلة الأولى، يشعر المتلقي أنّ تقريرًا كهذا هو اشتراك فعلي بالقتل، فمحاولة التستّر على الجريمة جريمة أيضًا، فما حال محاولة التعتيم التّام على مجزرة لا يوجد في معجم توصيف الوحشية مفردة تفيها وحشيّتها.

وكما العربية، دول وشخصيّات رسمية، عادت سورية وحاربتها طوال سنين بذريعة أنّ النظام فيها يقمع شعبه، تغضّ طرفها اليوم عن جريمة متواصلة، يستهدف فيها القاتل السوريين العُزّل في بيوتهم وأحيائهم، ويستقدم مرتزقة متوحشين من كلّ أصقاع الأرض كي يرتكبوا كلّ ما يمكن من فِعال مجرمة: سبي واغتصاب وتنكيل وإذلال وقتل بمختلف الطرق وبعد القتل تنكيل بالجثث وانتهاك لكل الحرمات!

يتحدّث القتلة عن فعالهم بفخر في فيديوهات لا يخجلون من بثّها على منصات التواصل، ويتبجّح مؤيدوهم بما يسمّونه انتقامًا من “فلول النظام السابق”. لنسلّم جدلًا أنّ هؤلاء الضحايا وبالأخصّ الأطفال هم من مؤيّدي النظام السابق، هل يبيح هذا الأمر التنكيل بهم وقتلهم؟! دعنا من كلّ الشعارات الزائفة التي تمجّد الديمقراطية وحريّة الفكر والاعتقاد، ما الذي قد يبرّر هذا المستوى من العنف، هذا الإرهاب، هذا التطهير الديني والمذهبي؟ وما الذي قد يدفع بالأنظمة والدّول للسكوت عنه بهذا الشكل الذي لا يمكن إلّا أن يكون اشتراكًا في الجريمة؟

وللمفارقة، حين يقوم “مسلم” أو “عربي” أو “ذو أصول عربية” بارتكاب جريمة قتل في الغرب، ولو بخلفية جنائية، يتمّ تحويلها إلى جريمة إرهابية بخلفية دينية أو مذهبية، وتسارع دول وسفارات لتصدير بيانات إدانة وشجب، ويتسابق عربٌ ومسلمون وذوو أصول عربية للتبرّؤ من فعلة الفاعل، وكذلك تسارع منظمات حقوقية لتبرير الإسلاموفوبيا ومداواة المجروحة قلوبهم من المشهد. أما أمام المشهد السوريّ الدامي والواضح، يصمت بعض هؤلاء متجاهلًا المشهد، وبعضهم الآخر يصفّق له أو يجتهد في صناعة المبرّرات والذرائع.

تحدّثت “فوكس نيوز” عن أربعة آلاف قتيل من العلويين والشيعة والمسيحيين في الساحل السوري خلال اليومين الماضيين، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تخطّي عدد الضحايا للألف بين نساء ورجال وأطفال وعجّز. تمتلأ منصّات التواصل بالتسجيلات والفيديوهات المرعبة. وتتردّد أصداء نداءات الاستغاثة وأنّات الاحتضار من شوارع وبيوت الساحل السوري؛ ويصمت الذين ملؤوا الدنيا ضجيجًا في كلّ مرّة تحدّثوا فيها عن النظام السوري السابق! يصمت المنادون بحقوق الإنسان، والمحاضرون بحريّة المعتقد، والمبتهجون بتحرير السجناء مهما كان نوع الارتكاب الذي أدى إلى سجنهم.. يصمت الخطباء الذين كانوا يبلّلون المنابر بدموعهم إشفاقًا على “الأبرياء” في إدلب مثلًا.. يصمت الذين استخدموا كلّ وسائل الإعلام كي يدينوا ارتكابات النظام بحقّ الجماعات التكفيرية على مدى سنوات.. يصمت كلّ هؤلاء، في ما يتدفّق الدم المظلوم المستباح بخلفية دينية ومذهبية.. ما نشاهده اليوم هو ليس مجرّد انكشاف إنسانية مزيّفة وشعارات كاذبة.. ما نشاهده من صمت حيال الأحداث الدامية هذه هو اشتراك ميدانيّ بجريمة تطهير وإبادة، وفي مكان ما قد يكون تحريضًا عليها.
في الساحل السوريّ الآن، رائحة الدم المسفوك أقوى من كلّ الكلمات.. وأقوى من الصمت التعتيميّ والسكوت الذي يدفع القاتل إلى مواصلة جريمته.

موقع العهد الإخباري – ليلى عماشا

مقالات مشابهة

  • “مدرسة جميلة” ومربيٍ فاضل هو (ابن) سرحتها الذي غنى بها
  • الساحل السوري وانكشاف الزيف الإنساني
  • مدرب سيدات يد الأهلي: التتويج بكأس السوبر دافع للفوز بكل البطولات
  • هالة المثالية وهم الرموز
  • الزوارق الحربية الإسرائيلية تقصف ساحل بحر غزة
  • تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب
  • أمير منطقة جازان يزور سوق البلد الرمضاني بمدينة جيزان
  • كذب وراء العدسة.. سيدة تفبرك قصة تحطيم الشرطة لسيارتها فى العبور
  • أب يقيّد طفليه بسلاسل حديدية والشرطة تتدخل لإنقاذهما
  • مصطفى بكري ناعيا اللواء أحمد أبو طالب: رحل الإنسان الذي عرفت فيه كل معاني المروءة